إمبراطورية آل مبارك التي كونها من أموال المصريين

[محمد زنادة]

إمبراطورية آل مبارك التي كونها من أموال المصريين

كون جمال مبارك امبراطورية ضخمة عبر الاموال التي استطاع تهريبها من مصر عبر العديد من الوسائل والطرق التي يصعب بالطبع تتبعها فجمال مبارك في المقام الاول رجل اقتصاد ويعي جيدا كافة الضروب والسبل الكفيله باخفاء ليس فقط الملايين ولكن المليارات واستخدم جمال في ذلك العديد من اصدقائه الذين يدينون له بالولاء بعد ان حولهم الي مليارديرات.. فنجل الرئيس لم يكن الفتي المدلل الذي يستغله الجميع ولكنه وبحكم عمله السابق في بنك اوف نيويورك اعتاد ان لكل شيء ثمن لذا ومن خلال خبرته في هذا المجال فقد اختار جمال عددا من اصدقائه الافياء ليتخذهم ستارا يستطيع من خلفه تحريك بيزنسه الخاص دون ان يدري احد عنه شيئا.. هذا من جانب اما الجانب الاخر فهو عبر الصناديق المالية التي لا تحتاج الي اكثر من اشهار علي الانترنت ويستطيع مديرها من خلال هذه المواقع تحريك تجارته وتحويل الاموال وغيرها. جمال مبارك استخدم صديقه السابق وليد كابا وذلك لاطلاق شركة تجاريه تحت اسم "ميد اينفست" وأقام لها مقرا في 186 شارع سلون بلندن مسجله تحت رقم "3188793" وتقع علي بعد أقل من نصف كيلو متر من مقر إقامة عائلة مبارك في حي بريدج الراقي وبعدها عاد جمال الي مصر مره اخري وحققت شركته الكثير من الارباح ليقوم بانشاء شركة تجاريه اخري حملت اسم " بونيون" في قبرص والذي يمتلك جمال مبارك 50% من اسهمها طبقها لشركة "EFG. Hermes"وكانت هذه كبدايه جديده لجمال في هذا البلد الذي اصبح فيما بعد مقرا لمعظم استثماراته ومحطة يتم من خلالها نقل وتحويل الاموال من مصر الي الدول الاجنبيه المختلفه.. اما علاء مبارك فلم ينس حظه هو الاخر من هذه الاموال الطائله التي تترامي تحت اقدام شقيقه فلقد عمل كمدير لشركة "بونيون" بجانب كابا الي جانب هذا فقد انشأ شركة بقبرص تحت اسم "انترناشونال سكيوريتيز فاند" ومسجله في قبرص تحت رقم"Icis 6/20510" ويمتلك علاء معظم اسهمها مع شريكه عزت جراد وهو رجل اعمال مصري قبرصي تدور معظم تجارته حول الاتجار بقطع غيار السيارات وتدار هذه الشركه عبر "سوكراتس سولوميدس" وهو قبرصي ابن وزير سابق وتقع الشركة في 20 ضاحية ميرو وتعد شركة بوليون التي يديرها علاء مبارك ويمتلك شقيقه جمال 50% من اسهمها هي الغطاء الرئيسي لعمليات تهريب الاموال الي الخارج.. لم يكتف جمال مبارك بالشركتين فقد فتحت شهيته اكثر بعد الاموال التي استطاع جمعها من خلال شركتيه اللتين تعدان في البدايه غطاء شرعيا لتهريب اموال مصر للخارج حيث انشأ شركة جديده اطلق عليها اسم حورس ومقرها قبرص وتخصصت هذه الشركة في الاستثمارات الزراعية والغذائيه وترك ادارتها لصديقه احمد الحمد وحسن هيكل وياسر الملواني المدير التنفيذي لهيرمس وقرر جمال ان يكون البنك العربي الافريقي هو القائم باعمال التحويلات وكافة الاختصاصات الماليه بمعني ادق ان يكون هذا البنك مديرا للاستثمار. جمال مبارك لم يقتصر فقط علي التجاره باموال مصر السائبه ولكنه قام ايضا بشراء سندات من ديون مصر وهي الصفقة التي قدمها الرئيس مبارك آنذاك كأنها تضحية للوطن لكون مصر لم يكن في مقدورها دفع مديونيتها فديون مصر كانت تباع آنذاك في الأسواق الدولية بـ35% من قيمتها الأصلية وحينها اشتري جمال مبارك هذه القيم المالية لأنه كان علي يقين تام من حصوله علي 100% من الحكومة مستغلا في ذلك النفوذ السياسي لوالده وهذه القيم وحدها تخلق جبالا من الثروات. جمال كان ذكيا بشكل كبير في توزيع امواله علي البنوك المختلفه عبر دول العالم فقد قام بفتح حسابات سريه ببنك "يو بي إس" السويسري وحساب اخر ببنك سويسري آخر هو "آي سي إم "وتتوزع ثروته عبر صناديق استثمارية عديدة في الولايات المتحدة وبريطانيا منها مؤسسة "بريستول آند ويست" العقارية البريطانية ومؤسسة "فاينانشال سيرفس" التي تدير صناديق الاستثمار المشترك. أما علاء مبارك فقد كان له بجانب استثماراته العائليه استثمارات خاصه وبلغت امواله المعروفه 8 مليارات دولار هذا الي جانب ممتلكات عقاريه في كل من لوس أنجلوس وواشنطن ونيويورك حيث يمتلك عقارات تعدت قيمتها 2 مليار دولار في شارع روديو درايف وهو أحد أرقي شوارع العالم وفي ضاحية مانهاتن في نيويورك بالإضافة إلي امتلاكه لطائرتين شخصيتين ويخت ملكي تفوق قيمته 60 مليون يورو. التفاصيل المحيطة بثروة عائله مبارك مشوقه بدرجه كبيره خاصة مع الطرق العجيبه التي استخدمتها العائله لتهريب كل هذه الاموال الي الخارج فقد كانت تخرج هذه الاموال عبر طرق عديده منها ما هو عباره عن تحويلات بنكيه عن طريق البنوك والجزء الأكبر في حقائب علي الطائرات الخاصة، واليخوت في البحر الأحمر الي عمان ومنها الي اليونان وهناك يتم تأسيس شركات قانونية معنية بأعمال الوكالة والمحاماة وكل محام في اليونان حسب النظام فيها هو رجل أعمال داخل الشركة يقوم بإجراءات أعمال البيزنس وعلي أساس هذه الطريقة تشكلت دائرة شائكة ومعقدة من الشركات المتداخلة فيما بينها عن طريق شراء الأسهم وتعد هذه الشبكة الموجوده في اليونان هي الاكبر فهي مكونه من عرب ومصريين وبعض رجال الاعمال الاوروبيين وهي عباره عن شركات قانونيه تقوم بشراء الاسهم والاوراق الماليه والعقارات بالتداخل مع شركات قبرصيه. ولم يكن اختيار قبرص عشوائيا فهي لم توقع علي أي اتفاقيات لمنع غسيل الأموال أو تسليم المحكوم عليهم أو رد الأموال وعلي خلفية الإجراءات التي سبقت تقوم الشركات الموجودة في قبرص بتحويل الأموال الي "بنما" وتوجيه الأسهم الي شركات أخري تم تأسيسها هناك ومنها الي الولايات المتحدة الأمريكية ثم بريطانيا لشراء العقارات والمصانع وأسهم الشركات. جمال مبارك لم يقتصر نشاطه علي الاسهم والسندات فقط بل قام بالاتجار في مختلف المجالات فقد دخل نجلا الرئيس في مساهمات ومعهم ابراهيم كامل في انشطه فنيه وموسيقيه وانشأوا من اجل ذلك عددا من الشركات مع عدد من الشركات المختلفه الجنسية وعلي راسها شركة " أولفيرا" البرتغاليه وشركة "لوفاج جورجيت" اليونانيه . وكانت الشركة المصرية التي بينهم هي شركة تدعي "إيچيبت تراست" وهي إحدي شركات صناديق الاستثمار والمال وأعضاء مجلس المديرين فيها "إبراهيم كامل" و"مايكل بيكيت" ممثل نادي لندن الدولي، و"مايكل ثابت" وحافظ الغندور ثم "جمال مبارك" الذي ظهر اسمه لأول مرة ويضم مجلس الإدارة "شاكر ألبرت خياط" و"أحمد منير البرادعي" عن بنك مصر ومصر أمريكا الدولي. وبالرغم من عدد من اسماء هؤلاء الاشخاص كان غايه في السرية خاصة جمال مبارك الا ان العام 2005 كشف عن قائمة اسماء مؤسسي الشركات ومن ضمنهم جمال مبارك. ولم تتوقف مساهمات جمال وعلاء مبارك عند الأسلوب الغامض في شراء الشركات والأسهم وإعادة استثمارها بشراء المصانع والعقارات فهناك مساهمات للشقيقين علاء وجمال في "هيرمس" المتخصصة في الاستثمارات المالية والمتشعب نشاطها في أوروبا خاصة قبرص وكذلك "هيرمس" المصرية التي تدخل استثماراتها في أنشطة متعددة بداية من توريد الأغذية والخدمات الجوية وصفقات البترول . ولكن الجدير بالذكر ان شركة "ميد إنفنست" التي اسسها جمال مع اصدقائه عام 1996 كانت هي البداية في الانطلاق داخل أسواق المال والأعمال كما أن الشركة كانت النواة الأولي التي زرعها نجل الرئيس في حقل الأعمال الذي لا حدود له فمن منشأته الأولي دخل مع صديقه وليد كابا مساهماً في الشركة بونيون التي توسع نشاطها علي خلفية دخول جمال مبارك صاحب العلاقات والاتصالات الدولية، من خلال سفرياته المتعددة إلي بعض الدول الكبري والتي كان يحصل فيها علي موافقات بصفقات ضمنت له تعظيم ثرواته وأسهمه في "بونيون" كما أن الشركة ذاتها اتسع نشاطها بشراكة بقية أسرة مبارك الحاكمة في مصر التي ارتبطت بدورها في شراكات أخري مع عدد من الأسر الحاكمة في دول الخليج، خاصة السعودية وقطر. فدخلت "بونيون" كمساهم رئيسي في شركة "ماك" القطرية العاملة في نشاط الاستثمار العقاري والمقاولات في عدد من الدول الخليجية والقاهرة ومدريد ولندن وساهمت "بونيون" التي يشارك فيها جمال وعلاء مبارك في شركات مصرية بأكواد سرية غير معلوم أصحابها مثل شركات منصور والمغربي وبالم هيلز بالإضافة إلي الكثير من المساهمات الأخري. وبالعودة الي شركة هيرمس للاوراق المالية فقد كشفت الشركة عن أن حصة جمال مبارك نجل الرئيس السابق في شركة "هيرمس للاستثمار المباشر" بلغت 981.54 مليون جنيه منذ 7002، و أن المجموعة المقيدة بالبورصة تمتلك 56 % من شركة "هيرمس للاستثمار المباشر" في حين يمتلك جمال مبارك 81% من أسهمها. ولم تعلن المجموعة عن اسم المالك الثالث الذي تبلغ حصته 71%، خاصة أن شركة هيرمس للاستثمار المباشر مؤسسة بنظام المناطق الحرة خارج مصر وتستثمر بالداخل وتتعامل معاملة المستثمر الأجنبي ولا توجد قاعدة بيانات عن مثل هذه الشركات وكشفت البيانات عن التسعة أشهر الأولي من العام الماضي 2010، أن عائد شركة هيرمس للاستثمار المباشر يقدر بنحو 331.7 مليون جنيه عن حصتها ما يؤكد أن حصة جمال مبارك من الإيرادات تبلغ 73 مليون جنيه بخلاف أرباح لم تسجل عن عملية تخارج من شركة استثمار "ciic" تصل إلي 222.5 مليون جنيه وبالتالي يكون نصيب نجل مبارك منها 04.50 مليون جنيه، وبذلك ترتفع إيراداته وأرباحه عن العام الماضي إلي 77.5 مليون جنيه وبلغت إيراداته عن الأعوام الثلاثة ابتداء من 7002 وحتي 9002 نحو 211.3 مليون جنيه لترتفع الإيرادات الإجمالية وأرباحه إلي 981.54 مليون جنيه منذ عام 7002 وحتي الآن فيما يبلغ نصيب هيرمس القابضة نحو 486.3 مليون جنيه. وجدير بالذكر ان جمال مبارك يساهم في هيرمس للاستثمار المباشر منذ 7991 وتدير الشركة صناديق استثمارية بقيمة 919 مليون دولار. ولكن ثروة جمال مبارك وشقيقه علاء لم تقتصر فقط علي الاموال التي نهباها من اموال الدوله ولكن استثماراتهما ايضا امتدت الي مجال الاراضي الزراعية ففي العام 1992 حصل الاخوان بموجب عقد بيع بين جمعية بين المطارين التعاونية الزراعية لاستصلاح وتعمير وتنمية الأراضي ببلبيس بائع وجمال مبارك وعلاء مبارك مشتري علي مايقرب من 43 فدانا بمحافظة الشرقيه مقابل مبلغ مالي 200 جنية للفدان باجمالي 8600 جنيه علما بان هذه الارض كانت معده للزراعه وتقع في منطقه مميزه بالمحافظه وحصل علاء مبارك بموجب العقد الأول الذي تم إشهاره برقم 1494 في 21 مايو 1992 علي 21 فدانا و20 قيراطا وعدد 2 سهم مقسمة علي قطعتين الأولي مساحتها عشرة فدادين و15 قيراطا وعدد 9 سهم وتقع خارج الزمام تجاه زمام قرية بساتين سراج الدين مركز بلبيس شرقية.. أما القطعة الثانية فتبلغ مساحتها 11 فدانا و 4 قيراط و 17 سهما وتقع خارج الزمام أيضاً تجاه زمام قرية بساتين سراج الدين مركز بلبيس شرقية فيما حصل جمال مبارك بموجب العقد الثاني الذي تم إشهاره برقم 1495 في 21 مايو 1992 علي 21 فدانا و20 قيراطا وسهم واحد مقسمة هذه المساحة علي قطعتين الأولي تبلغ عشرة فدادين و15 سهما و عدد 8 سهم وتقع خارج الزمام تجاه زمام قرية بساتين سراج الدين مركز بلبيس شرقية ولا تحمل رقم بينما تبلغ القطعة الثانية 11 فدان وأربعة قراريط و17 سهما هذا وينص العقدان علي حق كل من نجلي الرئيس في الانتفاع بكافة الطرق الواردة في تقسيم الجمعية والمعتمد من مديرية المساحة بالشرقية والمملوكة ملكية خاصة للجمعية ويشتمل هذا البيع علي حصة شائعة متساوية في مصدري الكهرباء والمياه العجيب ان جمعية "بين المطارين التعاونية الزراعية لاستصلاح وتعمير وتنمية الأراضي ببلبيس" والتي تأسست عام 1981 وسجلت برقم 18/81 والتي من المفترض انها طرف بائع ضمت في عضويتها 192 عضوا بينهما نجلا مبارك أعضاء فيها بهدف استصلاح وتعمير وتنمية مساحة من الأرض البور المملوكة للدولة ملكية خاصة وخصصت لها مساحة من الأرض من قبل محافظة الشرقية آلت إليها عن طريق الشراء كما هو مبين بالعقد في نفس العام الذي تأسست فيه وحصلت علي عقد نهائي بهذه الأرض مشهر برقم 3401 شرقية بتاريخ 9 ديسمبر 1991. طريقه اخري استخدمتها عائلة مبارك لتهريب اموالها الي الخارج وهي عن طريق صناديق مالية تسمي صناديق "الأوف شور" وتعد هي مفتاح السر للكثير من العمليات المالية المشبوهة والباب الخلفي لغسيل الاموال والنصب والاحتيال حيث يحتمي بها الكبار ويستثمرون من خلالها اموالهم فلا وجود للرقابة ولا مطالبة بالقوائم المالية وحتي الجمعية العمومية يكفي اجتماعها من خلال الهاتف وجميع المعلومات حول هذه الشركات لا يمكن اظهارها للعامة مطلقاً وهو ما يتيح لأصحاب هذه الشركة العمل في الخفاء. شركات الاوف شور يتم تأسيسها من خلال الانترنت بالامر المباشر من بعض البنوك وهناك شركات اوف شور قابضة تقوم بشراء الممتلكات وشركات خاصة حول العالم توضع بها الأموال المهربة كوديعة بنكية تتزايد فيها الفوائد والأرباح الرأسمالية ويمكن استثمار هذه الأموال المخفية في البورصات وأسواق المال في صناديق استثمار لا يتوافر مثلها للأفراد العاديين ويصعب الكشف عن المساهمين في تلك الشركات وهناك عديد من الدول تسمح بتكوين شركات الأوف شور ومنها دبي ورأس الخيمة وقبرص وهونج كونج وسنغافورة ويوجد أيضا بنوك أوف شور وترتبط بالاقتصاد السري ونهب ثروات الشعوب من قبل الفاسدين أن تعاملات الرئيس مبارك وعائلته لم يتم تكويدها ولم يقوموا بتنفيذ أي تعاملات بيع وشراء علي الشركات المقيدة بالبورصة واقتصرت التعاملات التي تم الكشف عنها لعائلة الرئيس بالبورصة علي علاء مبارك وبلغ إجمالي قيمة العمليات التي نفذها كمشتري 78 مليون جنيه وكبائع بقيمة 108 ملايين جنيه وتركزت تعاملاته علي شراء أسهم الاكتتابات المطروحة بالبورصة وعدم التكويد بالبورصة لا يعني عدم وجود استثمارات لعائلة مبارك في ظل وجود صناديق استثمار أجنبية وشركات أوف شور لا تخضع لهيئة الرقابة المالية . هذا وقد اكدت المعلومات ان جمال مبارك كان احد كبار المضاربين في البورصة المصرية وذلك من خلال 19 شركة أوف شور مجهولة تتستر وراء الأجانب في سوق المال فوجود جمال في مطبخ القرارات السياسية وسيطرته ونفوذه تمكنه من معرفة المعلومات الخفية بما يتيح المضاربة علي الأسهم الصاعدة وهذا الوضع يعتبر جريمة.

المصدر:

[احمد مختار]

كل ده
منهم لله
ربنا ينتقم منهم