البديل : فورن بوليسي: مفاوضات مصر مع صندوق النقد أشبه بدراما تليفزيونية

[محمد زنادة]

فورن بوليسي: مفاوضات مصر مع صندوق النقد أشبه بدراما تليفزيونية

قالت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية إن المفاوضات المصرية بشأن القرض مستمرة منذ نحو عامين، وإنه تخللها العديد من الجوانب الدرامية، مشبهة مفاوضات مصر مع صندوق النقد الدولي بمسلسل "الجريء والجميلات"، فرغم طول عدد حلقاته وتشابه أحداثه، فقد قام المخرج بتغيير الشخصيات حتى لا يمل المشاهد، وهو ما حدث في التغيير الوزاري، على حد وصف المجلة.

وأشارت إلى أن أعضاء الحكومة يخرجون ليعلنوا عن قرب التوصل إلى اتفاق ثم تخرج تصريحات أخرى تنفي هذا الكلام، وتحليلات لاقتصاديين تؤيد القرض، وأخرى تحذر منه وتعتبره حبلا يلف على رقبة البلاد والضحايا هم الفقراء، إضافة إلى الضغط على مصر من أجل رفع الدعم عن الوقود والسلع الغذائية الأساسية، ثم نفي من الحكومة المدعومة من جماعة الإخوان خوفا من إثارة غضب الشارع ضدهم.

وقالت المجلة إن آخر حلقات هذا المسلسل هي تغيير أعضاء الوفد المصري المفاوض ووقوع الاختيار في التعديلات الوزارية الأخيرة على وزير مالية متخصص في الاقتصاد الإسلامي ووزيري التخطيط والاستثمار اللذين أتيا من جماعة الإخوان.

وحول التعديل الوزاري الجديد، قالت المجلة إن وزير المالية الجديد "فياض عبد المنعم"، هو أستاذ اقتصاد إسلامي حاصل على الدكتوراة، فإنه يفتقر لخبرة السوق الحقيقية، وقد تم تعيين "يحيى حامد"، الذي كان يعمل في مجال التسويق والمبيعات في شركة "فودافون"، وزيرا للاستثمار.

وفي تعجب كبير من المجلة، تقول "لا أحد يعلم الطريقة التي تم النظر بها لخبرة حامد ليتم تعيينه باعتباره الشخص المكلف بتطوير وتسهيل الاستثمارات المحلية والأجنبية في البلاد".

ورأت المجلة الأمريكية أنه في مكافأة سياسية أكثر فظاعة، تم تعيين "عمرو دراج"، القيادي بالحزب السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، وزيرا للتعاون الدولي، بينما هو يحمل دكتوراة في ميكانيكا التربة والأساسيات.

وبحسب المجلة، فإن قرار تغيير طاقم الوفد المفاوض كان قرارا خاطئا، وقد يؤدي بالأمور إلى الأسوأ لأن الأعضاء الجدد يبدون كأنهم فاقدون للخبرة وليس لديهم من الأدوات ما يؤهلهم لهذه المهمة.

وباختصار فإن السلطات قلبت المفاوضات مع صندوق النقد رأسا على عقب، وهذا من شأنه أن يكون سيئا بما فيه الكفاية، فإذا استمتعت لنصيحة أي مدرب رياضي سيقول لك إنها ليست فكرة جيدة على الإطلاق أن تغير خطا بكامله عشية مباراة كبيرة"، وتضيف أن ما يجعل الأمور أكثر سوءا، أن أولئك الأعضاء الجدد غير مجهزين بل غير مستعدين للمهمة المقبلة، إن دراما المفاوضات مع صندوق النقد الدولي لا تزال تشهد شخصيات جديدة، ولنرى إذا كانت ستنتهي.

المصدر: