إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-12-2013, 05:54 PM
safy nada safy nada غير متواجد حالياً
مشرف
 

افتراضي الصبر على البلاء

الصبر فضيلة يحتاج إليها المسلم في دينه ودنياه، وهو الذي يشعُّ للمسلم النور العاصم من التخبُّط، والهداية الواقية من القنوط، قال : «الصَّبْرُ ضِيَاءٌ»[1]. وعلي الإنسان أن يستعدَّ للحوادث الجسام دائمًا.

والصبر يعتمد على حقيقتيْن؛ أولاهما تتعلَّق بطبيعة الحياة الدنيا، فهي دار امتحان وتمحيص، وليست بدار جزاء. والحقيقة الأخرى تتعلَّق بطبيعة الإيمان، قال تعالى: {أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} [العنكبوت: 2، 3].

والصبر من معالم العظمة وإشارات الكمال، ومن دلائل هيمنة النفس على ما حولها، كما أنه من عناصر الرجولة الناضجة والبطولة الفارعة، ومن ثَمَّ كان نصيب القادة من العناء والبلاء مكافِئًا لما أُوتُوا من مواهب، ولِمَا أدّوا من أعمال، سُئل أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلاءً؟ قَالَ: «الأَنْبِيَاءُ، ثُمَّ الصَّالِحُونَ، ثُمَّ الأَمْثَلُ فَالأَمْثَلُ مِنَ النَّاسِ» فاختلاف أنصبة الناس من الجهد والتبعة والهموم الكبيرة يعود إلى طاقاتهم في التحمُّل والثبات.
طبيعة الحياة الدنيا
اقتضت حكمة الله أن تكون حياة البشر على ظهر هذه الأرض مزيجًا من السعادة والشقاء ، والفرح والترح ، واللذائذ والآلام ، فيستحيل أن ترى فيها لذة غير مشوبة بألم ، أو صحة لا يكدرها سقم ، أو سرور لا ينغصه حزن ، أو راحة لا يخالطها تعب ، أو اجتماع لا يعقبه فراق ، كل هذا ينافي طبيعة الحياة الدنيا ، ودور الإنسان فيها ، والذي بيَّنه ربنا جل وعلا بقوله :{إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا }(الإنسان 2) .
ضرورة الصبر
ولهذا فإن خير ما تواجه به تقلبات الحياة ومصائب الدنيا ، الصبر على الشدائد والمصائب ، الصبر الذي يمتنع معه العبد من فعل ما لا يحسن وما لا يليق ، وحقيقته حبس النفس عن الجزع ، واللسان عن التشكي ، والجوارح عن لطم الخدود ونحوها ، وهو من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد ، وقد ذُكر في القرآن في نحو تسعين موضعاً - كما قال الإمام أحمد - وما ذاك إلا لضرورته وحاجة العبد إليه .
أنواع الصبر
والصبر أنواع ثلاثة صبر على الأوامر والطاعات حتى يؤديها ، وصبر عن المناهي والمخالفات حتى لا يقع فيها ، و صبر على الأقضية والأقدار حتى لا يتسخطها ، وهذه الأحاديث القدسية في النوع الثالث من أنواع الصبر وهو الصبر على أقدار الله المؤلمة .
عند الصدمة الأولى
والصبر النافع الذي يترتب عليه الثواب والأجر ويؤتي ثماره وآثاره في نفس العبد - كما جاء مصرحاً به في الأحاديث - هو ما كان في أول وقوع البلاء ، بأن يفوض المؤمن أمره ويسلمه إلى أحكم الحاكمين وأرحم الراحمين ، ويستسلم لأمره وقضائه ، فإن للمصيبة روعة تهز القلب ، وتذهب باللُّب ، فإذا صبر العبد عند الصدمة الأولى انكسرت حِدَّتها ، وضعفت قوتها ، وهان عليه بعد ذلك استدامة الصبر واستمراره ، وقد مر النبي - صلى الله عليه وسلم - بامرأة تبكي عند قبر ، فقال لها : ( اتقي الله واصبري ، قالت : إليك عني فإنك لم تصب بمصيبتي ، ولم تعرفه ، فقيل لها : إنه النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فأتت باب النبي - صلى الله عليه وسلم - فلم تجد عنده بوابين ، فقالت : لم أعرفك ، فقال : إنما الصبر عند الصدمة الأولى ) رواه البخاري ، قال بعض الحكماء : " العاقل يصنع في أول يوم من أيام المصيبة ما يفعله الجاهل بعد أيام " .
وأما إذا تضجر وتبرم في أول الأمر ، ثم لما يئس صبر لأنه لم يجد خياراً غيره ، فإنه يكون بذلك قد حرم نفسه من أجر الصبر وثوابه ، وأتى بما يشترك فيه جميع الناس ، فلا فائدة من الصبر حينئذ .
صبر واحتساب
وقد جاء عن عمر رضي الله عنه قوله : " ما أصبت ببلاء إلا كان لله عليَّ فيه أربع نعم : أنه لم يكن في ديني ، وأنه لم يكن أكبر منه ، وأني لم أحرم الرضا به ، وأني أرجو الثواب عليه " ، فجعل انتظار الثواب على البلاء من أسباب تخفيفه ، ونقله من دائرة المصائب التي توجب الصبر إلى دائرة النعم التي تستحق الشكر ، وكان نبينا - صلى الله عليه وسلم - يسأل الله اليقين الذي تهون معه المصائب ، فقلما كان يقوم من مجلس إلا ويدعو بهؤلاء الدعوات : ( اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك ، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا ) رواه الترمذي .
وإذا كانت مقادير الله نافذة على العبد رضي أم سخط ، صبر أم جزع ، فإن العاقل ينبغي أن يصبر ويحتسب ويرضى بقضاء الله حتى لا يحرم الأجر والمثوبة ، وإلا جرى عليه المقدور وهو كاره ، قال علي رضي الله عنه : " إنك إن صبرت إيماناً واحتساباً ، وإلا سلوت سلو البهائم " ، وعزَّى رجلاً في ابن له مات ، فقال : " يا أبا فلان إنك إن صبرت نفذت فيك المقادير ، ولك الأجر ، وإن جزعت نفذت فيك المقادير ، وعليك الوزر " .
وقد بينت هذه الأحاديث عظيم الجزاء للصابرين المحتسبين ، وأن الصبر من أعظم أسباب الفوز بجنة الله ورضوانه .
وما كان الله ليؤذيك بل لأنه يحبك ...
وفي الحديث (( إن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم ، فمن رضي فله الرضى ومن سخط فله السخط )) رواه الترمذي و قال حديث حسن
فهذه بشرى لك إن صبرت .. ((وعظم الجزاء من عظم البلاء )) رواه الترمذي و قال حديث حسن
فتذكر هذا وضَعه نصب عينيك
فالبلاء السهل له أجر يسير
والبلاء الشديد له أجر كبير
فيا عبد الله لا يكن في صدرك حرج على أقدار الله بل ارض بها واعلم أن الدنيا ليست طويلـــــــة !
فلا تنكص على عقبيك في وسط الطريق وتقول أنت لست بملزوم بالصبر
وأنت إن تعبت وأوذيت ... فهذه الحياة ما هي إلا أيام وتزول
فاصبر حتى يأتي الله بأمره
واستمسك بدينك .. واثبت على الطريق .. واستعن بالله الواحد الأحد .قال الله جل وعلا ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)) آل عمران - 200الصبر عن المعصية والمصابرة على الطاعة والمرابطة على كثرة الخير وتتابعه والتقوى يعم ذلك كله .

ومِن ثَمَّ كان المتعرِّض لآلام الحياة يدافعها وتدافعه، أرفعَ عند الله درجاتٍ من المنهزم القاعد بعيدًا، لا يخشى شيئًا ولا يخشاه شيءٌ. إنَّ مصاعب الحياة تتمشَّى مع هِمَمِ الرجال علوًّا وهبوطًا، والإسلام يحمد لأهل البلوى وأصحاب المتاعب رباطة جأشهم، وحسن يقينهم، ولا يعنيه من الآلام والمتاعب إلاَّ ما تنطوي عليه من امتحان يجب اجتيازه بقوة وتسليم، {مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ} [النساء: 147].

إنَّ التريُّث والمصابرة والانتظار خصال تتَّسق مع سنن الكون القائمة ونُظُمه الدائمة؛ ولأن الزمن ملابس لكل حركة وسكون في الوجود، وجب المصابرة وإلاَّ اكتوينا بنار الجزع، ثم لم نُغَيِّر شيئًا.

أنواع الصبر

والصبر أنواع: صبر على الطاعة، وصبر على المعصية، وصبر على النوازل. فالصبر على الطاعات أساسه أن أركان الإسلام اللازمة تحتاج في القيام بها والمداومة عليها إلى تحمُّل ومعاناة، قال تعالى: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا} [طه: 132]. أمَّا الصبر على المعاصي فهو عنصر المقاومة للمُغَوَّيات، التي بُثَّتْ في طريق الناس، قال : «حُفَّتِ الْجَنَّةُ بِالْمَكَارِهِ، وَحُفَّتِ النَّارُ بِالشَّهَوَاتِ»[3].

وهناك الصبر على ما يُصيب المؤمن في نفسه، أو ماله، أو منزلته، أو أهله، وتلك كلها أعراض متوقَّعة، هيهات أن تخلو الحياة منها! غير أن على المسلم أن يحتمي بالله ويلجأ إليه؛ حتى لا يزيغ يقينه، ولا يضعف دينه، مع دوام التذكُّر أن كلَّ ما لدى الإنسان إنما هو مِلك لله، يستردُّه متى شاء؛ فرباطه به أوثق، وحقُّه فيه أسبق، وعلى الإنسان الصبر والاحتساب.





التوقيع: ليه الواحد ساعات يكون متضايق وتعبان

ليه ربنا اعطى البشر نعمة النسيان

علشان الكل يقوم من النوم مبسوط وفرحان

انسى الالم والحرمان وتمتع بنعم الرحمن

ان حسيت انك تعبان عليك بتلاوة القران***
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع