رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير جريدة الخميس الأسبوعية . حاصل على بكالوريوس المعهد العالى للسينما بتقدير جيد جداً (1990) حاصل علي ماجيستير في علوم الإعلام (2001) من جامعة أدمس سميث بالولايات المتحدة الأمريكية . حاصل على الدكتوراة فى مجال الإعلام التنموى من منظمة اليونسكو عام (2010 ) .
اعرف المزيد الأن .
|
#1
11-06-2011, 12:32 AM
|
|||
|
|||
حكاية بلدنـا ، منذ مائة عام
منذ سنوات كنت قادما من مدرستي فإذا بجمع كبير بجوار المحطة!! مجموعتان من الأفراد الأولى تحمل لافتات مرشح س والثانية لافتات مرشح ص هذا يقول لابد أن أعلقها هنا ، والثاني يقول هذه من حقي أنا!! ولغياب استحضار الهدف ، وكذلك لغياب القيم كادا أن يتشاجرا!! ارتفع الصوت ، وزاد التوتر ، لكن الحمد لله أتى رجل كبير السن فتوسط الجمع ، قال ما هذا؟ لماذا كل هذا؟ أنت تعلقها هنا وهو يعلقها هنا؟؟ قال الأول أتيت قبله ، قال الثاني بل أنا الأفضل ولاقتتي أكبر ، الذي لفت انتباهي أن أصواتهم انخفضت ، وحدتهم هدأت بوجود كبير السن ، قلت في نفسي الحمد لله مصر لسة بخير طالما نحترم الكبير قال الكبير الفاضل: إن لم تتفقا فسوف نحتكم إلى أهل المنطقة!! وافق الإثنان وبسرعة على الإقتراح فقال الكبير اذهبا واجمعا توقيعات من أهل المنطقة ، ومن يجمع أكثر يستحق المكان ذهب الأول ، وكان يعطي على كل توقيع 10 جنية " يابلاش!! ذهب الثاني وكان يعطي 5 جنيه + رقم هاتف المرشح (اللي رماه طبعا بعد الانتخابات!!! علـِم كبير السن بالأمــر .. وكنت ألاحظ تأثــره حين قال: يا عالم الفلوس مش هتعدل الحال.. فنادى على عمال المحلات ليجهزوا له فرش على الأرض لما عادت المجموعتان وجدوا الفرش والرجل يجلس على كرسي صغير فأعطوه التوقيعات وجلســوا قال الكبيــر: حكاية بلدنا منذ مائة عام... مصر الطيبة لم تعرف الخيانة ... كنا نحرص على بعضنـا وكنا نحب بعضنا ... الفقير كنا نطعمه قبل أن يسأل ، اليتيم من كثرة آبائه ينسى يـُتمه ، والفتاة تتم خطبتها قبل أن تبلغ! حكاية بلدنا منذ مائة عام لم نر ورقة في شارع ، ليس لبراعة عمال القمامة لكن لطهارة سكان العمارة ، كانت قلوبنا طاهرة ، لا نحمل حقدا أو حسدا أو ضغينة ، لا نقول لماذا! أو اشمعنى فلان ، حكاية بلدنا من مائة عام كانت حياتنا على البسيطة .. لما زاد تعدادنا زاد خيرنا وحين يقل قوتنا وتنقص أموالنا يعوضنا صبرنا ورضاؤنا عن ربنا علمونا النظافة قبل أن يـُنظفوا شوارعنا علمونا الأخلاق قبل التعليـم لا نغش الناس ، لا نسرق ، لا نكذب لا نلهوا إلا بعد أداء الواجبات حكاية بلدنا منذ مائة عام المريض لا يشعر بمرضه لأن الكل يداويه الشاب يتعلم ويُـعلم ، يستفيد ويـُفيد ، ويعمل أكثر من عمـل ، الفلاح ترتفع روحه المعنوية ليعطي ، ليس بيننا جائع ، التواصل بيننا ليس لمصلحة ، الضيف يُكـرم قبل أن يصل لمضيفه ، حكاية بلدنا منذ مائة عام كان للعمل مكان ، وللعب مكان ، وليس للتوعية زمان أو مكان ، كانت خدماتنا تضحيات ، نشارك بعضنا الأفراح كذا الأحزان ، كل هذا يبث فينا رضاء ، رضاء عن بلدنا وثقة في حكامنا وصبر على حال بلدنا ... هل فيكم من يفعل هذا لنا؟ فإذا بالكل يُقبِّـل رأس الرجـل ويتـرك المنطقــة.. لكن للأسف لم يتمكنوا من تعليق لافتاتهم لأنهم وجدوا الفلــول ترفع صوتها وتقــول: علق مهما تعلق يا كبير ،، هنكسب احنا بالتـزويـر http://www.youtube.com/watch?v=C9LKD...eature=related 
|
 |
| مواقع النشر (المفضلة) |
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
العرض العادي
|
|
روابط هامة
القائمة البريدية
اشترك بالقائمة البريدية ليصلك كل ماهو جديد عن عمرو الليثى الان اشترك معنا ..
رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير جريدة الخميس الأسبوعية . حاصل على بكالوريوس المعهد العالى للسينما بتقدير جيد جداً (1990) حاصل علي ماجيستير في علوم الإعلام (2001) من جامعة أدمس سميث بالولايات المتحدة الأمريكية . حاصل على الدكتوراة فى مجال الإعلام التنموى من منظمة اليونسكو عام (2010 ) .
اعرف المزيد الأن .