إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-12-2013, 06:48 PM
safy nada safy nada غير متواجد حالياً
مشرف
 

افتراضي لماذا خص النبي عثمان بالفتنة والبلاء ؟


لماذا خص النبي عثمان بالفتنة والبلاء مع أن عمر قُتِل كما قتل عثمان؟

عندما قُتِل عمر كانت الدولة فتية وكان عمر قوياً مهاباً، أما عثمان قُتِلَ وامتُحِنَ بما لم يًمتَحَنْ به عمر، وتسلط عليه مجموعة من القوم أرادوا أن يخلعوا عثمان من الإمامة.. وعمر قتله أبو لؤلؤ المجوسي، فرد واحد قتله، فكان مقتله حادث فردي..أما عثمان قتله مجموعة من الحثالة..

فكانت أول فتنة أن تخرج مجموعة لخلع الخليفة وقتله..وبمقتل عثمان انقسم المسلون ووقع القتال بين الصحابة وكثر الاختلاف وتشعبت الآراء..



أَشْرَفَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- عَلَى أُطُمٍ مِنْ آطَامِ الْمَدِينَةِ فَقَالَ « هَلْ تَرَوْنَ مَا أَرَى ». قَالُوا لاَ. قَالَ « إِنِّى لأَرَى الْفِتَنَ تَقَعُ خِلاَلَ بُيُوتِكُمْ كَوَقْعِ الْمَطَرِ ». الأطم: هو الحصن المرتفع.



مكانة عثمان ومناقبه من الحديث الشريف:

- كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ذَاتَ يَوْمٍ جَالِسًا قَدْ وَضْعَ ثَوْبَهُ بَيْنَ فَخِذَيْهِ ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَاسْتَأْذَنَ فَأَذِنَ لَهُ ، وَالنَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- عَلَى هَيْئَتِهِ ، ثُمَّ عُمَرُ بِمِثْلِ هَذِهِ الْقِصَّةِ ، ثُمَّ عَلِىٌّ ثُمَّ أُنَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ وَالنَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- عَلَى هَيْئَتِهِ ، ثُمَّ جَاءَ عُثْمَانُ فَاسْتَأْذَنَ ، فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ثَوْبَهُ فَتَجَلَّلَهُ - قَالَتْ عَائِشَةُ - فَتَحَدَّثُوا ثُمَّ خَرَجُوا قَالَتْ فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ جَاءَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعَلِىٌّ وَسَائِرُ أَصْحَابِكَ وَأَنْتَ عَلَى هَيْئَتِكَ ، فَلَمَّا جَاءَ عُثْمَانُ تَجَلَّلْتَ بِثَوْبِكَ. قَالَتْ فَقَالَ :« أَلاَ أَسْتَحْيِى مِمَّنْ تَسْتَحْيِى مِنْهُ الْمَلاَئِكَةُ ».



عَنْ سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ - رضى الله عنه - حَدَّثَهُمْ أَنَّ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - صَعِدَ أُحُدًا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ فَرَجَفَ بِهِمْ فَقَالَ « اثْبُتْ أُحُدُ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ نَبِىٌّ وَصِدِّيقٌ وَشَهِيدَانِ » .



َقَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - « مَنْ يَحْفِرْ بِئْرَ رُومَةَ فَلَهُ الْجَنَّةُ » . فَحَفَرَهَا عُثْمَانُ . وَقَالَ « مَنْ جَهَّزَ جَيْشَ الْعُسْرَةِ فَلَهُ الْجَنَّةُ » . فَجَهَّزَهُ عُثْمَانُ .



ما إن تولى عثمان الخلافة.. إلا واشتعلت نار الثورة وانتفضت القوى على الدولة الإسلامية.. لأن الكل كان يخشى عمر.. أما عثمان كان شيخاً كبيراً تجاوز السبعين من عمره.. فتمردت قوى في أذربيجان وغيرها..

ومع ذلك تحولت الكثير من الفتن إلى فتوحات حتى بلغت جيوش المسلمين السودان والحبشة والصين والهند في عهد عثمان..



ومن المعروف أن الفتنة لو بدأت من الداخل أخطر بكثير من كل الفتن الخارجية ولو اجتمعت.

ولقد كان على رأس الفتنة التي أدت إلى مقتل عثمان عبدالله بن سبأ... الذي لم يجد له أعوانا في المدينة لينفذ غايته.. فالمدينة فيها الصحابة.. فاتجه إلى العراق والشام ونزل إلى مصر وأعد له أعوانا...وكان يزعم هو ومن معه أنهم يريدون نصرة الإسلام.. وأن لكل نبي وصيا وإن علياً هو وصي النبي.. وأن عثمان بن عفان وثب على أمر هذه الأمة وأخذ الحق من علي..

كان مقتل عثمان رضي الله عنه أول فتنة تفرق بعدها المسلمون أشياعا وأحزابا.. وكان على رأس هذه الفتنة ابن سبأ.. الذي تظاهر بالإسلام ودرس المدينة وخطط لهذا الأمر، فبدأ يطعن بخلافة عثمان.. وقال قولته الخبيثة: ( إن لكل نبي وصيا وإن علياً هو وصي النبي، ولقد وثب عثمان على أمر هذه الأمة وأخذ الحق من صاحبه)..



ولكن ابن سبأ لم يستطع البدء بمخططه في المدينة، لان فيها اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبدأ بالبصرة ثم الكوفة.. ونبينا الكريم حدد أن هذه الأرض ستكون مصدر الفتن.. وصدق المصطفى الأمين صلوات الله عليه.. ثم اتجه ابن سبأ إلى الشام ثم إلى مصر حتى وجد أنصاراً جمعهم حوله.. وقال لأتباعه: تظاهروا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لتستميلوا قلوب الناس إليكم.. وابدأوا بالطعن في أمرائكم وقولوا أن عثمان أخذ الخلافة بغير حق، فانهضوا وردوا الحق إلى صاحبه..

واستجاب له حثالة من اصحاب القلوب المريضة.. وتواعدوا أن يكون اللقاء في مدينة رسول الله ، فخرجوا في موسم الحج لابسين ملابس الإحرام.. وعلم عثمان بمجيء القوم وعرف مرادهم..و أرسل لهم رجلين من بني مخزوم ليندسوا في صفوف القوم ليتأكدوا من الخطة التي خرج بها هؤلاء..فتأكد عثمان من مرادهم.. وعندما اجتمع الكل في المسجد، ارتقى عثمان المنبر وحمد الله وصلى على النبي.. وأخبر الناس بما جاء به هؤلاء القوم..

فقال الناس: اقتلهم يا أمير المؤمنين.

لكن عثمان رضي الله عنه لم يكن من عُبّاد المناصب والكراسي.. فقال: ( بل نعفو ونقبل ونبين لهم الحق إن شاء الله ).

ثم وقف يبين بكل تواضع المسائل والشبهات التي بسببها يعترض عليه هؤلاء الناس.. وكانت كلها لا أساس لها من الصحة.. وكان كلما رد عليهم أي شبهة.. يشهدهم على صحة قوله.

فقالوا: أنه في مناسك الحج أتم الصلاة في مزدلفة ولم يقصر إقتداء بسنة رسول الله..

فرد عليهم أنه أراد أن يُعلّم المسلمين الجدد من الأعراب الصلاة.. فقد خشي أن يظن حديثي الإسلام من الإعراب أن صلاتي العصر والظهر ركعتان..فأتم الصلاة..ولأنه قدِمَ بلدا فيه أهله فأتم الصلاة.. فقال: أو كذلك؟ قال الناس:اللهم نعم.



ثم قالوا: أكثرت الحِمَى لنفسك، أكثرت المرعى لنفسك..واستثمرت الأموال لك ولأولادك ولنفسك؟!!

فرد عليهم: إني قد وليت الخلافة وأنا أكثر العرب بعيرا وشاة.. وليس لي اليوم من الشاة والبعير إلا بعيرين لحجي.. إذا فهو رضي الله عنه أنفق المال كله.. فقال: أو كذلك؟ قال الناس: اللهم نعم.



فقالوا: كان القرآن كتبا فجعلته كتابا..!! – ذلك أن عثمان جمع القرآن في كتاب واحد هو مصحف الإمام-

فقال: إن القرآن واحد.. جاء من عند واحد وأنا في ذلك تابع لهؤلاء، أكذلك ؟ قالوا: نعم.



فقالوا: إنك استعملت الأحداث ( أي الولاة من صغار السن )!!

فرد عليهم: فلم أستعمل إلا مرضياً، وهؤلاء أهل عملهم فسلوهم عنه، وهؤلاء أهل بلده، ولقد ولي من قبلي أحدث منهم وقيل في ذلك لرسول الله أشد مما قيل لي في استعماله أسامة، أكذاك ؟ قالوا: اللهم نعم..



