العودة   الموقع الرسمي للاعلامي الدكتور عمرو الليثي > الأقسام العامة > المنتدي العام
إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-03-2010, 05:56 PM
safy nada safy nada غير متواجد حالياً
مشرف
 

افتراضي العدل بين الأبناء.. صناعة الحب




في عبارة وجيزة حدد الرسول محمد – صلى الله عليه وسلم – طبيعة رسالته فقال: "بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" فكان للأخلاق الكريمة والآداب الرفيعة نصيب كبير في تعاليم الإسلام حتى أن الله عز وجل وصف نبيه صلى الله عليه وسلم في مقام المدح والثناء عليه بقوله: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} في إشارة إلى أن الخلق الكريم له مكانة عظيمة في هذا الدين.

العدل والحب


وكان من بين هذه الفضائل التي دعا الإسلام أتباعه إلى التخلق والتمسك بها فضيلتا العدل والحب: فأما العدل فهو قيمة إنسانية أساسية قدرها الإسلام

وهو أن يعطى كل ذي حق حقه، سواء أكان ذو الحق فردًا أم جماعة أم شيئًا من الأشياء أم معنى من المعاني بلا طغيان ولا إخسار، فلا يبخس حقه ولا يجور على حق غيره يقول تعالى: {وَالسَّمَاء رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ *أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ * وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ}.

وأما الحب فهو بالنسبة للإنسان غذاء روحي لا يمكن مطلقاً أن يعيش بدونه، فشعوره بأنه منبوذ ومرفوض كفيل بأن يقضي عليه ويجعل منه شخصية غير سوية ترفض المجتمع ويرفضها، وهو ما يدفع الإنسان - كل إنسان - إلى أن يكون له أصدقاء أو التقرب ممن يحبهم ليبادلوه نفس المشاعر حتى لو كانت غير صادقة من أجل إشباع هذه الغريزة الإنسانية المتشوقة دائماً إلى الحب والتي يمكنه بها الاستمرار في الحياة التي لا تكون بغير الآخرين.

التمييز والتفرقة

ولعل أطفالنا هم الأكثر احتياجاً للشعور بهذا الحب فعلى الرغم من أنهم لا يولدون اجتماعيين كي يعبروا بالقدر الكافي عن احتياجاتهم العاطفية إلا أنهم يسعون بفطرتهم إلى إرضاء ما لديهم من حاجات نفسية حتى إنهم يرون أن ما يعوق هذا الإرضاء هو عدوان عليهم يكون انعكاسه سلباً في علاقتهم بالمحيطين بهم، سواء أكان هؤلاء هم : الإخوة أو الأب والأم أو غيرهم وهو ما يؤكد أهمية إشباع الحاجات النفسية للطفل باعتبار أن ذلك أحد مفاتيح النجاح في العملية التربوية.

وتعد التفرقة والتمييز بين الأبناء أهم أسباب فقدان الشعور بهذا الحب داخل أول مؤسسة يرتبط بها الطفل وتتفتح عليها عيناه وهي "الأسرة" فيكون تأثيرها أكثر فداحة لما لها من الدور الأكبر والأكثر تأثيراً في تشكيل وتحديد ملامح شخصية الطفل الذي سيكون فيما بعد عنصراً فاعلاً في مجتمعه.

وهو ما اهتم به الإسلام وحرص على التنبيه عليه، بل وحذر من الوقوع فيه لإدراكه الكامل للأثر النفسي الذي يمكن أن تحدثه مثل هذه المعاملة في نفوس الأطفال فتملأ نفوسهم حقداً وكراهية، ولأن مثل هذه المفاضلة يمكن أن تكون أعظم عوامل الانحراف وهم لا يزالون صفحات بيضاء فأمر بالعدل بين الأولاد والتسوية بينهم في العطف واللطف والمنح والإعطاء والإحسان والرحمة فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: "اعدلوا بين أبنائكم في النحل – أي العطية والهبة- كما تحبون أن يعدلوا بينكم في البر واللطف".

توجيهات نبوية


رفض الرسول - صلى الله عليه وسلم السلوك الذي هو أنموذج للتمييز بين الأبناء، بل

إنه صلى الله عليه وسلم اعتبره جوراً لا يمكن أن يكون شاهداً عليه

وروى ابن حبان عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "رحم الله والداً أعان

ولده على بره" فالحديث يربط بين أن يبر الابن أباه عند كبره، وبين أن يحسن الأب

معاملة ابنه في صغره. ومن أعظم صور الإحسان أن يعدل الآباء بين الأبناء، فلا ينشأ

الحقد في قلوبهم، ولا تفسد الصلة بينهم، ولا تحمل النفس شيئاً إزاء الآباء.

دوافع التمييز


وتتعدد الأسباب التي تدفع الآباء للتمييز بين أبنائهم فمنها: التفرقة بين الذكور والإناث

فيكون الحب والتدليل للولد دون البنت على الرغم من أنه لا ذنب للبنت في كونها بنتاً

بل إن الأمر كله بيد الله فهو القائل: {لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاء يَهَبُ

لِمَنْ يَشَاء إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَن يَشَاء عَقِيمًا

إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ}.

كما يروى عن أنس بن مالك: "أن رجلاً كان عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فجاء ابن

له فقبله وأجلسه على فخذه، وجاءت ابنة له فأجلسها بين يديه فقال رسول الله -

صلى الله عليه وسلم- : "ألا سويت بينهما" فالرسول الكريم يحرص على تحقيق هذا

العدل وهذه المساواة حتى في أشكالها البسيطة التي ربما لا يلتفت لها الكبار، غير أن

لها تأثيرها الكبير على الصغار، فالرجل وقد أجلس الاثنين – الولد والبنت – إلا أنه

أجلس الولد في موضع، والبنت في موضع آخر وهو ما يمكن أن يؤثر في نفس أحدهما.

وفي مقابل التمييز الذي يأتي لصالح الذكور من الأبناء يقع آباء آخرون في التمييز

المضاد فيميزون بناتهم على ذكورهم نتيجة حالة خوف مرضي من الوقوع فيما نهى

الإسلام عنه، فيحرصون على تدليل البنات وتلبية كل احتياجاتهم ويقدمون لهن كل

المساعدة في زواجهن بل ويبالغون في ذلك، في الوقت الذي لا يقدمون يد العون

للولد من أجل بناء حياته وتحقيق الاستقرار.

كذلك يمكن أن يقع التمييز لصالح أبناء زوجة على حساب أبناء زوجة أخرى،

أو أن يكون التمييز لأحد الأبناء بسبب جمال منظره أو نبوغ عقله وتفوقه العلمي،


أو لأنه قريب الشبه فيما بينه وبين أحد الوالدين

أو لقوة بنيانه الجسدي أو لذكائه الاجتماعي في التعامل،

أو لكونه أصغرهم أو أكبرهم أو لأنه صاحب موهبة.

لكنه وأياً كانت الأسباب التي تدفع أحد الوالدين أو كلاهما إلى تمييز أحد الأبناء على

الآخرين حتى ولو كان ذلك عبر المقارنة فقط، فإن في ذلك إخلالاً بواجبات الوالدية التي

تظل آثارها مصاحبة لهذا الابن أو تلك الابنة مدى الحياة.

التوقيع: ليه الواحد ساعات يكون متضايق وتعبان

ليه ربنا اعطى البشر نعمة النسيان

علشان الكل يقوم من النوم مبسوط وفرحان

انسى الالم والحرمان وتمتع بنعم الرحمن

ان حسيت انك تعبان عليك بتلاوة القران***
رد مع اقتباس
قديم 07-04-2010, 09:03 AM   رقم المشاركة : [2]
احمد مختار
مشرف عام
الصورة الرمزية احمد مختار
 
إرسال رسالة عبر مراسل Yahoo إلى احمد مختار
افتراضي

مشكورة صافى على موضوعك الرائع


التوقيع:


احمد مختار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الأبناء.., الحب, العدل, صناعة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع