إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-25-2010, 08:50 PM
safy nada safy nada غير متواجد حالياً
مشرف
 

افتراضي وصف مفصل لنار جهنم








لقد خلق الله تعالى النار وجعلها مقراً لأعدائه المخالفين لأمره، وملأها من


غضبه وسخطه وأودعها أنواعاً من العذاب الذي لا يطاق، وحذر عباده وبين لهم


السبل المنجية منها لئلا يكون لهم حجة بعد ذلك وعلى الرغم من كل هذا

التحذير من النار

إلا أن البعض من الناس ممن قل علمهم وقصر نظرهم على

هذه الدنيا أبو إلا المخالفة والعناد والتمرد على مولاهم ومعصيته جهلاً

منهم بحق ربهم عليهم وجهلاً منهم بحقيقة النار التي توعدهم الله بها، فما

هي هذه النار؟

وما صفتها؟






إنها كما قال الله تعالى عنها: نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ [التحريم:6]


قيل: يا رسول الله أهي مثل حجارة الدنيا؟


فقال : { والذي نفسي بيده إنها حجارة كالجبال }.

وقال : { ناركم هذه التي يوقد ابن آدم جزء من سبعين جزءاً

من نار جهنم }، قالوا: والله إن كانت لكافية يا رسول الله، قال:

{ فإنها فُضلت عليها بتسعة وستين جزءاً كلهن مثل حرها } [متفق عليه].



وقال : { يؤتى بجهنم يوم القيامة ولها سبعون ألف زمام

مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها } [رواه مسلم].





وروي عن كعب الأحبار أنه قال:*****************
(
والذي نفس كعب بيده لو كنت بالمشرق والنار بالمغرب ثم كُشف عنها لخرج

دماغك من منخريك من شدة حرها! فيا قو م هل لكم بهذا قرار؟ أم لكم على هذا

صبر؟ يا قوم إن طاعة الله أهون عليكم والله من هذا العذاب فأطيعوه ) أ.






طعام أهلها الزقوم وشرابهم الحميم. قال :*****************


{ لو أن قطرة من الزقوم قطرت في دار الدنيا لأفسدت على أهل الدنيا معايشهم

فكيف بمن يكون طعامه } [رواه الترمذي وقال حسن صحيح].



أهل النار في عذاب دائم، لا راحة ولا نوم، ولا قرار لهم، بل من عذاب إلى عذاب

قال : { إن أهون أهل النار عذاباً من له نعلا ن وشراكان من نار يغلي منهما


دماغه كما يغلي المرجل ما يرى أن أحداً أشد منه عذاباً وإنه لأهونهم

عذاباً } [رواه مسلم].



وهم مع ذلك يتمنون الموت فلا

يموتون! قد اسودت وجوههم، وأُعميت أبصارهم وأبكمت ألسنتهم وقصمت ظهورهم و


وكسرت عظامهم يُرِيدُونَ أَن يَخْرُجُواْ مِنَ النَّارِ وَمَا هُم

بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ [المائدة:37].

كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ [النساء:56].






قال ابن الجوزي في وصف النار:**************
(
هي دار خص أهلها بالبعاد، وحرموا لذة المنى والاسعاد، بُدلت وضاءة وجوههم

بالسواد، وضربوا بمقامع أقوى من الأطواد، عليها ملائكة غلاظ شداد، لو

رأيتهم في الحميم يسرحون وعلى الزمهرير يطرحون، فحزنُهم دائم فلا يفرحون،

مقامهم دائم فلا يبرحون أبد الآباد، عليها ملائكة غلاظ شداد، توبيخهم أعظم

من العذاب، تأسفهم أقوى من المصاب، يبكون على تضييع أوقات الشباب وكلما

جاد البكاء زاد، عليها ملائكة غلاظ شداد،

يا حسرتهم لغضب الخالق، يا محنتهم لعظم البوائق، يا فضيحتهم بين الخلائق،

أين كسبهم للحطام؟

أين سعيهم في اللآثام؟ أين تتبعهم لزلات الأنام؟ كأنه أضغاث أحلام،

ثم أحرقت تلك الأجساد، وكلما أحرقت تعاد، عليها ملائكة غلاظ شداد ) أ. هـ.



أرأيت أخي حال أهل النار وما هم فيه من الشقاء، فتصور نفسك لو كنت منهم -

نسأل الله أن لا تكون منهم - تصور نفسك عندما يؤمر بك إلى جهنم عندما تنظر

إلى
الصراط ودقته وهوله وعظيم خطره وأنت تنظر إلى الزالين والزالات من بين

يديك ومن خلفك وقد تنكست هاماتهم وارتفعت على الصراط أرجلهم وثارت إليهم

النار بطلبتها، وهم بالويل ينادون وبينما أنت تنظر اليهم مرعوباً خائفاً

أن تتبعهم لم تشعر إلا وقد زلت قدمك عن الصراط فطار عقلك ثم زلت الأخرى

فتنكست هامتك، فلم تشعر إلا والكلوب قد دخل في جلدك ولحمك، فجذبت به

وبادرت إليك النار ثائرة غضبانة لغضب ربها، فهي تجذبك وأنت تناد ي ويلي

ويلي حتى إذا صرت في جوفها التحمت عليك بحريقها فتورمت

في أول ما ألقيت فيها، ثم لم تلبث أن تقطر بدنك وتساقط لحمك، وتكسرت عظامك،

وأنت تنادي ولا تُرحم وتتمنى أن تعود لتتوب فلا يجاب نداؤك.



تصور نفسك وقد طال فيها مكثك، فبلغت غاية الكرب، واشتد بك العطش

فذكرت الشراب

في الدنيا ففزعت إلى الحميم فتناولت الإناء من يد الخازن الموكل بعذابك

فلما أخذته نشت كفك من تحته، وتفسخت لحرارته، ثم قربته إلى فيك فشوى

وجهك،
ثم تجرعته فسلخ حلقك ثم وصل إلى جوفك فقطع أمعاءك، فناديت بالويل والثبور

وذكرت شراب الدنيا وبرده ولذته وتحسرت عليه، ثم آلمك الحريق فبادرت إلى

حياض الحميم لتبرد فيها كما تعودت في الدنيا الاغتسال والانغماس في الماء

إذا اشتد عليك الحر، فلما انغمست في الحميم تسلخ لحمك، من رأسك إلى قدميك،

فبادرت إلى النار رجاء أن تكون هي أهون عليك ثم اشتد عليك حريق النار

فرجعت إلى الحميم فأنت هكذا تطوف بينها وبين حميم آن وذلك مصداقاً لقول

مولاك جل وعلا: يَطُوفُونَ بَيْنَهَ ا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ [الرحمن:44].

فتطلب الراحة بين الحميم وبين النار، فلا راحة ولا سكون أبداً.


فلما اشتد بك الكرب والعطش وبلغ منك المجهود ذكرت الجنان فهاجت غصة من فؤادك

إلى حلقك أسفاً على جوار الله عز وجل وحزناً على نعيم الجنة الذي أضعته بنفسك

بسبب الذنوب والمعاصي، ففزعت إلى الله بالنداء بأن يردك إلى الدنيا لتعمل صالحاً

فمكث
عنك دهراً طويلاً لا يجيبك هواناً بك، ثم ناداك بعد ذلك بالخيبة منه أن

اخْسَؤُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ [المؤمنون:108] ثم أراد أن يزيدك

إياساً وحسرة فأطبق أبواب النار عليك وعلى أعدائه فيها فيا إياسك ويا إياس

سكان جهنم حين سمعوا وقع أبوابها تطبق عليهم، فعلموا عند ذلك أن الله عز

وجل إنما أطبقها لئلا يخرج منها أحد أبداً، فتقطعت قلوبهم إياساً وانقطع

الرجاء منهم أن لا فرج أبداً، ولا مخرج منها، ولا محيص من عذاب الله عز

وجل أبداً، خلودٌ فلا موت. وعذابٌ لا زوال له عن أبدانهم، وأحزان لا

تنقضي، وسقم لا يبرأ، وقيود لا تحل، وأغلال لا تفك أبداً وعطش لا يروون

بعده أبداً، لا يُرحم بكاؤهم، ولا يُجاب دعاؤهم، ولا تقبل توبتهم فهم في

عذاب دائم وهوان لا ينقطع، ثم يبعث الله بعد ذلك الملائكة بأطباق من نار

ومسامير من نار، وعمد من نار، فتطبق عليهم بتلك الأطباق وتشد بتلك

المسامير، وتمد بتلك العمد، فلا يبقى فيها خلل يدخل فيها روح ولا يخرج منه

غم، وينساهم الرحمن بعد ذلك نَسُواْ اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ [التوبة:67]

فذلك قوله تعالى:

إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ (Cool فِي عَمَدٍ

مُّمَدَّدَةٍ [الهمزة:9،8] ينادون الله ويدعونه ليخفف عنهم هذا العذاب

فيجيبهم بعد مدة اخْسَؤُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ [المؤمنون:108].




قال الحسن: ( هذا هو آخر كلام يتكلم به أهل النار وما بعد ذلك إلا الزفير والشهيق

وعواء كعواء الكلاب... )، فما أشقى والله هذه الحياة وما أشقى أصحابها -

نسأل الله أن لا نكون منهم - وما أعظمها والله من خسارة لا تجبر أبداً، ويا حسرة والله


على عقول تسمع بكل هذا العذاب وهذا الشقاء وتؤمن به ثم لا تبالي به ولا تهرب


عنه

بل تسعى اليه برضاها واختيارها. فلا حول ولا قوة الا بالله.


فيا من تعصي الله تصور نفسك لو كنت من أهل النار؟ هل سترضى

بشيء من هذا العذاب؟ لا أعتقد ذلك، إذاً فتب إلى الله وارجع عما يكرهه

وتقرب إليه بالأعمال الصالحة عسى أن يرضى عنك، وابك من خشيته عسى أن يرحمك

ويقيل عثراتك، فإن الخطر عظيم والبدن ضعيف، والموت منك قريب، والله جل

جلاله مطلع عليك ويراك فاستح منه وأجله ولا تستخف بنظره إليك، ولا تستهين

بمعصيته ولا تنظر إلى صغر المعصية ولكن انظر إلى عظمة من تعصيه وهو الله

جل جلاله وتقدست أسماؤه، واملأ قلبك من خشيته قبل أن يأخذك بغتة، ولا

تتعرض له وتبارزه بالمعاصي فإنك لا طاقة لك بغضبه ولا قوة لك بعذابه، ولا

صبر لك على عقابه، فتدارك نفسك قبل لقائه لعله أن يرحمك ويتجاوز عنك،

فكأنك بالموت قد نزل بك وحينها لا ينفعك ندم ولا استدراك ما مضى.


وفقني الله وإياك لما يحب ويرضى ونجانا بعفوه وكرمه من أليم عقابه وعظيم سخطه.


والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين




ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ
]

التوقيع: ليه الواحد ساعات يكون متضايق وتعبان

ليه ربنا اعطى البشر نعمة النسيان

علشان الكل يقوم من النوم مبسوط وفرحان

انسى الالم والحرمان وتمتع بنعم الرحمن

ان حسيت انك تعبان عليك بتلاوة القران***
رد مع اقتباس
قديم 05-25-2010, 09:02 PM   رقم المشاركة : [2]
سحر
مشرف
 
افتراضي

اللهم إني أعوذ بك من فتنة النار، وعذاب النار

شكرا ياصافى على موضوعاتك الرائعه الهادفه

وفعلا انتى اضافه رائعه للموقع

بارك الله فيكى


التوقيع:
أحياناً يغرقنا الحزن حتى نعتاد عليه .. وننسى أن في الحياة أشياء كثيرة يمكن أن تسعدنا وأن حولنا وجوهاً كثيرة يمكن أن تضيء في ظلام أيامنا شمعة .. فابحث عن قلب يمنحك الضوء ولا تترك نفسك رهينةللاحزان
سحر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-25-2010, 10:42 PM   رقم المشاركة : [3]
rehab
عضو
 
افتراضي

الموضوع جميل جدا وياريت كل الاعضاء يقرأوه وفعلا نتعلم منه
وجزاكي الله كل خير يا اخت صافي
حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا


rehab غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-26-2010, 09:07 AM   رقم المشاركة : [4]
احمد مختار
مشرف عام
الصورة الرمزية احمد مختار
 
إرسال رسالة عبر مراسل Yahoo إلى احمد مختار
افتراضي

اللهم انا نعوذ بك من عذاب النار
مشكورة صافى على موضوعك


التوقيع:


احمد مختار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مفصل, لنار, جهنم


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع