يا أبني إخلق لنفسك عمل، ستسألني كيف، سأقص عليك قصتين لشابين كانا في مثل سنك، الأول تخرج من كلية الزراعة قسم إنتاج حيواني بتقدير جيد جداً مع مرتبة الشرف، قابلته في أحد الأسواق يبيع سمكاً طازجاً ممتازاً، يابني لقد كنت متفوقاً، فكيف وصل بك الحال إلى هذه الدرجة، قال لم أجد وظيفة و رفضت أن أجلس بلا عمل فذهبت إلى ميناء الصيد و اشتريت طولتين سمك طازج وذهبت بهما للسوق فبعتهما ووجدت في نهاية اليوم بجيبي مائة جنيه مكسب، فأصبح هذا هو عملي، كان هذا من عشرة سنوات، وهذا الشاب اليوم يملك منزلاً ومتزوج ولديه سيارة.
أما الشاب الثاني فهو أيضا خريج كلية الزراعة ووجدته في السوق يبيع فراخ من فوق ظهر سيارة نصف نقل بسعر رخيص، فسألته عن ذلك فقال لي أنه إتفق مع أحد أصحاب المزارع بأن يبيع له إنتاجه وهو يضيف على سعر المزرعة 25 قرش فقط عن كل كجم وأن هذا يدر له من كل مزرعة ما بين 2000 إلى 3000 جنيه ويبيع إنتاج المزرعة في أربعة أو خمسة أيام.
هذين مثالين لشابين رفضا الوظيفة وبحثا عن عمل لا يحتاج لرأس مال ولم يخجلا من ممارسته، فكر وابحث فيما حولك ستجد ان شاء الله العمل فالله يرزق من يسعى وقد رزق هاجر بئر زمزم حين سعت بين الصفا والمروة بوادي غير ذي زرع، فالرزق يابني مع السعي.
|