إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-20-2010, 03:58 PM
هشام عبده هشام عبده غير متواجد حالياً
عضو
 

افتراضي صناعة الجريمة

صناعة الجريمة
بسم الله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله أما بعد :
مما لا شك فيه أن الذي يحياه المجتمعات العربية المسلمة وبخاصة المصري اليوم من عدد كبير من الجرائم التي تمارس ليلا نهار سرا وعلانية ظاهرة جديدة على مجتمع مسلم عربي فهذا بالطبع سلوك مريض وليس سلوكا صحيا أو سويا يليق بمجتمع كهذا .
تعريف الجريمة :
لا يمكن لنا أن نضع تعريف معين ومحدد للجريمة فأنا أرى أن كل تعريف ربما يكون ناتجا عن سبب لفعل، ولكن سنحاول أن نتعرف عنها علميا فمثلا هناك قول يعرف الجريمة بأنها سلوك اجتماعي يقصد به إيقاع الأذى أيا كان نوعه للشخص الآخر .
وربما هي أي فعل يؤدي إلى انتهاك القانون ويعاقب صاحبه من قبل الدستور فمثلا يظن البعض أن الجريمة تقتصر على القتل أو السرقة أو الاغتصاب فقط أقول لا بل الإدمان جريمة التعدي على حقوق الناس جريمة ، أكل الميراث والحقوق ،الرشوة جريمة ،ظلم الحكومات للشعوب بوضع قوانين تقيد حريتهم مثل قانون الطوارئ وما شابه ذلك جريمة، غياب الديمقراطية جريمة،تولية الأمور لغير أهلها مع العلم بذلك جريمة، الزنا وان كان بالرضا جريمة ، الإرهاب الفكري والمادي والمعنوي جريمة ... الخ بمعنى عام أن كل سلوك لا يتفق مع آدمية الإنسان أنا اعتبره في رأى جريمة ) .
وقيل هي إشباع لغريزة إنسانية بطريقه شاذة لا يقوم به الفرد العادي في إرضاء الغريزة نفسها و هذا الشذوذ في الإشباع يصاحبة علة أو أكثر في الصحة النفسية و صادف وقت إرتكاب الجريمة إنهيار في القيم و الغرائز السامية.
مما سبق نستنتج أن الجريمة لها تعريفات كثيرة ولكن لماذا من الأساس فعل الجريمة ؟
هناك قاعدة تقول أن لكل فعل رد فعل بمعنى انه هناك شئ ما أدى إلى وقوع ووجود الجريمة ، أنا أقول أن هناك أسباب كثيرة لوقوع الجريمة في الأساس وهى :
أسباب وجود الجريمة:
لقد بذل علماء الإجرام الذين عنوا بدراسة الجريمة والمجرم، وتدابير الوقاية من الجريمة والعقاب عليها، جهودا مضنية فى معرفة أسباب الجريمة ودوافع المجرمين لارتكاب الجرائم..واستعانوا بكل ما استطاعوا من العلوم الإنسانية والعلوم التجريبية، للوصول إلى معرفة تلك الأسباب والدوافع، وقد أنكروا الوسائل التي اتخذت في القديم لمعرفة أسباب الجريمة والتي كان يغلب عليها الطابع التجريدي.. فقالوا:" كان الطابع التجريدي هو الغالب على جهود الإنسان، خلال قرون طويلة من بحثه عن تفسير السلوك الإجرامي، وفى مراحل متعددة من هذه الجهود ظل النظر إلى الجريمة غيبا أو خرافيا.. فالجريمة عندهم رجس من عمل الشيطان، ومن الأرواح الشريرة يدخل جسد المجرم فيفسد نفسه وروحه" .
وذهب آخرون إلى أن أسباب الجريمة، هي عوامل جغرافية، فترتفع نسبة الجريمة وتنخفض حسب تغير المناخ، كالحرارة والبرودة والجفاف والرطوبة والأمطار، والطقس، والضغط الجوى والعواصف والرياح..... الخ..
وقالوا:"إن جرائم العنف - وبخاصة الاعتداء على الإنسان - تزداد في المناطق والفصول الحارة وتنخفض في المناطق والفصول الباردة".. "وجرائم الأموال تزداد في المناطق الباردة وتنخفض في المناطق الحارة، وبنوا اتجاههم هذا على إحصائيات في بعض الدول كفرنسا.
و ارجع بعضهم الجريمة إلى أسباب وراثية فقالوا: "أن السبب وراثي – أي إن المجرم يعود بسبب الوراثة إلى الإنسان البدائي الأول – هكذا – الذي كان يحمل صفات دونية شبيهة بصفات القردة والحيوانات الدنيا، ويعيش حياة بدائية خالية من القواعد والنظم..
وأنا يمكن لي أن ألخص تلك الأسباب بعد رصد كبير واحتكاك مقصود وغير مقصود مع بعض الشباب الذي اسميه الطائش المغلوب على أمره أقول :
1- ضعف الإيمان والبعد عن الدين والله :
و هنا أتكلم عن كل أصحاب الدينات ليس المسلمين فقط لان الكل غير معصوم فمثلا لا يوجد دين انزله الله تعالى يحرض على القتل أو الغش أو الفساد حتى الدينات الوضعية كلها قائمة على الأخلاقيات ،إذن الذي يسب ويزور ويرتشي ويأكل أموال الغير بالباطل ويغير في شرع الله هذا مجرم بلا شك .
2- البطالة:
في ظل وجود حكومات فاشلة (تتحكم) في الشعوب لا توجد فرص عمل للشباب قامت ببيع أصول البلاد وأراضيها وتركت أحلام الشباب بين ايادى رجال شبعوا وتشبعوا من كل ملاذ الحياة لدرجة أنهم نسوا غيرهم ،فإذا ماذا تنتظر من الشاب بعد أن يتخرج في جامعته في أوائل العشرينات من عمره ويخرج إلى الدنيا ليرى فضاء كبير لا توجد فيه فرص عمل ، ولا حتى ظروف تسمح ليبحث عن فرصته خارج بلده يبحث ويذهب هنا وهناك ويكون هناك من يفتحون له ذراعيهم أما طريق الانحلال والتعاطي وهذا يقوده إلى السرقة والإباحية وكل أشكال الضياع ولا نستبعد عنه القتل وأما طريق التطرف والدمار ليصبح جندي في جماعة وما أحداث الحسين وجامعة الأزهر منا ببعيد .
3- ضعف وفساد الحكومات :
بمعنى أننا ممتازون في وضع القوانين كل يوم يطل علينا قانون جديد ولكن راسبون في تنفيذها ،ومن هنا يأتي عدم الردع في الأحكام القضائية ،كيف يتشاجر اثنان فيقتل احدهما الأخر فيحكم على القاتل بالحبس لمدة بسيطة مع العلم أن الاثنان كانوا حريصين على قتل بعض وقد اخبر عن ذلك سيدنا رسول الله عندما قال "إذا الْتَقَى الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا فَالْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ فَقُلْت:ُ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا الْقَاتِلُ فَمَا بَالُ الْمَقْتُولِ ؟ قال: إِنَّهُ كَانَ حَرِيصًا عَلَى قَتْلِ صَاحِبِهِ) فما بالكم إذا وصل الأمر للتمثيل بالجثة؟
أو الفساد بتطبيق القانون على الضعفاء فقط دون أصحاب الشرف الذين ليس عندهم شرف وقد اخبر عن ذلك أيضا سيدنا فقال (‏إنما هلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه ‏ ‏الحد ‏ ‏وايم الله لو أن ‏ ‏فاطمة بنت محمد ‏ ‏سرقت لقطعت يدها ‏) وطبعا غياب و ضعف الجزاء يؤدى إلى تكرار الفعل .
4- الشهوة والغريزة:
يعتبر هذا السبب جزءا مما سبق وأيضا عندما يكون هناك بطالة لا يستطيع الشاب الزواج والعفة (وأنا أتكلم هنا عن كل الشباب أعنى بذلك المتدين والغير لان المتدين ربما يصبره تدينه وقربه من الله أما الغير متدين ما بالنا به ؟ ) ومع وجود سينمات فاسدة لا تبث سوى المغريات و القاذورات وتلفزيون يغلب عليه الطابع الهمجي وانترنت يأتي بكل ما يشتهيه في اى وقت وفى اى مكان ، وشوارع مليئة بملابس شباب وشابات فاتنة يفتح الشاب العاطل أي نافذة من هذه النوافذ فلا يرى سوى كل ما يثير شهوته ليصبح كالحيوان لا يعقل ما يفعل فيخطف أمام الناس ليغتصب ليفرغ شهوته لا يعرف كيف ؟
5- مشاكل واضطرابات أسرية :
بمعنى انه إذا لم يكن هناك تربية سليمة من قبل الأم والأب معا، فلابد أن يكون لذلك الأمر انعكاس على الأولاد من السلوكيات التي يرونها من قبل والديهم مثلا( ضرب الزوجة وإهانتها ،ضعف شخصية الأب،انفصال الأب والأم وعدم الاهتمام بالأبناء ،تدليل الأبناء لدرجة توصلهم للإجرام مثل ما نراه من بعض أبناء رجال الأعمال والوزراء ،والعكس الكبت الولد أو البنت لدرجة الخنق حتى ما يتهئ أمام الابن فعل الجريمة ليفك كبته فيفعل ) .
6- التجربة والتقليد:
وهنا تلعب التجربة دورا كبيرا وطبعا يكون العامل الاساسى فيها هو غياب الوعي الديني والثقافي والاجتماعي و التربوي ويسيطر فقط الرغبة و الدعوة من الغير واثبات الذات بمعنى أكثر دقة أن الطفل المراهق عندما يرى الأب أو الأم أو اى شخص يشرب سيجارة يشوبه شعور إيه يعنى لو جربت؟ ،و يا ترى هيا عاملة الزاي وطعمها إيه ؟ أو التقليد أنا عاوز أصير رجل إذن سأدخن ويبدأ الأمر بسرقة بعض سجائر الأب دون أن يدرى ثم شرائها من المصروف إلى أن ينتهي الأمر إلى سرقة المال من الغير للحصول عليها ،وطبعا السجائر هي البوابة للمخدرات و المخدرات بوابة لفعل الموبقات و تستمر السلسلة أو تقليد الجريمة فلان قتل فلان ولم يلقى الجزاء الرادع له إذن سأتشاجر واقتل وان اعرف ماذا سيحدث .
هذه كانت اشهر و اغلب الأسباب التي تؤدى إلى ارتكاب الجريمة ،ولكن ليس من عادتي أن اعرض المشكلة فقط دون أن أشارك في حلها ومن هنا أضفت عدة حلول بسيطة أرى فيها الدواء ومنها :
علاج الجريمة :
1- إعادة إصلاح وهيمنة الإطار العام :
أ- بمعنى أن تتحرك الحكومة المضجعة دائما وتلبى توفر للمواطن البسيط حقوقة كما تأمره بتلبية حقوقها وان كانت طاغية بالإجبار فعندما وضع وزير المالية قانونا الضريبة العقارية لم نرى مواطن امتنع ،عندما رأينا كيلو الطماطم بعشر جنيهات لم يخرج الناس ويكسروا ويخربوا ،وفروا للناس عيشة كريمة حتى يحدث الاستقرار الأسرى والنفسي كونوا حكومات متحضرة ،وفروا للشباب فرص عمل يستطيع منها الشاب الأخذ بكل أسباب التحصن والعفة عن فعل الجريمة ،حتى إذا فعلوها استطعتم وكان من حقكم معاقبتهم ،إنما كيف تجوع الشخص وعندما يسرق تعاقبه ؟ اشعروا الشباب بان مصر هذه بلدهم وبيتهم .
ب- إظهار دور الرقابة من جديد وتنقية كل وسائل الإعلام والسينمات من كل ما هو فاسد ويساعد على الفساد وضياع الشباب، وذلك بتقديم فن هادف دعنا من فيلم 80دقيقة إظهارا للسلبيات و10دقائق ايجابيات ،ذيادة البرامج الثقافية والتربوية والأمور الهادفة على شاشات التليفزيون فنحن نعترف انه يعتبر مشارك في التربية مع الوالدين .
ج- صلاح التعليم والمواد الدراسية وتأهيل المعلم المربى .
د- عدم تهميش دور دور العبادة وإعطائهم اكبر مساحة للمشاركة لا الدينية فقط وإنما الثقافية والمجتمعية وكل شئ ايجابي،اى لا يقتصر على أداء الصلوات والعبادات فقط ... مع إبراز العلماء الفاهمين الملمين بأمور الدين والدنيا ومعاصرين للزمان حتى لا تكون النصيحة وهمية أو مبنية على بعد وفجوة في الأفكار.
2- التساوي و عدم التهاون في تنفيذ القوانين :
ومعنى ذلك هو الكف عن الكيل بمكيالين، من المفترض في بلد يدعى نظامها الديمقراطية أن يطبق القانون ابتداءا من اكبر رجل في الدولة إلى اقل رجل في الشعب .
3- تطبيق الحدود الإسلامية مع القانون الوضعي :
عندما يصل المجتمع إلى درجة عالية من الفساد والإجرام كالذي نحن فيه الآن مع وجود قوانين جنائية وغير ذلك ولكن ليست رادعة ومع وجود بدعة وتحايل اسمه –ثغرات القانون- ومع وجود أيضا تباطئ في تنفيذ الأحكام في ظل وجود كل هذا لابد من وجود أيضا العقاب الرباني الرادع يكون سندا للقانون الوضعي اى عندما تتوافر كل شروط حد من الحدود الإسلامية ومنها الاعتراف أو التلبس يطبق الحد دون هوادة ولو لم يتم توافر شروط إقامة الحد يتم تنفيذ القانون الوضعي وأيضا دون هوادة.
وفى النهاية لابد أن نعترف أننا لن نقضى على الجريمة وإنما نريد على الأقل أن نعدها على أصابع اليد في خلال السنة ،جعل الله مصر وسائر بلاد المسلمين آمنة مطمئنة يأتيها رزقها من كل مكان .
والحمد لله رب العالمين
اعتذر على الإطالة
رد مع اقتباس
قديم 10-20-2010, 06:29 PM   رقم المشاركة : [2]
محمد زنادة
مشرف عام
 
افتراضي

[marq] شـكــ هشام عبده ـــرا [/marq]


محمد زنادة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-23-2010, 09:34 AM   رقم المشاركة : [3]
احمد مختار
مشرف عام
الصورة الرمزية احمد مختار
 
إرسال رسالة عبر مراسل Yahoo إلى احمد مختار
افتراضي

مشكور عالطرح


التوقيع:


احمد مختار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الجريمة, صناعة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع