كلاهما قليوبية.. وكلاهما يشرب مياهاً ملوثة.. بس دى «برادعة» ودى «ميت نما»

[اسامه فؤاد]

كتب هبة عبدالحميد مياه الصرف الصحى تغرق منازل القرية

فى انتظار طائر الموت أو كارثة تحولهم إلى ضحايا يعيش سكان منطقة ميت نما فى القليوبية، وتسيطر عليهم حالة من الخوف والقلق بسبب انهيار منازلهم بفعل مياه الصرف الصحى، حيث يعانون عدم وجود خط صرف صحى فى القرية، ويعتمدون فى المقابل على خزانات الكسح.
الأهالى أكدوا اختلاط مياه الشرب بمياه الصرف الصحى، وإصابة أكثر من ٥٠ منهم بحمى التيفود دون أن يعرف عنهم أحد شيئا، وهو ما أرجعه الأهالى إلى التعتيم الذى تمارسه بعض المستشفيات خوفا من المساءلة، وحتى لا تعرف وسائل الإعلام وتنتشر الكارثة مثلما حدث فى البرادعة.
الوضع فى القرية لا يقل فى خطورته عما يحكيه الأهالى، حيث يعيش فى القرية أكثر من ١٥٠ ألف نسمة، يشربون من مياه ترعة الشرقاوية الملوثة بمياه «الطرنشات».. محمد شعيب حامد، أحد سكان القرية، فقد إحدى قدميه منذ أكثر من ٥ أعوام نتيجة حادث سيارة مما يجعله عاجزا عن الخروج من المنزل، حيث لا يستطيع ممارسة رياضة القفز فوق برك المياه، كما اعتاد سكان المنطقة للوصول إلى منازلهم.
محمد قال: «بيتى الذى دفعت فيه تحويشة العمر مهدد بالانهيار نتيجة غرقه الدائم فى مياه المجارى التى تطفح وتغرق الشارع».
تراكم مياه الصرف الصحى لأكثر من أسبوع فى شوارع ميت نما لم تقتصر أضراره على هلاك المنازل بل تعدى ذلك إلى إصابة العديد من السكان بالأمراض الجلدية والمعوية نتيجة اختلاطها بمياه الشرب، كما أكد منصور محمد «أحد السكان»، الذى قال: «يعانى طفلى الصغير من افتقاد البروتين فى البول، الأمر الذى كان يهدده بالإصابة بالفشل الكلوى نتيجة شرب المياه الملوثة كما أكد لى الأطباء».
وأضاف: رغم أن المستشفى المحجوز فيه ابنى بالمجان فإننى أنفقت أكثر من ٧ آلاف جنيه حتى الآن، والحمد لله استطعنا أن ننقذه فى الوقت المناسب لكنه لايزال تحت الرعاية فى المستشفى.
الأمر نفسه عانت منه «أم عاطف» التى تسكن فى شارع الحرمين فى ميت نما، حيث رقدت فى مستشفى حميات القليوبية منذ أكثر من ١٥ يوما متأثرة بحمى شديدة فى المعدة نتيجة شرب المياه الملوثة، حسب تأكيدها. وقالت: نعيش فى قرية البرادعة الثانية لكن المسؤولين يرفضون الإعلان.
وأكد د. أسامة أحمد البحيرى، إخصائى باطنى، أن أعداد الوفيات والإصابة بالأمراض الكبدية والكلوية زادت بمعدلات خطيرة فى القرية، وقال: أكثر من ٧٠% من المرضى الذين يترددون على عيادتى مصابون بأمراض الفشل الكلوى أو الكبدى. الحلم الذى يراود كل فرد فى ميت نما هو أن ينتهى مشروع الصرف الصحى فى المنطقة، الذى بدأ منذ عام ٢٠٠٤ وتوقف فى ٢٠٠٥ ولا يعرف أحد سبب توقفه.
وقال نشأت محمود، محام من سكان القرية: فوجئنا بالمواسير والعدد والآلات التابعة لهيئة الصرف الصحى بدأت تحفر فى عدة شوارع، ووقتها فرح الجميع آملين انتهاء مشاكلهم مع «طفح الطرنشات» ومع الأسف لم تدم هذه الفرحة إذ توقف المشروع لكنهم تركوا لنا الآلات فى الشارع.

[احمد مختار]

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .