العودة   الموقع الرسمي للاعلامي الدكتور عمرو الليثي > الأقسام العامة > القسم الاخباري
إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-22-2010, 03:37 AM
mamado mamado غير متواجد حالياً
عضو
 


افتراضي الأمومة سيمفونية من الجمال والرحمة

الأمومة سيمفونية من الجمال والرحمة






الأمومة ليست رحما يملأ بالصغار ويتم إفراغه فى خلال تسعة أشهر، ليست طفلا يولد ويتربى فقط مثله مثل الكثير من صغار الكائنات الأخرى، ليست مجرد أم وطفل فى النهاية، ولكنها سيمفونية من الجمال والرحمة التى ربما تشتاقها الأخريات، فقلب الأم يشكل سيمفونية بدقاته للجنين تمنحه الإحساس بالاحتواء وتمنحه سر الحياة، ذاك السر الذى يسرى بتناغم وتواتر متوازن دقة بدقة مع قلب أمه الذى إن توقف ولو لثانية واحدة لربما رحل الجنين إلى غياهب العدم، وربما يوجد فينا من لم يدرك أن أول صدمة يمر بها الطفل هى صدمة الولادة حيث يخرج من دفء رحم والدته لبرودة العالم المحيط، فيلفظه ويرفضه، فتنطلق أولى صرخاته التى تعبر عن الشعور بألم الانفصال، فيسرع الأطباء بوضع الجنين على صدر الأم ليهدأ ويدرك أنه ما زال حيا بالاستماع من جديد لنبض أمه، لتلك السيمفونية التى يميزها بروحه المتفردة ، تلك السيمفونية المقترنة أيضا بدفء الرضاعة التى لاتفهمها الكثيرات فيحرمن أطفالهن منها، مما يسبب الشعور بالفراغ العاطفى والكبت والإحساس بالعزلة وعدم الأمان لدى الطفل من مراحل عمره المبكرة فيؤثر على نمو قدرته العقلية فيما بعد.. نعم لا تتعجبن ففقدان الحب بين الأم ووليدها إحدى مسببات الإعاقة النفسية والعقلية لدى الأطفال، وضمة صدر الأم لوليدها يكفيه شر العلاج النفسى فى العديد من مراحل حياته
.



لذا نناشد الأمهات الصغيرات أن يدركن ولو شيئا صغيرا، أن تلك الأمومة تشتاقها الأخريات وتتلهف قلوبهن لها، يتمنين أن يعانقن طفلا ويشتممن فيه رائحة الفرحة البكر ، عطر الطبيعة الذى لا يضاهيه عطر، فالأمومة لها كيمياء خاصة جدا تشبه كيمياء الحب وغريزة الأمومة هى أقوى غريزة على وجه الخليقة، فهل لاحظنا جميعا عند وضع الجنين فى وضع النوم على صدر أمه وأذنه ملاصقة للقلب كيف يهدأ ويبتسم وربما يغفو أسرع من أى وضع آخر، هلا لاحظنا كيف يستجيب الطفل للإحساس بالاحتواء عبر لفه بطريقة تمنحه الإحساس أنه ما زال برحم أمه، لا تستكثرن تلك الضمة على أطفالكن بينما تشتاقها الأخريات.

هل فكرنا جميعا فى المرأة العاقر ومن اضطرتها الظروف لاستئصال الرحم أو تلك التى رحل بها قطار العمر عن محطة الأمومة، هل فكرنا فى الشابات اللائى لا ينجبن بلا سبب طبى معروف، أو فى من يلتهمهن الانتظار فى سبيل زوج أولا ويؤرقهن تأخر الزواج ليس من أجل الزواج نفسه ولكن من أجل احتمالية ضياع فرصة أمومتهن، هل استرقت قلوبنا السمع يوما لصراخ أرحامهن، هل تخيلنا أن ألم المرأة الحامل ومعاناتها وكرهها له أحيانا يشكل حلما يستحيل تحقيقه لأخرى، لحكمة لا يعلمها سوى الله عز وجل.

الأطفال نعمة لا يدركها سوى من حرم منها لذا بقلبى ووجدانى أدعو لمن منحها الله الصبر على فراغ رحمها من عصافير الأمومة، لكل إمرأة مشتاقة للحب، لكل إمرأة تعانى فراغ رحمها من بعض الصغار، لكل من تألقت عيناها ببحر من الدموع إثر مشروع طفل لم يكتمل، لكل حلم مجهض، لكل ألم ينهمر شهريا دون جدوى، للإحباط المتتالى لمن لا ييأسن من رحمة الله ، لكن يا ملائكة الله... كل عام وأنتن بخير، أرسل إليكن سلاما بالحب ودعوة لله أن يحقق حلمكن.

فليست الأمومة بالحمل والوضع ولكن الأمومة بالحب والحنان والموالاة والتربية الصحيحة، بإنتاج ثمرات تصلح لبناء مجتمع جديد، جيل يملك من القوة النفسية والثقة بالنفس ما يؤهله لمواجهة الصعاب كى يحقق هدفه، وهذا الشىء لا يتوفر إلا بمنح أطفالنا المزيد والمزيد والمزيد من الحب والتشجيع والثقة المطلقة فى قدراتهم مع محاولة تنميتها وتشجيعها وأيضا بالمزيد من الحب، لذا أستغل هذا اليوم الذى نمتن فيه جميعا لأمهاتنا، لأذكر "الأمهات المقبلات" بالنعمة التى أغدقها الله عليهن وحرم منها الأخريات، تذكرن أن الله حملكن أمانة كبرى فاحرصوا على مراعاة تلك الأمانة ولكل من تريد أن تكون أما ولا تستطيع فلتفرغى شحنة أمومتك فى مساعدة الأطفال ممن فقدن أمهاتهن فالحياة قائمة على التكافل والمساعدة أو حققى حلمك بفعل أشياء يستفيد منها كل أطفال العالم من حولك، وأدعو الله أن يحقق حلمك.. وكل عام وأمهات العالمين بخير.




ولكل ابن وابنة فى هذا اليوم فقط تذكروا قول الله عز وجل فى سورة الأحقاف-15



( وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِى أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِى أَنْعَمْتَ عَلَى وَعَلَى وَالِدَى وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِى فِى ذُرِّيَّتِى إِنِّى تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّى مِنَ الْمُسْلِمِينَ )
صدق الله العظيم



بقلم :
نجلاء صبرى
رد مع اقتباس
قديم 03-22-2010, 10:42 PM   رقم المشاركة : [2]
tota
عضو
 
افتراضي

كلماتك رائعه
فعلا اعظم شئ فى الوجود الام
ربنا يرحم والدتك ويدخلها فسيح جناته
جزاك الله خير


tota غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-24-2010, 02:44 AM   رقم المشاركة : [3]
mamado
عضو
 
افتراضي

[align=center]اشكرك على المتابعة.........واتمنى لك التوفيق فى حياتك[/align]


mamado غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الأمومة, الحمام, سيمفونية, والرحمة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع