العودة   الموقع الرسمي للاعلامي الدكتور عمرو الليثي > الأقسام العامة > المنتدى الإسلامى
إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-25-2010, 05:51 PM
امل صبحى محمد امل صبحى محمد غير متواجد حالياً
عضو
 

Lightbulb معاً نتعلم العقيدة الإسلامية (الإرشاد إلى صحيح الإعتقاد)

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

معاً نتعلم عقيدتنا الإسلامية
من كتاب

الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد
والرد على أهل الشرك والإلحاد
لفضيلة الشيخ الدكتور

صالح بن فوزان بن عبد الله آل فوزان
===========
أختكم امل صبحى
علوم كيمياء 1993

دبلومة معهد إعداد الدعاة 2007
مؤسس جمعية حدد هدفك صناع الحياة اسكندرية
زوجة و ام لثلاث هبات من الله
شروق و محمود و محمد
أسألكم الدعاء لهم و لزوجى بكل خير
التوقيع:
جمعية حدد هدفك لتنمية المجتمع 31ش صلاح ذهنى متفرع من ش نور الإسلام كامب شيزار اسكندرية تليفاكس 035917623
اهم مشاريعها تطوير العشوائيات و تطوير المستشفيات
رد مع اقتباس
قديم 06-25-2010, 05:52 PM   رقم المشاركة : [2]
امل صبحى محمد
عضو
 
افتراضي

سيرة الشيخ ومعلومات عن حياته :

* اسمه و نسبه :
هو سماحة الشيخ العلامة الفقيه : صالح بن فوزان بن عبدالله من آل فوزان , من الوداعين من قبيلة الدواسر , من أهل بلدة الشماسية , من أعمال منطقة القصيم .
* نشأته و دراسته :
ولد عام 1354هـ , وتوفي والده وهو صغير , فتربى في كنف أسرته , وتعلم القرآن الكريم , وتعلم مبادىء القراءة و الكتابة على يد إمام مسجد البلد كعادة الناس في ذلك الوقت , وكان ذلك الإمام قارئا متقنا وهو فضيلة الشيخ :
حمود بن سليمان التلال - رحمه الله
الذي تولى القضاء أخيرا في بلدة ضرية في منطقة القصيم .
ثم ألتحق سماحته بالمدرسة الحكومية حين أفتتاحها في الشماسية عام 1369هـ , وأكمل دراسته الإبتدائية في المدرسة الفيصلية ببريدة عام 1371هـ , وتعين مدرسا في الإبتدائية
ثم ألتحق بالمعهد العلمى ببريدة عند افتتاحه عام 1373هـ , وتخرج منه عام 1377هـ
ثم ألتحق بكلية الشريعة بالرياض ,و تخرج منها عام 1381هـ
ثم نال درجة الماجستير في الفقه و كانت رسالته بعنوان (( التحقيقات المرضية في المباحث الفرضية ))
وهو يدرس الآن في الكليات الشرعية , ثم نال درجة الدكتوراه من هذه الكلية في تخصص الفقه أيضا وكانت رسالته بعنوان (( أحكام الأطعمة في الشريعة الإسلامية )).
* مشايخه :
تتلمذ سماحة الشيخ صالح على أيدي عدد من العلماء و الفقهاء البارزين , ومن أشهرهم :
سماحة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي - رحمه الله
وسماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز – رحمه الله
وسماحة الشيخ عبدالله بن حميد – رحمه الله
وفضيلة الشيخ عبدالرزاق عفيفي – رحمه الله
وفضيلة الشيخ صالح السكيتي – رحمه الله
وفضيلة الشيخ صالح البليهي – رحمه الله
وفضيلة الشيخ محمد السبيل – حفظه الله
و فضيلة الشيخ عبدالله بن صالح الخليفي – رحمه الله
و فضيلة الشيخ إبراهيم بن عقلاء الشعيبي – رحمه الله
وفضيلة الشيخ صالح العلى الناصر – رحمه الله
وتتلمذ على غيرهم من شيوخ الأزهر الذين درسوا في المعاهد و الكليات في المملكة العربية السعودية .
* أعماله الوظيفية:
بعد تخرجه من كلية الشريعة عين مدرسا في المعهد العلمي في الرياض , ثم نقل للتدريس في كلية الشريعة , ثم نقل للتدريس في الدراسات العليا بكلية أصول الدين , ثم في المعهد العالي للقضاء , ثم عاد للتدريس في بعد انتهاء مدة الإدارة
ثم نقل عضوا في اللجنة الدائمة للإفتاء و البحوث العلمية, وعضوا في هيئة كبار العلماء
وهو – أيضا – عضو في المجمع الفقهي بمكة المكرمة التابع للرابطة , وعضو في لجنة الإشراف على الدعاة في الحج
و إمام و خطيب جامع الأمير متعب بن عبدالعزيز بجانب المعهد العلمي بالملز
ويشارك في الإجابة في برنامج (نور على الدرب) في الإذاعة , كما أن له مشاركات في المجلات العلمية على هيئة بحوث ودراسات و مقالات و فتاوى , جمع وطبع بعضها , كما أنه يشرف على رسائل ماجستير و دكتوراه .
* مؤلفاته :
تبلغ مؤلفات الشيخ صالح قربيا من 31 مؤلفا . ومن أشهرها :
1- الملخص الفقهي .
2- التحقيقات المرضية في المباحث الفرضية , في المواريت .
3- الإرشاد إلى صحيح الإعتقاد.
4- شرح العقيدة الواسطية.
5- عقيدة التوحيد.
وغيرها كثير علاوة على العديد من الكتب و البحوث و الرسائل العلمية منها ماهو مطبوع , ومنها ماهو في طريقه للطبع .
* تزكيات بعض العلماء له :
تواترت الأخبار بأن سماحة الشيخ عبدالعزيز ابن باز – رحمه الله - لما سئل من نسأل بعدك قال : الشيخ صالح الفوزان , فقيل له : أنسأل فلانا؟ فقال : فلانا فقيه , ولكن أسأل الشيخ صالح . وقد سأل الشيخ محمد المنجد الشيخ محمد العثيمين – رحمه الله – في مرض موته من تنصحني أسأل بعدك يا شيخ قال الشيخ : صالح الفوزان , وفلان و فلان . وقد ذكره في أحد أشرطته التى تكلم فيها عن الشيخ محمد بعد وفاته.


امل صبحى محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-25-2010, 05:53 PM   رقم المشاركة : [3]
امل صبحى محمد
عضو
 
افتراضي


العقيدة الإسلامية

العقيدة الإسلامية هي التي بعث الله بها رسله وأنزل كتبه وأوجبها على جميع خلقه الجن والإنس؛
كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ‏}‏،الذاريات 56-56

وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ‏}‏،الإسراء 23
وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ‏}‏‏.‏ النحل 36
فكل الرسل جاءوا بالدعوة إلى هذه العقيدة، وكل الكتب الإلهية نزلت لبيانها وبيان ما يبطلها ويناقضها أو ينقصها، وكل المكلفين من الخلق أمروا بها، وإن ما كان هذا شأنه وأهميته لجدير بالعناية والبحث والتعرف عليه قبل كل شيء، خصوصا وأن هذه العقيدة تتوقف عليها سعادة البشرية في الدنيا والآخرة‏.‏
قال تعالى‏:‏ ‏{‏فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا‏}‏‏.‏ البقرة 256
ومعنى ذلك‏:‏ أن من أفلت يده من هذه العقيدة؛ فإنه يكون متمسكا بالأوهام والباطل؛ فماذا بعد الحق إلا الضلال‏؟‏‏!‏ ‏{‏ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ‏}‏ ،الحج 62

وبالتالي يكون مصيره إلى النار وبئس القرار‏.‏

معنى العقيدة:‏
ما يصدقه العبد ويدين به‏.‏
فإن كانت هذه العقيدة موافقة لما بعث الله به رسله وأنزل به كتبه؛ فهي عقيدة صحيحة سليمة تحصل بها النجاة من عذاب الله والسعادة في الدنيا والآخرة‏.‏
وإن كانت هذه العقيدة مخالفة لما أرسل الله به رسله وأنزل به كتبه؛ فهي عقيدة توجب لأصحابها العذاب والشقاء في الدنيا والآخرة‏.‏


والعقيدة السليمة الصحيحة تعصم الدم والمال في الدنيا وتحرم الاعتداء عليهما وانتهاكهما بغير حق؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله؛ فإذا قالوها؛ عصموا مني دماءهم وأموالهم؛ إلا بحقها‏)‏ ‏.رواه البخارى و مسلم
‏ وقال صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏من قال لا إله إلا الله، وكفر بما يعبد من دون الله، حرم ماله ودمه، وحسابه على الله عز وجل‏)‏ ‏.‏ رواه مسلم‏.‏
وهي أيضا تنجي من عذاب الله يوم القيامة؛


فقد روى مسلم عن جابر رضي الله عنه‏:‏ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏(‏من لقي الله لا يشرك به شيئا؛ دخل الجنة، ومن لقيه يشرك به شيئا؛ دخل النار‏)‏ ‏.‏رواه مسلم
وفي ‏"‏الصحيحين‏"‏من حديث عتبان بن مالك رضي الله عنه‏:‏ ‏(‏فإن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله؛ يبتغي بذلك وجه الله‏)‏ ‏.‏
والعقيدة الصحيحة السليمة يُكفر الله بها الخطايا؛ فقد روى الترمذي وحسنه
عن أنس رضي الله عنه‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏(‏قال الله تعالى يا ابن آدم‏!‏ لو أتيتني بقراب الأرض خطايا، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا؛ لأتيتك بقرابها مغفرة‏)‏‏.‏ وقراب الأرض‏:‏ ملؤها أو ما يقارب ملأها‏.‏
فشرط حصول هذه المغفرة سلامة العقيدة من الشرك؛ كثيره وقليله، صغيره وكبيره، ومن كان كذلك؛ فهو صاحب القلب السليم الذي قال الله فيه‏:‏{‏يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ‏}‏‏.‏ الشعراء 88-89
والعقيدة السليمة تقبل معها الأعمال وتنفع صاحبها؛ قال تعالى‏:‏ ‏{‏مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ‏}‏ ‏.‏النحل 97
أما العقيدة الفاسدة تحبط جميع الأعمال؛
قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ‏}‏ ،الزمر 65
وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ‏}‏ ‏.‏الأنعام 88
والعقيدة الفاسدة بالشرك تحرم من الجنة والمغفرة وتوجب العذاب والخلود في النار؛
قال تعالى‏:‏ ‏{‏إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ‏}النساء 48


وقال تعالى‏:‏ ‏{‏إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ‏}‏ المائدة 72
والعقيدة الفاسدة تهدر الدم وتبيح المال الذي يملكه صاحب تلك العقيدة،
قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ‏}‏ ،الأنفال 39
وقال تعالى‏:‏ ‏{‏فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ‏}‏ ‏.‏ التوبة 5


امل صبحى محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-25-2010, 05:54 PM   رقم المشاركة : [4]
امل صبحى محمد
عضو
 
افتراضي


وجوب معرفة العقيدة الإسلامية
يجب على كل مسلم أن يتعلم العقيدة الإسلامية؛ ليعرف معناها وما تقوم عليه، ثم يعرف ما يضادها ويبطلها أو ينقصها من الشرك الأكبر والأصغر‏:‏
قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ‏}‏ ‏.‏محمد 19

لا إله إلا الله، ليست مجرد كلمة تقال باللسان، بل لها مدلول ومعنى ومقتضى تجب معرفتها كلها والعمل بها ظاهرا وباطنا، ولها مناقضات ومنقصات، ولا يتضح ذلك إلا بالتعلم‏.‏
يجب أن يكون هناك اهتمام خاص بالعقيدة من جانب الأفراد، فيكون للمسلم مطالعات في كتب العقيدة، والتعرف على ما ألف فيها على منهح السلف، وما ألف على منهج المخالفين لهم، حتى يكون المسلم على بصيرة من أمره، وحتى يستطيع رد الشبه الموجهة إلى عقيدة أهل السنة‏.

أيها المسلم‏!‏
إنك حينما تتأمل القرآن الكريم؛ تجد فيه كثيرا من الآيات والسور تهتم بأمر العقيدة، بل إن السور المكية تكاد تكون مختصة ببيان العقيدة الإسلامية ورد الشبهات الموجهة إليها‏.‏
مثلا سورة الفاتحة‏:‏
قال الإمام ابن القيم رحمه الله‏:‏ ‏"‏اعلم أن هذه السورة اشتملت على أمهات المطالب العالية أتم اشتمال وتضمنتها أكمل تضمن‏:‏ فاشتملت على التعريف بالمعبود تبارك وتعالى بثلاثة أسماء مرجع الأسماء الحسنى والصفات العليا إليها ومدارها عليها، وهي الله والرب والرحمن‏.‏ وبنيت السورة على الإلهية والربوبية والرحمة‏:‏ فـ ‏{‏إِيَّاكَ نَعْبُدُ‏}‏ ‏:‏ مبني على الإلهية، ‏{‏وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ‏}‏ ‏:‏ على الربوبية، وطلب الهداية إلى الصراط المستقيم يتعلق بصفة الرحمة، والحمد يتضمن الأمور الثلاثة؛ فهو المحمود في إلهيته وربوبيته ورحمته، والثناء والحمد كمالان لجده‏.‏ وتضمنت إثبات المعاد، وجزاء العباد بأعمالهم حسنها وسيئها، وتفرد الرب تبارك وتعالى بالحكم إذ ذاك بين الخلائق، وكون حكمه بالعدل، وكل هذا تحت قوله‏:‏ ‏{‏مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ‏}‏ ‏.‏ وتضمنت إثبات النبوات من جهات عديدة‏.‏‏.‏‏.‏‏"‏‏.
ثم بينها رحمه الله بكلام مطول مفيد إلى أن قال‏:‏ ‏"‏فالقرآن كله في التوحيد وحقوقه وجزائه، وفي شأن الشرك وأهله وجزائهم؛ فـ ‏{‏الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ‏}‏ ‏:‏ توحيد‏.‏ ‏{‏الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ‏}‏ ‏:‏ توحيد‏.‏ ‏{‏اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ‏}‏ ‏:‏ توحيد متضمن لسؤال الهداية إلى طريق أهل التوحيد‏.‏ ‏{‏غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ‏}‏ ‏:‏ الذين فارقوا التوحيد‏"‏‏.‏
وقال‏:‏ ‏"‏غالب سور القرآن متضمنة لنوعي التوحيد؛ فإن القرآن إما خبر عن الله وأسمائه وصفاته وهو التوحيد العلمي الخبري، وإما دعوة إلى عبادته وتوحيده وحده لا شريك له وخلع ما يعبد من دونه فهو التوحيد الإرادي الطلبي، وإما أمر ونهي وإلزام بطاعته فذلك من حقوق التوحيد ومكملاته، وإما خبر عن إكرامه لأهل توحيده وما فعل بهم في الدنيا وما يكرمهم به في الآخرة وهو جزاء توحيده، وإما خبر عن أهل الشرك وما فعل بهم في الدنيا من النكال وما فعل بهم في العقبى من العذاب فهو جزاء من خرج عن حكم التوحيد‏.‏‏.‏‏.‏‏"
ومع اهتمام القرآن بشأن العقيدة الإسلامية؛ فإن أكثر الذين يقرءونه لا يفهمون العقيدة فهما صحيحا، فصاروا يخلطون ويغلطون فيها؛ لأنهم يتبعون ما وجدوا عليه آباءهم، ولا يقرءون القرآن بتدبر؛ فلا حول ولا قوة إلا بالله‏.


امل صبحى محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-25-2010, 05:55 PM   رقم المشاركة : [5]
امل صبحى محمد
عضو
 
افتراضي


الدعوة إلى العقيدة الإسلامية
يجب على المسلم بعدما يمن الله عليه بمعرفة هذه العقيدة والتمسك بها أن يدعو الناس إليها لإخراجهم بها من الظلمات إلى النور؛
قال تعالى‏:‏ ‏{‏فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ‏}‏ ‏.‏ البقرة 256-257
والدعوة إلى العقيدة الإسلامية هي فاتحة دعوة الرسل جميعا؛ فلم يكونوا يبدءون بشيء قبلها؛
قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ‏}‏ النحل 36

، وكل رسول قال لقومه أول ما دعاهم‏:‏ ‏{‏اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ‏}‏ هود 50؛

فيجب على كل من عرف هذه العقيدة وعمل بها ألا يقتصر على نفسه، بل يدعو الناس إليها بالحكمة والموعظة الحسنة؛ كما هو سبيل المرسلين وأتباعهم، وإن الدعوة إلى هذه العقيدة هو الأساس والمنطلق؛ فلا يدعى إلى شيء قبلها من فعل الواجبات وترك المحرمات، حتى تقوم هذه العقيدة وتتحقق؛ لأنها هي الأساس المصحح لجميع الأعمال، وبدونها لا تصح الأعمال ولا تقبل ولا يثاب عليها، ومن المعلوم بداهة أن أي بناء لا يقوم ولا يستقيم إلا بعد إقامة أساسه‏.‏

عن ابن عباس رضي الله عنهما‏:‏ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏(‏لما بعث معاذا إلى اليمن؛ قال له إنك تأتي قوما من أهل الكتاب؛ فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله -وفي رواية‏:‏ ‏"‏إلى أن يوحدوا الله‏"‏-؛ فإن هم أطاعوك لذلك؛ فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة؛ فإن هم أطاعوك لذلك، فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم؛ فإن هم أطاعوك لذلك؛ فإياك وكرائم أموالهم، واتق دعوة المظلوم؛ فإنه ليس بينها وبين الله حجاب‏) ‏.‏ رواه البخاري ومسلم‏.
وقد مكث النبي صلى الله عليه وسلم في مكة ثلاث عشرة سنة بعد البعث يدعو الناس إلى تصحيح العقيدة بعبادة الله وحده وترك عبادة الأصنام قبل أن يأمر الناس بالصلاة والزكاة والصوم والحج والجهاد وترك المحرمات من الربا والزنى والخمر والميسر‏.‏
وهذا ما يدلنا دلالة واضحة على خطأ بعض الجماعات المعاصرة التي تنتمي للدعوة، وهي لا تهتم بالعقيدة، وإنما تركز على أمور جانبية أخلاقية وسلوكية، وهي ترى كثيرا من الناس يمارسون الشرك الأكبر حول الأضرحة المبنية على القبور في بعض ديار الإسلام، ولا تنكر ذلك، ولا تنهى عنه، لا في كلمة، ولا في محاضرة، ولا في مؤلف؛ إلا قليلا، بل قد يكون بين صفوف تلك الجماعات من يمارس الشرك والتصوف المنحرف، ولا ينهونه، ولا ينبهونه، مع أن البداءة بدعوة هؤلاء وإصلاح عقيدتهم أولى من دعوة الملاحدة والكفار المصرحين بكفرهم؛ لأن الكفار والملاحدة مصرحون بكفرهم ومقرون أن ما هم عليه مخالف لما جاءت به الرسل، أما أولئك القبوريون والمتصوفة المنحرفون؛ فيظنون أنهم مسلمون، وأن ما هم عليه هو الإسلام، فيغترون ويغرون غيرهم، والله جل وعلا أمرنا بالبداءة بالكفار الأقربين


امل صبحى محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-25-2010, 05:56 PM   رقم المشاركة : [6]
امل صبحى محمد
عضو
 
افتراضي

[align=center]
أصول العقيدة الإسلامية
وهي ستة أصول‏:‏
- الإيمان بالله عز وجل
- الإيمان بالملائكة
- الإيمان بالكتب
- الإيمان بالرسل
- الإيمان باليوم الآخر
- الإيمان بالقضاء والقدر
[/align]


امل صبحى محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-25-2010, 05:58 PM   رقم المشاركة : [7]
امل صبحى محمد
عضو
 
افتراضي


الأصل الأول‏:‏ الإيمان بالله عز وجل
وهو أساسها وأصلها، وهو يعني الاعتقاد الجازم بأن الله رب كل شيء ومليكه، وأنه الخالق وحده، المدبر للكون كله، وأنه هو الذي يستحق العبادة وحده لا شريك له، وأن كل معبود سواه؛ فهو باطل وعبادته باطلة،
قال تعالى‏:‏ ‏{‏ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ‏}‏ الحج62، وأنه سبحانه متصف بصفات الكمال ونعوت الجلال، منزه عن كل نقص وعيب‏.‏


وهذا هو التوحيد بأنواعه الثلاثة‏:‏
توحيد الربوبية،
وتوحيد الألوهية،
وتوحيد الأسماء والصفات‏.‏


التوقيع:
جمعية حدد هدفك لتنمية المجتمع 31ش صلاح ذهنى متفرع من ش نور الإسلام كامب شيزار اسكندرية تليفاكس 035917623
اهم مشاريعها تطوير العشوائيات و تطوير المستشفيات
امل صبحى محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-25-2010, 05:59 PM   رقم المشاركة : [8]
امل صبحى محمد
عضو
 
افتراضي


أولا‏:‏ توحيد الربوبية



هوالإقرار بأن الله وحده هو الخالق للعالم، وهو المدبر، المحيي، المميت، وهو الرزاق، ذو القوة المتين‏.‏
والإقرار بهذا النوع مركوز في الفطر، لا يكاد ينازع فيه أحد من الأمم‏:‏
قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ‏}‏ ‏.‏الزخرف 87
وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ‏}‏ ‏.‏الزخرف 9
وقال تعالى‏:‏ ‏{‏قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ‏}‏ ‏.‏المؤمنون 76-87
وهذا في القرآن كثير؛ يذكر الله عن المشركين أنهم يعترفون لله بالربوبية والانفراد بالخلق والرزق والإحياء والإماتة‏.‏
ولم ينكر توحيد الربويية ويجحد الرب إلا شواذ من المجموعة البشربة، تظاهروا بإنكار الرب مع اعترافهم به في باطن أنفسهم وقرارة قلوبهم، وإنكارهم له إنما هو من باب المكابرة؛ كما ذكر الله عن فرعون أنه قال‏:‏ ‏{‏مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي‏}‏ القصص38،

وقد خاطبه موسى عليه السلام بقوله‏:‏ ‏{‏لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ‏}‏ الإسراء 102،
وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا‏}‏ النمل 14‏.‏
وهم لم يستندوا في جحودهم إلى حجة، وإنما ذلك مكابرة منهم؛ كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ‏}‏ الجاثية 24؛ فهم لم ينكروا عن علم دلهم على إنكاره ولا سمع ولا عقل ولا فطرة‏.‏
ولما كان هذا الكون وما يجري فيه من الحوادث شاهدا على وحدانية الله وربوبيته؛ إذ المخلوق لا بد له من خالق، والحوادث لا بد لها من محدث

قال تعالى‏:‏ ‏{‏أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ‏}‏ الطور 35-36،
لما كان لا بد من جواب على هذه الحقيقة، اضطرب هؤلاء المنكرون لوجود الخالق في أجوبتهم‏:‏ فتارة يقولون‏:‏ هذا العالم وجد نتيجه للطبيعة، التي هي عبارة عن ذات الأشياء من النبات والحيوان والجمادات؛ فهذه الكائنات عندهم هي الطبيعة، وهي التي أوجدت نفسها‏!‏‏!‏ أو يقولون‏:‏ هي عبارة عن صفات الأشياء وخصائصها من حرارة وبرودة ورطوبة ويبوسة وملاسة وخشونة، وهذه القابليات من حركة وسكون ونمو وتزاوج وتوالد؛ هذه الصفات وهذه القابليات هي الطبيعة بزعمهم، وهي التي أوجدت الأشياء‏!‏‏!‏
وهذا قول باطل على كلا الاعتبارين؛ لأن الطبيعة بالاعتبار الأول على حد قولهم تكون خالقة ومخلوقة؛ فالأرض خلقت الأرض، والسماء خلقت السماء‏.‏‏.‏‏.‏ وهكذا‏!‏ وهذا مستحيل‏!‏ وإذا كان صدور الخلق عن الطبيعة بهذا الاعتبار مستحيلا؛ فاستحالته بالاعتبار الثاني أشد استحالة؛ لأنه إذا عجزت ذات الشيء عن خلقه؛ فعجز صفته من باب أولى؛ لأن وجود الصفة مرتبط بالموصوف الذي تقوم به، فكيف تخلقه وهي مفتقرة إليه‏؟‏‏!‏ وإذ ثبت بالبرهان حدوث الموصوف؛ لزم حدوث الصفة‏.‏ وأيضا؛ قالطبيعة لا شعور لها؛ فهي آلة محضة؛ فكيف تصدر عنها الأفعال العظيمة التي هي في غاية الإبداع والإتقان، وفي نهاية الحكمة، وفي غاية الارتباط‏.‏
ومن هؤلاء الملاحدة من يقول‏:‏ إن هذه الكائنات تنشأ عن طريق المصادفة بمعنى أن تجميع الذرات والجزئيات عن طريق المصادفة يؤدي إلى ظهور الحياة بلا تدبير من خالق مدبر ولا حكمة‏!‏‏!‏ وهذا قول باطل ترده العقول والفطر؛ فإنك إذا نظرت إلى هذا الكون المنظم بأفلاكه وأرضه وسمائه وسير المخلوقات فيه بهذه الدقة والتنظيم العجيب؛ تبين لك أنه لا يمكن أن يصدر إلا عن خالق حكيم‏.‏


التوقيع:
جمعية حدد هدفك لتنمية المجتمع 31ش صلاح ذهنى متفرع من ش نور الإسلام كامب شيزار اسكندرية تليفاكس 035917623
اهم مشاريعها تطوير العشوائيات و تطوير المستشفيات
امل صبحى محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-25-2010, 06:00 PM   رقم المشاركة : [9]
امل صبحى محمد
عضو
 
افتراضي


ثانيا‏:‏ توحيد الألوهية



هو إفراد الله تعالى بجميع أنواع العبادة‏.‏
فالألوهية معناها العبادة، والإله معناه المعبود، ولهذا يسمى هذا النوع من التوحيد توحيد العبادة‏.‏
والعبادة في اللغة‏:‏ الذل، يقال‏:‏ طريق معبد‏:‏ إذا كان مذللا قد وطأته الأقدام‏.‏
معنى العبادة شرعا: اختلفت عبارات العلماء في ذلك مع اتفاقهم على المعنى‏

فعرفها طائفة منهم بأنها ما أمر به شرعا من غير اطراد عرفي ولا اقتضاء عقلي‏.‏
وعرفها بعضهم‏:‏ بأنها كمال الحب مع كمال ‏الخضوع

وعرفها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله‏:‏ بأنها اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة‏.‏
وهذا التعريف أدق وأشمل؛ فالدين كله داخل في العبادة،
ومن عرفها بالحب مع الخضوع؛ فلأن الحب التام مع الذل التام يتضمنان طاعة المحبوب والانقياد له؛ فالعبد هو الذي ذلله الحب والخضوع لمحبوبه، فبحسب محبة العبد لربه وذله له تكون طاعته؛ فمحبة العبد لربه وذله له يتضمنان عبادته له وحده لا شريك له‏.‏
فالعبادة المأمور بها تتضمن معنى الذل ومعنى الحب، وهي تتضمن ثلاثة أركان



المحبة
والرجاء
والخوف
، ولا بد من اجتماعها؛ فمن تعلق بواحد منها فقط؛ لم يكن عابدا لله تمام العبادة؛
فعبادة الله بالحب فقط هي طريقة الصوفية،
وعبادته بالرجاء وحده طريقة المرجئة،
وعبادته بالخوف فقط طريقة الخوارج‏.‏
والمحبة المنفردة عن الخضوع لا تكون عبادة؛
فمن أحب شيئا ولم يخضع له؛ لم يكن عابدا؛ كما يحب الإنسان ولده وصديقه،
كما أن الخضوع المنفرد عن المحبة لا يكون عبادة؛
كمن يخضع لسلطان أو ظالم اتقاء لشره‏.‏

ولهذا لا يكفي أحدهما عن الآخر في عبادة الله تعالى، بل يجب أن يكون الله أحب إلى العبد من كل شيء، وأن يكون الله عنده أعظم من كل شيء‏.‏
والعبادة هي الغاية المحبوبة لله والمرضية له، وهي التي خلق الخلق من أجلها؛ كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ‏}‏الذاريات 56 ،
وبها أرسل جميع الرسل؛ كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ‏}‏النحل 36 ‏.‏
والعبادة لها أنواع كثيرة، فالصلاة، والزكاة، والصيام، والحج، وصدق الحديث، وأداء الأمانة، وبر الوالدين، وصلة الأرحام، والوفاء بالعهود، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والجهاد للكفار والمنافقين، والإحسان إلى الحيوان والأيتام والمساكين وابن السبيل والمملوك من الآدميين والبهائم، والدعاء، والذكر، والقرآن؛ كل ذلك من العبادة، وكذلك حب الله وحب رسوله، وخشية الله والإنابة إليه؛ كل ذلك من العبادة، وكذلك الذبح والنذر والاستعاذة والاستعانة والاستغاثة‏.‏
فيجب صرف العبادة بجميع أنواعها لله وحده لا شريك له؛
فمن صرف منها شيئا لغير الله؛ كمن دعا غير الله، أو ذبح أو نذر لغير الله، أو استعان أو استغاث بميت أو غائب أو بحي حاضر فيما لا يقدر عليه إلا الله؛ فقد أشرك الشرك الأكبر وأذنب الذنب الذي لا يغفر إلا بالتوبة، سواء صرف هذا النوع من العبادة لصنم أو لشجر أو لحجر أو لنبي من الأنبياء أو ولي من الأولياء حي أو ميت؛ كما يفعل اليوم عند الأضرحة المبنية على القبور؛ فإن الله لا يرضى أن يشرك معه في عبادته أحد؛ لا ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا ولي ولا غيرهم‏:‏ قال تعالى‏:‏ ‏{‏إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ‏}‏ النساء116،
وقال تعالى‏:‏ ‏{‏فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا‏}‏الجن 18
، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا‏}‏ النساء36‏.‏


امل صبحى محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-25-2010, 06:01 PM   رقم المشاركة : [10]
امل صبحى محمد
عضو
 
افتراضي


علاقة توحيد الإلهية بتوحيد الربوبية والعكس



توحيد الربوبية مستلزم لتوحيد الإلهية، بمعنى أن الإقرار بتوحيد الربوبية يوجب الإقرار بتوحيد الإلهية والقيام به‏.‏
فمن عرف أن الله ربه وخالقه ومدبر أموره؛ وجب عليه أن يعبده وحده لا شريك له‏.
وتوحيد الألوهية متضمن لتوحيد الربوبية؛ بمعنى أن توحيد الربوبية يدخل ضمن توحيد الألوهية؛


فمن عبد الله وحده ولم يشرك به شيئا؛ فلا بد أن يكون قد اعتقد أنه هو ربه وخالقه؛
كما قال إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام‏:‏ ‏{‏أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ‏}‏ ‏.‏ الشعراء 75-82

والألوهية والربوبية‏ إذا ذُكرا معاً يفترقان في المعنى ويكون أحدهما قسيما للآخر؛
كما في قوله تعالى:‏ ‏{‏قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ مَلِكِ النَّاسِ إِلَهِ النَّاسِ‏}‏ الناس1-3؛
فيكون معنى الرب‏:‏ هو المالك المتصرف في الخلق،
ويكون معنى الإله‏:‏ أنه المعبود بحق المستحق للعبادة وحده‏.‏
و إذا ذُكر أحدهما مفردا عن الآخر، فيجتمعان في المعنى؛
كما في قول الملكين للميت في القبر‏:‏ من ربك‏؟‏ ومعناه‏:‏ من إلهك وخالقك‏؟‏ وكما في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ‏}‏ الحج 40

وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا‏}‏ الأنعام 164،
وقوله‏:‏ ‏{‏إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا‏}‏ فصلت 30؛ فالربوبية في هذه الآيات هي الإلهية‏.
والذي دعت إليه الرسل من النوعين هو توحيد الألوهية؛ لأن توحيد الربوبية يقر به جمهور الأمم، ولم ينكره إلا شواذ من الخليقة؛ أنكروه في الظاهر فقط، والإقرار به وحده لا يكفي؛
فقد أقر به إبليس‏:‏ ‏{‏قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي‏}‏ الحجر 39‏،
وأقر به المشركون كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ‏}‏ الزخرف 87
فمن أقر بتوحيد الربوبية فقط؛ لم يكن مسلما، ولم يحرم دمه ولا ماله، حتى يقر بتوحيد الألوهية؛ فلا يعبد إلا الله‏.‏
وبهذا يتبين بطلان ما يزعمه علماء الكلام والصوفية من أن التوحيد المطلوب من العباد هو الإقرار بأن الله هو الخالق المدبر، ومن أقر بذلك؛ صار عندهم مسلما، ولهذا يعرفون التوحيد في الكتب التي ألفوها في العقائد بما ينطبق على توحيد الربوبية فقط؛ حيث يقولون مثلا‏:‏ التوحيد هو الإقرار بوجود الله وأنه الخالق الرازق‏.‏‏.‏‏.‏ إلخ‏!‏‏!‏ ثم يوردون أدلة توحيد الربوبية‏.‏
الرسل لم يقولوا لأممهم‏:‏ أقروا أن الله هو الخالق‏!‏ لأنهم مقرون بهذا، وإنما قالوا لهم‏:‏ ‏{وَ لَقَدْ بَعَثْنَا فِى كُلِّ أُمَّةٍ رسولاً أن ‏اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ‏}‏النحل 36 ‏.‏
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية :‏ ‏"‏التوحيد الذي جاءت به الرسل إنما يتضمن إثبات الإلهية لله وحده؛ بأن يشهد أن لا إله إلا الله لا يعبد إلا إياه‏.‏‏.‏‏.‏‏"‏‏.‏
إلى أن قال‏:‏ ‏"‏وليس المراد بالتوحيد مجرد توحيد الربوبية، وهو اعتقاد أن الله وحده خلق العالم، كما يظن ذلك من يظنه من أهل الكلام والتصوف، ويظن هولاء أنهم إذا أثبتوا ذلك بالدليل؛ فقد أثبتوا غاية التوحيد، وأنهم إذا شهدوا هذا وفنوا فيه؛ فقد فنوا في غاية التوحيد‏.‏
فإن الرجل لو أقر بما يستحقه الرب تعالى من الصفات، ونزهه عن كل ما ينزه عنه، وأقر بأنه وحده خالق كل شيء؛ لم يكن موحدا، حتى يشهد أن لا إله إلا الله وحده، فيقر بأن الله وحده هو الإله المستحق للعبادة، ويلتزم بعبادة الله وحده لا شريك له، والإله هو المألوه الذي يستحق العبادة، وليس الإله بمعنى القادر على الاختراع، فإذا فسر الإله بمعنى القادر على الاختراع، واعتقد أن هذا المعنى هو أخص وصف الإله، وجعل إثبات هذا هو الغاية في التوحيد؛ كما يفعل ذلك من يفعله من متكلمة الصفاتية، وهو الذي يقولونه عن أبي الحسن وأتباعه؛ لم يعرفوا حقيقة التوحيد الذي بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم؛ فإن مشركي العرب كانوا مقرين بأن الله وحده خالق كل شيء، وكانوا مع هذا مشركين‏.‏
قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ‏}‏ ؛ قال طائفة من السلف‏:‏ تسألهم من خلق السماوات والأرض‏؟‏ فيقولون‏:‏ الله، وهم مع هذا يعبدون غيره‏.‏
قال تعالى‏:‏ ‏{‏قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ‏}‏ ‏.‏ العنكبوت 61
فليس كل من أقر بأن الله تعالى رب كل شيء وخالقه يكون عابدا له دون ما سواه، داعيا له دون ما سواه، يوالي فيه ويعادي فيه ويطيع رسله‏.‏‏.‏‏.‏
وعامة المشركين أقروا بأن الله خالق كل شيء، وأثبتوا الشفعاء الذين يشركونهم به، وجعلوا له أندادا‏.‏‏.‏‏.‏‏"‏‏.‏
إلى أن قال رحمه الله‏:‏ ‏"‏ولهذا كان من أتباع هؤلاء من يسجد للشمس والقمر والكواكب ويدعوها ويصوم وينسك لها ويتقرب إليها، ثم يقول‏:‏ إن هذا ليس بشرك، إنما الشرك إذا اعتقدت أنها المدبرة لي، فإذا جعلتها سببا وواسطة؛ لم أكن مشركا، ومن المعلوم بالاضطرار من دين الإسلام أن هذا شرك‏.‏‏.‏‏.‏‏"‏انتهى كلامه‏.‏
وهذا ما يقوله عباد القبور اليوم؛ يتقربون إليها بأنواع العبادة، ويقولون‏:‏ هذا ليس بشرك؛ لأننا لا نعتقد فيها أنها تخلق وتدبر، وإنما جعلناها وسائط نتوسل بأصحابها‏.‏‏.‏‏.‏


امل صبحى محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
التوحيد, الدكتور صالح بن فوزان, السرك, العقيدة الإسلامية


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع