عرض مشاركة واحدة
قديم 10-21-2009, 07:53 PM   رقم المشاركة : [2]
بسمة ناصر
عضو
 
افتراضي تكملة الموضوع



هل أنت ناجح في الحياة ؟

هل أنت سعيد ؟

ما هي نظرتك لنفسك ؟

ما هو تقديرك لقدراتك ؟

هل سالت نفسك يوما هذه الأسئلة ؟

بالتاكيد فكرت يوما في هذه الأسئلة.. و ربما جال بخاطرك انك لست كما كنت تريد لتفسك أن تكون .. و ربما العكس ؟

من الملفت للنظر ما يكتبه المختصين حول أهمية هذه الأسئلة .. التي تدور حول : ماذا تظن عن نفسك ؟

لأن ما تعتقده عن نفسك , هو ما ستكونه فعلا !

أعني انك إن ظننت أنك ستفشل في شيء ما , فإنك حتما ستفشل..حتى لو كانت عندك القدرات التي تؤهلك للنجاح..

هذه الاعتقادات السلبية التي نفكر فيها أحيانا مثل: ( أنا غير كفء- أنا لن أنجح- أنا لا أستحق...) هي دائما أكثر خطورة مما تظن.. لأنها رسائل مباشرة منك من عقلك الواعي , إلى عقلك الباطن الذي سيطيعك و يعمل على تنفيذ كل هذه الأوامر..

يشبه د.جوزيف ميرفي هذا الموضوع بمثال لطيف جدا :

- قبطان السفينة يجلس في كابينته على السطح..ليراقب الاتجاهات و المسافات و يحدد خط السير.. بينما هناك عمالا في غرفة المحركات يتولون توجيه الدفة و تشغيل الأجهزة و المحركات...

القبطان يقرر الاتجاه من موقعه, و العمال في غرفة المحركات ينفذون الأوامر دون مناقشة أو تفكير.. لاحظ أنهم هم من يقوم فعليا بتحريك السفينة.. لكن بأوامر القبطان.

هكذا الحال بالنسبة لك..

- أنت قبطان سفينتك.. و عقلك الباطن هو عمال غرفة المحركات الذين ينفذون أوامرك دون أي تفكير..

فتأكيداتك لنفسك باعتقادات سلبية , ما هي إلا أوامر لعقلك اللاواعي سيتولى تنفيذها حرفيا.." لأن هذا ما يريده سيادة القبطان !"

فلو اعتقدت أنك لن تنجح في الحصول على وظيفة جيدة.. فإنك بهذا تعطي أمرا مباشرا لعقلك اللاواعي سيعمل على تنفيذه... "لن تحصل على هذه الوظيفة كما أمرت.. سمعا و طاعة أيها القبطان !!"

هذا أحد قوانين العقل الباطن.. أن قدراتك الشخصية هي ما تتوقعه لنفسك.. لو كنت تثق في قدراتك و تتوقع النجاح .. فسيعمل عقلك اللاواعي على تنفيذ هذا الأمر.. هكذا تسير الأمور !

كما قلنا سابقا فإن النجاح في الحياة يبدأ من طريقة تفكيرك ذاتها و ما تعتقده عن نفسك.. لو آمنت بهدفك و آمنت بقدراتك على تحقيقه .. ستجد نفسك تسير نحو الهدف ...

(( سأحكي لك قصة ..))

لي صديق يهوى الغناء.. صوته عذب و عنده ملكة غير عادية في التأليف و التلحين .. و كان يحلم بأن يكون مطربا ..

لكنه لم يصبح مطربا !!

هل تعرف لماذا ؟

في قرارة نفسه لم يكن يؤمن تماما بقدراته.. بالتأكيد كانت هناك رسائل سلبية على غرار ( أنا لست متميزا – صوتي كصوت الآلاف- أنا لا أستحق.....)

تكلمت معه لأعرف هذه الرسالة السلبية.. فقالها لي بينما نحن نتحدث:

( أنا غير وسيم.. لا يمكن ان أكون مطربا !)

هذه الرسائل كما قلنا هي رسائل مباشرة لعقله اللاواعي سيعمل على تنفيذها.. أتدري كيف ؟

لم يتقدم لأي اختبار حقيقي.. لم يسع لمقابلة أي شخص يمكنه اكتشاف موهبته .. لم يعمل حتى لصقل موهبته...

لم يعطه عقله اللاواعي الحماس الكافي ليفعل هذا.. بل أعطاه احساسا مقيما بانعدام الأمل.." أنت قررت أنك لا تستحق ؟ سمعا و طاعة أيها القبطان.. لن نخذلك أبدا !"

(( سأحكي لك مثالا آخر..))

لي صديق يكتب منذ كنا في المدرسة.. كان يكتب قصصا ساخرة كانت من أروع ما قرأت..

ماذا حدث بعد ذلك ؟

كبرنا و تخرجنا من الجامعة.. سعيت في اتجاه الصحافة لأنني كنت أؤمن بموهبتي.. كبرت و أصبحت مسئولا عن مساحة للنشر.. لكن صديقي لم يكن قد نشر شيئا بعد في حياته..

قابلته و عرضت عليه أن ينشر شيئا ما.. لكنه لم يبد حماسا و بدأ في التلكؤ ..

سألته بصراحة عن السبب..

فكانت إجابته هي ما توقعته تماما :

"لست جيدا لهذه الدرجة !"

كانت هذه الرسالة السلبية التي كان يرسلها دوما إلا عقله اللاواعي - رغم موهبته الواضحة - و كان هذا الأخير ينفذ الأوامر بعناية:

" أنت لا تستحق ,سيادة القبطان ؟ سمعا و طاعة.. لن تنشر أبدا !"

و حين بدأ في الإيمان بقدراته و أنه يستحق.. بدأ حواره الداخلي يختلف: أنا كاتب جيد .. أنا أفضل من الكثيرين.. أنا أستحق !

و بدأ يكتب انطلاقا من هذا الاعتقاد الجديد..

ماذا كانت النتيجة ؟

أعجب الكثيرون بأول موضوع نشره في حياته بل و عرض عليه العمل في احد المجلات في الخارج !

ما الحكمة من هذا كله ؟

الحكمة هي أنك ستكون ما تعتقده عن نفسك.. لو اعتقدت انك لن تكون سعيدا فسيتحقق لك ما أمرت به .. لو آمنت بقدرتك على النجاح فستتلاحظ بنفسك الطاقة التي انبعثت في داخلك لتصل لما كنت تحلم به..

إلغ أي رسالة سلبية تجد أنك تفكر فيها .. الغها تماما و استبدلها برسالة إيجابية و لاحظ الفرق الذي سيتحقق في نظرتك للأمور..

ستكون سعيدا لو فكرت في هذه الفكرة و قررت أنها واقع حقيقي .. ستكون ناجحا لو آمنت بأنك فعلا ناجح الآن ..

أليس كذلك سيادة القبطان ؟
هل اتخذت قرارات مصيرية في حياتك من قبل؟

ربما يكون:

- اختيار الكلية.
- اختيار شريك الحياة.
- اختيار مجال العمل.
- اختيار عدد الأولاد.

ومعظم الناس -كما عرفت من تعليقات القراء- لا يعتقدون أن أيا من هذه الأشياء قد تم باختيارهم.. بل (غصب عنهم) أو (كان لازم أعمل كده) أو (مفيش قدامي غير كده).... إلخ

هذه التعليقات شائعة؛ لأننا لم نتعلم في مراحل التعليم المختلفة مهارة اتخاذ القرار..

وهذه المهارة المهمة, هي ما سأكلمكم عنها اليوم.

أنواع القرارات

هناك نوعان من القرارات التي نواجهها في كل موقف من مواقف حياتنا.

1- قرارات تقليدية:

هي مهارات مبنية على تجارب سابقة.. يعني أخذت هذا القرار مئات المرات وأعرف العواقب جيدا, ومن هنا آخذ قراراتي المستقبلية.




- تحب نروح السنيما ولاّ المسرح؟
- تحب نخرج فين؟
- تقعد على الإنترنت ولا تشوف التليفزيون؟
- تحب تاكل فتة كوارع؟

لقد أخذت هذا القرار من قبل , وندمت عليه أو أسعدك جدا.. وطبقا لهذه التجربة السابقة أنت تقرر..

ربما (طبقا لتجاربك السابقة) لا تحب أن تجرب أنواع أطعمة جديدة.. أو تحب أن تجرب دائما.. وطبقا لهذه التجارب السابقة أنت تأخذ القرار.

القرارات التقليدية يمكننا اتخاذها بسهولة, لو انتبهنا لتجاربنا السابقة والقواعد العامة التي عرفناها في حياتنا..

2- قرارات غير تقليدية:

هي أشياء تواجهنا لأول مرة.. ليس عندك تجارب سابقة تساعدك على أن تأخذ القرار بثقة وطمأنينة القرارات التقليدية المعروفة.



هل قررت أن تتزوج "نرمين"؟

كما هو واضح, أنت لم تتزوج "نرمين" من قبل كي تعرف ما إذا كان هذا القرار صحيحا أم خاطئا.. وغالبا لم تتزوج من قبل أصلا كي تكون واثقا من قرارك..
القرارات غير التقليدية كثيرة جدا..

هل ستفتتح مشروعك الخاص؟
هل ستغير مهنتك؟
هل ستهاجر؟

المشكلة هي أن هذه القرارات مهمة ومصيرية جدا.. ويجب أن تحدد موقفك منها.. لكن المشكلة -كما عرفنا- أنك لا تمتلك الموارد الكافية من تجارب الماضي, التي تؤهلك لأن تأخذ قرارا صائبا!!

طيب والعمل؟؟

خطوات اتخاذ القرار

القرارات غير التقليدية بها مشكلة.. وهي (عدم الثقة) و(الإحساس بالخطر).. وهو شيء طبيعي؛ لأنك لم تقم بهذا من قبل.

هذا الشعور لا يعطيك أدنى دليل على أن اختيارك صحيح أو خاطئ.. هو مجرد شعور يحذرك من عواقب الشيء الذي لم تجربه من قبل, فاحذر!

كي نأخذ القرار الصحيح يمكننا أن نتبع نموذج (الخطوات الست لاتخاذ القرار):

1- الحاجة لاتخاذ قرار:

بعض الناس لا يؤمنون أن عليهم أن يغيروا شيئا في حياتهم أصلا..

من المهم أن تدرك المشكلة وأن تعرف أن سببها هو أنك لم تأخذ القرار الصائب.

2- التشخيص:

ما هي أسباب المشكلة؟

ما الذي فعلته (أو لم أفعله) والذي أدى إلى تفاقمها؟

متى بدأت؟ ولماذا بدأت وكيف زادت؟

الإدارك الكامل لأبعاد المشكلة مهم جدا.. لكن لا تستغرق الكثير من الوقت في هذه الخطوة, وانتقل مباشرة وفورا إلى المرحلة التالية:

3- الحلول:

ما الذي يمكن أن أقوم به لحل المشكلة؟

من الذين من الممكن أن يساعدوني؟

كيف أبدأ؟ ما هي أول خطوة؟

ما الذي يضمن عدم تكرارها؟

في هذه المرحلة يجب أن تفكر في (الحلول) بدلا من التفكير في المشكلة (كما عرفنا من قبل).. نفكر بهذه الطريقة حتى نجد أمامنا مجموعة مختلفة من الحلول...

4- اختيار الحل:

علينا أن نجمع المعلومات الكافية عن كل حل منهم.. اسأل الذين يعرفون أكثر أو اقرأ أكثر أو ابحث في مواقع موثوق منها في الإنترنت أو ادرس أكثر (حسب نوع القرار الذي تريد اتخاذه) المهم أن تجمع معلومات كافية عن كل حل منهم.. ومن هنا تستطيع أن تختار الحل المناسب..

5- تنفيذ الحل:

ابدأ حالا في تنفيذ الحل الذي وجدت أنه مناسب.. المشكلة هي أن البعض يكتفي بالخطوات السابقة ولا يصل إلى هذه الخطوة.

المعرفة بدون تطبيق, لا قيمة لها..

لو اخترعت سيارة تطير في الهواء, لن تصبح ناجحا إلا حين تنفذ ما فكرت فيه.. حين تكون هذه المعرفة حقيقة واقعة ملموسة.. وهو ما أطلبه منك.. أن تطبق ما نتكلم عنه في هذه السلسلة في حياتك.

كلمة السر هي: ابدأ فورا.

6- النتيجة:

بعد تطبيق الحل الذي قررته.. راقب ما حدث في حياتك.

هل النتيجة جيدة؟

هل تحقق ما كنت تريده؟

لو كان الحل صائبا وتحققت النتيجة التي كنت تتمناها فعلا , فمبروك عليك القرار الصائب..

أما لو لم يكن الحل صائبا, فانتظر قليلا.. ما الذي حدث بالضبط؟ أين الخطأ؟ لماذا حدث ما حدث؟
اجمع معلومات إضافية عن كل حل , واستفد من المعلومات التي حصلت عليها من هذه التجربة.. لأنها ستفيدك جدا في القرار القادم... ارجع إلى الخطوة رقم 1 من جديد.

خذ قرارك

وأنا أكتب الموضوع أتوقع رسالة من أحد القراء يقول لي:

- يا عم هو حد فاضي يعمل الكلام ده؟
- كل دي خطوات؟

وإليه أقول: إن هذه الخطوات قد تستغرق ساعة زمن, ومعك ورقة وقلم..

كما قد تستغرق شهورا, لو كان القرار يتعلق بشركات عملاقة..

هذه التقنية تستخدم في التطوير الشخصي وفي علم الإدارة.. يمكنك أن تستخدم هذه الخطوات في تحديد ما إذا كنت ستسافر للعمل في الخارج أم لا..
وفي تحديد ما إذا كانت الشركة ستفتتح فرعا لها في (نيو دلهي) أم لا.
إنها نفس الخطوات.

لو كنت تواجه قرارا عصيبا في حياتك جرِّب هذا النموذج؛ لأنه سيرتب أفكارك قليلا.. وطالما كنت تدرك أن حياتك من صنع اختياراتك أنت, فأنت تسير في الطريق الصحيح.

وتذكر دائما..
أننا نعيش في الدنيا مرة واحدة فقط, فلماذا لا تكون أروع حياة ممكنة؟


بسمة ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس