العودة   الموقع الرسمي للاعلامي الدكتور عمرو الليثي > الأقسام العامة > المنتدى الإسلامى
إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-21-2013, 03:55 PM
safy nada safy nada غير متواجد حالياً
مشرف
 

افتراضي الشهداء احياء عند ربهم يرزقون

فى سورة آل عمران عند الحديث على قتلى "أحد" نجد القرآن الكريم يقول: (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) [آل عمران:169]، العندية: مكانهم عند الله، هذا وصف خاص. يرزقون: هذا رزق خاص. (فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ) [آل عمران:170-171].


للشهداء مكانة خاصة، والفقه الإسلامي على أن الشهيد أرفع الناس درجة بعد الأنبياء والصديقين، وأن الشهادة درجة يرفع الله إليها من يتخير من عباده، فهي منحة وليست محنة، إذا أراد الله أن يرفع درجة إنسان اختاره شهيدا.


جاء رجل إلى الصلاة والنبي -صلى الله عليه وسلم- يصلي، فقال حين انتهى إلى الصف: اللهم آتني أفضل ما تؤتي عبادك الصالحين. فلما قضى النبي -صلى الله عليه وسلم- الصلاة قال: "من المتكلم آنفا؟" فقال الرجل: أنا يا رسول الله. قال: "إذا يعقر جوادك وتستشهد".


هذا أفضل ما يؤتيه الله عبدا صالحا، أن يقتل في سبيله، فالشهادة إذن مكانة خاصة لناس يريد الله أن يرفع درجتهم، ولذلك يقول الله في شهداء أحد: (وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ) [آل عمران:140].


لكن، مَن الشهيد الذي يستحق هذه الدرجة الرفيعة، وهذه المكانة السنية عند الله؟ من هو؟ أهو كل قتيل في معركة؟ لا. إن اليهودي الذي يقتل فوق الأرض العربية معتديا غاصبا يريد أن يطوي الرسالة المحمدية، وأن يجهز على التاريخ الإسلامي هذا القتيل كأي لص يسطو على بيت فيطلق عليه الرصاص فيذهب إلى النار، وبئس القرار! ليس كل قتيل في معركة يعتبر شهيدا.


وقد أوضحت السنة أن الشهداء لهم تعريف خاص، تتبعنا هذه التعريفات للشهداء فوجدنا أولها: "من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله ". من اعتنق الحق، وأخلص له، وضحى في سبيله، وبذل دمه ليروي شجرة الحق به، فهذا شهيد.


شهيد آخر هو الذي يأبى الدنية، ويرفض المذلة والهوان، فإن الله سبحانه وتعالى جعل العزة للمؤمنين، فإذا حاول أحد أن يستذلك فدافِع، إذا حاول أحد أن يجتاح حقك فقاوم. جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله! أرأيت إن جاء رجل يريد أخذ مالي؟ قال: "فلا تعطه مالك". قال: أرأيت إن قاتلني؟ قال: "قاتلة"، قال: أرأيت إن قتلني؟ قال: "فأنت شهيد" قال: أرأيت إن قتلته؟ قال: "هو في النار".


وجاء في السنن أيضا: " من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد ". فالمسلم ينبغي أن يتشبث بحقوقه، وأن يدافع عنها، وألا يجعل الدنية صفة له، بل ينبغي أن يحافظ على حقه الأدبي والمادي.


وليس معنى الحفاظ على الحق المادي والأدبي أن يكون الإنسان حريصا على الحياة، أو حريصا على الوجاهة في الدنيا، لا؛ ليس هذا هو المطلوب، وإنما حدث أن النبى -صلى الله عليه وسلم- قال للأنصار: "ستكون أثرة وأمور تنكرونها" قالوا: يا رسول الله! فما تأمرنا؟ قال: "تؤدون الحق الذي عليكم، وتسألون الله الذي لكم". ومعنى ستجدون أثرة بعدى: ستعيشون في مجتمع لا يعطيكم حقكم ولا مكانتكم.


ما معنى تؤدون الحق الذي عليكم؟ افرض أنى في مجتمع جائر، هل أخون؟ لا. أؤدي ما علي كاملا وأطلب من الله الأجر، وهو حسْبُ كل مؤمن ووكيله.


يلحق بالشهداء أيضا من مات حرقا، من مات غرقا، من مات مبطونا، من مات مطعونا. عددٌ من المصاير الفاجعة التي تصيب الناس، والأصل في هذا ما جاء في الحديث الشريف: "ما يصيب المسلم من نصب، ولا وصب، ولا همّ، ولا حزن، ولا أذى، ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه". فإذا مات مؤمن في حادث من هذه الحوادث المحزنة المتعبة فهو يلحق عند الله بالشهداء!.


لكن هل الشهداء تستوى منازلهم عند الله؟ لا. وإن كانت الشهادة -فعلا- ختاما حسنا لحياة الإنسان، إلا أن الناس الذين استشهدوا درجات: (انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآَخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا) [الإسراء:21].


وفى حديث عمر بن الخطاب -رضي الله تعالى عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "الشهداء أربعة رجل: رجل مؤمن جيد الإيمان لقي العدو فصدق الله حتى قتل، فذاك الذي يرفع الناس إليه أعينهم يوم القيامة –هكذا، ورفع رأسه حتى وقعت قلنسوته. يقول الراوي: فلا أدرى قلنسوة عمر أراد أم قلنسوة النبي، صلى الله عليه وسلم- قال: ورجل مؤمن جيد الإيمان لقي العدو فكأنما ضرب جلده بشوك طلح من الجُبْن، أتاه سهم غرب فقتله، فهو في الدرجة الثانية؛ ورجل مؤمن خلط عملا صالحا وآخر سيئا، لقي العدو فصدق الله حتى قتل فذلك في الدرجة الثالثة؛ ورجل مؤمن أسرف على نفسه لقي العدو فصدق الله حتى قتل، فذلك في الدرجة الرابعة".


الناس درجات، والحساب الإلهي دقيق، والناقد بصير، فيجب أن ننقب في أنفسنا، وأن نعلم مَن نعامل.


الشهداء الذين ذهبوا إلى الله -على اختلاف أماكنهم ودرجاتهم- لهم نماذج في التاريخ القديم والحديث، وما أحوج الأمة الإسلامية إلى هذه النماذج! ما أحوجها أن تعرف من رجالها الكبار! ومن أبطالها الذين تأخذ منهم الأسوة! ذلك لأن أعداء الإسلام ما طمعوا فيه، ولا نالوا منه، ولا تجرؤوا عليه، إلا لأن أمتنا ثشبثت بالحياة على الأرض، وأخلدت إلى الهوى والشهوة، وقاتلت على الحطام الفاني، ونافست فيما لا وزن له عند الله.


يقول التاريخ: إن الدولة الفارسية برغم أنها هزمت في "القادسية" وسقطت عاصمتها بقيت تقاوم مقاومة عنيدة حتى خشي على بقاء الإسلام هناك، فدخل عمر بن الخطاب -رضي الله تعالى عنه- المسجد، وتفرس في الصفوف؛ ليختار قائدا من المصلين يبعث به إلى "فارس" فنظر فإذا "النعمان بن مقرن" -رضي الله عنه- يصلي، فذهب إليه و قال له: يا نعمان، أريد أن أستعملك في عمل. فقال له النعمان: إن كان جابيا فلا. أي: إن كنت تريد أن تبعثني لأجيء بمالٍ، فلا. فقال له: بل بعثتك لتقود جبهة المسلمين في فارس، فقال: نعم.


وذهب النعمان ليقود المعركة الحاسمة في "فارس"، المعركة التي أجهزت على النفوذ الفارسي تماما، وأخمدت أنفاسه إلى الأبد، وتسمى المعركة في التاريخ معركة "نهاوند". الرجل قبل أن يهجم قال للمسلمين: إني هازٌّ لوائي ثلاثا، وإني داعٍ فأمِّنوا، ودعا فقال: اللهم ارزق المسلمين نصرا، وارزقنى فيه الشهادة!.


الحقيقة أنى تأملت في المعركة واستغربت! يقول المؤرخون: إن المعركة بلغ من ضراوتها وكثرة ما سفك من دم فيها أن الخيل كانت تنزلق على الصخر من كثرة ما سفك من دم! وقاد النعمان بن مقرن المعركة، وأصيب بجرح قاتل وسقط، ولكنه سقط حيا، وقاد المعركة رجل آخر من المسلمين، وانتصر المسلمون، وجاء البشير إلى النعمان وهو جريح يقول له: انتهت المعركة. قال: على من الدائرة؟ قال: على أعداء الله. فحمِدَ اللهَ، ومات!.


انظر إلى الرجل القائد -خِرِّيج المسجد- الراكع الساجد، الرجل الذي أبى أن يذهب في منصب ينتظر أن يغنم منه شيئا، أو يفيد منه خيرا، واشترط على الخليفة عُمر -أول ما حدَّثه- ألَّا يذهب في منصب من هذه المناصب، ثم لما دعا -ناس كثيرون قد يفكرون في أن يعودوا إلى بلدهم ليجنوا ثمرة النصر الذي أحرزوه، تلتف حولهم الجماهير، يهتفون لهم، يهنئونهم، يضعون الألقاب وراء أسمائهم، النعمان احتقر هذا كله- طلب النصر للمسلمين، والشهادة للنعمان!.


ولذلك لما جاء البشير إلى عمر بن الخطاب بالنصر سأل عمر: ما فعل النعمان؟ قال: قتل، فخرج إلى الناس فنعاه إليهم على المنبر، ووضع يده على رأسه وبكى. هذا شهيد من قادتنا.


إن الشهادة شيء ينبغي أن يقدر فعلا، لماذا؟ لأنها دلالة وفاء لمبدأ، واحترام لعقيدة، وافتداء لإيمان، كما قال أحد الشعراء قديما وهو يرثى شهيدأ مات:
وَقَدْ كَانَ فَوْتُ الموتِ سَهْلَاً فَرَدَّهُ *** إِلَيْهِ الِحفَاظُ المـُرُّ وَالخُلُقُ الوَعْرُ
تَرَدَّى ثِيَابَ الــمَوْتِ حُمْرَاً فَمَا أَتَى *** لها الليْلُ إلَّا وهْيَ منْ سُنْدُسٍ خُضْرُ


إن الشهداء هم سادة الحياة، وملوك الآخرة، وينبغي لأمتنا أن تعرف مَن قتلوا، ومن استشهدوا، وأن يكون عرفانها لهم لا تقديرا لأشخاصهم -مع أن التقدير واجب وفرض- ولكن ليعلم الباقون أن طريق الحياة والمجد هو في هذا المسلك!. قال أبو بكر -رضي الله عنه- لخالد بن الوليد -رضي الله عنه- وهو يبعثه مقاتلا: احرص على الموت توهب لك الحياة!.



والشهداء هنا-كما أوضحنا- كل مؤمن بالله، صادق الايمان، صحيح العقيدة، وفي لربه، وأدى ما عليه، وحمى مقدساته، واستبقى الأرض بعده أرضا إسلامية يصيح المؤذن فوقها بكلمات التوحيد، وتكبير الله وتمجيده، يستبقي الأرض بعده أرضا إسلامية كما أسلمها إلينا عمر بن الخطاب وعمرو بن العاص -رضي الله عنهما-، نسلمها نحن لمن بعدنا أرضا إسلامية، وجْهُ الإسلام فوقها نضير، وتاريخه فوقها كبير. أولئك هم الشهداء، وأولئك الذين يجب أن نحتفل بذكراهم، وأن نعلم أولادنا تاريخهم، وأن تكون سيرهم أمام أعيننا.

ولقدثبت أن بعض المؤمنين وهم الشهداء أحياء ينعمون في الجنة بعد وفاتهم.
جاء ذلك في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، فمن الكتاب قوله تعالى: (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون)[آل عمران:169]
ومن السنة ما ثبت في صحيح مسلم عن مسروق قال: سألنا عبد الله بن مسعود عن معنى هذه الآية (يعني الآية المتقدمة) فقال: أما إنا سألنا عن ذلك، فقال: أرواحهم في جوف طير خضر، لها قناديل معلقة بالعرش، تسرح من الجنة حيث شاءت، ثم تأوي إلى تلك القناديل، فاطلع إليهم ربهم اطلاعة فقال: هل تشتهون شيئاً؟ فقالوا: أيَّ شيء نشتهي ونحن نسرح من الجنة حيث شئنا؟ ففعل ذلك بهم ثلاث مرات، فلما رأوا أنهم لن يتركوا من أن يسألوا قالوا: يا رب نريد أن ترد أرواحنا في أجسادنا حتى نقتل في سبيلك مرة أخرى. فلما رأى أن ليس لهم حاجة تركوا.
قال القرطبي: ولا يتعجل الأكل والنعيم لأحد إلا للشهيد في سبيل الله بإجماع من الأمة، حكاه ابن العربي.
وأما غير الشهيد فإنما يعرض عليه مقعده في الجنة؛ إن كان من أهلها، حتى يبعث يوم القيامة.
ففي الصحيحين واللفظ للبخاري عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده، إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة، وإن كان من أهل النار فمن أهل النار، فيقال: هذا مقعدك حتى يبعثك الله يوم القيامة.

التوقيع: ليه الواحد ساعات يكون متضايق وتعبان

ليه ربنا اعطى البشر نعمة النسيان

علشان الكل يقوم من النوم مبسوط وفرحان

انسى الالم والحرمان وتمتع بنعم الرحمن

ان حسيت انك تعبان عليك بتلاوة القران***
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع