استمتع بالمهارات

[رناالسيد]

استمتع بالمهارات
المهارات متعه حسيه لا اعني بها الاجر الاخروي فقط
لا وانما هي متعه وفرح تشعر به حقيقه
فاستمتع بها ومارسها مع جميع الناس كبيرهم وصغيرهم غنيهم وفقيرهم قريبهم وبعيدهم كلهم مارس معهم المهارات اما لاتقاء اذاهم اولكسب محبتهم اولاصلاحهم نعم اصلاحهم
كان علي بن الجهم شاعرا فصيحا لكنه كان اعرابيا جلفا لا يعرف من الحياه الامايراه في الصحراء وكان المتوكل خليفه متمكنا يغدي عليه ويراح بما يشتهي دخل علي بن الجهم بغداد يوما فقيل له ان من مدح الخليفه حظي عنده ولقي منه الاعطيات
فاستبشر علي ويمم جهه قصر الخلافه
دخل علي المتوكل فراي الشعراء ينشدون ويربحون
والمتوكل هو المتوكل سطوه وهيبه وجبروت فانطلق مادحا الخليفه بقصيده مطلعها
ياايها الخليفه .......
انت كالكلب في حفاظك للود وكالتيس في قراع الخطوب
انت كالدلو لاعدمتك دلوا من كبار الدلا كثير الذنوب

ومضي يضرب للخليفه الامثله بالتيس والعنز والبئر والتراب... بعدما كان يشبه بالشمس والقمر والجبال !!!!
فثار الخليفه وانتفض الحراس... واستل السياف سيفه ... وفرش النطع وتجهز للقتل فادرك الخليفه ان علي بن الجهم قدغلبت عليه طبيعته فاراد ان يغيرها .. فامر به فاسكنوه في قصر منيف ... تغدو عليه اجمل الجواري وتروح بما يلذ ويطيب
ذاق علي بن الجهم النعمه .. واتكأ علي الارائك وجالس ارق الشعراء واغزل الادباء ومكث علي هذا الحال سبعه اشهر...
ثم جلس الخليفه مجلس سمر ليله ...فتذكر علي بن الجهم فسأل عنه
فدعوه له...
فلما مثل بين يديه قال اشدني ياعلي بن الجهم
فانطلق منشدا قصيده مطلعها
عيون المهابين الرصافه والجسر جلبن الهوي من حيث ادري ولا ادري
اعدن لي الشوق القديم ولم اكن سلوت ولكن زدن علي جمر

ومضي يحرك المشاعر بارق الكلمات ... ثم شرع يصف الخليفه بالشمس والنجم والسيف ...فانظر كيف استطاع الخليفه ان يغير طباع علي بن الجهم
ونحن كم ضايقتنا طباع اولادنا اواصدقائنا فسعينا لتغيره فغيرناها
ومن باب اولي ان تقدر انت علي تغير طباعك
فتلقب العبوس تبسما والغضب حلما والبخل كرما وهذا ليس صعبا لكنه يحتاج الي عزيمه فكن بطلا....
من نظر في سيره محمد (ص) وجد انه كان يتعامل مع الناس بقدرات اخلاقيه
ملك بها قلوبهم ...ولم يكن يتصنع هذه الاخلاق امام الناس فاذا خلا الي اهل بيته انقلب حلمه غضبا ولينه غلظا
لا ماكانبساما مع الناس عبوسا مع اهل بيته
ولا كريما مع الخلق الامع ولده وزوجه
لا بل كانت اخلاقه سجيه يتعبد لله تعالي بها كما يتعبد بصلاه الضحي وقيام اليل
يحتسب ابتسامته قربه ورفقه عباده وعفوه ولينه
ان من اعتبر حسن الخلق عباده تحلي بها في جميع احواله في سلمه وحربه
وجوعه وشبعه وصحته ومرضه بل وفرحه وحزنه
نعم كثيا من الزوجات تسمع عن اخلاق زوجها وسعه صدرها وابتسامته وكرمه
ولكنها لم تر من ذلك شيئا
فهو يكون في بيته سيئ الخلق ...ضيق الصدر ...عابس الوجه ...صخابا لعانا...بخيلا ومنانا
اما هو صلي الله عليه وسلم فهو الذي قال "خيركم خيركم لاهله وانا خيركم لاهلي "
وانظر كيف يتعامل مع اهله
قال الاسود بن الزيد سألت عائشه ماكان رسول الله (ص) يصنع في بيته؟
فقالت "يكون في مهنه اهله ...فاذا حضرت الصلاه يتوضأ ويخرج للصلاه"
مثل ذلك مع الوالدين ...فكم هم اولئك الذين نسمع عن حسن اخلاقهم وكرمهم وتبسمهم وجميل معاشرتهم للاخرين
اما ما اقرب الناس اليهم ..واعظم الناس حقا عليهم مع الوالدين فجفاء وهجر
نعم خيركم خيركم لاهله لوالديه لزوجه لخدمه بل ولاطفاله
من كتاب استمتع بحياتك للشيخ محمد العريفي

[reham]

thanks for this information