كواليس انتخابات نقيب الصحفيين

[علي الدين]

كواليس انتخابات نقيب الصحفيين: مكرم يتجول النقابة"مهزوزاً"-واتفاق بين الصحفيين على إعطاء أصواتهم لرشوان- الصحف القومية تحمى مكرم والمعارضة فى صف رشوان



أخبارك دوت نت - شيماء شعراوي

وسط منافسة ساخنة بين المرشحين على منصب نقيب الصحفيين لدورة جديدة مدتها عامين يتقدمهم مكرم محمد أحمد النقيب الحالى وضياء رشوان نائب رئيس مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بمؤسسة الأهرام إلى جانب سيد الإسكندرانى الصحفى بجريدة الجمهورية ومجدى عبد الغنى الصحفى بجريدة الأخبار وأحمد الجبيلى رئيس تحرير صحيفة شعب مصر ومحمد المصرى الصحفى بجريدة الأهرام ومحمد المغربى بجريدة الشعب الرئيس الحالى للنقابة.الاان المفاجاة ان الانتخابات شهدت اقبالا متوسطا حيث اكتمل نصابها القانونى فى حوالى الساعة الرابعة من بعد ظهر الأحد.

فيما تم إغلاق الصناديق فى تمام الساعة الخامسة وبعدها بدأت على الفور عمليات فرز الأصوات والتى جرت تحت إشراف قضائى بمعرفة اللجنة القضائية المشرفة على انتخابات النقابات المهنية بمحكمة جنوب القاهرة الإبتدائية. ويبلغ عدد أعضاء الجمعية العمومية المسددين لاشتراكات النقابة الذين لهم حق التصويت في الانتخابات 5416 عضوا يتوزعون على 20 لجنة انتخابية بمقر النقابة بالقاهرة ، فيما يبلغ عدد الأعضاء بالاسكندرية 109 أعضاء يدلون بأصواتهم في لجنة انتخابية واحدة.

رغم التوقعات والتكهنات التى ثارت بداخل ارجاء نقابة الصحفيين الاان الانتخابات نجحت فى كسر كل التوقعات وفجرت مفاجاة من العيار الثقيل حيث تقرر إعادة انتخابات منصب نقيب الصحفيين الأحد المقبل 13 ديسمبر 2009، وذلك لعدم حصول أى من المرشحين مكرم محمد أحمد وضياء رشوان على نسبة 50% + واحد. وجاءت النتائج النهائية حصول مكرم محمد أحمد على 1497 صوتا وضياء رشوان 1458 صوتا وسيد الإسكندرانى على 15 صوتا وأحمد جبيلى 13 صوتا و محمد المغربى 6 أصوات ويوسف المصرى 5 أصوات فيما حصل مجدى عبد الغنى على 5 أصوات.

قام مكرم محمد احمد قبل ساعات من اعلان نتيجة الفرز بالتواجد بين الصحفيين فى محاولة منهم لكسر حائط الثلج الذي شعر به فور وصوله النقابة فلم يجد هناك حفاوة فى استقباله كما حدث فى انتخابات العام فبل الماضي والتى فاز بها بجدارة بل المفاجاة انه حاول التودد للصحفين كما قام قبل الانتخابات بيوم واحد باتصال تليفونى باحد صحفي جريدة الجمهورية وهو محمد سالم فى محاولة فاشلة منه للصلح معه حتى يضمن تضامنه خاصة وان محمد سالم كان على خلاف شديد مع محمد على ابراهيم رئيس تحرير الجمهورية لجا الى مكرم لحلها الا ان مكرم لم يتحرك ساكنا الامر الذي جعل سالم يهدد باعتصام مفتوح الاان البعض تدخل لانهاء الخلاف بين سالم ومحمد ابراهيم ومكرم لم يفعل شئ !! كما كان هناك كابوسا يخيم على مكرم وهو ازمة جريدة الشعب خاصة وان صحفى الشعب قد نظموا اكثر من وقفه احتجاجيه امام نقابة الصحفيين هاجموا فيها مكرم الامر الذي جعل موقف مكرم مهزوزا

والغريب ان احاديث الصحفيين فى الدور الثامن والمخصص للكافتريا جاءت كلها ضد مكرم وكان هناك اتفاق غير معلن لاعطاء اصواتهم لرشوان نكاية فى مكرم فقط وليس اقتناعا برشوان والذي وصف بالضعف وانه محسوب على الاخوان المسلمين فيما كان مكرم بمثابة فكاهة القعدة !!

ومن الغريب ان مكرم سارع للقنوات والمواقع الالكترونية للادلاء بتصريحات نارية لجذب الصحفيين حوله الاان مخاولته لم تكن ناجحة بشكل كبير نظرا لان معظم الصحفيين قررا فيما بينهم " مضايقة " مكرم وانه حتى ولو فاز فلن يكون فوزه باكتساح على حد تعبير البعض !! كما ان رشوان كان من الذكاء ان بادر هو ايضا بالادلاء بتصرحات يرد بها على مكرم وفيما يلى كلا من تصريحات مكرم ورشوان لوسائل الاعلام

قال مكرم أنه اتفق مع رئيس الوزراء على تشكيل لجنة عقب الانتخابات للبت في زيادة أجور الصحفيين وسوف تضم هذه اللجنة في عضويتها أعضاء من المجلس الأعلى للصحافة ومجلس النقابة ورؤساء مجالس إدارة وتحرير الصحف القومية والحزبية والخاصة. مؤكدا أنه من المفترض صياغة كادر يضمن للصحفي مستوى معيشة مرتفع يغنيه الحاجة أو البحث عن عمل إضافي حتى يتثنى إتاحة فرص المنافسة الشريفة والارتقاء بالمهنة، مشيرا إلى أن النقابة تضم بعضويتها جميع الصحفيين، نافيا أن يكون هذا الكادر قاصرا على العاملين بالصحف القومية وحدها.

وبخصوص أزمة صحفيي جريدة "الشعب" قال أنه استصدر قرارا من وزير المالية بفتح ملف التأمينات والأجور بما يضمن احتساب حق الصحفيين بها منذ تاريخ إغلاقها إلى يومنا هذا، وحول فرص عودة جريدة الشعب للصدور أكد أن القائمين على ملف جريدة الشعب أكدوا على صدور أحكام قضائية نهائية بحقها في العودة.

موضحا أن الحكومة والمجلس الأعلى للصحافة قدمت المستندات التي تثبت أن القضية ما زالت متداولة أمام ساحات القضاء وقال أن همه الأول هو إعادة حقوق صحفيي جريدة الشعب، مشيرا إلى أن عودة جريدة الشعب للصدور مسألة بيد القضاء نافيا وجود أي مبادرات فردية لحل هذه الأزمة.

فيما أكد ضياء رشوان، أن البدل الذي حصل عليه مكرم محمد احمد بدل هزيل لا يليق بالنقيب أو بمهنة الصحافة أو الصحفيين مؤكدا أنه طلب 300 جنيه كزيادة مؤقتة في البدل حتى يتم صياغة قانون يضمن تحويل ما نسبته 5% من الضريبة التي تحصل عليها الدولة من الصحف كدمغة نشر وقيمتها 36% إلى النقابة لضمان استقلال النقابة فعليا عن الدولة وضمان مستوى معيشة أفضل للصحفيين، مشيرا إلى أن نسبة 5% من الضريبة تعادل 100 مليون جنيه سنويا بينما لا يتخطى البدل 20 مليون جنيه.

وأكد رشوان أنه سبق له أن ترشح لعضوية مجلس النقابة لمرة واحدة وحصل على 755 صوت منوها إلى أنه عرض عليه أن يكون عضو مجلس النقابة بعد خلو أحد مقاعد المجلس بسبب حبس أحد الأعضاء إلا أنه رفض ذلك العرض.وقال معلقا على أزمة جريدة الشعب أن هناك أزمة حقيقية تتعلق بإغلاق الصحف بقرارات إدارية موضحا انه سيعمل في حالة فوزه على تشكيل لجنة لحل أزمات جميع الصحف المتوقفة عن الصدور ومن بينها آفاق عربية والحقيقة والبديل وثلاث مجلات تتبع مؤسسة "جود نيوز".

ومن ناحية اخرى رفض أنصار ضياء رشوان ، فرز صناديق الاقتراع على حدة، على أن يتم الفرز فى مكان واحد، وهو الأمر الذى جعل اللجنة القضائية تستجيب لمطالبهم بجمع كل صناديق الاقتراع بالقاعة الكبرى بالدور الرابع وضمت القاعة عددا من أنصار ضياء ومكرم مع حضور ضياء وعندما تم إغلاق أبواب القاعة أمام العديد من أعضاء الجمعية العمومية، حاول بعضهم الدخول من خلال اقتحام القاعة انطلاقا من حقهم فى فرز الأصوات أمام مسمع ومرأى الصحفيين، مما دفع حمدين صباحى للخروج لتهدئتهم، وأكد لهم أن كل مرشح له مندوب على كل صندوق.

ومن ناحية اخرى كان من الملاحظ انقسام رؤساء تحرير الصحف المصرية بين مكرم ورشوان، حيث التف رؤساء تحرير الصحف القومية حول مكروم محمد احمد، بينما وجد ضياء رشوان مساندة من رؤساء الصحف المعارضة.