الموقع الرسمي للاعلامي الدكتور عمرو الليثي

سر شقاء وعذاب البشر!!!!!

أسوأ و أخطر ما ينغص على المرء حياته أن يعيش فى حاله صراع سواء مع غيره أو مع نفسه , لأن الصراع هو أحد أطراف معادله الدمار وإستنزاف الجهد والوقت والعقل فيما لا فائده منه ولا ضروره له

وإذا كان الصراع مع الغير ليس خيارا وحيدا لك وإنما قد يفرض عليك , فإن عليك أن تجنب نفسك شرور ومخاطر الصراع الذاتى مع النفس

أريد أن أقول بوضوح إنه من الغير المعقول أن يقضى المرء معظم عمره فى جلد للنفس والذات يلطم الخدود ويبكى على اللبن المسكوب , ويتصور أن عدم نجاحه مره أو عدة مرات معناه أن الدنيا قد أدبرت وجهها عنه.

إن هناك فرقا كبيرا بين ضرورات مراجعه المرء لنفسه وبين الإنزلاق الى خنادق اليأس , فالمرء يمكن أن يشعر بالسعاده إذا أمتلك شجاعه المراجعه الصادقه لأفعاله والإعتراف دون خجل بأن ما وقع فيه من أخطاء لم يكن شيئا عفويا وإنما كانت وراءه أسباب محدده , بينها مثلا الإعتماد فى قراراته على معلومات خاطئه أو عدم القدره على تقديرالأمور تقديرا صحيحا .

ومعنى ذلك ان توافر الإنسجام الداخلى للإنسان مع نفسه , والقدره على مراجعه تصرفاته هو السبيل الوحيد لحمايته من أوهام الفشل والإضطهاد وسوء البخت وبالتالى عدم الوقوع فى براثن الألم المزمن الذى يؤدى الى صراع داخلى مدمر .

ومع ان واقع الحياه يؤكد لنا أن مثل هذا الإنسحام الداخلى امر نادر بسبب الصراع بين كائنين يعششان داخل كل واحد منا , إلا ان ذلك الإتفاق مع النفس أمر ممكن بالنسبه لمن يملكون إراده قويه وعزيمه صلبه وإيمانا صادقا .

إن من أشد الامور تكديرا للنفس أن يستسلم المرء للأوهام ويغرق نفسه دون أن يدرى فى بحور من الجدل الزائف والحجج الواهيه حول اسباب فشله وشقائه.

والحقيقه أن سقراط أشهر الفلاسفه على طول التاريخ كان صادقا ومصيبا عندما أطلق مقولته الشهيره
" إعرف نفسك" , فالحقيقه أنه لكى يستمتع الإنسان بهدوء النفس يجب عليه أولا ان يفتش فى ذاته , وأن يكتشف عوامل التنغيص الداخلى ويسارع بالتخلص منها .

المشكله أن البعض لا يعرف نفسه جيدا ..... وهذا هو سر عذابه وشقاءه !!!!!!