العودة   الموقع الرسمي للاعلامي الدكتور عمرو الليثي > الأقسام العامة > القسم الاخباري
إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-18-2009, 08:29 AM
زناده نت زناده نت غير متواجد حالياً
عضو
 

Post هل يا تري يتم الاستعانة في بناء جدار الحديد الفولاذي بين مصر وغزة بحديد عز؟

إبراهيم عيسى يكتب: حوار حول الجدار
هل يا تري يتم الاستعانة في بناء جدار الحديد الفولاذي بين مصر وغزة بحديد عز؟ ولاَّ حديداً مستورداً؟




حين نتحدث عن غزة أرجو أن نتمتع جميعا بالمسئولية الأخلاقية ونتذكر أننا نحن الذين واللاتي ضيعنا غزة!

مصر حتي الخامس من يونيه 1967كانت تعين حاكما مصريا علي غزة بمثابة المحافظ يتولي شئونها ويدير أحوالها وتحمي مصر حكومة وشعبا وجيشا، غزة التي كانت تقع تحت سلطتها ومسئوليتها منذ نكبة 1948، مع صبيحة يوم خمسة يونيه تسببت مصر -وهو موضوع يطول شرحه ويتسع جرحه - في ضياع غزة من أيدي العرب!

إذن يستدعي الأمر بعضا من اللياقة والاهتمام والشعور بالمسئولية والحس الأخلاقي حين نتعامل مع غزة سواء علي المستوي السياسي أوالإعلامي والشعبي وحتي الأمني، فلابد أن تكون غزة وشعب غزة زيادة علي فلسطين كلها محل رعاية وعناية مصرية عميقة وواجبة!

الثابت فعلا الآن أن مصر تتجه بروح التخلي عن غزة إلي سيناريو التخلص من غزة!

مصر تبني جدارا حاجزا بين رفح وغزة يبدأ بعمق ثلاثين مترا تحت الأرض ومكون من حديد فولاذي، عندي سؤال هامشي لعله لا يزعج البعض: هل يا تري يتم الاستعانة في بناء جدار الحديد الفولاذي بين مصر وغزة بحديد عز؟، والواضح أن هذا الجدار جزء من الاتفاق الأمني المصري الأمريكي الإسرائيلي الذي عقدته عقب حرب إسرائيل الأخيرة علي غزة السيدة كوندوليزا رايس - طيب الله ثري ولايتها - حين كانت وزيرة خارجية أمريكا وقد بارك الاتفاق باراك أوباما بعد توليه الرئاسة!

النظام المصري عايز يخلص من ضجيج تهريب السلاح والغذاء والبضائع عبر أنفاق يحفرها الفلسطينيون من غزة إلي رفح، ويريد أن يثبت للأمريكان والإسرائيليين أنه ملتزم بالاتفاق ضد الأنفاق ويرفع يده عن أي مسئولية عن أي طلقة رصاص واحدة علي إسرائيل تنطلق من غزة!

إذن غزة بين جدارين، جدار بنته إسرائيل وجدار تبنيه مصر لتصبح غزة فعلا سجنا كبيرا محاصرا من العدو والشقيق، ومطلوب من شعب غزة الاستسلام الفوري وتسليم الحكم إلي فتح وأبومازن حتي تهنأ مصر وترتاح إسرائيل وتطمئن أمريكا!

بالمناسبة حماس في غزة لا تطلق رصاصة ولا تلقي قنبلة ولا ترمي صاروخا علي إسرائيل ولا تقذف جنود الصهاينة ولا تغير علي مستوطنة ولا تدمر دبابة إسرائيلية، فتعطلت المقاومة واكتفت بخطب جوامع وخطابات مؤتمرات احتفالية تؤكد فيها أن البندقية لم تسقط لكن البندقية للأسف أيضا لم تضرب!

طبعا مبررات المدافعين عن بناء حكومتنا لجدار بيننا وبين غزة تكمن في أن هذه هي مصلحة الأمن القومي المصري!

وكأنهم بهذه الحجة ينهون أي مناقشة ويصعقون أي معارضة، لكننا في الحقيقة لا نعرف ما الأمن القومي لمصر؟ ثم من يحدده؟

زمان كان الأمن القومي لمصر هو محاربة ومواجهة وملاحقة إسرائيل علي الأرض المصرية وفي فلسطين وفي كل شبر في العالم، ثم ارتد الأمن القومي وصارت إسرائيل صديقا حليفا!

الأمن القومي ملزم قطعا لكل مواطن لكن في الدول المحترمة والديمقراطية والتي لا يحكمها نظام مستبد يجلس علي الحكم تزويرا وتزييفا تكون مسألة الأمن القومي محددة ومفهومه ومتغيراته وثوابته موضع مناقشة شعب أوممثليه ومن ثم يستوجب الاحترام من الجميع، فمفهوم الأمن القومي يجب أن يصدر عن إجماع أغلبية ديمقراطية حقيقية وليس عافية ولا غلبة ولا رغما وفرضا من مجموعة حول حاكم أو رئيس بين حاشية!

الأمن القومي في البلد الديمقراطي تقرّه قواعد مصانة بالأغلبية أوبإجماع الشعب وبرقابة الأمة بحيث لا يسمح بلد لحاكمه أومسئوليه بالتكييف الآمن للأمن القومي، ولا استثمار احترامه والالتزام به في أبعد من غايته ولا استغلال الأمن القومي في إسكات المعارضين والرافضين!

ثم هناك لجان برلمانية ضمن مجالس تشريعية منتخبة انتخابا حرا ونزيها وبتعبير كامل عن إرادة الشعب تتابع وتراقب القائمين علي تنفيذ آليات وتداعيات الأمن القومي ومن ثم لا يخطف أحدنا الأمن القومي ويتم تعريفه بالهوي وتنفيذه بالرغبات وتلوينه وتليينه حسب الأهواء السياسية والحسابات الضيقة والشخصية!

من هنا فإن الادعاء بأن بناء جدار بين مصر وغزة هوأمن قومي أمر يستحق الاحترام، لكن ليه أمن قومي؟

خلاص فهمنا إننا مواطنون لا شأن لنا وننكتم ونخرس خالص، ماشي، لكن هل يعرف نواب الشعب بدواعي هذا الجدار وبأسبابه وبتكاليفه، ومن يدفع نفقاته، وهل هو ممول من الأمريكان أم أنه مصروف عليه من المالية المصرية، وهل أعباؤه المالية تتحملها موازنة مثقلة ومكسورة مع أزمة مالية كاسرة لظهر اقتصادنا واقتصاد العالم،؟! صحيح أعرف أن نيابة نواب الشعب عن الشعب مشكوك فيها قطعا وأن معظمهم تحت التصرف الحكومي، ومع ذلك فإن مستوجبات الشكل الديمقراطي لم تحصل ولم تتحقق أصلا رغم أن موضوعا مثل هذا لن يستغرق ثلث ساعة لتمريره في البرلمان أولتفسيره تحت القبة فسوف يمالئ الجميع ويهلل ويبارك ويلعن سنسفيل اللي بيجي لنا من غزة مع تأييد من برامج الفضائيات الخاصة والمخصوصة الذين سيلعنون مصائب غزة والفلسطينيين ويرفعون شعاراتهم الراقية والأنيقة من عينة «وإحنا مالنا بقي بالفلسطينيين وغزة.. إحنا عايزين ناكل»! كما لا أظن أن الرأي العام المصري سوف يرفض بناء جدار بيننا وبين غزة فهومهيأ تماما نتيجة عقود من غسل المخ للولع بالقصة السقيمة بتاعة إن العرب بيحقدوا علينا وكفايانا تضحيات عشان فلسطين (وهي خزعبلات كلها لا تصمد أمام مناقشة عاقلة لكن لاعقل في هذه القصة، بل وله غرامي هائم بالغوغائية ونفخ الذات ولعب دور الضحية ).

إذن يمكن للحكم في مصر الحصول علي تصفيق حاد تأييدا لبناء الجدار ومع ذلك لم يلجأ للشعب ولا لمجلس الشعب ولا حتي أعلن عن المشروع بشفافية وبوضوح وكأنه سر مقدس مع إن الإسرائيليين الصهاينة هم الذين أذاعوه وطبعا لا شيء في هذه المنطقة لا يخضع لتسليط يومي عبر كل ثانية في الأربع وعشرين ساعة من الأقمار الصناعية التجسسية الأمريكية والإسرائيلية، كما أنه من المستحيل وفق قواعد التنسيق الأمني بين مصر والأمريكان والصهاينة كذلك مع القوات الدولية الرابضة في المنطقة أن يتم بناء جدار بشكل سري خفي!

المتأمل لآلية وطريقة بناء الجدار الإسرائيلي الحاجز مع غزة والقطاع والجدار المصري الحاجز مع غزة يكتشف أن الدولة العبرية ديمقراطية مع شعبها تماما، فقد أعلنت عن المشروع وطرحته علي الكنيست وتداولته وسائل الإعلام، بل سمحت للمئات بل للآلاف من الإسرائيليين أنفسهم بالاعتراض علي بنائه بالمظاهرات والوقفات الاحتجاجية وبمحاولة إعاقته وبمقاطعة الشركات التي تبنيه، بينما في مصر هو سر من الأسرار وهو عمل كاتم الصوت وهوأمن قومي بمفهومه الذي يعني أن نخرس ونسكت ونترك هذه الموضوعات للكبار الأوصياء!

لكن دعني أتخيل أن مصر بدلا من أن تبني جدارا قررت أن تدفع حركة الاستثمار وتكسب فلوسا من غزة وشعبها!

ها هل أسالت سيرة الفلوس لعاب وشهية السادة رجال الأعمال الذين يحكموننا والذين يصدعون دماغنا عن ضرورة فتح باب الاستثمار وأن ننسي شعارات الأمة العربية الواحدة والنضال من أجل تحرير فلسطين ونتفرغ لتحرير التجارة؟!

طيب بالعقلية الربحية النفعية المادية الانتهازية نفسها التي يحبها مسئولونا (بينما حتي مبيفهموش فيها كويس )، لماذا لم تحول مصر منطقة غزة وسوقها المفتوحة والخصبة مرتعا ومسرحا للمنتجات المصرية، لماذا لم نجعل من غزة سوقا مصرية رائجة ومفتوحة تدر علينا ملايين الدولارات يوميا بتصدير كل ما تحتاجه غزة من دواء وغذاء وأجهزة كهربائية ومواد خام ومنسوجات وكتب وأدوات مكتبية ومنتجات جلدية وأسمنت وأسمدة وألف صنف وصنف؟!، فهي سوق تعج بالراغبين في الشراء ولا يستطيع أي كائن منافستك في هذه السوق وهي سوق تحبك وتريدك وتطمئن إليك وهي سوق تضم تجارا في منتهي الشطارة والمهارة وهي سوق قريبة ومصاريف شحن بضائعها منخفضة جدا وهي سوق مفهوم زبونها ومعروف احتياجاته،(كم مرة كررت كلمة سوق لأسوق المغرمين بالبيع إلي الاقتناع !!) فهمنا إن النظام في مصر لا يريد أن يدبس نفسه مع غزة! وأدركنا أنه لا يريد فتح معبر رفح!

طيب افتحه واستخدم كذلك المعابر الأخري لتجارتك وفلوسك وبضائعك وتصديرك،

لماذا يصمم النظام بحصاره لغزة أن يلجأ الغاوون للأنفاق والتهريب، هل لأن التهريب مثلا يفيد المسئولين و(التجار) أكثر؟

وقبل ما أمشي أحب أكرر سؤالي: هل يا تري الجدار الحديدي الفولاذي الذي تبنيه مصر حاجزا بين رفح وغزة يستخدم حديد عز الدخيلة ولاَّ حديداً مستورداً؟!





التوقيع: >>> زنادة نت
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الاستعانة, الجديد, بناء, جدار


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع