العودة   الموقع الرسمي للاعلامي الدكتور عمرو الليثي > الأقسام العامة > القسم الاخباري
إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-24-2012, 02:22 AM
محمد زنادة محمد زنادة غير متواجد حالياً
مشرف عام
 

Post "صحيفة الخميس" تكشف :الأسباب الحقيقية لانسحاب الدكتور محمد البرادعي من سباق الرئاسة

"صحيفة الخميس" تكشف :الأسباب الحقيقية لانسحاب الدكتور محمد البرادعي من سباق الرئاسة







الأمريكان باعوه.... الإخوان خانوه.... ومستشاروه أقنعوه بالانسحاب الآن وفورا

لا تملك شيئا تجاه الدكتور محمد البرادعي إلا أن تحترمه وتقدره وتجل موقفه وتثني عليه.
لقد تعرض الرجل لما لا يطيقه بشر منذ ظهوره الأول علي الساحة السياسية في مصر... لكنه لم ينحن ولم ينثن... ولم يتراجع... يقول كلمته حتي لو أغضبت من يقفون إلي جواره ويناصرونه... يقول ما يعتقد أنه صواب حتي لو خالفه الرأي من يؤيدونه ويتحملون من أجله النقد والهجوم والتشهير.
إنه ولا مبالغة ضمير الحياة السياسية في مصر... لم نصدقه عندما قال إنه لا يريد منصبا، ولا يطمع في سلطة... تخيلنا أنه جاء إلي مصر بعد أن أنهي عمله كمدير للوكالة الدولية للطاقة الذرية كي يحصل علي مكافأة نهاية الخدمة... وأن يختم حياته برئاسة دولة كبيرة وعظيمة مثل مصر، وكأن الأمر كان سهلا وفي متناول اليد.
صمتنا عندما أقدم نظام مبارك بقوته وجبروته وتكبره وغروره وأدواته الباطشة وأقلامه الفاضحة علي نهش لحم الدكتور البرادعي والخوض في عرض أسرته... وكأننا لم نر ولم نسمع... لا لشيء إلا لأننا كنا نختلف مع الرجل... ولا نرضي عن الطريقة التي يعمل بها.
كان البرادعي وحده هو من يري الصورة بنقاء.. كل من رآه قبل عام من الآن وهو ينزل الشوارع ويطوف بالحارات يتحدث مع المصريين عن التغيير، كان يعتقد أنه واهم... فالنظام بآلته الأمنية الجهنمية لن يتركه... لكنه كان يصدق حلمه.. ويعتقد في صواب ما يذهب إليه.
قال إن هذا النظام لابد أن يزول... وزال... قال إن مبارك لابد أن يسقط وسقط... واجه البرادعي النظام في عز قوته وجبروته... لم ينتظر إلي ما بعد السقوط ليتحدث عن أمجاده وصولاته وجولاته مثل آخرين... فعل الصواب رغم أن الجميع-إلا قليلا -كان ينظر إليه علي أنه مجرد مجنون حالم ورمانسي.
الآن يعود الدكتور البرادعي إلي سابق عهده... يفعل ما لا يتوقعه أحد... يقرر أنه ينسحب من سباق المرشحين للرئاسة... قالوا إنه مرشح الأمريكان... وقالوا إن الإخوان يدعمونه... وقالوا إنه استطاع أن يجيش جيوشا من الشعب تدعمه بعد موقفه من الثورة....لكنه وقبل كل ذلك أو بعده قرر أن يفعل ما يري أنه الصواب.
الجميع يلهث في حلبة السباق... لا أحد يري شيئا مما حوله... لكن وفي لحظة صدق تأمل الدكتور البرداعي ما حوله فوجد أننا نعيش في حالة كاملة ومكتملة من الزيف... فلا الثورة نجحت... ولا النظام سقط... وكل ما يجري لا علاقة له علي الإطلاق بالديمقراطية التي دفع الشهداء دماءهم من أجلها.
قرر البرادعي أن يعيد سفينة الثورة إلي مسارها الصحيح، هناك من يري أن الرجل تأكد أنه لن يربح في الانتخابات الرئاسية هذا إذا سمح له بالترشح لها لأن المزاج العام في مصر لا يميل إلي من يتحدث بلسان العلمانية أو الليبرالية... وأنهم يميلون إلي الإسلاميين... حتي لو كان إسلامهم شكلا لا مضموناً له ولا جوهراً فيه.
ولأنه لا يريد بعد كل ما بذله من مجهود أن تلحق به هزيمة منكرة... فقد فضل أن ينسحب بكرامته، قبل أن يحاصره عار الهزيمة.
وهو للحق تفسير متهافت... فالرجل منذ البداية لم يبحث عن مجد شخصي... وأعتقد أن ما قدمه قبل الثورة وأثناءها وبعدها لن يجعل عزيزا عليه أن يهزم في انتخابات بشرط أن تكون حرة ونزيهة وقائمة علي أساس ديمقراطي... لا زيف فيها ولا باطل.
لقد واجهت الدكتور البرادعي اتهامات عديدة أهمها أنه مرشح الأمريكان في الانتخابات الرئاسية... وأن أمريكا ضغطت كثيرا علي المجلس العسكري، وأن هذا الضغط تواصل حتي أحداث محمد محمود عندما طرح اسم البرادعي كرئيس وزراء لحكومة انقاذ... فالطرح، كما يقولون، كان من الأمريكان، وهو ما لم يكن صحيحا بالمرة، فالرجل كان اختيارا حرا من قلب الميدان.
ويقولون أيضا إنه بتحالف الأمريكان مع الإخوان الذين لا يميلون إلي البرادعي ولا يرجحون كفته... فإن البرادعي تأكد من أن الأمريكان باعوه وأنهم لن يقفوا إلي جواره مهما فعل... لذلك قرر أن ينسحب دون خسائر كثيرة.
بالقرب من هذا التفسير المتهافت هناك من يري أن التحالف الأمريكي الإخواني والذي رتب أن باع الأمريكان مرشحهم..فإن الإخوان خانوه.. فهم الذين استقبلوه قبل ذلك في مقر كتلتهم الانتخابية بجسر السويس، وكان الدكتور البرادعي شجاعا وجريئا عندما كسر الحصار المفروض حول الجماعة، فقد ذهب إليهم واعترف بهم كشريك في النضال، في الوقت الذي كان يتعامل معهم الجميع علي أنهم مجرد جماعة محظورة.
تقارب البرادعي كثيرا من الإخوان... لكنهم جماعة بلا عهد ولا ميثاق... لقد توصل الإخوان مع المجلس العسكري علي مرشح اعتبروه توافقياً فيما بينهما، ورغم أن التوافق لابد أن يضم كل الفئات والجبهات السياسية العاملة في مصر، إلا أنه وعلي ما يبدو فإن الإخوان والمجلس يعتبران أنفسهما الأهم والأبقي لذلك فما يتفقان عليه هو الصواب.
هذا المرشح ألمح إليه محمود عزت أحد قيادات الجماعة المؤثرين في تصريحات خاصة أدلي بها إلي وكالة الاستيوشيتدبرس، بأنه لن يكون عسكريا... ولن تكون له علاقة بالنظام السابق من أي نوع... ورغم أن هذه الشروط تنطبق علي الدكتور البرادعي، إلا أن المجلس والإخوان اتفقا علي أن يكون مرشحهم هو السيد منصور حسن....وهو مرشحهم بالفعل، حتي لو أنكر المتحالفون ذلك.
حتي اللحظة الأخيرة يخون الإخوان الدكتور البرادعي، لا يمكن لأحد أن يشكك في وطنية ولا كفاءة السيد منصور حسن، لكنه في الوقت نفسه لا يمكن أن ننكر أن الإخوان مالوا إليه لأنه من السهل التفاهم معه، علي عكس البرادعي الذي ما كان ليقبل بأي حال من الأحوال أن يتلقي تعليمات أو أوامر من الإخوان... وهو الأمر نفسه الذي يعرفه المجلس العسكري، ولذلك فقد أراحوا رؤوسهم تماما منه وابتعدوا عنه... وأجمعوا رأيهم علي الرجل المتفاهم الوقور في الوقت نفسه... رغم أنه لم تكن له علاقة لا بالنظام السابق..ولا بالثورة في الوقت نفسه.
لا يمكن لأحد أن يلوم المجلس العسكري علي شيء فيما يخص الدكتور البرادعي... فالعلاقة بينهما من البداية ليست علي ما يرام... والرجل بالنسبة لهم مثل العقلة في الزور... لا يفوت لهم شيئا... يقول ما يزعجهم ويغضبهم دائما... فهو ينتمي للشارع ولا ينتمي للجنرالات.
علي العكس فإن المجلس العسكري كان حريصا أن يستمر الدكتور محمد البرادعي في سباق الرئاسة، وليس خافيا علي أحد أن قيادات من المجلس جلست معه وحاولت أن تثنيه عن موقفه ورغبته في الانسحاب... لأنهم يعرفون جيدا أن وجوده في الانتخابات الرئاسية سوف يضيف لها زخما هائلا... لكن أحد مستشاري الدكتور البرادعي أكد أن يرفض ضغوط المجلس العسكري... لأنهم يفكرون بنفس الطريقة التي يفكر بها مبارك... فهم يريدون أن تكون الانتخابات الرئاسية شكلا ديمقراطية بصرف النظر عن جوهرها الذي سيكون بعيدا جدا عن هذه الديمقراطية.
هنا يمكن أن نشير إلي أن قرار الدكتور البرادعي لم يكن وليد اللحظة... ولم يكن مدفوعا باجتماعه بعدد من أصدقائه الإعلاميين والسياسيين الذين ذهبوا إليه بدعوات خاصة ظهر السبت الماضي... لكنه كان قد استقر عليه منذ عشرة أيام علي الأقل،
كانت الفكرة تراود الدكتور البرداعي... لكنها تحركت أكثر بدفع من أحد مستشاريه، الذي أقنعه بأن ينسحب الآن وفورا، وكتب منذ عشرة أيام كاملة بيانه الذي نشره ظهر السبت الماضي موجها إياه إلي الشعب المصري الذي يهتم به ويعمل من أجله، وهو بيان لا يزف للمصريين خبر انسحابه من السباق الرئاسي فقط، لكنه يصفع المجلس العسكري بشهادة وتعبير عدد من الصحف الأجنبية.
لقد اجتهد المجلس العسكري في التأكيد أنه يعمل من أجل حياة ديمقراطية سليمة، وأنه سيسعي من أجل أن تكون الانتخابات الرئاسية نزيهة كما كانت الانتخابات البرلمانية كذلك، لكن البرادعي يأتي في لحظة ليقول إن كل ما يقال ليس إلا وهما كبيرا... وأن ما يتردد عن الحياة السياسية في مصر واكتمالها ليس إلا زيفا مؤكدا لا أكثر ولا أقل.
البرادعي يؤكد أنه أيقونة التغيير في مصر.. فعلها عندما حدي نظام مبارك ونزل إلي الشارع، ثم قاد الميدان بعد ذلك... والآن قرر أن يتخلي عن الصالونات المكيفة وعن البرامج الفضائية... وأعلن أنه سينزل إلي الشارع في 25 يناير القادم... لأن الثورة بالنسبة له لم تكتمل بعد..وهو ما عاد من راحته التي كان يمكن له أن يستمتع بها إلا من أجل ثورة كاملة.
لا يمكن لأحد بأي حال من الأحوال أن يزايد علي موقف الدكتور محمد البرادعي... لقد استمعت إلي إحدي إذاعات الإف إم التي فتحت حوارا مطولا مع المستمعين للتعليق علي خبر انسحاب الدكتور محمد البرادعي من السباق الانتخابي لمنصب الرئيس.
قال أحدهم وهو متحمس للغاية... إن البرادعي انكشف أمره... وأن المؤامرة الصهيونية الأمريكية التي كانت تسانده بانت وظهرت... وأنه بعد الانتخابات البرلمانية جعلته يتأكد أنه ليس مرغوبا فيه في الشارع المصري، لذلك اختار أن ينسحب حتي لا يجد نفسه في حرج بالغ.
هذا المستمع ورغم احترامي الشديد له، إلا أنه مسكين بالفعل، فلا زال يعاني محاولات غسيل المخ التي لم تنقطع والتي كانت تستهدف سمعة البرادعي.
هذا الرجل الذي تحول إلي رمز بالفعل... يمكن أن ينال من التشويه أكثر مما ناله... يمكن أن يقال عنه أكثر مما قيل... يمكن أن يتعرض لضربات قاتلة بعد قراره بأن يهدم البيت علي ساكنيه... لكنه سيواصل طريقه إلي حيث يريد، وهو طريق سيكون في النهاية من أجل مصر التي حلمت بثورة، لكن هناك من يريد ألا تكتمل الثورة... أن تتوقف عند درجة من استفاد ومن حصد الغنائم... وليذهب الجميع إلي الجحيم بعد ذلك.
لقد تعرض البرادعي للتخوين كثيرا... وأعترف أنني أسأت فهم هذا الرجل كثيرا، لكن من الآن فإن صوتي معه... لقد أظهر لنا جميعا أنه لا يسعي من أجل سلطة بقدر سعيه من أجل وطن أفضل... وطن نعيش فيه جميعا بكرامة... وهو ما يجب أن نحييه عليه... وأن نقف إلي جواره من أجله.


المصدر:
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
صحيفة الخميس


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع