إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-31-2009, 12:27 PM
بسمة ناصر بسمة ناصر غير متواجد حالياً
عضو
 

Lightbulb الحاكم بامر الله

الحاكم بامر الله

الحاكم بأمر الله المنصور (985 - 1021) الخليفة الفاطمي السادس، حكم من 996 إلى 1021 . ولد في مصر وخلف والده في الحكم العزيز بالله الفاطمي وعمره 11 سنة , و تكنى بـ ( أبى على ) و هى كنية أخذها بعد ميلاد إبنه ( على ) الذى تلقب بـ ( الظاهر لإعزاز دين الله ) حينما تولى الخلافة بعد إختفاء أبيه , و يعتبر البعض أن الحاكم كان آخر الخلفاء الفاطميين الأقوياء. و قد كان خليفة عادلا لا يرضى بفساد الأمور إلا أنه عابه إسرافه في القتل . كانت عيناه واسعتان و صوته جهير مخوف .اتسمت فترة حكمه بالتوتر، فقد كان على خلاف مع العباسيين الذين كانوا يحاولون الحد من نفوذ الإسماعيليين، وكان من نتائج هذا التوتر في العلاقات أن قامت الخلافة العباسية بإصدار مرسوم شهير في عام 1011 وفيه نص مفاده أن الحاكم بأمر الله ليس من سلالة علي بن أبي طالب.
وبالإضافة إلى نزاعه مع العباسيين فقد انهمك أيضا الحاكم بأمر الله في صراع آخر مع القرامطة.

سيرته وأحداث عصره
في بداية عهد الحاكم حاول بعض الطامحين إستغلال صغر سنه لتحقيق أطماعهم في السلطة فكان أولهم شيخ كتامة ( أبو محمد بن عمار ) الذى أجبر الحاكم على توليته لشئون الدولة فأصبح هو المتصرف فيها و لُقب بـ ( أمين الدولة ) , و كان ينافسه في الوقت نفسه رجلا آخر و هو ( أبو الفتوح برجوان ) و قد كان موجودا أيام ( العزيز بالله ) و وصل إلى مرتبة ( كبير الخدم ) , و قد نجح ( برجوان ) في إثارة طوائف المشارقة ضد طوائف المغاربة الذين إستبدوا بالحكم مع سيدهم ( ابن عمار ) و كانت بينهم مواقع عديدة إنتهت بإنتصار ( برجوان ) و هروب ( ابن عمار ) . و قام ( برجوان ) بإخراج ( الحاكم ) و أخذ له البيعة من جديد , ثم تولى شئون الدولة و كون لنفسه طائفة خاصة من الجند و المماليك , ثم تلطَف بإبن عمار و منحه إقطاعاته التى كانت له من قبل و إشترط عليه الطاعة و بذلك استمال إليه المغاربة أيضا . على أن ( برجوان ) سرعان ما جنح للطغيان و الإستبداد فكان يعتبر نفسه الخليفة الحقيقى و صار يستصغر خليفته ( الحاكم ) ’ كما أنه إستغل منصبه في تكوين ثروة ضخمة له , هذا بالإضافة إلى إنشغاله باللهو و الملذات مما أدى إلى إنصرافه عن شئون الدولة التى تعطلت و فسدت من جراء ذلك , و قد نسى ( برجوان ) في غمرة ذلك أن ( الحاكم ) قد جاوز سن الصبا و دخل مرحلة الشباب و صار متنبها إلى إستبداد ( برجوان ) و تغلبه عليه , و قام ( الحاكم ) بتدبير مؤامرة لقتل ( برجوان ) و تم ذلك , و أصدر ( الحاكم ) بيانا يبرر فيه أسباب قتل ( برجوان ) , ثم قام بعد ذلك بالتخلص من رجال ( برجوان ) في الجيش و القصر كما أنه أعد كمينا لشيخ كتامة ( ابن عمار ) بأن حرض عليه بعض المشارقة الذين قتلوه ثم أفنى ( الحاكم ) أعوانه من شيوخ كتامة . و بذلك تمكن ( الحاكم ) من إسترداد سلطانه و التخلص من كل المنافسين و السيطرة على كل مقاليد الحكم و كان حينها قد تجاوز الـ 15 سنة .
و قد أظهر الحاكم عندما تولى تقشفا و زهدا على عكس آبائه , إذ أخرج من قصره جماعة من حظاياه و أعتق سائر مماليكه من الإناث و الذكور و ملكهم أمر نفوسهم و التصرف فيما يملكونه و إقتنوه منه و من أبيه , كما إنه إنتقل تدريجيا من الملابس المذهبة على عادة آبائه إلى ملابس خشنة من الصوف , كما أنه خفف من الإسراف الذى كان يحدث في الإحتفالات بالمناسبات المختلفة , كما أنه أمر بألا يصلى عليه أحد في كتاباته و يقتصر على هذه الصيغة : (( سلام الله و تحياته و نوامى بركاته على أمير المؤمنين )) .
و قد كان الحاكم مسرفا في القتل إلى مدى كبير على أنه كان يتخذ من القتل وسيلة لا غاية لكى يحفظ دولته و يصلح شئونها .


و كان الحاكم شديدا في التعامل مع رجال دولته و كان يحاسبهم بشدة إذا أخطأوا , كما أنه إعتمد على نظر المظالم لتطهير دولته من الفساد , و كان يواصل ركوبه ليلا و نهارا على حماره و يطوف به في الأسواق و القرى لكى يسمع مظالم الناس , و قد ورث الحاكم عن أبيه العزيز بالله حرصه على توزيع المال على الفقراء و المساكين , و يشهد المؤرخون بأن يده لم تمتد على أخذ مال إطلاقا بحيث قال أحدهم - و هو نصرانى - (( لعمرى إن أهل مملكته لم يزالوا في أيامه آمنين على أموالهم , غير مطمئنين على أنفسهم )) , كما أنه أيضا حرص على تخفيف الضرائب عن رعاياه خاصة ما تعرف بضريبة المكوس .
  • روي عن الحاكم في بداية عهده أنه كان سخيّاً معطاءً فبعد أن تولى الخلافة أجزل العطاء لكتامة كما يروي المقريزي شكل الإحتفالات في عهده لكافة الطوائف ففي عهده احتفل المسيحيون بالغطاس بشكل كبير ومهيب كما أعطى للأتراك خيلا وسلاحا في عيد النوروز.
أهم المراسيم التي أصدرها
    • أمر اليهود والمسيحيين بشد الزنار ولبس الغيار وشعارهم بالسواد شعار الغاصبين العباسيين‏.‏
    • وقرئ سجل في الأطعمة بالمنع من أكل الملوخية والبقلة المسماة بالجرجير والمتوكلية المنسوبة إلى المتوكل‏.‏
    • المنع من عجن الخبز بالرجل والمنع من أكل الدلنيس والمنع من ذبح البقر التي لا عاقبة لها إلا في أيام الأضاحي وما سواها من الأيام لا يذبح منها إلا ما لا يصلح للحرث‏.
    • وقرئ سجل آخر بأن يؤذن لصلاة الظهر في أول الساعة السابعة ويؤذن لصلاة العصر في أول الساعة التاسعة‏.
    • إصلاح المكاييل والموازين والنهي عن البخس فيهما والمنع من بيع الفقاع وعمله ألبتة لما يؤثر عن علي من كراهة شرب الفقاع‏.
    • ضرب في الطرقات بالأجراس ونودي ألا يدخل الحمام أحد إلا بمئزر وألا تكشف امرأة وجهها في طريق ولا خلف جنازة ولا تتبرج‏.‏
    • لا يباع شيء من السمك بغير قشر ولا يصطاده أحد من الصيادين‏.
    • تتبعت الحمامات وقبض على جماعة وجدوا بغير مئزر فضربوا وشهروا‏.‏
  • ومما يروى عنه أيضا أنه رسم لجماعة من الأحداث أن يتقافزوا من موضع عال في القصر ورسم لكل منهم بصلة فحضر جماعة وتقافزوا فمات منهم نحو ثلاثين إنسانا من أجل سقوطهم خارجاً عن الماء على صخر هناك ووضع لمن قفز ماله‏.‏
  • وايضا أمر بقتل الكلاب فقتل منها ما لا يحصى حتى لم يبق منها بالأزقة والشوارع شيء وطرحت بالصحراء وبشاطىء النيل وأمر بكنس الأزقة والشوارع وأبواب الدور في كل مكان ففعل ذلك‏.
  • فتح دار الحكمة بالقاهرة وحمل الكتب إليها وانتصب فيها الفقراء والقراء والنحاة وغيرهم من أرباب العلوم وفرشت وأقيم فيها خدام لخدمتها وأجريت الأرزاق على من بها من فقيه وغيره وجعل فيها ما يحتاج إليه من الحبر والأوراق والأقلام‏.‏
  • في عام 398 هجريا في المحرم ابتدأ نقص ماء النيل من ثامن عشر توت فاشتد الأمر وبيع الخبز مبلولا وضرب جماعة من الخبازين وشهروا لتعذر وجود الخبز بالعشايا‏.
    محاولات سرقة جسد النبي محمد عليه الصلاة والسلام وصاحبيه
  • طبقا لبعض الروايات حاول مرتين أن يسرق جسد النبي عليه الصلاة والسلام وصاحبيه:
    المحاولة الأولى: أراد نقل أجسادهم إلى مصر، وكلف بذلك أبا الفتوح الحسن بن جعفر، فلم يُفق بعد أن جاءت ريح شديدة تدرحجت من قوتها الإبل والخيل، وهلك معها خلق من الناس، فكانت رادعاً لأبي الفتوح عن نبش القبور وانشرح صدره لذلك، واعتذر للحاكم بأمر الله بالريح.
    المحاولة الثانية: أرسل من ينبش قبر النبي ، فسكن داراً بجوار المسجد وحفر تحت الأرض فرأى الناس أنواراً وسُمع صائح يقول: أيها الناس إن نبيكم يُنبش ففتش الناس فوجدوهم وقتلوهم.[1]
    ويرى البعض أن هذه المحاولات غالبا مجرد تجنى على الحاكم من أجل تشويه صورته ، إذ لم يذكر هذه المحاولات أى مؤرخ من المؤرخين المصريين الذين كتبوا تاريخ الفاطميين سواء كانوا مؤيدين لهم أو معادين و منهم : المقريزى ، ابن تغرى بردى ، السيوطى ، و جاء ذكر ذلك لأول مرة في كتاب المؤرخ الحافظ البغدادى ( تاريخ بغداد ).



    بالرغم من التسامح في بداية عهده الذي أبهر الناس إلا أن هذا قد تغير تماما بعد بضعة سنوات:
    • وفي عام 398 لما كان ليلة عيد الشعانين منع المسيحيين من تزيين كنائسهم على ما هي عادتهم وقبض على جماعة منهم في رجب وأمر باحضار ما هو معلق على الكنائس وإثباته في دواوين السلطان وكتب إلى سائر الأعمال بذلك‏.‏ وأحرق صلبان كثيرة على باب الجامع.‏
    • وفيها ايضا خرج المسيحيون من مصر إلى القدس لحضور الفصح بكنيسة القيامة على عادتهم في كل سنة بتجمل عظيم كما يخرج المسلمون إلى الحج فسأل الحاكم ختكين الضيف العضدي أحد قواده عن ذلك لمعرفته بأمر قمامة (أي كنيسة القيامة) فقال:
    ""هذه بيعة تعظمها النصارى ويحج إليها من جميع البلاد وتأتيها الملوك وتحمل إليها الأموال العظيمة والثياب والستور والفرش والقناديل والصلبان المصوغة من الذهب والفضة والأواني من ذلك وبها من ذلك شيء عظيم‏.‏ فإذا كان يوم الفصح واجتمع النصارى بقمامة ونصبت الصلبان وعلقت القناديل في المذبح تحيلوا في إيصال النار إليه بدهن البيلسان مع دهن الزئبق فيحدث له ضياء ساطع يظن من يراه أنها نار نزلت من السماء‏.‏"" فأنكر الحاكم ذلك وتقدم إلى بشر بن سورين كاتب الإنشاء فكتب إلى أحمد بن يعقوب الداعي أن يقصد القدس ويهدم قمامة وينهبها الناس حتى يعفى أثرها ففعل ذلك‏.[2]
    • وفي عام 399 أمر المسيحيين إلا الحبابرة بلبس العمائم السود والطيالسة السود وأن يعلق المسيحيين في أعناقهم صلبان الخشب ويكون ركب سروجهم من خشب ولا يركب أحد منهم خيلا وأنهم يركبون البغال والحمير وألا يركبوا السروج واللجم محلاةً وأن تكون سروجهم ولجمهم بسيور سود وأنهم يشدون الزنانير على أوساطهم ولا يستعملون مسلما ولا يشترون عبدا ولا أمة وأذن للناس في البحث عنهم وتتبع آثارهم في ذلك فأسلم عدة من المسيحيين الكتاب وغيرهم‏.
    • الدرزية
    • يروي المقريزي أنه في عام 408 هجريا قدم مصر داع عجمي اسمه محمد بن إسماعيل الدرزي واتصل بالحاكم فأنعم عليه‏.‏ ودعا الناس إلى القول بإلهية الحاكم فأنكر الناس عليه ذلك ووثب به أحد الأتراك في موكب الحاكم فقتله وثارت الفتنة فنهبت داره وغلقت أبواب القاهرة‏. ‏ واستمرت الفتنة ثلاثة أيام قتل فيها جماعة من الدرزية وقبض على التركي قاتل الدرزي وحبس ثم قتل‏.‏
      ثم ظهر داع آخر اسمه حمزة بن علي الزوزني وتلقب بالهادي وأقام بمسجد تبر خارج القاهرة وبث دعاته في أعمال مصر والشام وترخص في أعمال الشريعة وأسقط جميع التكاليف في الصلاة والصوم ونحو ذلك‏.‏ فاستجاب له خلق كثير فظهر من حينئذ مذهب الدرزية ببلاد صيدا وبيروت وساحل الشام.
    • اختفاء الحاكم

      خرج الحاكم ليلة إلى جبل المقطم ولم يعد، يروي المقريزي أن أخته ست الملك خططت لقتله. وهكذا اختفى الحاكم بأمر الله في عام 1021، وبالرغم من أرجحية وفاته، إلا ان عقيدة الدروز تؤمن بأنه دخل غيبة كبرى وأنه سيرجع بصفته المهدي المنتظر ، كان متضارباً بآرائه فنهى عن الصلاة ثم عاد و أمر بها، اشتهر بسفكه للدماء و قدّر العلماء قتلاه بحوالي 18000 قتيل و نظر البعض أنّ اختفاءه كان قتلاً مدبراً و ذلك للقدرة على استكمال نشر الدرزية.
      1. المصادر
      2. ^ انظر تفصيل المحاولتين في: وفاء الوفاء للسمهودي (2/653)
      3. ^ المقريزي اتعاظ الحنفا احداث عام 398
      • الحاكم بأمر الله , الخليفة المفترى عليه - د. عبد المنعم ماجد - مكتبة الأنجلو المصرية - القاهرة - 1982
      • خطط المقريزى - مكتبة مدبولى - القاهرة
الموضوع منقول عن موسوعة ويكيبديا الموسوعة الحرة
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الله, الحاكم, تامر


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع