فى مسألة الثائرة علياء المهدى !!

[احزان القلب]

عثمان محمود مكاوى يكتب : فى مسألة الثائرة علياء المهدى !!

12/4/2011 2:51 PM

لم يكن حدثا عاديا نشر فتاة مصرية لصورتها عارية فى وضع غير أخلاقى بالمرة فى مدونتها مذكرات ثائرة ! بل و كشف اسمها الحقيقى .

و تبرير ذلك بأنها أرادت الحرية – هذه وجهة نظرها- و اعتراضا على تقاليد المجتمع العربى بل و الشرقى عامة . الحدث هز أركان الأسرة المصرية و العربية معا ؛ لأن ما قامت به علياء المهدى فاق كل الحدود و القيم المجتمعية العربية خاصة أنها أعلنت عن نفسها و لم تخف أو تستح من فعل ذلك. لى بعض المداخلات على هذا الحدث أود أن أطرحها فى الاتى

أولا : لعبت بعض الأجهزة نفس اللعبة التى كانت تلعبها أجهزة النظام السابق مع كل من يختلف معه و يعارضه . و ذلك بإعلانها أن علياء المهدى تنتمى لحركة 6 إبريل! .

لأن الاعلان عن ذلك كفيل بتشويه الحركة و إن شئت الدقة كفيل بوأدها و اقتلاعها من الوعى و الذاكرة المصرية بل و العربية و بذلك تفقد حركة 6 ابريل الكثير من المتعاطفين معها دوليا و داخليا . .

بالرغم من نفى الفتاة بأنها من حركة 6 ابريل و ذلك أيضا ما نفته الحركة . الاعلان عن هذا الموضوع يذكرنى بالدور الذى كانت تلعبه اجهزة الامن التابعة للنظام السابق ابان عهد وزير الداخلية السابق اللواء حسن الالفى حين قامت جريدة الشعب التابعة لحزب العمل بعمل حملة شديدة ضد اللواء حسن الالفى فما كان من هذه الاجهزة الا تفجير قضية دعارة كبيرة اتهمت فيها بعض الفنانات . هزت ساعتها الرأى العام المصرى لالهائه عن متابعة الحملة و لفت انظاره الى موضوعات اخرى منها تلك القضية . ثم تبين بعد ذلك كذبها و اختلاقها من الاصل و تبرئة القضاء للفنانات .

و ربما هذا ما اراده أولى الأمر عندنا لاحداث بلبلة فى مصر و ابعاد الانظار عن مليونية الجمعة و التى دعا اليها العديد من القوى السياسية المختلفة للوقوف ضد وثيقة السلمى . لا ادعى ان موضوع الفتاة علياء المهدى تم فبركت صورتها و السطو على مدونتها من جانب بعض الاجهزة الامنية لكن ازعم بأن بعض الاعلام قام باستغلال هذا الامر .

ثانيا : ينبغى أن يعلم المصريون أن ما قامت به علياء المهدى بعيد كل البعد عن الحرية التى نناضل من اجلها و دفع العديد من الشباب دماءه ضريبة للحصول عليها .

و انبههم ألا يستغل احد من الناس هذا العمل الغير اخلاقى ضد الذين يتخذون من العلمانية و الليبرالية و اليسارية منهجا سياسيا يسيرون عليه . لأن هذه القوى تقف ضد هذا الفعل الفاحش .

و ذلك لأننا كمصريين مسلمين و مسيحيين ضد هذه الحرية المبتذلة و التى نعتبرها ضد ما نادت به الاديان و الاعراف و التقاليد الشرقية. لذلك ارجو من الناخبين أن ينتبهوا لذلك و الا تسمم أفكارهم بأن العلمانية و الليبرالية المصرية تؤمن و نادت و تنادى و ستنادى مستقبلا بمثل هذه الافعال الرخيصة بل هى تقف ضد ذلك قلبا و قالبا و ان علياء المهدى هى الوحيدة التى تمثل نفسها فقط

ثالثا : ما قامت به الفتاة يمثل قمة الجرأة حيث اقدامها على نشر صورتها عارية هى و خطيبها تنم عن ايمان قوى بما قامت به بالرغم من معارضتى لذلك .

لكن لا ينكر احد انها كشفت لنا عن شخصياتنا المزدوجة بل إن شئت الدقة فهى أظهرت الشيزوفرونيا التى نعيشها .

حيث العديد منا يتحدث عن الحرام فى كل مناسبة و بدون مناسبة و حين يخلو إلى نفسه يقوم بعمل المنكرات بل و يبحث عنه خفية خوفا من معرفة و رؤية الناس له . ثم يخرج علينا بعد ذلك متحدثا عن الحلال و الحرام و التقوى و الخوف من الله و آمرنا بالبعد عن الحرام و الشيطان . لا انكر ان بعضنا لا يصرح بآثامه امتثالا لنهى الرسول صلى الله عليه و سلم لنا بعدم المجاهرة بالذنب و لكن خوفا من الفضائح و القيل و القال التى ستنال من صاحبها . ...

هناك سؤلان مطروحان و هما هل يا ترى حين كشفت علياء المهدى عن جسدها كشفت ايضا عن العوار فى شخصياتنا نحن ؟ و هل يا ترى نمتلك الجرأة و الشجاعة و نعلن عن ماهية ما نؤمن به مثلما امتلكتها علياء بغض النظر عن ماهية ما آمنت به علياء ؟

الفجر