إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-26-2011, 03:29 AM
الصورة الرمزية موسى حمدان
موسى حمدان موسى حمدان غير متواجد حالياً
عضو
 

افتراضي وزارة الاخلاق

وزارة الأخلاق

في شهر مايو 2010 اقترحت وزارة التربية والتعليم في مصر تدريس مادة الأخلاق في مدارس مصر عامة، وقد كان هذا الاقتراح خيرا أريد به شرا، لأنها كانت تقترح تدريس الديانات السماوية الثلاث بديلا عن مادة التربية الإسلامية التي تدرس حاليا في مدارس مصر وكان سبب التغيير حسب قولهم ان الدين الإسلامي يجب ان يتماشى مع العصر وتخفيف لهجة العنف في المنهاج الإسلامي، وطبعا كان هذا تماشيا لأوامر العم سام.

وانا اقترح ان يتم انشاء وزارة للأخلاق في جمهورية مصر العربية وفي كل الدول العربية، والثورة المصرية لها الحق بأن تفتخر وان ترفع رأسها عاليا لأنها نجحت بفضل أخلاقها كثورة، والتي تمثلت بأخلاقيات المتظاهرين في المحافظة على نظافة الميادين التي تظاهروا بها وتكوين اللجان التنظيمية للتظاهر واللجان الشعبية التي حرست مصر عندما أطلق النظام السابق عصاباته لترويع الآمنين وأمر عساكر أمنه للاختباء ولم يكن ينقصهم إلا ان يلبسوا الملايات والطرح ويجلسوا على الأرصفة لندب حظهم العاثر بأن الثورة نجحت وستنجح في كبح جماحهم وطغيانهم الذي زاد عن كل حد ووصل الى حد القتل العمد في مراكز الأمن التي أنشأت بأموال المصريين لحمايتهم فأصبحت كابوسا يؤرق كل مصري في زمن النظام البائد.
عندما أقترح وزارة للأخلاق في مصر فانا لا اتهم أحدا ولكنني احلم بحماية أجيالنا مما وصلنا إليه من الانحطاط في الأخلاق والتعاملات والتصرفات التي لا تشبهنا ولا ننتمي لها وفرضت علينا من النظام السابق الذي زرع الفساد في كل البلاد والعباد.
وزارة الأخلاق ( لو أنشأت )، فأول مهماتها وزارة الإعلام التي لا تمت لمصر بأي صلة وكأنها غريبة عنها بكل ما تبثه من سموم في بيوتنا ورغما عن أنوفنا وفرضت علينا أناسا لا وزن لهم ولا خلق ولا يسعون إلا للإفساد في الأرض، ونشروا الرذيلة وسوء الأخلاق وصوروها على عكس ما هي عليه فأصبحت السرقة والرشوة والتعدي شطارة وفهلوة وأصبحت تحصل في العلن بعدما كانت تحصل في السر لأنه وقتها كانت عيبا ويعاقب عليها المجتمع بنبذ المعتدين على القيم والأخلاق المصرية، كما ان إعلامنا صور المصريين على أنهم شعب يعيش على اللهط والغش والرشوة والدعارة والليالي الحمراء ونسي نفسه حتى أصبح ما يسمى بالفنانين يتكلمون في امر عامة المصريين وكأنهم أوصياء على مصر ويطالبون بتطبيق نظرياتهم في العري والاختلاط والتعدي على حدود الله ومهاجمة المسلمين وتصويرهم في أفلامهم ومسلسلاتهم على ان إرهابيين.
وزارة الأخلاق ان وجدت عليها ان تسرح كل موظفي وزارة الإعلام وان تعيد امتحانات القبول لإعادة توظيف الصالح فقط وبمعايير جديدة مبنية على حسن السير والسلوك والأخلاق بالإضافة الى خبرته في مجال تخصصه كأداة بناء لا أداة هدم كما هو حاصل الآن. لان دور الإعلام اخطر من دور المدرسة ومن دور البيت لأنه أصبح أكثر تأثيرا، ومصر التي قادت الأمة العربية إعلاميا لعقود مضت واثر إعلامها سلبا على المجتمع المصري تستطيع ان تخلق جيلا جديدا من الإعلاميين والفنانين الذين يقودون العالم مجددا الى مكارم الأخلاق بإنتاج برامج هادفة ومسلسلات تتحدث عن حسن الخلق وأفلام تتحدث عن كل الشخصيات التي ساهمت فعلا في بناء تاريخ مصر العريق وان تجعل منهم قدوة حسنة لكل المصريين وان تبتعد عن الابتذال والتسويف وان تنشر مكارم الأخلاق بشكل فني راقي ،يرقى بالمشاهد ويحرك فيه كل المشاعر الطيبة ويحيي فيه ضميره الغائب وان يربط حسن الخلق بالعقاب والثواب وبديننا الحنيف.
وزارة الأخلاق يتجلى دورها في وزارة التربية والتعليم بمراقبتها للمناهج ومتابعة تدريسها حسب الأصول وبمتابعة قضايا المعلمين وتحسين أحوالهم المعيشية ومتابعة السلوك الأخلاقي للطلاب وإعادة سياسة الثواب والعقاب في كافة المدارس وبمراقبة ومتابعة وان لا يصل الأمر الى حد الإفراط في العقاب أو التفريط كما هو حاصل الآن، وبتحسين أحوال المعلمين والعاملين في سلك التعليم عموما تستطيع الوزارة ان تحاسب موظفيها على كل صغيرة وكبيرة وان تحمي المعلم من الاستجداء من الطلبة عن طريق الدروس الخصوصية أو تعديات الطلبة على المعلمين أو تعديات الأهل على المدارس بوضع قوانين صارمة تحمي أعظم مؤسسة يعتمد عليها مستقبل مصر بإنشاء أجيال منتجة منتمية خلاقة وعلى خلق.
وزارة الأخلاق ان وجدت، يجب ان تكون تحت مراقبة وإشراف وزارة الأوقاف ومجلس رئاسة الوزراء ومهمتها مراقبة عمل كل الوزارات والدوائر الحكومية والخاصة ايضا، ودورها الأساسي يتجلى في متابعة قسم العلاقات العامة وقسم الموارد البشرية لكل وزارة أو دائرة والتنسيق لعمل محاضرات تثقيفية وإرشادية لأهمية ربط العمل بالأخلاق وربط الأخلاق بديننا الحنيف لما له من تأثير قوي على نفوسنا كمسلمين وان لا يتم التهاون في أي جريمة أخلاقية مهما صغرت أو كبرت للحفاظ على ما يتم انجازه، وان يكون لها مفتشين ومراقبين يزورون كل الدوائر والوزارات وان يراقبوا المستوى الأخلاقي للأداء الحكومي وان يكون لها مراقبين يتجولون في الأسواق لقياس المستوى الأخلاقي ومدى تحسنه مع الأيام .
المصريين اسروا قلوب العرب في الستينات بأعمالهم الفنية التي كانت تركز على الجدعنة والإيثار وأخلاق ابن البلد وانتماء المصري لترابه وأرضه وإظهار الصورة المشرقة لمصر، واليوم عندما تنظر الى ما يتم إنتاجه من الأفلام والبرامج والمسلسلات ستجد ان صورة مصر يتم تصويرها على أنها بلد الحرامية والنصابين والراقصات والمجون والعري، بدءا من أفلام أول سنة نصب الى حرامية في تايلاند الى حرامية في كي جي2 والكباريه ومواطن ومخبر وحرامي وأشرف حرامي ومقلب حرامية والنصابين الخمسة وفول الصين العظيم وأبو علي وكل الأفلام التي لا تجد مشكلة في مصر إلا الحب وكأن الشعب المصري يعيش في رخاء لا مثيل له ومشكلته فقط الحب والحب فقط. وكأن تاريخ مصر العريق وحتى حاضرها بشخصياتها الشريفة والمناضلة عاجزة عن ان تكون مادة سيناريوهات أفلام ومسلسلات تستطيع ان تلامس مشاعر كل إنسان يشاهدها وتنمي فيه أخلاق الإبداع والتميز والعمل الجماعي والإيثار والصدق والبعد عن الرشوة والسرقة والتعدي على حقوق الآخرين، فبدلا من ان يتم تصوير البطل في مشهد يجعلك تتعاطف مع المسيء، علينا التدقيق في كل حركة وكل همسة للممثل والتركيز على ملابس وشخصية الممثل وعلى كل كلمة يلقيها على مسامعنا، وان نكون أكثر حرصا على أجيالنا من أفلام الكرتون التي تنمي ثقافة الإلحاد والشرك بالله وربطهم بشخصيات خيالية وهمية خارقة لا وجود لها، فالأولى ان نربطهم بشخصياتنا الحقيقية والتي لا يوجد مجتمع على وجه الأرض لديه رصيد من الشخصيات المؤثرة والقدوة الحسنة أكثر من المجتمع العربي الإسلامي وفي كل ميادين الحياة وكلها نجحت بأخلاقها.
ان ترسيخ الأخلاق مطلب أساسي وليس مطلبا كماليا، فلقد صدق الشاعر حين قال:
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فان هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
ولنا في رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أسوة حسنة حين قال ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) وقد كانت أعظم صفات رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام قول الله تعالى ( وانك لعلى خلق عظيم ).
والأخلاق ليست كماليات مجتمعات وإنما هي سبب بقاء المجتمعات والدول أو زوالها، واكبر مثال في التاريخ هو زوال اكبر امبراطوية في تاريخ البشرية ألا وهي الإمبراطورية الرومانية التي هزمت أخلاقيا بسبب الانحلال الأخلاقي الذي وصلت إليه وغرقت في ملذاتها حتى تحللت الإمبراطورية وأصبحت دويلات متناثرة متناحرة وانتهت الى الزوال، ولنا ايضا في الولايات المتحدة الأمريكية مثال حي، لان أمريكا لن تهزم عسكريا فبعدها الجغرافي يجعلها مستعصية على أي غزو خارجي وعظم إمكانياتها الاقتصادية والعسكرية يعطيها القوة والمنعة ضد الغزاة ولكن انحدارها الأخلاقي الى مستويات لا يصدقها العقل البشري وإطلاق الحريات العامة الى درجة الانحطاط سيجعلها عرضة للتفتت والتحلل والتناحر وقد بدأت بذور التحلل في العام 2008 حين طلبت ولاية كاليفورنيا الانفصال عن الاتحاد الأمريكي لأنها تقول بأنها غير ملزمة بدعم الولايات الأكثر فقرا وساندها في نفس الطلب ولايات تكساس ونيويورك لأنها الأغنى وتتعالى الأصوات وتتزايد يوما بعد يوم للانفصال، وخاصة بعد أزمة الرهون العقارية في الولايات المتحدة الأمريكية وكذلك فان تزايد العنف والبطالة والمشردين وأبناء العلاقات المحرمة والتي هي 6 من كل 10 ولادات سيؤدي بالضرورة الى إنتاج جيل كامل من أبناء الحرام يقودون بلادهم الى المهالك كما فعلت روما في القديم.
اننا عندما نطالب حكومة الثورة في مصر لتأسيس وزارة للأخلاق لا ننتقص من أخلاق المصريين ولا من مستواهم الأخلاقي ولكننا ننبه الى ما آلت إليه مدارسنا ودوائرنا الحكومية وشوارعنا.
التوقيع: بقلم : موسى حمدان
رد مع اقتباس
قديم 06-26-2011, 09:37 AM   رقم المشاركة : [2]
Nadine Ismail
عضو
 
افتراضي فكرة رائعة

السلام عليكم،

هى فكرة رائعة. وقد شغلنى هذا الحلم منذ فترة طويلة وعاد مرة أخرى بعد الثورة العظيمة. وكنت عندما أتحدث بها إلى أحد لا يفهمنى أو يستنكر.

وقد أوجزت ما كنت أحلم به يا أستاذ موسى. إنشاء وزارة تعمل بالتنسيق مع الإعلام ،التربية والتعليم، الأوقاف (المساجد تحديداً) وجميع الهيئات والمؤسسات.

تكون مسئولية الوزارة هى حصر كل القيم والأخلاق المراد إحيائها، وهى كلها موجودة فى ديننا الجميل الرائع. و تبدأ بالتنسيق والمراقبة على أهم وسيلة وهى التليفزيون على أن تنتج برامج ومسلسلات تبث هذه القيم ويعاد النظر فى الأعمال المعروضة من قبل. بعد ذلك نركز على المدرسة، يجب أن تضاف مادة للأخلاق والقيم. وأقترح للسن الصغير (رياض الأطفال) أن يكون ذلك فى شكل قصص مصورة جذابة تحكى لهم. حيث أن هذه المرحلة وحتى سن السابعة هى أهم مرحلة فى حياة الإنسان لوضع أساس القيم والأخلاق وما يأتى بعد ذلك هو تعلية للبنيان. ويلى المدرسة الجامع: يمكن إستخدام منابر المساجد وخصوصاً خطب الجمعة، على أن يتم توحيد الخطبة على مستوى المحافظات، للوصول إلى عدد كبير من الناس. عمل دورات ومراقبة الهيئات والمؤسسات كما ذكرت فكرة ممتازة.

يارب هذا الحلم يتحقق وترجعلنا أخلاقنا تانى.

والسلام عليكم رحمة الله وبركاته


Nadine Ismail غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الاخلاق, وزارة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع