العودة   الموقع الرسمي للاعلامي الدكتور عمرو الليثي > الأقسام العامة > القسم الاخباري
إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-21-2010, 09:40 AM
اسامه فؤاد اسامه فؤاد غير متواجد حالياً
إداره الموقع
 

Post إلي متي سنظل نشاهد الوطن وهو يحترق؟





إلي متي سنظل نشاهد الوطن وهو يحترق؟



نتكلم كثيرا ولا نفعل شيئا، النقد مباح ولا نضع حلا، والحل موجود ولا نسعي لتفعيله، النار تشتعل ونحن لا ندري، الخطر محدق ونحن نلهو، الوطن في خطر وما أحلي الحديث عن الوطنية. الانتماءات القبلية والدينية تتصاعد والانتماء للوطن يتآكل.. إلي متي نترك الأمور كهذا إلي المنتهي؟ ويالوعتي لو كان هذا المنتهي هو نهاية الوطن، الأمر جد خطير ولا يحتمل هزلا، فهل سنعيد السيناريو هو هو مع العلم أننا قد مللنا هذا السيناريو؟ وهل سنكرر نفس الأفعال النظرية نكتب ونتحدث عبر الاعلام بوسائله ونطرح الحلول التي قد حفظناها عن ظهر قلب.. أم أن حادث نجع حمادي يجب بل يفرض علينا وفورا أن نحول الكلام والتحليلات إلي خطة عمل سريعة جدا علي أن يقوم كل طرف بواجبه حيث إن الجميع مسئول والكل مدان؟ فحادثة نجع حمادي هي حادثة فارقة ستغير علي أرض الواقع أشياء وأشياء، لأنها هي الحادثة الأولي من الحوادث والأحداث التي نصفها بأنها طائفية حيث إنها تكون بين مسلمين ومسيحيين، من حيث إنها حادثة بين مسيحيين ومسلمين ولأنها حادثة شرف وما أدراك ما هو الشرف في العرف القبلي والتراث الصعيدي، وهي حادثة جماعية حيث لم تختصر لمواجهة بين شخص وشخص أو بين عائلة وعائلة ولكن امتد الصراع بين كل المسلمين وكل المسيحيين (وإن كان الكل بالمعني النسبي الذي يخص المنطقة). وهي حادثة إرهابية لأنها قد قام بها أشخاص لتصفية بشر لاعلاقة لهم بأي واقعة أو حادثة والقتلة لا يعرفون من يقتلون كما أن القتلي لا علاقة لهم بالقاتلين ولا ذنب لهم لكي يقتلوا ولأنهم مقصودون لأنهم مسيحيون، أيضا إنها حادثة فارقة لأنه ولأول مرة يغضب الشباب المسيحي نتيجة لهول وبشاعة الجريمة ونذالتها علي المستوي الإنساني والأخلاقي والقانوني والديني، ولكن الغضب قد تجاوز المعتاد وقام الشباب المسيحي بتكسير المستشفي والمحلات وحرق السيارات، الشيء الذي فاجأ الجانب الآخر فتم تبادل الشغب وهذا الخطر كل الخطر والتصعيد المتوقع والأهم هو تحول رد الفعل السلبي الذي كان طوال السنوات الماضية من ناحية الأقباط إلي رد الفعل الايجابي أي أن العنف قد أصبح متبادلا بين الطرفين وهذا يعني أن المناخ الطائفي الذي كنا ومازلنا ننبه إلي خطورته منذ حوالي العشرين عاما الماضية قد تحول إلي سلوك طائفي أفرز تعاملا طائفيا علي قاعدة مسلم ومسيحي بدلا من مصري ومصري والأخطر أن هذا السلوك قد تصاعد إلي مواجهة طائفية وهذا هو الخطر الحقيقي المحدق بالوطن، فلن يجدي ولا ينفع تكرار المعالجة النظرية التي اعتدناها وفقط، ولكن الآن هي ساعة العمل علي أرض الواقع وفي الشارع السياسي وبين الجماهير، ولما كانت الحلول قد أصبح الحديث عنها ممقوتا ومملا فالحل علي كل لسان ويطرح في كل الأوقات من قبل كل الاتجاهات، فلابد من تطبيق القانون وتغيير الخطاب الديني الاسلامي والمسيحي، حيث أصبح خطابا رافضا للآخر بل يزدري دين الآخر، وهنا أركز علي دور المؤسسات الدينية تحديدا لأنها هي المؤسسات وللأسف التي قد أصبحت مسيطرة وقائدة وموجهة ومشكلة للفكر العام ولسلوك العامة من هنا وهناك، وذلك نتيجة للمتاجرة التي أصابت الوطن والتي استملحها الجميع وهي المتاجرة بالأديان، والمتاجرة هذه لا علاقة لها بالايمان الصحيح وهو ما وقر في القلب وصدقه العمل أو ذلك الايمان الذي يراه الناس فيمجدون أباهم الذي في السموات.. ولكن الايمان النظري الذي أنتج تدينا شكليا تاه في الشكل وبعد عن الموضوع تمسك بالظاهر وترك الباطن، متاجرة وتدين شكلي من أجل الوجاهة التي ارتبطت بالدين ومن أجل المكسب المادي بطرق كثيرة ومعروفة ومن أجل ادعاء بطولة وزائفة من خلال دغدغة عواطف المتدينين، فالبطولة الآن أن يكون الشخص لابسا لباس الدين رافضا لدين الآخر ومزدريه داعيا إلي كراهيته مؤكدا كفره والحاده ولا مانع من زيادة الحديث عن الاضطهاد في الجانب المسيحي والادعاء بالبطولة لنيل حقوق الأقباط ولا مانع من الدعوة إلي الاستشهاد حيث إن الكنيسة المصرية هي كنيسة الشهداء.. وحيث إن المجمع المقدس هو من الرهبان الذين لا ولد لهم ولا زوجة يرعونها، فهم الآن قد أخذوا من مباهج الحياة وزينتها ولامانع من ضمان الوصول للسماء، والوصول هذا للأسف قد أصبح طريقة استثمار والمتاجرة بمشاكل الأقباط والتي لا ينكرها أحد والتي يجب أن تحل فورا ولكن عن طريق الدولة وفي ظل القانون وليس عن طريق الكنيسة وفي ظل رجال الدين، هنا لابد من مواجهة حقيقية دون مجاملة ودون نفاق سياسي واجتماعي.
فليعود رجال الدين إلي ثكناتهم في المسجد والكنيسة، فليخرج الأقباط من قوقعة الكنيسة التي وقعوا فيها جسديا ونفسيا، فلتعلم الدولة أنها دولة المصريين مسلمين ومسيحيين وأنها المسئولة عن المواطن والوطن بالدستور والقانون وليس رجال الدي من هنا وهناك، فلنفعل الدستور ونطبق القانون دون هوادة ولا خوف، وكفي مغازلة الشارع باسم الدين، فالتدين الشكلي سببه المتاجرون بين المسلمين والمسيحيين وأيضا أركان النظام الذين يرتعدون من الإخوان والكل يزايد دينيا علي الشارع، فأين المادة الأولي للمواطنة في الدستور وما هي دلالة المادة الخامسة من الدستور التي تمنع خلط الدين بالسياسة؟ وما علاقة الكنيسة مثلا بالتوريث وما هي صلاحيات البابا الكنسية والدينية، بل الدستورية والقانونية في الاصرار علي تأييد جمال مبارك؟ ولماذا الاصرار علي تسريب تلك الزعامة الدينية علي أن تكون سياسية للأقباط وهذا في صالح من؟ ولماذا ترضي الدولة وتتدلس عي هذا الفعل الحارق للأخضر واليابس في هذا الوطن؟ الكلام كثير وكثير، ولكن بشاعة الحادثة وشناعتها وفجرها، يجعلني أتوقف عند موقفين وإن كانت المواقف كثيرة وكثيرة، الأول وعلي غير العادة في مثل هذه الأحداث ومن يوم صباح العيد 7 يناير وحتي كتابة هذا المقال وكم المحادثات التي وصلتني علي مستوي الجمهورية من إخوتي المصريين من المسلمين، أقسم بالله العظيم أنها مشاعر قد ساعدتني بل اعادت لي الأمل في مصر الوطن بالرغم من ضبابية الأجواء، فقد كانت المشاعر مصرية وطنية شريفة ومسلمة حقيقية تعي اسلامها، خاصة كانت مكالمات الأصدقاء الاعزاء عبدالرحمن الأبنودي والفنان صلاح السعدني والاستاذ عادل حمودة وغيرهم كثير فمهما كان الأمر فمصر مازالت هي مصر القادرة علي احتواء أي موقف بعمل وجهاد أبنائها الموقف الثاني. هو موقف الأقباط من المواطن المصري القبطي اللواء مجدي أيوب محافظ قنا، فلا أعلم هذا الكم من الهجوم عليه وتحميله مسئولية أحداث نجع حمادي، ولا أعلم كيف؟ فهل كان كل المحافظين الذين حدثت مثل تلك الأحداث في محافظاتهم مسئولين هم فقط؟ وهل هذه الاحداث هي نتيجة لمناخ طائفي له أسبابه ومسبباته أم يكون المحافظ وحده مسئولاً عن هذا المناخ؟ هذه هي مسئولية الجميع لا الحكومة وحدها ولا الأمن وحده بل المؤسسات الدينية والتعليمية والإعلامية والأحزاب والمجتمع المدني والنخبة والحكماء وكل محب لهذا الوطن وكل مؤمن حقيقي للاسلام أو المسيحية.. وهنا أرجو ألا يكون الهجوم علي المحافظ القبطي الذي هو مصري، ويتعامل من هذا المنطلق أولا وأخيرا وهذا يحسب له، أرجو ألا يكون الهجوم من باب المتاجرة بمشاكل الأقباط، فهم يطالبون بمحافظين ورؤساء جامعات ومعيدين كليات أقباط ولما تم تعيين محافظ وهذا أعلي وأهم موقع قد رأينا الجميع وبداية من البابا حتي أسقف نجع حمادي وصولا للمتاجرين بالقضية يهاجمون المحافظ وأنا هنا أتصور أن تعيين محافظ قبطي قد أزعجهم، حيث إن هذا يعني أن المشاكل في طريقها للحل، وعندئذ ماذا يبقي لهم حتي يتاجروا به وفيه وكيف يتنازلون عن زعامات وهمية وأدوار مشبوهة ومنفعة غير شرعية، أرجو ألا يكون هذا هو السبب فالمحافظ قد قام ويقوم بدور رائع في محافظة من أهم وأخطر المحافظات وشعب قنا يعلم مصرية هذا المحافظ المصري الوطني، حيث إننا لانحتاج محافظاً قبطياً أو وزيراً قبطياً نحن نحتاج إلي محافظ ووزير مصري مصري نظيف يحمي مصلحة الجماهير ومصلحة الوطن الذي نتمني أن يظل وطنا لكل المصريين.


المصدر/ صحيفة الفجر


أخبار عالمنا
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع