السكر المر؟

[علي الدين]

السكر المر



من الصفات الطبيعية للسكر أنه حلو المذاق، لكنه فى هذه الأيام قد يصبح مراً زعافاً عندما يتعرض للفساد فى بلد استشرى فيه الفساد وعمَّ، ليصبح أكثر ضراوة وفتكاً عن الماضى، بسبب أنك فى النهاية لا تجد من تحاسبه!!

إن إثبات تهمة الفساد فى مصر أصبح فى غاية الصعوبة مثله فى ذلك مثل جريمة الزنى، التى تستوجب أربعة شهداء يرون الحادثة رأى العين كما يُرى القلم فى المكحلة، ليصبح شفاء الغليل من الفاسدين ضرباً من المستحيل!!

وبالتالى يكون الحكم على كل فاسد بالبراءة أو الترقية أو تغيير منصبه الوزارى ومضاعفة راتبه نظراً لعدم كفاية الأدلة، أو أى قرارات عليا تليفونية، وليكن الضحية والنهبة هو الفقير من هذا الشعب الذى يتفرق دمه بين كل هذه القبائل من المؤسسات التى تدير هذا البلد فى إطار هائل من عدم الشفافية!!

ولتقتل الابنة الثانية للشيخ حسن حداد فى يوم العيد جراء فشل كلوى متقدم أصابها وكل أفراد أسرتها من السكر المر أو شركة سكر الحوامدية التى لوثت مياه الشرب بالحوامدية بما تلقيه من مخلفات فى مياه النهر دون معالجة منذ عشرات السنين!!

والتى كشف عنها تحقيق مميز فى «المصرى اليوم».. إننا لسنا فى دولة مثل الصين التى تحكم على كل فاسد بالإعدام.. ولسنا فى دولة مثل أمريكا التى يعترف فيها وزير المالية بالفساد والرشوة ثم يقتل نفسه رمياً بالرصاص أمام كل الحاضرين..

ولسنا فى دولة مثل فرنسا يمكن لها أن تختار من يحكمها كما تشاء بل تحاكمه وتوجه له تهمة الفساد كما هو الحال الآن مع الرئيس السابق جاك شيراك.. أو فى دولة مثل بريطانيا التى فيها يوضع أحد أفراد الأسرة الملكية فى مخفر الشرطة لارتكابه إحدى المخالفات المرورية..

إننا فى مصر التى يحكم فيها القضاء بوقف تصدير الغاز لإسرائيل ولا ينفذ، وسط كل هذا التعتيم وعدم الشفافية حول هذا الملف وهذه الصفقة المشبوهة!!

إننا فى مصر التى يعاد فيها ترميم أو إعادة إنشاء الطريق الدائرى بعد مرور عام من إنشائه فى زمن الوزير السابق.. إننا فى مصر التى يهرب منها صاحب عبارة السلام ٩٨، التى يعرفها الجنين فى بطن أمه خارج البلاد بهذه السهولة.. إننا فى مصر التى تسمع فيها المسؤول الكبير وهو يقول: إنها مصالح الدولة العليا!! وهل هناك أعلى من حياة المواطن؟

إن كانت هذه مصر فأين مصر التى ذكرها القرآن؟.. ومصر التى بنت الأهرامات؟!

محمد سعيد النجار

[هند محمد محمود]

قد يكون هذا الكلام صحيح .. لكن مصر ليست كلها كذالك .. فبينما نجد اهل للفساد نجد شرفاء امثال الاعلامى القدير عمرو الليثى.. و القدير وائل الابراشى.. والاستاذ احمد المسلمانى
وبينمانجد الاهمال فى مستشفيات ننظر لمستشفى سرطان الاطفال 5757 .. وبينما نجد اصحاب الرشاوى ..نجد كثير كثير من اهل الخير الذين يتبرعون دون النظر كم يتبرعون.
فهناك فرق بين مصر ومن هو محسوب عليها ويسىء لها .

يا رب اكون وصلت وجهة نظرى يا اخى / على الدين

[علي الدين]

شكرا لكى وكلامك صح