الحبس على الطريقة الأسرية بيوت الرعب .. قصص أغرب من الخيال تعددت الأسباب والحبس واحد .. لكن ما لا يصدقه عقل ولا يقره قلب أن يأتي اغتيال حرية الإنسان على يد أقرب الناس إليه سواء كان أبا أو أما أو زوجا أو زوجة، وما يزيد الدنيا إظلاما ما يقع بحق السجين البريء من اعتداء وإهدار لكرامته ومحو لإنسانيته .. ولعل أبشع هذه القصص ما قام به أب نمساوي احتجز ابنته لمدة24 عاما، اغتصبها خلالها آلاف المرات ، وأنجب منها سبعة أطفال لم يخرج ثلاثة منهم إلى النور منذ ولادتهم. "بيت الرعب" هو المسمى الذي أطلق على القضية الأسوأ في تاريخ أوروبا، حيث اهتزت لها أركان النمسا، مما دعا ألفريد جوسينبور مستشار النمسا إلى الإعلان بأنه سيتخذ إجراءات لإنقاذ سمعة بلاده بعد هذه الفضيحة. وذكرت الشرطة أن الأب جوزيف فريتزل، مهندس ميكانيكي في الثالثة والسبعين من عمره، قام بتجهيز قبو منزله ليكون سجناً لابنته منذ أن كان عمرها 18 عاماً، وإمعانا في عزلها بعيدا عن العالم الخارجي زوده بمواد عازلة للصوت حتى لا تستطيع الابنة الحبيسة الاستغاثة بأحد في الخارج، وزوده بباب معدني يتم فتحه وإغلاقه إلكترونياً عن طريق كلمة سر لا يعرفها أحد سواه. لا يستحق الأبـــوة تبدأ المأساة في يوم 28 أغسطس 1984 وهو اليوم الأخير الذي أبصرت فيه الضحية السماء قبل 24 عاما، عندما طلب الأب من ابنته إليزابيث أن ترافقه إلى القبو لمساعدته في نقل بعض الأغراض ، وفوجئت به يشد وثاقها إلى عمود بقيود غليظة لمدة يومين ، اضطر بعدها خلال الأشهر التسعة التالية لتخفيفها بطريقة تمكنها فقط للوصول إلى الحمام. ذكرت مجلة "دير شبيجل" الألمانية أن الابنة تم احتجازها طوال السنوات التسع الأولى في غرفة واحدة، وهذا ما يعني أن عمليات الاغتصاب المتكررة التي ارتكبها يوزف فرتزل كانت تجري في حضور أول ثلاثة اطفال ولدوا من هذه العلاقة الآثمة . وتكتمل وحشية الأب بإحراقه لجثة طفل سابع أنجبه أيضاً من ابنته، وتوفى بعد قليل من ولادته، في فرن داخل القبو، كما قال مدير مكتب مكافحة الجريمة بالنمسا. تدبير شيطـــاني النمساوي جوزيف فريتزل تشيرالتحقيقات إلى الدقة التي توخاها فريتزل في تنظيم احتجاز ابنته حتى لا يثير الشبهات، ولاسيما حين تبنى مع زوجته روزماري ثلاثة من الاطفال الذين أنجبتهم اليزابيث منه في القبو. وفي مشهد تمثيلي .. قدم جوزيف للشرطة دفاتر مدرسية قديمة لابنته حتى تتحقق السلطات من أنها هي التي كتبت رسالة تطلب فيها من جوزيف وروزماري الاهتمام بابنتها ليزا في مايو 1993. وكان جوزيف وضع الطفلة التي ولدت قبل تسعة أشهر في القبو أمام باب المنزل ومعها الرسالة التي أرغم اليزابيث على كتابتها. وفي ديسمبر 1994 وعند ظهور الطفلة مونيكا أمام باب المنزل، أرغم فريتزل ابنته، بحسب "در شبيجل" على تسجيل رسالة صوتية اسمعها لزوجته روزماري على الهاتف حتى تعتقد أنها تلقت اتصالا من ابنتها المفقودة . وقد تبنّى جوزيف وزوجته ثلاثة من الأولاد الذين أنجبهم من ابنته إليزابيث، بينما ظل ثلاثة آخرون محتجزين في القبو مع والدتهم، ولم ير أحدهم النور منذ ولادته.