العودة   الموقع الرسمي للاعلامي الدكتور عمرو الليثي > الأقسام العامة > المنتدي العام
إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-31-2009, 08:38 PM
بسمة ناصر بسمة ناصر غير متواجد حالياً
عضو
 

Lightbulb مصطفي مشرفة العالم والسياسي والشاعر!

مصطفي مشرفة العالم والسياسي والشاعر!

قال الدكتور أحمد زويل: «كان مصطفي مشرفة عالماً عظيماً، وكان علي مستوي حركة العلم في العالم.. ومن المؤكد أن اسم مصطفي مشرفة يدعو للفخر والزهو».

لا تعرف الأجيال الجديدة ذلك النموذج العظيم في تاريخنا المعاصر، فقد طغت السياسة علي الثقافة، وطغت الصحافة علي السياسة.. وطغي الجميع علي مقام العلم ومقامات العلماء. احتل أشباه الناس وصغار البشر ما كان ينبغي أن يكون للذين يعلمون، والذين يعملون!

* ولد العالم الكبير د. مصطفي باشا مشرفة في دمياط عام ١٨٩٨، وتوفي في القاهرة عام ١٩٥٠، وما بين الشروق والغروب، قطع د. مشرفة مسيرة مذهلة. كان مشرفة أول الشهادة الابتدائية في القطر المصري، وثاني القطر في الثانوية العامة «البكالوريا». تخرج في مدرسة المعلمين العليا ١٩١٧، وحصل علي البكالوريوس في الرياضيات من جامعة لندن عام ١٩٢٠، ثم حصل علي دكتوراه العلوم، ليصبح العالم الحادي عشر علي مستوي العالم، الذي حاز دكتوراه العلوم، ثم ليصبح عضواً في الجمعية الملكية البريطانية، وواصل أبحاثه تحت إشراف أستاذه السير «ريتشاردسون»، أكبر علماء الطبيعة في عصره.

يقول د. محمد الجوادي، في كتابه الرائع «مشرفة بين الذرة والذروة»، إن د. مشرفة تقدم بأوراقه إلي الجامعة المصرية عام ١٩٢٥، ليصبح أستاذاً في كلية العلوم، ولكنه كان في السابعة والعشرين من عمره، فتم تعيينه أستاذاً مساعداً، وكان عميد الكلية «بينجام» أقل درجة علمية منه!.. عمل مشرفة بعد ذلك أستاذاً للرياضيات التطبيقية، ثم وكيلاً لكلية العلوم، ليصبح أول عميد مصري لكلية العلوم.

* حين تولي د. مشرفة عمادة كلية العلوم جعلها عالمية، واشترط للترقية إلي أستاذ مساعد الحصول علي درجة دكتوراه العلوم.. أي أن أي أستاذ مساعد هو بالضرورة ذو مستوي علمي عالمي، ثم استأنف مشرفة إرسال البعثات العلمية للخارج. ينقل د. الجوادي عن د. محمود حافظ أن مشرفة قال له، وهو في سبيله إلي البعثة: «اجتهد، فإنما نعدك لتكون عالم الحشرات الأول في مصر»، وقد كان!

* كان مشرفة يدعو كبار العلماء للمحاضرة في مصر، وحين كان البروفيسور «ساها» - وهو عالم هندي بارز حاصل علي جائزة نوبل - في طريقه لإنجلترا ماراً بمصر، ما أن علم مشرفة بالخبر حتي أخذ يبحث عنه حتي وجده في أحد الفنادق، فدعاه إلي إلقاء محاضرة في كلية العلوم.

وفي عام ١٩٤٩ أقامت كلية العلوم معرضاً للطاقة الذرية، بعد أن حصل علي موافقة جمعية علماء الذرة الإنجليز علي إعارة المعرض.

* اختارت الحكومة الأمريكية مشرفة عضواً في اللجنة الدولية للأبحاث الذرية، ثم دعته جامعة برنستون لإلقاء سلسلة محاضرات عن الذرة، وكانت جامعة برنستون آنذاك تضم أعاظم العلماء: أينشتين وليدز ويوجين.. وهم الأعمدة الرئيسية الثلاثة في مشروع مانهاتن للذرة، الذي أقامه أيزنهاور عام ١٩٣٩.

* في عام ١٩٣٢ نشر مشرفة بحثه العظيم «هل يمكن اعتبار الإشعاع والمادة صورتين لحالة كونية واحدة؟». وأثبت أنهما كذلك، وبذلك أصبحت قاعدة: «المادة والطاقة صورتان لشيء واحد» هي: «المادة والطاقة والإشعاع صور ثلاث لشيء واحد»، وبهذا البحث الذي لقي استقبالاً علمياً كبيراً، أضاف مشرفة مفهوماً جديداً للعلم.

* نشر مشرفة بحثاً في مجلة «nature» العالمية المرموقة، وفي عام ١٩٣٧ نشر بحثاً مهماً عن معادلة ماكسويل والسرعة المتغيرة للضوء. أما بحثه المثير فقد نشره عام ١٩٤٨ عن «نقص المادة».. وقبل وفاته بثلاثة أشهر نشر بحثاً مميزاً بعنوان «النقص في كتلة نواة الذرة».

* يقول الكاتب الكبير مصطفي أمين، في مقدمته لكتاب الدكتور الجوادي: «عرفت الدكتور مصطفي مشرفة سياسياً وشاعراً وفيلسوفاً وأديباً.. قبل أن أعرفه عالماً.. كنت أحس معه بأنني في حضرة دائرة معارف من عدة أجزاء، كل جزء متخصص في فن من الفنون، أو علم من العلوم».. «كان رأي مشرفة أن تكون الجامعة مستقلة تمام الاستقلال، لا ترضخ لسلطان ولا لوزير، وكان يضيق بتدخل الوزارة في شؤون الجامعة، وكان يقول لي: «إن تدخل الحكومة في الجامعة يحولها إلي مدرسة ثانوية!».. «وكان يري أن العلم إذا فقد حريته واستقلاله اضمحل ومات، ولهذا يجب أن يكون العلم في خدمة الشعب، لا في خدمة الحكومة».
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مشرفة, مصطفى, العالم, والشاعر!, والسياسي


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع