العودة   الموقع الرسمي للاعلامي الدكتور عمرو الليثي > الأقسام العامة > المنتدى الإسلامى > ركن القصص الاسلامية
إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-05-2011, 11:42 PM
safy nada safy nada غير متواجد حالياً
مشرف
 

افتراضي يا رب إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين


دار الحديث بين ملائكة الله عن الخلق وعبادتهم ومعصيتهم أو طاعتهم

قال قائل منهم : ماعلي الأرض اليوم خير من أيوب، مؤمن قانت ، ساجد
عابد بسط الله في رزقه.

سمعهم إبليس ولم يكن محجوبا عنهم أو بعيداً عنهم فما كان منه إلا أن

يستاء من رجل يعبد الله بإخلاص في الأرض ويهمه إغواءه للصالحين وإفساد

ما كانو عليه من عباده وإخلاص.

سعى إلى إغواء نبي الله أيوب ولكن لم يفلح فلم يلهه الغنا والنعمه عن

عبادة الله فكان لاهج بذكر ربه برً بأهله يطعم الجائع ويكسي العاري

ويفك العاني.

ولكن لم يقف إبليس عند هذا الحد بل أقترب من قلبه وويوسوس له وراء

أذنه وان يزين له الحياة الدنيا ولكن وجد أذنا صماء عن الخنا وقلباً

أغلف عن الهوى ووجده من عباد الله المخلصين الذي ليس له عليهم سلطان

كره ما رآه منه ثم رجع إلى الله ووقف منه الموقف الذي كان يقفه قبل

أن يطرد من رحمته وقال: يا رب: عبدك أيوب الذي يعبدك ويقدسك ويهتف

قلبه بذكرك ويلهج لسانه بتسبيحك مايعبدك تطوعا من نفسه ولا نافله من

عنده وإنما يعبد ثمناً لما منحته من مال وبنين وما أسبغته عليه من

ثروة وطمعا في أن تبقي له ماله ..

أليست هذه النعم جديرة على أن تعينه على ذكرك وان تحمله على عبادتك

فعبادته مشوبة بالرغبه والرهبه مشربة بالخوف والطمع.. انزع عنه هذه

النعم وجرده من هذا الثراء فتراه قد خرس لسانه من ذكرك واعرض عن

طاعتك .


يقول هذا للملك العلام الذي يعلم ماتكن به الصدور وما توسوس به الانفس

لم لا وقد قال الله عنه في كتابه

" فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ "

قال الله تعالى : إن أيوب عبد مؤمن خالص الايمان لايعبدني إلا لما يراه

من حق العباده ولا يذكرني إلا لما يعرفه من حق الذكر ذكر وعبادة

مجردان من حب الدنيا بريئان من المطامع والأغراض.

ولكن ليكون أيوب قبساً وهاجاً في الإيمان ومثلا عاليا في الصبر واليقين

قد أبحتك ماله وعقاره أجمع لهما جنودك وأعوانك وشيعتك وحزبك وأفعلو

بهما ماتريدون ثم أنظرو إلى ماتنتهون.

فجمع الشياطين وأوليائه وأوحى لهم أن الله قد رخص له في مال أيوب يذهب

به ويفنيه وأمرهم ان يصنع كل منهم في الإهلاك نصيبه ليعود أيوب مجرد

فارغ اليدين

فانطلقوا وفعلو ما أمرهم وأصبح أيوب فارغ اليدين.

أما أإبليس تمثل شيخاً كبيراً حكيما مجربا وقال له: إن النار قد أتت

على ثروتك من قواعدها وقد هلك الزرع والضرع وذهب المال والمدخر..

ووقف الناس مبهوتين ففيهم من قال: أن أيوب ما كان الا في غرور من

عبادته وضلال من زكاته وصلاته وآخر يقول: لو أن الله إستطاع دفع الشر وجلب الحير لكان أيوب أولى بذلك

وآخر يقول: ان الله لم يفعل ماأراد إلا ليشمت به عدوه أو يفجع فيه صديقه

فما كان من أيوب بعد محاولاته له إلا ان قال: " عارية الله إستردها ووديعة كانت عندنا فأخذها نعمنا بها دهراًً فالحمد لله على ماأنعم وسلبنا إياها اليوم فله الحمد معطيا وسالبا راضيا وساخطا نافعا وضارا هو مالك الملك يؤتي ملكه من يشاء وينزع الملك ممن يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء " ثم خر ساجداً

وترك إبليس ينظر

ولكن لم يقف إبليس عند هذا الحد

بل رجع الى الله يحوك الشر كما كان منه سابقا ولكن قال سلطني على

أولاده أفعل بهم مايكره وسيكون أشد كفرا وجحودا

فأجابه الله قائلا : لقد سلطتك على ولده ولكنك سوف لاتنقص ذرة من إيمانه أو تذهب بقطره من صبره وعزمه

إنصرف إبليس ودعا جنوده وأمرهم فذهبو الى حيث يقيم ولد أيوب في قصر

مشيد فزلزل قصرهم حتى وقعت حيطانه وأصيبوا جميعا

فتمثلا إبليس في رجل ينعاهم وقال لأيوب: لو رأيت أولادك اليوم قتلى

مضرجين وهذا مجروح وذاك مشدوخ لعلمت ان الله لم يكافئك بعبادتك ولم يرعك حق رعايتك..

فبكى ولكنه قال: " الله أعطى والله أخذ فله الحمد معطيا وسالبا ساخطا وراضيا نافعا وضارا " ثم خر ساجدا وترك إبليس يتميز من الغيظ


ولكن لم يتوقف رجع الى الله كما في السابق ولكن هذه المره يريد ان

يسلطه الله على صحته وجسمه

فأراد الله ان يجعل أيوب عبدا مؤمنا صابرا شاكرا تكون قصته عبره للمصابين وعزاؤ للمكروبين

فقال الله تعالى: لقد سلطتك على جسده ولكن حذار أن تقترب من روحه ولسانه وعقله وجنانه فإن فيها سر إيمانه ومظهر دينه وعرفانه

فذهب إبليس في كيده ونفخ في أيوب فاستحال سقيما مريضا مدنفا عليلا

ولكنه ما ازداد إلا إيمانا وما أدرع الا صبرا وحزما وكلما زاد عليه

مرضه زاد شكره واذعانه وتقوّى ايمانه ويقينه.

مرت الايام والاعوام حتى هزل جسمه ولحمه واصبح منقوف الوجه شاحب

اللون ففر عنه الصديق إلا زوجه العطوف تحننت عليه واعتنت به ما استطاعت.

اما إبليس فقد أعياه امر أيوب فجمع أعوانه وشكا إليهم فأشار اليه

احدهم يفعل به كما فعل بآدم عليه السلام حيث سألوه من أين أتيته

قال: أتيته من إمراته فقال : فشأنك في أيوب من قبل إمراته فذهب

وتمثل لها رجلا وقال: أين زوجك قالت: هو هذا عميدا مشرف على الموت لاهو ميت فينعى ولا هو حي فيرجى

طمع في إغوائها بعد ماسمع منها فأخذ يذكرها بما كان لزوجها من صحة

ونعمه فعادت لها الذكرى وذهبت إلى أيوب

وقالت: حتى متى يعذبك ربك؟ أين المال؟ أين العيال؟ أين الصديق؟ أين

الرفيق؟ أين شبابك الذاهب؟ وعزك القديم؟

قال أيوب: لقد سوّل لك الشيطان أمراً أتراك تبكين على عزّ فات وولد مات؟

فقالت: هلا دعوت الله أن يكشف حزنك ويزيح بلواك؟

قال: كم مكثت في الرخاء؟ قالت ثمانين. قال: وكم لبثت في البلاء؟ قالت سبع سنين

قال أستحي أن أطلب من الله رفع بلائي وما قضيت فيه مدة رخائي!!!!

ولكن يخيل إلي انه بدأ يضعف إيمانك ويضيق بقضاء الله قلبك

فاعزبي عني حتى يقضي الله أمراً كان مفعولا

ولما رآى أيوب انه قد أصبح وحيدا وقد إشتدت آلامه وتضاعفت أسقامه

فزع إلى الله لا متسخطا ولا متبرما بل داعيا محننا وقال : يارب إني مسني الضر وانت أرحم الراحمين

وهو مايزال بلغ غاية الايمان وصمد لوساوس الشيطان وبلغ مااراد من الله له من أن يكون مثلا عاليا في الصبر

فاستجاب الله دعاه وأوحى إليه : أن اركض برجلك ينفجر لك نبع الماء فاشرب منه واغتسل به وتعود إليك صحتك وترد غليك قوتك.


قال تعالى

في سورة ص : ( وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ (41) ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ (42) وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ (43) وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فَاضْرِبْ بِهِ وَلا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ )


كم من أناس يقطع الصلاه لانه دعاء ولم يستجب له

هل بلغ من الامر ان العبد يختبر ربه؟؟

إنما هو الشيطان يوسوس في القلوب وتتبعه ضعاف الانفس

التوقيع: ليه الواحد ساعات يكون متضايق وتعبان

ليه ربنا اعطى البشر نعمة النسيان

علشان الكل يقوم من النوم مبسوط وفرحان

انسى الالم والحرمان وتمتع بنعم الرحمن

ان حسيت انك تعبان عليك بتلاوة القران***
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع