العودة   الموقع الرسمي للاعلامي الدكتور عمرو الليثي > الأقسام العامة > القسم الاخباري
إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-25-2012, 04:41 PM
محمد زنادة محمد زنادة غير متواجد حالياً
مشرف عام
 

Post "مصراوى" كبير سائقي القطارات لمصراوي: السكة الحديد تحتاج ''عملية جراحية''

كبير سائقي القطارات لمصراوي: السكة الحديد تحتاج ''عملية جراحية''





استحوذ حادث قطار أسيوط منذ أيام علي اهتمام جميع وسائل الإعلام، بعدما راح ضحيته أكثر من 50 طفلاً بالإضافة إلي عشرات المصابين؛ حيث يعد هذا الحادث تكرار لمسلسل الكوارث الذي تعودت عليه مصر في السنوات الأخيرة.
في ظل حوادث القطارات المستمرة والتي لا نهاية لها تحدث ''مصرواي'' مع الأسطى ''محمود عبد الحميد '' - كبير مفتشى المركزية وكبير سائقي القطارات - الذى أخرج لنا ما في ''جعبته'' عن أزمات السكك الحديد المتكررة للوقوف علي أسبابها، وإلي نص الحوار...

شهرة حادث أسيوط سببه الأطفال

استهل ''الأسطى محمود'' حديثه مؤكداً على أن سكك حديد مصر تحتاج إلى ''عملية جراحية'' لكي تستعيد وعيها من جديد، قائلاً: '' حادث أسيوط ليس الأول من نوعه؛ لأنه لو كان ذلك سيمكننا اعتباره قضاء وقدر من عند الله، بينما هذا الحادث ربما يكون العاشر من نوعه وهنا تكمن المشكلة'' .
ويرى ''الأسطى محمود'' أنه قد تكون أسباب ''حادث أسيوط'' الأليم تهور من السيارات، مضيفاً:'' فلابد ألا نحصر الاتهام على سائقي القطار وحدهم في الحوادث، فلابد أن يعرف الناس أن سائق القطار معرض أيضا للأذى والخطر الذى يتعرض له سائق السيارات أو الاتوبيسات'' .
ويؤكد ''الأسطى محمود'' على أن السبب في تفجير هذه الأزمة يكمن في أن ضحايا الحادثة أطفال، قائلا :'' إن أشخاص كثيرين ماتوا قبل ذلك في حوادث مماثلة ولم يتحرك أحد لهم، إنما الطفل هو الذي جعل الحادثة عبارة عن مأساة'' .

القضبان مستهلكة وتجاوزت عشرات السنين

وتابع حديثه قائلاً:'' بإمكاني الآن أن أدافع عن هيئة السكك الحديد وعن سائقي القطارات وعن عمال المزلقانات، ولكنى أحاول أن أجد حلول لهذه المشكلة وليس مسكنات فقط؛ فالمزلقانات الموجودة حاليا لا تصلح إلا لـ ''الوبور'' الذى كان يُستخدم قديما وكان يسير ببطيء شديد ليسمح بالمارة بالسير حوله، ولكنه لا يصلح بالمرة مع القطارات السريعة الموجودة حاليا '' .
وأضاف كبير سائقي القطارات:'' المزلقانات تجاوز عمرها عشرات السنين، وكل ما فعلته هيئة السكك الحديد بها أنهم فصلوا المزلقانات عن الشارع بجنزير خفيف يكاد لا يصلح لنشر الغسيل، فيسهل اقتحامه، لذلك لابد أن يكون هناك وقفة''.
ويقول ''الأسطى محمود'' :'' أنا شغال في القطارات منذ 36 عاما وشهدت حوادث كثيرة أشهرها ''قطار الصعيد''؛ فمشكلة التي لا يدركها أحد هي أن القطارات تحتاج إلى تجديد؛ فالسكة الحديد هيئة خدمية وليست منتجة، بمعني يجب أن يدفع الراكب ثمن تذكرته ولكن لا يحدث أي من ذلك؛ فالحرية أصبحت فوضي ولا تستطيع الأن أن تتحدث مع أي راكب لأنه سيتشاجر معك، لذلك لا نستطيع أن تقوم بتطوير القطارات بشكل يساعد السائق على تخطي هذه الحوادث''.

المزلقانات قنبلة موقوتة

ويؤكد ''الأسطي محمود'' أن سائقي القطارات قد حذروا المسئولين على مدار سنة كاملة بخطورة وضع المزلقانات بشكلها الحالي، وأنها بهذا ستكون ''قنبلة موقوتة'' ستنفجر في أي وقت، مشيراً إلى أنه لم يهتم أحد من المسئولين بتحذيراتهم، قائلاً:'' هناك بعض المزلقانات التي يوجد بها أشجار علي عمود الإضاءة الذي ينبه الناس أن القطار قادم، والتي طلبنا من المسئولين إزالتها فأخبرونا أنها ليست من اختصاصهم وأن الحي هو المسئول عن ذلك، فمتي سنتخلص من هذا الروتين العقيم؟!'' .
وأشار كبير سائقي القطارات إلى حال عمال المزلقانات، قائلاً:'' لابد من الاهتمام بعمال المزلقانات؛ فهم يخصصوا لهم مكان غير آدمي بالمرة، فيمكن القول أن الإهمال الذى قد يقوم به عامل المزلقان ناتج عن حياته المهمشة، فهم غالبا ما يكونوا من الطبقة الدنيا التي لا تجد قوت يومهم، فيجب ألا نظلمهم وألا نلقي اللوم عليهم وحدهم '' .

تحسن المرتبات نوعا ما

وأكد ''الأسطى محمود'' أن المرتبات التي يتقاضاها السائقين شهدت تحسنا ملحوظاً خلال الثلاث سنوات الاخيرة، إنما قبل ذلك كانت المرتبات كما وصفها ''لا تُذكر''، قائلاً:'' لهذا قمنا بالعديد من الاحتجاجات للمطالبة بزيادة رواتبنا؛ في الآونة الأخيرة زاد الاهتمام رويدا بالعمال، ولكن للأسف قابلت هذه الزيادة ارتفاع الأسعار في شيء حولنا'' .

راكب القطار جزء من الأزمة

ويؤكد ''الأسطى محمود'' على أن الناس مشاركين بشكل كبير في الإهمال مع هيئة السكة الحديد؛ قائلاً:'' فمثلا ''زر الإنذار'' أو ''بلف الخطر'' الموجود في القطارات الذى يستخدم في حالات الخطر ليتوقف القطار فجأة، نجد الركاب تستخدمه كثيرا لإيقاف القطار لأنه ساكن بين محطين ويريد أن ينزل أمام منزله فأصبح القطار الذي يفترض مثلاً أن يقف 3 مرات في الرحلة يقف أكثر من 20 مرة، وإذا فكرنا في إلغاء هذا ''البلف'' من الممكن أن يتم سجن وزير النقل لأنه ضروري في الحالات الخطرة''، على حد قوله .
وتابع كبير سائقي القطارات قائلاً:'' كما أنك تجد مجموعة من الشباب يتشاجرون داخل القطار فيقوموا بكسر الشبابيك، وكل هذا يحدث دون وجود أمن لانشغاله في ''محمد محمود'' !'' .
وأشار ''الأسطى محمود'' إلى أن ركاب الدرجات المكيفة دائمي الشكوى من ضعف الخدمة، أما ركاب الدرجات العادية فهم يشتكون من عدم وجود الخدمة أساساً، قائلاً:'' لا يعرفوا أنهم السبب الرئيسي في ذلك بسبب أفعالهم'' .
وأضاف: ''حالة غرفة القيادة ''لا تسر عدو ولا حبيب''؛ فيكفي أن أقول أن ''الكابينة'' يتسرب إليها المطر خلال فصل الشتاء من سقفها مما يجعل السائق يصاب بالبرد طوال هذا الفصل، فكيف سيواصل عمله بهذه الطريقة ؟!''.

الرعاية الصحية الجيدة حلم عزيز

وأوضح ''الأسطى محمود'' أن السائق قبل أن يبدأ في القيام برحلته يقوم بالعمل لمدة 3 ساعات متواصلة لفحص حالة القطار قبل السفر، قائلاً:'' ولذلك يعتبر أهم شئ لإنجاز مهمتنا هو التركيز وبذل جهد كبير في عملية القيادة وكل هذا على حساب صحتنا، فهيئة السكك الحديد لا تقدم الرعاية الصحية المطلوبة؛ فهم يعطوا السائق بطاقه عائلية بقيمة 200 جنيه، فلا أمتلك ما يكفيني للعلاج وإذا تأخرت عن العمل بسبب المرض يتم الخصم من المرتب فوراً'' .
وتابع ''الأسطى محمود'' حديثه قائلاً:'' إن غرف المعيشة لا تناسب إطلاقا طبيعة عمل السائق؛ فالغرفة ينام بها 6 أشخاص وكل سائق منهم لديه رحلة سفر مختلفة عن الأخر فإذا قام واحد منهم للسفر الساعة الواحدة مساءا فيقوم بإشعال الأنوار ونعيش في قلق مستمر، بالإضافة إلي أن صوت القطارات لا نستطيع أن ننام منه، فالاستراحات الموجودة في كل محطات القطار لا تصلح للمعيشة إطلاقا''.
ويؤكد ''الأسطى محمود'' على أن سائقي القطارات يخضعون في بداية التحاقهم بالعمل في السكة الحديد لكشف طبى كامل وخاصة كشف النظر ليتم تحديد مدى صلاحيتهم لهذه المهنة، ويحدث ذلك كل عام، مشيراً إلى أن سائقي القطارات لابد أن يكونوا حاصلين على ''دبلوم صنايع'' قسم ميكانيكا، بالإضافة إلى إنه يمر بعدة مراحل حتى يتسنى له قيادة قطار، قائلاً:'' فهذا أمر ليس سهل فقد يستغرق 10 سنوات كاملة من يوم تعيينه حتى يؤهل لقيادة القطار؛ حيث يبدأ مشواره كمساعد سائق ثم قائد عربية جرار من جراج للصيانة للمحطة إلي أن يصل لمرحلة القيادة والسفر'' .
واختتم ''الأسطى محمود'' حديثه قائلاً: '' أتمني من المسئولين الانصياع لطلبات السائقين حتي لا يتعرض حياة الناس للخطر، وألا نهتم فقط إلا عندما تقع كارثة فقط، وألا يستغل الناس الحرية حتي تتحول إلي فوضي، وأن يحافظوا علي القطار الذي يقلهم حتي تعود الحياة بشكل طبيعي لجميع الناس''.

المصدر:
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع