إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-03-2010, 05:29 PM
safy nada safy nada غير متواجد حالياً
مشرف
 

افتراضي إياكم والحسد



حقيقة الحسد

الحسد شعور بغيض يبدأ بالغيظ والغل من شخص ما، وإذا كُظم ولم يتشفي الإنسان

ظل بداخله فصار حقدا.. والحسد من نتائج الحقد.

تعريف الحسد شرعا: هو تمنى زوال النعمة عن صاحبها أيا كانت هذه النعمة؟؟ نعمة

في الدين أو الدنيا.. المال.. الصحة.. الجاه.. الزوجة الصالحة.. الذرية.. الدور.. السيارة..

وغير ذلك من النعم..


حالات الحسد ودواعيه:

أنه إذا أنعم الله على أخيك نعمة فلك ثلاث حالات:

إحداهما: أن تكره تلك النعمة، وتسعي في زوال نعمة المحسود بالبغي عليه بالقول

والفعل فهذا هو الحسد.

الثانية: أن لا تحب زوالها لكنك تشتهي مثلها، وهذه غبطة

الثالثة: أن تسعى لإزالة النعمة عن المحسود فقط من غير نقلها إلي نفسك، وهو

أشرها وأخطرها.

والنوع الأول في حقيقته حقد أسود فيتمتع الحاسد بإيذاء الشخص ويفرح بمصيبته..

ويتفنن في إيذائه ويطلق لسانه بما لا يحل ويهزأ منه ويسخر، إن لم يوقع بينه وبين أحباء العمر!!


"أما دواعيه"

· أساسه حب الدنيا: التي تضيق بالمتزاحمين والمتكالبين عليها.

· بغض المحسود: لتفوقه عليه بفضيلة أو منقبة يُحمد لها، وذلك سبب ارتكاب أول

ذنب وجريمة قتل في الأرض، قال تعالي: }واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق إذ قربا قربانا

فتقُبل من أحدهما ولم يُتقبل من الآخر قال لأقتلنك قال إنما يتقبلُ الله من المتقين{

[المائدة:27]، وهذا ما حدث في قصة هابيل وقابيل، وكذلك في قصة يوسف مع أخوته

*
العداوة والبغضاء: فالحسد ثمرة الحقد
*
الكبر وسوء الخلق من المنعم عليه:
*
الخوف من فوات المقاصد: مثل "أن يحسد أخ أخاه بما فضله الله به من مال أو زوجة

صالحة وأولاد..وقد تحسد زوجة ضرتها لأنها أجمل أو أكثر ثقافة أو تتميز بمحبة رجُلها

محبة شديدة، فتفعل ما بدا لها للتفريق بين قلبين متحابين وتستكثر عليهما السعادة..

وقد تضر بسمعة إنسانة بريئة وتسئ لها.. ولا تدري أن هناك من لا يغفل ولا ينام.. ولا

يرضى الظلم لعباده...وأنه كما تُدين تُدان.
*
أن يظهر من المحسود فضل يعجز عنه.

قال الشاعر:

يا حاسدا لي علي نعمة * أتدري علي من أسأت الأدب.

أسأت علي الله في حكمه *لأنك لم ترض لي ما وهب.

فأخذاك ربى بأن زادني * وسد عليك وجوه الطلب.

*
أن يكون الحاسد شحيح: بالفضائل ويبخل بالنعم.
*
الجهل بعواقب الحسد: وما أعده الله له من العقاب.
*
ضعف الإيمان وعدم المراقبة، وعدم يقظة الضمير، وهذه بنظري من أقوي الأسباب

ودوافعها للحسد.

الحسد المحمود


وللحسد المحمود حد وهو المنافسة في طلب الكمال، والدليل علي إباحته قوله

تعالى: }وفي ذلك فليتنافس المتنافسون{ [المطففين:26]

وفي الصحيحين،قال: رسول الله صلي الله عليه وسلم: "لا حسد إلا في اثنتين:رجل

أتاه الله مالا فهو ينفقه أناء الليل وأناء النهار،ورجل أتاه الله القرءان فهو يقوم به آناء الليل

وأناء النهار" رواه البخاري.. وهو حسد الغبطة:-سمى حسدا من باب الاستعارة.

ما يصيب الحاسد

سخط الله على الحاسد، فيقسو قلب الحاسد، فيكون شرس الطبع يتمني لغيره السوء ويكره له الخير.

والحاسد ساخط علي قضاء الله وقدره، يبغض لعدل الله تعالي، مشارك لإبليس والعياذ

بالله، تغلق عليه أبواب التوفيق في جميع نواحي الحياة، فيكون ممقوتا من الناس، يقع

في الغل والحقد طوال حياته، مُعذب لنفسه ويعيش في هم وغم وضيق صدر.

وبذلك ينتفي عنه كمال الإيمان، لا يكتفي بحسده، بل يرتكب معاصي كثيرة كالسب

والقذف والغيبة والنميمة، والافتراء على الأبرياء وهو جريمة من أقبح الزور فهي

استحلال لعرض مسلم وتعدي وأذى عليه نهي الله عنه قال تعالي: }والذين يؤذون

المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا{ [الأحزاب: 58]

موقف المحسود

جمعه الله تعالي في قوله تعالي:}والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين{ [آل عمران: 134]

المرتبة الأولي: كظم الغيظ

عن معاذ بن أنس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من كظم غيظا، وهو قادر علي أن ينفذه، دعاه الله سبحانه وتعالي علي رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره من الحور العين ما شاء" رواه أبو داود والترمذي.

المرتبة الثانية: زاد علي الكظم (والعافين عن الناس)

فهو خير لصفاء قلبه وحسن سريرته ورجاء ما عند الله.

المرتبة الثالثة:- (والله يحب المحسنين)

فأحسن إليه بصلة أو هدية أو دعاء بأن يتوب الله عليه.. قيل لأعرابي: "ما أطال عمرك؟

فقال: تركت الحسد فبقيت".

والناس أحيانا لا يكرهون الناس لعيوبهم بل لمزاياهم، وأظلم خلق الله من بات حاسدا لمن بات في نعمائه يتقلب.

إن لمت ذا حسد نفست كربته*وإن سكت فقد عذبته بيده

علاج الحسد

*
الرضا بقضاء الله وقدره فليس الغني عن كثرة العرض، وإنما الغني غني النفس.
*
النظر في أمور الدنيا لمن هو أدني منا، وأمور الآخرة لمن هو أعلى منا.
*
تذكر الموت: قال أبو الدرداء: "ما أكثر أحد من ذكر الموت إلا قل فرحه وقل حسده".
*
زيارة المرضى للشعور بنعم الله علينا وخاصة المرضى النفسيين لترى تلك

الأجسام الصحيحة القوية وخالية من العقول، وأنت تتمتع بنعمة العقل والثبات،

وملاجئ اليتامى والعجزة ليرق قلبك وتشف روحك فينتزع منها الغل والحقد والحسد.
*
قول ما شاء الله لا قوة إلا بالله مادمت ترى نعمة علي صاحبها حتى ولو كانت لك

فكثيرا ما يحسد الإنسان نفسه أو ماله أو ولده ولا يدرى.
*
محاسبة النفس كلما آوى إلي فراشه كل ليلة.
*
التحصن بالأذكار الواردة عن رسولنا صلي الله عليه وسلم، والآيات الكريمة الواردة في التحصينات كآية الكرسي والمعوذات.
*
الإحسان إلي الحاسد ما استطعت لتكون عونا له علي التوبة إلي الله والتخلص من إثمه.
*
قراءة القرآن وتدبره، فهو دواء لكل داء.

قال تعالى: }وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين{ [الإسراء: 82].

*
الدعاء: فيتوجه العبد إلي ربه أن ينقي قلبه ويدع لإخوانه وأحبائه.
*
الصدقة: فهي تطهر القلب، قال تعالي: }خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم

بها{ [التوبة: 103].
*
الإخلاص: فمن أخلص دينه ونفسه لله فلن يعرف الحسد طريقا لقلبه.
*
رضا العبد عن ربه: قال ابن القيم رحمه الله في الرضا: أنه يفتح للعبد باباً للسلامة

فيجعل قلبه نقيا.

وما أجمل قول الرسول صلي الله عليه وسلم؟؟ عن عبدالله بن عمرو: "قيل يا رسول

الله، أي الناس أفضل؟ قال: كل مخموم القلب صدوق اللسان. قيل صدوق اللسان

نعرفه، فما مخموم القلب؟ قال: التقي النقي لا أثم فيه ولا بغي، ولا غل ولا حسد!"

رواه ابن ماجه.

ختاماً

قال ابن القيم رحمه الله: "أركان الكفر أربعة: الكبر، والحسد، والغضب، والشهوة..

فالكبر يمنعه الانقياد، والحسد يمنعه قبول النصيحة وبذلها، والغضب يمنعه العدل،

والشهوة تمنعه التفرغ للعبادة.

وزوال الجبال عن أماكنها أيسر من زوال هذه الأربعة عمن بُلي بها، فمن فتحها علي

نفسه فتح عليه أبواب الشر كلها عاجلا أو آجلا، ومن أغلقها علي نفسه أغلق عليه

أبواب الشرور، فإنها تمنع الانقياد والإخلاص والتوبة والإنابة وقبول الحق ونصيحة

المسلمين والتواضع لله ولخلقه.

ومنشأ هذه الأربعة من جهله بربه وجهله بنفسه، فإنه لو عرف ربه بصفات الكمال

ونعوت الجلال، وعرف نفسه بالنقائص والآفات، لم يتكبر ولم يغضب لها، ولم يحسد

أحداً علي ما أعطاه الله. فالحسد في الحقيقة نوع من معاداة الله فإنه يكره نعمة الله

علي عبده وقد أحبها الله.

الغضب مثل السبع إذا أفلته صاحبه بدأ يأكله، والحسد بمنزلة معاداة من هو أقدر منك".

فاللهم اجعل قلوبنا طاهرة نقية وتب علي كل حاسد واجعل في قلوبنا ونفوسنا

السماح والدعاء له بالتوبة الخالصة، واجعلنا من الصابرين واغفر لكل من آذانا.

قال تعالي: }ولمن صبر وغفر إن ذلك من عزم لمن عزم الأمور{ [الشورى: 43]

اللهم اجعل قلوبنا مشرقة بحبك، وألسنتنا تلهج بذكرك، واشغلنا بأنفسنا ولا تشغلنا

بعبادك المستضعفين.

التوقيع: ليه الواحد ساعات يكون متضايق وتعبان

ليه ربنا اعطى البشر نعمة النسيان

علشان الكل يقوم من النوم مبسوط وفرحان

انسى الالم والحرمان وتمتع بنعم الرحمن

ان حسيت انك تعبان عليك بتلاوة القران***
رد مع اقتباس
قديم 07-06-2010, 09:38 AM   رقم المشاركة : [2]
احمد مختار
مشرف عام
الصورة الرمزية احمد مختار
 
إرسال رسالة عبر مراسل Yahoo إلى احمد مختار
افتراضي

جزاكى الله خيرا ياصافى


التوقيع:


احمد مختار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
إياكم, والجسد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع