العودة   الموقع الرسمي للاعلامي الدكتور عمرو الليثي > الأقسام العامة > القسم الرياضي
إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-11-2010, 05:27 PM
الصورة الرمزية على الشامى
على الشامى على الشامى غير متواجد حالياً
إداره الموقع
 

افتراضي الساحر جوزيه يكتب:عندما بصق في وجهي روماريو..!وذكريات الاهلي

ها أنا على موعد جديد مع جنوب أفريقيا، لقد زرتها أكثر من مرة، لكنني هذه المرة سأكتفي بأن أتابع ما يجري على ارضها في المونديال عبر شاشات التلفزيون، مثل مليارات البشر في العالم.
ومن المؤكد انه الحدث الاعظم في السنوات الاخيرة في كرة القدم على الاقل.
فلا أحد ينافس او يماثل الافارقة في عشقهم الجنوني للكرة، لذلك فان بطولة كأس العالم 2010 الاولى في افريقيا ستتميز بشيء مؤكد وهو الاجواء الكرنفالية الرائعة، وفي عدد الجماهير وفي الرقص والالوان والاغاني والهتافات... ستكون المباريات أشبه بحفلة جميلة.
لقد زرت جنوب أفريقيا خمس او ست مرات، واكتشفت هناك عقلية الناس، وكيف يحبون ويعيشون كرة القدم. اكتشفت ان تلك المستديرة الصغيرة اشبه بظاهرة جنونية هناك وأنه لا غنى عنها لأهل البلد.
ذهبت هناك مع النادي الاهلي المصري يوم 8 ديسمبر 2001 في مباراة الذهاب لنهائي دوري ابطال افريقيا، وهي البطولة التي كانت غائبة عن الاهلي منذ 14 عاما ولمن لا يتذكر، كانت هذه المرة الاولى التي دربت فيها النادي الاهلي.
صادفتنا الصعوبات لدى وصولنا، لكننا كنا قد جهزنا انفسنا للمباراة، وجمعنا كل المعلومات المطلوبة عن المنافس، وشاهدنا عدة أشرطة له.
وفي اليوم الذي سبق المباراة، جلست كالمعتاد اتصفح الجرائد المحلية لارى المكتوب عن الفريقين، وطالعت احدى الصحف لاكتشف ان النادي الافريقي لديه تعويذة يتفاءل بها ويعتقد انها تجلب له الحظ، وكانت التعويذة عباره عن قزم!

المهم أننا وصلنا الملعب، وتركنا حقائبنا في الغرفة ونزلنا الملعب لنعاين المدرجات والجماهير وارضية الملعب. الطريف اننا في الطريق الى هناك مررنا على غرفة صان داونز، وفجأة لمحت أمام باب الغرفة التعويذة الخاصة بهم، القزم!
كنت أدرك ان الافارقة يؤمنون بشدة بالقوى الغيبية، وكل ما فعلته وقتها انني رببت على رأسه بمودة وسألته كيف حالك روماريو؟
وفوجئت برد فعله، فقد بصق في وجهي، وسبني، وارتسم الغضب على وجهه.
بعد ان انهينا الجولة الاستطلاعية داخل الملعب، عدنا الى غرفة الملابس ثانية لنتأهب للنزول لبدء المباراة، واثناء عودتي لم اقاوم نفسي ووجدتني اتجه نحو القزم، لكنني هذه المرة لم ألمس رأسه على الاطلاق حتى لا اثيره.
وسألت روماريو هل انت غاضب مني؟
وفوجئت ان ثورته تضاعفت ومعها تضاعفت اهاناته لي. وتقدم صان داونز في الشوط الاول ولكننا سيطرنا في الشوط الثاني، وخاصة في آخر نصف ساعة، وكنا نتناقل الكرة بيننا بمفردنا، وكان بامكاننا احراز ثلاثة او اربعة اهداف اخرى، واستطعنا تحقيق التعادل بعد أن كنا مهزومين بهدف.
وادركت الجماهير مدى تفوقنا، وانقلب ايمانها بالقزم الى سخط وغضب وهتفت "القزم أصابنا بالنحس"..!
وادركت عندها سبب ثورة القزم (التعويذة) فقد كان لمسي رأسه معناه زوال سحره وتأثيره، حسب اعتقاد الافارقة، لذلك انقلب الحظ الى نحس، وانقلب السحر على الساحر .


المرشحون

يمتاز كارلوس كيروش مدرب المنتخب البرتغالي الحالي عن بقية مدربي المونديال الحالي في انه ليس غريبا عن جنوب افريقيا، او كرة القدم فيها، فقد درب منتخبها ونجح في التأهل معهم إلى نهائيات كأس العالم 2002، لكنه لم يكمل المشوار بسبب خلافاته مع اتحاد الكرة هناك، ما دفعه لتقديم استقالته.
وهذه المرة يعود كيروش الى جنوب افريقيا، لكن هذه المرة مدربا للمنتخب البرتغالي.
لا اخفيكم سرا أنني امتلك تذكرة مباراة البرتغال وكوت ديفوار، لكنني لن اتمكن من الذهاب لمشاهدة المباراة بسبب ارتباطي مع نادي الاتحاد السعودي، وسأكتفي بمشاهدة المباراة في التليفزيون، واعتقد ان ذلك هو المتاح لي وكل ما أستطيعه، لأنني سأكون يوم 26 من هذا الشهر في مدينة جدة السعودية. لأبدأ جولة جديدة في مسيرتي الاحترافية، جولة يتزايد فيها عشقي للمغامرة، وتتزايد معها مستويات الادرينالين في جسدي، واعتقد انني ستفوتني مشاهدة بعض المباريات، واعتقد ايضا اننا سنشهد شيئا جديدا في هذه البطولة، لكن من الصعب توقع البطل في ظل تعدد القوى الكروية.
فهناك اسبانيا بطلة اوروبا، وهناك المرشح المعتاد والدائم البرازيل، الى جانب الارجنتين وايطاليا .
وفي اعتقادي ان المنتخب الانجليزي سيكون منافسا شرسا وهو يسعى كي يحقق بطولة ويضيفها الى البطولة الوحيدة التي كسبها على ارضه عام 1966.
ولا يمكن ان نغفل المانيا برغم افتقادها لجهود نجمها بالاك.
هناك ايضا البرتغال وهولندا، ورغم ان الكثيرين يرشحونهما للمنافسه، الا انه يبدو ان قدرهما الا يتخطيا الدور قبل النهائي.
وفي اعتقادي ان المنتخبات الافريقية تملك حظوظا جيدة أيضاً، وستقدم كرة رائعة بفضل الاجواء المحيطة بها وبحكم الارض والجماهير، لكن الفوز ببطولة كبيرة مثل كأس العالم يستلزم تغيير عقلية اللاعبين.
انظر كمثال الى صامويل ايتو كابتن منتخب الكاميرون، لقد طرد من المباراة الودية ضد البرتغال رغم انه يجب ان يكون مثالا يحتذى به لزملائه، لأنه الأكثر خبرة، فقد فاز بكأس دوري ابطال اوروبا، والدوري الايطالي وكأنه بطل اسطوري يسير على القمر.


الجزائر

بالنسبة للمنتخب الجزائري فانه ايضا ينبغي ان يكون واقعيا في تطلعاته، ويكفيه انه الممثل الوحيد العربي في المونديال.
الجزائريون لديهم منتخب قوي جسمانيا، ويتمتع افراده بلياقة بدنية عالية ساعدتهم على ان يكونوا الأكثر قوة ونزعة هجومية بين بقية المنتخبات العربية.
لكن يتبقى ان يثبت الجزائريون وجودهم في المونديال، لكني بكل أمانة لا اعلق امالا كبيرة على المنتخب الجزائري كي يحقق شيئا في المونديال.
فالفريق يلعب عادة على اخطاء المنافسين، لكن في بطولة بحجم كأس العالم فان المنتخبات المشاركة لا ترتكب عادة اخطاء قاتلة.
واعتبر ان انجلترا هي زعيم هذه المجموعة، واعترف انني ارى ان فرص المنتخب الامريكي في الفوز بالمركز الثاني اقوى بكثير من المنتخب الجزائري، وقد يقدم المنتخب الامريكي عروضا جيدة في تلك البطولة التي ما كان يجب أن يغيب عنها المنتخب المصري.
لقد قلتها اكثر من مرة بان التفكير في المال هو السبب في فشل المصريين في التأهل لكأس العالم 2010، وذلك عندما اختاروا اللعب مع المنتخب العماني في عمان، مما وضع جهدا كبيرا وتوترا على اللاعبين ادى الى خروج الاهلي من بطولة دوري ابطال افريقيا، والى اجهاد القوام الأساسي للمنتخب المصري من لاعبي الأهلي، ما ادى الى هزيمته 3/1 في الجزائر.
كان هذا هو الخطأ الاكبر رغم ان مصر تملك أفضل منتخب افريقي، وعدداً من أفضل اللاعبين في القارة.
وكنت سأسعد بالتأكيد بمشاركة المنتخب المصري في المونديال بنفس درجة سعادتي بتأهل المنتخب البرتغالي، خاصة انني ارى المصريين جديرين بذلك قياسا بالعروض الرائعة التي قدمها منتخبهم في كأس الامم الأفريقية الأخيرة.
لقد كان درسا قاسيا للمصريين عنوانه "المال ليس كل شيء في الحياة" وهو درس ينطبق عليهم تماماً.



هدف سيد

في كرة القدم هناك اخطاء لها ثمن فادح، ومن المؤكد ان كأس العالم الحالي سيحتوي على بعضها، فهذا جزء من طبيعة واثارة كرة القدم، وهو نفس ما يحدث في الحياة، لذلك فان الفوز ينحاز لصالح الفريق الاكثر تركيزا حتى لو كان اقل مستوى او موهبة. ومع ذلك فان الفريق الذي يسعى للفوز يعتمد بالاساس على قدرات لاعبيه، والمبادرة في اللعب، وعلى قناعة اللاعبين بإمكانياتهم.
وما زلت اتذكر تلك الحادثة التي وقعت في مباراة الذهاب في دوري ابطال افريقيا مع صان داونز.
كان سيد عبدالحفيظ احد اللاعبين الاساسيين في النادي الأهلي، وكان قد أحرز قبلها هدفاً في أحد الفرق التونسية من منتصف الملعب تقريباً وذلك في الدور قبل النهائي في نفس البطولة، صعدنا بفضله للدور النهائي، لأننا كنا قد تعادلنا معهم في القاهرة بدون أهداف. وهو هدف سيظل في ذاكرتي طويلاً لأنه ينم عن شجاعة ذلك اللاعب.

المهم أننا كنا في مباراة صن داونز متخلفين بهدف، وانتصف الشوط الثاني وسط محاولات من المنافس لتعزيز الهدف ولكن بدون جدوى.
وكنت قد طلبت من سيد عبد الحفيظ بين الشوطين تسديد الكرة بطريقة معينة من الجناح، وأكدت له أنه سيحرز هدفاً، وتشكك سيد ولكنه لم ينطق بكلمة، وتشكك اللاعبون أيضاً، فقلت لهم لنجرب ونرى.
والتزم سيد بتعليماتي، ونفذ اللعبة مرتين، ولكن التوفيق لم يحالفنا، وفي اللعبة الثالثة سكنت الكرة الشباك لنتعادل في تلك المباراة، ونفوز في مباراة العودة ونحرز البطولة بعد طول غياب.
ما أريد أن أقوله بمناسبة كأس العالم أن المهم أن يقنع المدرب لاعبيه، لأن ذلك هو طريق الانتصار، وأن يترك مسافة للإبداع لدى لاعبيه، لأن الكرة لعبة المفاجآت والتوقعات. لقد كان منافسنا يومها مسيطراً على المباراة، لكنني زرعت في نفس سيد اليقين أنه سيحرز هدفاً وهو ما تحقق بالفعل.
أتمنى أن نعيش جميعاً قصة حب رائعة مع كرة القدم في جنوب أفريقيا، كرة تنتصر للمهارات والمتعة والعلم والإبداع، كرة لا مجال فيها لأقزام يجلبون سوء الحظ!
التوقيع:


رد مع اقتباس
قديم 06-12-2010, 09:15 AM   رقم المشاركة : [2]
احمد مختار
مشرف عام
الصورة الرمزية احمد مختار
 
إرسال رسالة عبر مراسل Yahoo إلى احمد مختار
افتراضي

مشكور على عالطرح الطيب


التوقيع:


احمد مختار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
جوزيه, روماريووذكريات


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع