العودة   الموقع الرسمي للاعلامي الدكتور عمرو الليثي > الأقسام العامة > قضايا وآراء
إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-26-2009, 08:03 PM   رقم المشاركة : [11]
بسمة ناصر
عضو
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد مختار مشاهدة المشاركة
موضوع رائع وجميل
مشكورة بسمة
شكرا على مرورك ويارب يكون نال اعجابك


بسمة ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-31-2009, 09:03 AM   رقم المشاركة : [12]
بسمة ناصر
عضو
 
افتراضي

لو اى شخص عندة فكرة او اقتراح للقضاء على تلك الظاهرة فليتفضل يضعها ونتناقش سويا


بسمة ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-01-2009, 07:54 PM   رقم المشاركة : [13]
بسمة ناصر
عضو
 
افتراضي

ودة فيديو البيت بيتك ونظرة على اطفال الشوارع
http://ta7telkobry.blogspot.com/2009...g-post_28.html


بسمة ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-03-2009, 03:51 PM   رقم المشاركة : [14]
بسمة ناصر
عضو
 
افتراضي رأى الإسلام في عمالة الأطفال و أطفال الشوارع



اهتم الإسلام بحماية الأطفال من الانتهاك و كما أكدت التشريعات الدولية على ضرورة توفير الحماية الكاملة للأطفال من أي انتهاكات حقوقية و تأمين مستقبل جيد للمجتمعات و هو المحور الأساسي للدين الإسلامي و لأن المجتمعات الإنسانية لا تسير على نسق واحد في التقدم الاقتصادي و الأجتماعى مما أدى إلى تفشى أزمة عمالة الأطفال و أطفال الشوارع حيث حدث انخفاض للمستويات الاقتصادية مما أدى إلى إدخال الأسر الفقيرة أطفالهم في قوة العمل ولقد وضع الإسلام أسس للتعامل مع الطفل التي تمنع استغلال الطفل في العمل و كما حددت التشريعات الدولية الكيفية التي يدخل بها الفرد إلى سوق العمل قبل السن المناسب و يعتمد جوهر الدين الأسلامى في العبادة على الاستطاعة في القيام بالتكليف و كما أن الطفل في هذا السن مكلف ببعض العبادات ونظرا إلى ضعف قدرته على أداء هذه التكاليف و بالتالي يفتقد إنسانيته و يفتقد فرصته في العمل و بالتالي يفتقد فرصة في الحياة و إن الإسلام يحارب الظلم الأجتماعى باعتباره أسوء الأفعال. قال تعالى لا تظلمون و لا تظلمون) و إن عمل طفل الشارع يحرمه من فرصة تعليمه الموازية لأقرانه و سيمنعه من اكتساب الخبرات و حقوقه الأساسية فى حنان الأم و الأب مما يخرجه إنسان غير كامل المشاعر مما يترتب عليه خسارة المجتمع المسلم لهذا الإنسان و فقدانه كأحد عناصر منظومة البناء الأجتماعى و كما أنه لم يلق الرعاية الكافية من أهله فالأب ملزم بالأنفاق على أبنائه و لقد يهدف الدين الأسلامى إلى حماية المجتمع الأسلامى بصورة تؤدى إلى إخراج أفراد قادرين على حمل العبء الأجتماعى العام و هو (التنمية و البناء و الأعمار ) وهى رسالة من أهم رسائل فى الدين الأسلامى . قال الرسول(صلى الله عليه و سلم) (لا تكلفوا الصبيان الكسب فإنكم متى كلفتموهم الكسب سرقوا) فالدفع المبكر بالطفل إلى العمل يضيعه من تلقى التربية الأخلاقية الكافية و من بينها (الأمانة ) وإذا خرج إلى سوق العمل دون هذه الأخلاق سيدفعه إلى الانحراف الذي يؤدى إلى خسارة كبيرة وكما يهدف الإسلام إلى بناء الإنسان و إن التربية لا بد أن تكون تدريجية أي في كل مراحل العمر ومعنى دخول الطفل إلى سوق العمل أنه سيخسر الكثير من القيم التي يجب أن تغرس فيه في هذه المراحل فيتحول إلى إنسان عاجز غير قادر على الاستجابة إلى متطلبات المجتمع فيؤدى إلى سيادة أفكار سلبية: كالإحباط و الأضهاد و السخط على المجتمع وهذه بعض الأدلة التي تحرم التسول ، وسؤال الناس من غير حاجة : فقد هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من سأل الناس أموالهم تكثرا فإنما يسأل جمرا فليستقل أو ليستكثر " . وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " والذي نفسي بيده لأن يأخذ أحدكم حبله فيحتطب على ظهره فيتصدق به على الناس : خير له من أن يأتي رجلا فيسأله أعطاه أو منعه " .

الأزهر:أطفال الشوارع من مستحقى الذكاة
طالب الدكتور محمد سيد طنطاوى شيخ الأزهر المسلمين بتوجيه جزء من زكاتهم لمصلحة جهود حماية أطفال الشوارع ، معتبراً أن الأطفال المشردين الذين لا مأوي لهم من الفئات المستحقة لأموال الزكاة‏.‏
وأكد أن توجيه المساعدة لهم ستنقذهم من مخاطر العيش في الشوارع بعيداً عن الرعاية والتوجيه الديني والاجتماعي.
وحذر شيخ الأزهر بحسب جريدة الأهرام من تركهم كقنابل موقوتة وإهمال التعامل معهم ، الأمر الذى سيؤدى إلي تخريب المجتمع وإفساد أمنه‏.‏
وخلال لقائه السيدة آن فينيمان المدير التنفيذي لليونيسيف ـ أثناء زيارتها أمس للأزهر يرافقها وفد من أعضاء المنظمة المعنية بالطفولة ـ أكد شيخ الأزهر أن المجتمع المصري بصدد التخلي نهائيا عن عادة ختان الإناث‏ .
يذكر أن هذه العادة "ختان الاناث" أثارت جدلاً كبيراً مؤخراً بين علماء الدين والطب ، وطالب المؤتمر العالمى الذى نظمته دار الإفتاء المصرية مؤخراً تحت عنوان "مؤتمر العلماء العالمي نحو خطر ختان الإناث‏" ‏المسلمين بأن يكفوا عن عادة ختان الإناث تماشيا مع تعاليم الإسلام التي تحرم إلحاق الأذى بالإنسان بكل صوره وألوانه.
وطالبوا الهيئات التشريعية بسن قانون يحرم ويجرم من يمارس عادة الختان الضارة فاعلا كان أو متسببا فيه
فـــــتوى
ما حكم إعطاء الزكاة لأطفال الشوارع ؟ وما حكم إنشاء مشروعات صغيرة لأطفال الشوارع من الزكاة ؟
فيجوز توجيه الزكاة لأطفال الشوارع، وذلك سعيا لحل مشكلتهم، والحد من تفشي هذه الظاهرة، كما أنهم يستحقون الزكاة بأكثر من وجه فهم فقراء ومساكين وأبناء السبيل .
يجيب الأستاذ الدكتور حسين شحاتة أستاذ الاقتصاد الإسلامي بجامعة الأزهر :
يجوز إعطاء الزكاة لأطفال الشوارع من خلال إنشاء مشروعات صغيرة تحولهم من عاطلين إلى منتجين بضوابط شرعية من أهمها:
1. الدراسة السليمة للمشروع الصغير من حيث أنه نافع ويتفق مع أغراض الشريعة الإسلامية.
2. تدريب طفل الشوارع على حرفة أو مهنة تلائم المشروع الصغير .
3. أن يتولى الإشراف على المشروعات الصغيرة لأطفال الشوارع جهة رقابية يتوافر في أعضائها القيم الإيمانية والأخلاقية بجانب المهارة الفنية .
4. المتابعة المستمرة للمشروعات الصغيرة لأطفال الشوارع لعلاج أي انحراف أو معوقات أولاً بأول.
5. يفضل أن يحتضن مشروعات أطفال الشوارع المهنية والحرفية الجمعيات المهنية والخيرية ( مؤسسات المجتمع المدني ) البعيدة عن التعقيدات الحكومية.
6. التأكيد على إعادة تربية أطفال الشوارع على القيم العليا والخلق الإسلامي والسلوك المستقيم بمعنى الإصلاح التربوي لطفل الشوارع قبل أن ينشأ له مشروع من أموال الزكاة.
ويقول الأستاذ محمد سعدي الباحث الشرعي لموقع إسلام أون لاين :
ظاهرة أطفال الشوارع بدأت في الظهور بقوة في الشارع العربي، وهناك عدة أسباب دعت لظهورها يأتي على رأس هذه الأسباب : حالة الأسرة الاقتصادية والتي تكون سيئة للغاية، كما أن هناك أسباب أخرى تعد رافدا من روافد وجود ظاهرة أطفال الشوارع منها : معاملة الأسرة السيئة، أو انشغال الأسرة عن الطفل مما يدعو الطفل إلى الهروب إلى الشارع، أو ضياع الطفل من أسرته.
ونحن إذا نظرنا إلى مصارف الزكاة نجد أن أطفال الشوارع يقعوا ضمن الفقراء والمساكين وهما من مصارف الزكاة، وأيضا هم أبناء سبيل من المستحقين للزكاة، قال تعالى:" إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ " [التوبة: 60].
فيجوز دفع الزكاة لهم من أجل إطعامهم أو كسوتهم، وهذا يتصور في حال الفقراء منهم، كما تدفع الزكاة إلى أسر هؤلاء الأطفال من أجل إعانتهم على الحياة وليصونوا أولادهم، كما يجوز دفع الزكاة في إرجاعهم إلى ذويهم ويتصور هذا في حال ضياع الأطفال من ذويهم.
والأمر لا يقتصر على الزكاة الواجبة فقط بل يتسع ليشمل الصدقات والتطوعات، ويتسع أكثر ليشمل المجتمع كله حتى يتمكن المجتمع من إنشاء مؤسسات ذات دعم مادي جيد تستطيع العناية بهؤلاء الأطفال وأن تقوم على حل مشاكلهم حتى يصبحوا عناصر فعَّالة في المجتمع.

ويقول الدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر سابقا :
إن الزكاة لها مصارف حددها القرآن الكريم ، ويدخل أطفال الشوارع في نطاق المصرفين الأول والثاني ، أي الفقراء والمساكين لما يواجهونه من مآس عديدة في حياتهم، لكن أموال الزكاة لا ينبغي أن تعطى لهم في أيديهم ، ولكن تصرف في إقامة بعض المشروعات الإنتاجية الصغيرة التي تكسبهم خبرة وتعينهم على الحياة ، أو تقديم الزكاة على هيئة ملابس لهؤلاء الأطفال .

ويقول د. محمد رأفت عثمان عضو مجمع البحوث الإسلامية :
فمطلوب من الأثرياء إخراج جزء من زكاة أموالهم لأطفال الشوارع للإسراع في القضاء على هذه الظاهرة التي تتطلب تكاتف جميع قوى المجتمع، فالزكاة يمكن أن تقوم بدور كبير في هذا المجال وليس مجرد التخفيف، فالآية الكريمة "إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ " (التوبة : 60 ) ينطبق فيها الفقر والمسكنة على هؤلاء الأطفال ، ومن ثم فالمبرر موجود لتوجيه أموال الزكاة لهم .


بسمة ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-08-2009, 08:35 PM   رقم المشاركة : [15]
بسمة ناصر
عضو
 
افتراضي

نماذج ناجحة
أطفال الشوارع طلاب بالجامعة!!
هل يمكن أن تتخيل أن ذلك الطفل ذي الملابس الرثة الذي يمسح زجاج سيارتك عندما تقف في إشارة مرور، أو يمد يده إليك طالبًا الإحسان، أو يبيع إليك المناديل الورقية، بوجه بائس متسخ، أو ذلك الذي يفترش الشارع ليلا لينام تحت الجسور أو على الأرصفة- يمكن أن يصبح في يوم من الأيام طالبًا بالجامعة، يقف داخل المعامل، ويتابع المحاضرات بجد واجتهاد، بعد أن يكون قد قطع شوطًا طويلاً من مراحل التعليم قبل ذلك..
هل يمكن أن يصل بك الخيال فترى هذا الطفل، وقد تخرج في الجامعة، وحصل على وظيفة مرموقة، وجاء إليك طالبًا يد ابنتك أو أختك الصغيرة؟!
الأمر لم يعد خيالاً، ففي قرية الأمل تحقق هذا الحلم للكثير من هؤلاء الأطفال، زرنا القرية وقضينا يومًا كاملاً مع الأطفال والشباب هناك.
وقبل أن نصل إلى أحد مقرّاتها توقعنا أن نرى (قرية) تشبه قرى الأطفال مثل sos على سبيل المثال، أي عدة مبان تضم غرف الأطفال وأماكن التعلم والترفيه وحديقة واسعة يحيطها سور ضخم يفصل القرية عن ذلك العالم الخارجي المليء بالشرور والأخطار، وتوقعنا أن نقضي يومًا في مكان مختلف عن تلك الأماكن التي نعيش فيها، لكن الأمر كان مختلفًا تمامًا(!!).
فعندما اقتربنا من عنوان المقر الرئيسي وجدنا عمارة سكنية عادية، مفتوحة الأبواب، ولم يكن هناك حارس بالخارج أو شيء مما تخيلناه، بل علقت المصابيح الملونة على واجهة المبنى، وهي تلك التي يضعها الكثيرون إعلانًا عن الاحتفال بزواج أو عقد قران أو خطبة أحد أفراد المكان، وهو ما جعلنا نعتقد أننا ربما أخطأنا المكان، أو ربما كانت اللافتة التي تحمل اسم القرية قد وضعت بالخطأ(!!).
فقط مجتمع طبيعي
كانت المقابلة الأولى مع الأستاذ أحمد إسماعيل عضو مجلس إدارة جمعية قرية الأمل، الذي شرح لنا كيف بدأت فكرة إنشاء الجمعية منذ 13 عامًا، والتي تعتبر أول جمعية مصرية تهتم بأطفال الشوارع بكل ما يندرج تحت هذه الكلمة من أنواع: كالأيتام، والضالين، والمعثور عليهم، والمحرومين من الرعاية الأسرية.
بدأت الفكرة عندما اجتمع أحد عشر معلمًا بمدرسة كان يرأسها وقتئذ أحد المعلمين الإنجليز، يدعى "ريتشارد هيمونلي"، والذي حكى أثناء اجتماعه بأولياء أمور الطلاب بالمدرسة كيف وجد طفلاً بالشارع ورباه في بيته، وبدأت فكرة أولياء الأمور والمعلمين لإنشاء جمعية لإيواء أطفال الشوارع الذين أصبحوا يتزايدون يومًا بعد يوم.
وبدأ الاتصال بالأطفال في الشوارع من خلال إخصائيين اجتماعيين، لكن الأمر كان يلفت نظر المارة، ففكر أعضاء إدارة الجمعية أن يكون هناك مقرا لاستقبال هؤلاء الأطفال بمثابة (نادٍ) يأتون إليه يتناولون وجبة طعام ساخنة، ويستحمون، ويرتدون ملابس نظيفة ويشاهدون التلفزيون، ويمارسون ألعاب البينج بونج، ويلقون الرعاية الصحية وغيرها، ثم يعودون للشارع أو لبيوتهم مرة أخرى في المساء، وقد اكتشفنا أن نسبة كبيرة من هؤلاء الأطفال لديهم أسر يعودون إليها كل فترة أو لا يعودون إليها إلا نادرًا لأسباب كثيرة، منها: القسوة، والفقر، والجهل، وطلاق الأم، وزواج الأب بأخرى، وغالبًا ما تجتمع عدة أسباب من كل هذه الأسباب وراء وجود الأطفال بالشارع يتسولون أو يبيعون الأشياء البسيطة أو يسرقون، وحياة الشارع بالنسبة لهم حرية وانطلاق لا يستطيعون التخلي عنها بسهولة، وبعض الفتيات يحترفن الرذيلة، وقد تأتي الواحدة منهن تطلب المساعدة أثناء الحمل، وهؤلاء نقوم بتوجيههن إلى إحدى الجمعيات التي تساعد هؤلاء خاصة.
دعم أسرهم.. الحلول الحقيقية
وأضاف أ. أحمد قائلا: خلال فترة تردد هؤلاء الأطفال الذين سرعان ما يقول بعضهم لبعض عن إمكانية حصولهم على خدمات المركز، نكون نحن قد عرفنا القصة الحقيقية وراء وجود الواحد منهم بالشارع، فعادة ما يختلقون لنا قصصًا وهمية، وإذا وجدنا أن سبب وجود الطفل بالشارع هو فقر الأسرة، فإننا نحاول أن نساعد هذه الأسر بقروض صغيرة تساعدهم على إقامة مشروعات صغيرة جدًا تعينهم على المعيشة، لكن بشرط أن يبقى الطفل في رعايتهم، ويحاول الإخصائيون الاجتماعيون والنفسيون الإصلاح بين الأسرة والطفل بحيث تعود الأمور إلى الوضع الطبيعي، وفي الكثير من الأحيان يحدث ذلك، وتسدد الأسر القروض بعد ذلك.
وعن مصادر التمويل لهذه القروض والمصروفات الأخرى يجيب الأستاذ أحمد: ميزانية القرية وصلت في العام الماضي إلى 3 ملايين جنيه، وفي هذا العام ستصل إلى 4 ملايين، 73% منها من تبرعات أهل الخير في مصر، بما فيها الطعام والملابس والتبرعات العينية، و20 % من جهات دولية والباقي دخل ذاتي من مشروعات القرية نفسها.
ويكمل أ. أحمد قائلاً: أما إذا تعذر إلحاق الطفل بأسرته لأي سبب، ووجدنا أنه يريد الاستقرار وترك حياة الشارع، نلحقه بمراكز الرعاية والإقامة والمؤقتة بالقرية، وهي مرحلة يجب أن يمر بها الطفل حتى يترك سلوكيات الشارع قبل أن ينتقل إلى مراكز الرعاية الدائمة حسب سنه مع الأطفال الذين ترعاهم الجمعية والذين يصلون إلى 300 طفل وشاب يتغيرون باستمرار، وإذا وجدناه يعود لحياة الشارع مرة أخرى فلا نجبره على البقاء، فقط نستقبله بمراكز الاستقبال بالقرية ليحصل على الخدمات التي يحتاجها ما دام اختار حياة الشارع.
أما أولئك الذين يبقون معنا فالصغار منهم حتى سن عشر سنوات لهم مركز خاص يشبه المسكن الذي يعيش فيه أي طفل، به مشرف دائم بمثابة الأب، ومشرفة بمثابة الأم، وطباخة، وهكذا الأمر بالنسبة لمن في سن التعليم يلحقون بالتعليم، ومن لم يلتحق بالتعليم يلحق بمحو الأمية، ونعلمه أحد الحرف: كالنجارة، أو الحدادة، أو الزراعة بالورش الملحقة بالجمعية، والفتيات منفصلات عن البنين بالطبع، ولا يبدأ تدريب الأطفال على هذه الأعمال قبل سن 14 عامًا، وقد يلحقون بالورش المحيطة بالجمعية حتى لا ينفصلون عن المجتمع.
مشروع النظافة طريق الكفالة
وفي أحد مراكز استقبال الجمعية كان هناك مجموعة من الأطفال بملابسهم الرثة جاءوا منذ الصباح ليقوموا بعمل مختلف عن ذلك الذي يقومون به يوميًا، فقد ارتدوا ملابس عمال النظافة، وأمسك كل منهم بمكنسة استعدادا للعمل، قال لي أحدهم- ويدعى يوسف (11 عامًا): اشتركنا في مشروع تنظيف الحي، ونحن نأتي هنا في الصباح، لتنظيف الشارع وزرع الأشجار، وهم يأتون لنا بالطعام والملابس، وبعد انتهاء العمل نأخذ نقودًا، ونستحم، ونشاهد التليفزيون، ونذهب إلى أي مكان نريده.
ويأخذ الكلمة طفل آخر قائلاً: أنا أقوم ببيع مناديل الورق في إشارة المرور، وأكسب 20 جنيها في اليوم، وأشتري بها طعامًا، وأحيانًا أعطيها لأمي لتشتري بها طعامًا لأخواتي، وأتركهم وأنام في الشارع مع صديق لي؛ لأنه لا يوجد مكان أبيت فيه مع أخواتي، ولا أعرف أين ذهب أبي(!!).
ويقول المشرف على المركز: إن الهدف من مشروع تنظيف الحي هو أن يخدم هؤلاء الأطفال البيئة المحيطة بهم، وأيضا لكي يشعر سكان المكان بالتعاطف معهم ومساعدتهم، وهو ما حدث بالفعل، وجعل الكثيرين يتدخلون لإيجاد حلول لمشكلة هؤلاء الأطفال، إما بكفالتهم أو مساعدتهم للعودة إلى أسرهم.
وهناك مشروع آخر شارك فيه الأطفال أنفسهم لمساعدة أمثالهم من أطفال الشوارع، هو توعيتهم بالأمراض التي يتعرضون لها، خاصة الأمراض الجلدية التي تنتشر بينهم بسبب عدم النظافة، وأيضًا إدمان المواد المخدرة (كشم الكلة)، والاعتداءات الجنسية، وقد نجح الأطفال في توصيل الرسالة لزملائهم، والبعض لجأ إلينا للحصول على الرعاية الصحية من خلال العيادة الدائمة الموجودة بالمركز.
وهناك مشروع ثالث يقوم به الأطفال الذين ترعاهم الجمعية والذين لم يستطيعوا الاستمرار في التعليم، وهو مشروع الصوبة الزراعية، وهو مشروع إنتاجي تدريبي، وبدأنا بزراعة نوع جديد من "الخس"، يقوم أطفال الجمعية أو اليافعين بتسويقه في أكبر مطاعم وفنادق القاهرة، وهو ما ساعدهم على الشعور بالثقة، وفتح مصدر دخل جديد للجمعية، وأصبحنا الآن ننتج الخس والطماطم والفلفل الأخضر.
سر المصابيح الملونة
هنا عرفت سر المصابيح الملونة التي كانت تزين واجهة مركز الرعاية الدائمة عندما سألت أسامة (14 سنة)- أحد المقيمين بالجمعية، وقد جاء إليها وعمره 4 سنوات- عن سر المصابيح فقال لي: منذ يومين كنا نحتفل هنا بزواج أخي (إسلام) من زميلته بالكلية، فقد تخرج في كلية السياحة والفنادق، ويعمل الآن بأحد المطاعم الكبرى، وهو معي في المركز الدائم الذي انتقلت إليه منذ التحاقي بمرحلة التعليم الثانوي؛ حيث يعيش هنا أبناء القرية في المرحلة الثانوية والجامعية، وهناك أخ لي يدرس بالزراعة وآخر بكلية التجارة، هذا غير إخوتي بالثانوية مثلي، نحن هنا عشر (إخوة) في شقتنا هذه، وكل منا عليه واجب يومي يتغير، فيوم أقوم بترتيب المطبخ وتنظيفه بعد تناول الطعام، ويوم آخر أقوم بترتيب الغرفة، وثالث أقوم بشراء طلبات اليوم من خضراوات وغيرها من السوق، ورابع أقوم بترتيب غرفة مكتب الأستاذ أحمد، وخامس أقوم بتنظيف الحمامات، وكل منا يأخذ دوره في هذه الأشياء. أحيانًا نتشاجر معًا، كما يحدث مع الإخوة الحقيقيين الذين يعيشون في بيت واحد، لكن الأستاذ أحمد يقوم بفك الشجار.
وفي الصيف تذهب مجموعة من الأطفال إلى المصيف بالتتابع مع المشرفين، أما باقي الأوقات، فالبعض يأخذ دورات في اللغة الإنجليزية أو الفرنسية أو الكمبيوتر، والبعض يأخذ دروسًا خصوصية إذا كان راسبًا في أحد المواد، وهناك من يتدرب على بعض الحرف في الورش المحيطة بنا، ونتجمع جميعًا وقت الغداء والعشاء، وأحيانًا نذهب إلى السينما أو المسرح مع الأستاذ أحمد، ونخرج وقتما نريد، ونعود وقتما نريد بمفردنا، شرط ألا نتأخر عن الحادية عشرة مساءً.
ويلتقط الحديث يوسف (15 سنة): في عيد الأم الماضي احتفلنا بالأمهات الطيبات اللاتي يَكْفُلْنَنا، وقدمنا لهن شهادات تقدير كتبناها بأنفسنا، واشترينا لهن ورودا جميلة من مصروفنا.
سياسة الباب المفتوح
ويعلق الأستاذ أحمد المشرف: يجب أن يشعروا أنهم يتعاملون مع المجتمع بكل فئاته؛ لأن سياسة الباب المغلق حول الأطفال- كما في قرى الأطفال التقليدية- تنتج غرباء، يصابون بصدمة عندما يبدءون في التعامل، لكننا هنا نتابع الأطفال كما لو كانوا في أسرة عادية، ومن يلتحق بالمدرسة نصبح أولياء أمره، وبعد أن يؤدي أحد الأبناء الخدمة العسكرية ينتقل للعمل في بيت الشباب، ويعتمد كلية على نفسه، وهي فترة تأهيل للانفصال التام عن الجمعية.
ويتابع: لدينا الكثير من الكفلاء للأطفال الذين يتبرعون بوقتهم وأموالهم لمساعدتنا في رعاية الأطفال، لكن القليل منهم يستمر في كفالتهم حتى المرحلة الجامعية. نحتاج إلى الكثير من الجهد، وعمومًا فالمجتمع بحاجة إلى الكثير من الجمعيات مثل جمعيتنا.
وذكر أن المجلس العربي للطفولة والتنمية ضمن الجهات التي تساعد الجمعية، وكذلك منظمة اليونيسيف، ومنظمة اليونسكو، ومنظمة العمل الدولية، ومنظمة دعم الجمعيات الأهلية، ووزارة الشئون الاجتماعية، ووزارة الداخلية؛ لأن الكثير من هؤلاء الأطفال يتم القبض عليهم أثناء تسولهم أو عملهم بالشارع، خاصة المترددين على مراكز الاستقبال.
واختتم الأستاذ أحمد حديثه قائلاً: كل هذه الجهات تقدم لنا الكثير من الدعم الفني والخبراء في المجالات التي نحتاجها، ونحن الآن نقدم هذه الخبرات للجمعيات الصغيرة الناشئة في هذا المجال.


بسمة ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مأوى"أطفال, مأوىأطفال الشوارع, الأطفال, الشوارع", ظاهرة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع