فشل العدوان الثلاثي..علي قمة الأهلي

[احمد مختار]

فشل العدوان الثلاثي..علي قمة الأهلي
الزمالك والإسماعيلي .. وبتروجت .. لقب الوصيف يكفي

مع كل مباراة في الدوري تشتد المنافسة. ومع كل أسبوع جديد يتغير الترتيب. والطريف أن الفرق تلعب لصالح بعضها البعض دون قصد. لأن النتائج تأتي بما لاتشتهي السفن. فتعادل الزمالك مع الإسماعيلي خدم الأهلي الذي انفرد بالقمة بفارق تسع نقاط عن الزمالك والإسماعيلي اللذين تراجعا للمركز الثالث وهذا التعادل أيضا أفاد بتروجت الذي أصيب بصدمة نفسية في آخر أسبوعين في الدوري ثم صحح المسار بعد الفوز علي المحلة بهدف ليرفع رصيده إلي 38 نقطة بفارق 8 نقاط خلف الأهلي ويدخل في صراع ثلاثي مع الزمالك والإسماعيلي وليتحول لقب الوصيف الي بطولة خاصة بين ثلاثة فرق. وهذا التهافت علي المركز الثاني سيستغله الأهلي الذي عرف طريق الفوز بعد فترة عطب وتوقف. ويبدو أن الأهلي شعر بالخطر من القادمين من أسفل وهم ثلاثة لم يتفقوا حتي الآن من الذي يقترب من الأهلي أكثر وأكثر. واستكثروا علي بعضهم البعض التقدم للأمام فبدأت الحرب الثلاثية بين الزمالك والإسماعيلي وبتروجت والنتيجة في النهاية لصالح الأهلي الذي قرر الاعتماد علي نفسه وعلي الانتظار لنتائج الآخرين القادمين من أسفل الزمالك والإسماعيلي وبتروجت.. وهم ثلاثي العدوان المستمر علي القلعة الحمراء خلال الأسابيع التسعة القادمة.. لكن من الصعب أن تتفق تلك القوي ضد الأهلي.. لأن كلها تسعي للفوز بعد ذلك. وسيتحول العدوان الثلاثي إلي عدوان فردي بطريقة اخدم نفسك بنفسك.. لأن الأهلي لم يعد العدو الوحيد لكل فريق من الثلاثة.. بل أن الزمالك يعادي الإسماعيلي وبتروجت علي أمل التعلق بالأمل.. ونفس الحال للفريقين بتروجت والإسماعيلي.. فكلاهما يشعر بأنه الأحق من الآخر.
نفس الحال يتكرر في نتائج الفرق التي تعاني من اقتراب شبح الهبوط.. فخسارة البترول أمام الأهلي قضت علي البقية الباقية للفريق فمن الصعب أن يحقق في تسع مباريات متبقية بعضها خارج أرضه.. نقاطاً ضعف ما حصل عليه في 21 أسبوعا.. "باي باي البترول لأن أوراقه "محروقة" بالسولار"!!
والمنصورة أمله تلاشي برصيد 14 نقطة حتي الآن.. بعد أن أصبح "ملطشة" لكل فرق الدوري علي أرضه أو خارجها.. كان لقاؤه مع الحدود هو الأمل الأخير لاحياء الأمل.. لكنه تبخر مع الخسارة والفشل حتي في التعادل!! ياتري المنصورة سيبيع لاعبيه قبل نهاية الدوري أم بعدها؟!
يتبقي الفارس الثالث المرشح للهبوط.. وهذا هو اللوغاريتم الذي يصعب ترجمته بسبب اقتراب المستوي والنقاط.. فالجونة تملك 21 نقطة ثم المصري 12 نقطة وغزل المحلة والمقاولون 24 نقطة.. أما الحدود فرصيده 27 نقطة.. وجاء فوزه الأخير علي المنصورة ليأخذ بيده ويحركه للأمام ويبعد مؤقتاً عن الدوامة. لاسيما وأنه يمتلك مفاتيح كثيرة للفوز.. ويستطيع بسهولة تحقيق أكثر من تسع نقاط في تسع مباريات يضمن بها البقاء بل واحتلال مركز معقول في الأمان والضمان.
العجيب أن الفرق المهددة وهي الجونة وغزل المحلة والمقاولون والمصري.. فهي من أغني الأندية في الدوري الآن.. وتملك المفاتيح السحرية للبقاء.. إذا اعتبرنا أن شراء اللاعبين والعناصر الفعالة وأفضل المدربين هي الأسلحة التي تضمن البقاء.. فالجونة فريق غني لأنه سليل عائلة سويرس ورغم ذلك.. نتائجه مهزوزة لغياب عناصره الأساسية من بداية الموسم.
والمحلة شركة المال والتاريخ.. لكن الفشل الاداري المستمر والخلافات والتحقيقات والسرقات كلها أسباب أثرت علي الفريق ووضعته في مركز أقل من اسم النادي وتاريخه.
والمقاولون العرب البطل المصري الأفريقي العظيم بدأ الموسم جيداً.. ثم اهتز بشكل واضح.. ورغم أنه من الصعب أن يهبط لوجود عناصر أمان كثيرة وفرص أكثر للبقاء بل ولاحتلال مكانة جيدة.. لكن الحق يقال منظومة المقاولون تستحق مركزاً أفضل مما هي عليه الآن.
أما المصري البورسعيدي فهو اللوغاريتم الصعب الذي يتكرر كل موسم في الأسابيع الأخيرة.. صحيح أنه بدأ مهزوزاً هذا الموسم.. وجاء أبوعلي ليصحح المنظومة.. ثم عادت للأهتزاز بسبب المشاكل الادارية والاستقالات وإعادة التشكيل.. كل شيء متوفر للفريق الآن.. أعتقد أن الاستقرار سيكون سلاحه للبقاء.
موقف الخواجات
* فوز الأتحاد السكندري علي الجونة ضرب عصفورين بحجر واحد.. جمد الهجوم ضد كابرال.. ورفع الفريق لمركز في مجموعة الأمان. لكن الأهم أن ربنا فتح علي اللاعب البرازيلي المضروب وسجل هدفاً.. فأوقف كل النقد لكابرال.. ولو مؤقتاً!!
نفس الحال لأنبي الذي هزم اتحاد الشرطة بهدف بعد أن كان موقف المدرب الأرجنتيني شائكاً للغاية.. وبذلك يرتفع أسهم المدرب المصري في الدوري لأن البدري وحسام حسن وعماد سليمان ومختار وجعفر وطارق يحيي هم الذين يحتلون قمة الدوري.. بينما الثلاثة الأجانب مالدينوف وبوكير وكابرال يرقصون في المراكز المهددة أو بالكاد يضمنون البقاء.. والقياس مع الفارق بين الأمكانات المتوفرة لهؤلاء المدربين الأجانب.. ويكفي المقارنة بين مدرب مثل طارق يحيي الذي صعد بفريقه من الدرجة الأولي هذا الموسم.. وحقق نتائج رائعة.. وعروضاً أروع ويحتل المركز الخامس بينما الخواجات في "الحضيض".
بقي أن نعرف أن ما يحصل عليه الخواجه الواحد من الثلاثة.. يوازي مرتين ثلاثة مدربين مصريين ممن يتسابقون للحاق بقمة الدوري أو الفوز باللقب!!
* من الملاحظات الغريبة هذا الموسم في الدوري أن دفاعات الفرق بالكامل مهلهلة.. حتي الأهلي صاحب القمة الذي كنا نتندر بمرماه وبشباكه النظيفة طوال الموسم.. دخل مرماه 16 هدفاً حتي الآن وبتروجت الثاني في الترتيب دخل مرماه 23 هدفاً.. وهذا دليل علي أن كل الفرق بدأت تلعب للهجوم حتي ولو كان ذلك علي حساب الدفاع.
* طلائع الجيش الذي يملك الهداف.. سجل حتي الآن 33 هدفاً رغم أنه في المركز السادس!! هل هذا يعني أن الفضل يرجع لكفاءة ومهارة لاعب علي حساب فريق بالكامل؟! وهل لو أصيب الهداف.. سيتراجع الفريق؟!
* بترول أسيوط سجل 11 هدفاً أي أقل من عدد نقاطه الاثني عشر.. بينما دخل مرماه 31 هدفاً.. كيف يبقي في الأضواء؟!
السؤال الأخير.. أين نجوم مصر الهدافون الذين صالوا وجالوا في كأس الأمم.. لماذا يغيبون عن التهديف في الدوري.. ولماذا لانجدهم علي قمة جدول الهدافين!! هل من مجيب؟!