و الشبهة الخامسة: :إنك أعطيت ابن ابي السرح مما أفاء الله عليه أكثر من إخوانه!!

قال عثمان رضي الله عنه:وقالوا:إني أعطيت ابن أبي سرح ما أفاء الله عليه وإني إنما نفلته خُمس ما أفاء الله عليه من الخمس لما فتح إفريقية، فكان مائة ألف وقد أنفذ مثل ذلك أبو بكر وعمر رضي الله عنهما، ومع ذلك زعم الجند أنهم يكرهون ذلك فرددته عليهم، وليس ذاك لهم، أكذاك؟ قالوا: نعم.



والشبهة السادسة: إنك تحب أهل بيتك وتكثر لهم في العطاء!!

فقال عثمان: إني أحب أهل بيتي وأعطيهم؛فأما حبي لهم فإنه لم يحملني على جور، بل أحمل الحقوق عليهم، وأما إعطاؤهم فإني ما أعطيهم إلا من مالي، ولا أستحل أموال المسلمين لنفسي ولا لأحد من الناس.. أكذاك؟ قالوا: نعم.



فلما أزال عثمان رضي الله عنه شبهاتهم لان له أكثر الناس، حتى ممن خرجوا عليه، وأبى المسلمون إلا قتلهم، ولكنه رضي الله عنه كان رحيما برعيته، صبوراً على أذية المؤذين منهم، فأبى رضي الله عنه إلا العفو عنهم، وتركهم يرتحلون غير مأخوذين ولا محاسبين على فعلتهم الشنيعة. فعادوا إلى ديارهم وتفرقوا كل إلى اتجاههه.




بعد أن تفرقت العصابة المجرمة التي خرجت على عثمان بعد أن اجتمع بهم في المسجد وفند مفترياتهم وأجاب على تساؤلاتهم وشبهاتهم.. تواعدوا على الحضور ثانية إلى المدينة لتنفيذ مؤامراتهم التي زينها لهم عبدالله بن سبأ اليهودي الأصل والذي تظاهر بالاسلام. فعادوا وتجمعوا مرة أخرى أمام بيت عثمان لمحاصرته.. جاءوا من الكوفة والبصرة والشام ومصر، ورغم اختلاف المسافات وصلوا في وقت واحد، فقد كان هناك من يدبّر الأمر في المدينة، وادعوا أنهم في طريق عودتهم قبضوا على رسول عثمان لواليه على مصر.. وانهم وجدوا معه كتاباً من عثمان إلى والي مصر يأمر فيه عثمان والي مصر أن يقتل هؤلاء الذين ثاروا عليه، فأقبلوا بهذا الكتاب المكذوب وأتوا علياً رضي الله عنه وقالوا: ألم ترى إلى عدو الله، لقد كتب فينا كذا وكذا وقد أحل الله دمه..

فقال لهم علي: والله لا اقوم معكم..

فقالوا له: ولم كتبت إلينا؟؟ ( وهنا أطلقوا كذبة أخرى بأن علياً كتب وأرسل إليهم).

فرد عليهم علي: والله ما كتبت لكم..

فانطلقوا إلى عثمان وقالوا: لقد كتبت فينا كذا وكذا..فأنكر عثمان هذا الكتاب المكذوب الذي ينسبونه إليه ولكنهم صمموا على نقض العهد معه وأرادوا أن يخلع نفسه من الخلافة وحاصروه..

ولقد تم تزوير كتاب ثالث مكذوب على لسان السيدة عائشة رضي الله عنها.. زعموا أنها تُهيّج فيه الصحابة على قتل عثمان، واقسمت عائشة انها ما كتبت لهم أي كتاب..

والسؤال أين كان صحابة رسول الله عند حصار عثمان؟

حاول الكثير من الصحابة أن يدفعوا عن عثمان ولكنه رفض وطلب منهم جميعا أن يرجعوا.. كان عثمان يستطيع أن يفدي نفسه بدماء الصحابة الذين كانوا يرجونه أن يدفعوا عنه هؤلاء المجرمين.. ولكنهم لم يفلحوا في إقناعه وطلب عثمان من كل المسلمين أن يكفوا سلاحهم وأن يلزموا بيوتهم..

وذهب علي بن ابي طالب إلى عثمان، ومعه 500 من أبطال الصحابه وأراد أن يمنع عنه القوم المجرمين ولكن عثمان قال: ما أحب أن يهرق دمٌ بسببي.. فعثمان حريص على دماء المسلمين ويرفض أن تهرق من أجله الدماء..

وهل كان عثمان عاجزا عن الفرار إلى مصر أو الشام؟

والجواب لا.. بل طُلِبَ منه أن يفر.. ولم يفعل.. ومعاوية بن أبي سفيان واليه على الشام قال له أنه يريد أن يرسل له جيشا من الشام.. لكن عثمان رفض خشية أن يضيّق هذا الجيش الطريق والرزق على المسلمين..لأن الجيش يحتاج إلى مكان واسع ومؤن وطعام.. ولكن عثمان يرى أن مصلحة المسلمين أهم من حياته.. فقال له معاوية: فاخرج إلى الشام، فأجابه عثمان: والله ما كنت لأقبل جواراً آخر على جوار رسول الله صلى الله عليه وسلم..

لقد فدى عثمان الامة والخلافة بنفسه.. ورفض أن ينصاع لهؤلاء المجرمين وأن يخلع نفسه من الخلافة، حتى لا تكون سابقة وكلما كره ناس إمامهم خرجوا عليه ليعزلوه..

ولقد كان عثمان يوفي عهداً عاهد عليه المصطفى صلى الله عليه وسلم:

عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « ادْعُوا لِى بَعْضَ أَصْحَابِى ». قُلْتُ أَبُو بَكْرٍ قَالَ « لاَ ». قُلْتُ عُمَرُ قَالَ « لاَ ». قُلْتُ ابْنُ عَمِّكَ عَلِىٌّ قَالَ « لاَ ». قَالَتْ قُلْتُ عُثْمَانُ قَالَ « نَعَمْ ». فَلَمَّا جَاءَ قَالَ « تَنَحَّى ». فَجَعَلَ يُسَارُّهُ وَلَوْنُ عُثْمَانَ يَتَغَيَّرُ فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الدَّارِ وَحُصِرَ فِيهَا قُلْنَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَلاَ تُقَاتِلُ قَالَ لاَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَهِدَ إِلَىَّ عَهْدًا وَإِنِّى صَابِرٌ نَفْسِى عَلَيْهِ.

قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم لعثمان: « يَا عُثْمَانُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ مُقَمِّصُكَ قَمِيصاً فَإِنْ أَرَادَكَ الْمُنَافِقُونَ عَلَى أَنْ تَخْلَعَهُ فَلاَ تَخْلَعْهُ لَهُمْ وَلاَ كَرَامَةَ ».

وهكذا كان ما فعله عثمان أمر نبوي…فصبر على البلاء وتحمل الأمر من أوله..

صلى عثمان من الليل ما قَدَّرَ له الله أن يصلي وقرأ القرآن ما قَدَّرَ له الله أن يقرأ ونام، فجاءه الرسول في المنام وقال له: ( أفطر عندنا غدا يا عثمان ) ورأى أبو بكر وعمر في منامه أيضا، فأصبح عثمان صائما، وطلب عثمان مصحفه الذي جمعه وقُتِل وهو يقرأ فيه وسقطت أول قطرة دم على قوله تعالى: { فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }.. حيث انقض عليه المجرمون وضرب الغافقي عثمان بحديدة ثم ضرب المصحف برجله فاستدار المصحف فعاد واستقر بين يديه، وسالت عليه الدماء‏، وضرب رجل آخر يقال له التُجيبّي يد عثمان، وجاءت زوجة عثمان نائلة تدفع عنه فطُعِنَت في يدها فقُطِعت أصابعها.. ووثب عمرو بن الحمق على عثمان فجلس على صدره، وبه رمق، فطعنه تسع طعنات، وقال: أما ثلاث منهن فلله، وست لما كان في صدري عليه.. فكيف يدّعي هذا الأمق أن تكون طعناته لعثمان لله تعالى، ونحن جميعا نعرف من هو عثمان رضي الله عنه..ورفض هؤلاء القتلة أن يدفن عثمان في البقيع.. فدفن خارج البقيع، وبعد أن اتسع البقيع أُدخِلَ رضي الله عنه مع موتى المسلمين.



تمت مبايعة علي بن أبي طالب بالخلافة بعد مقتل عثمان، وكان أول من بايعه طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام.

بقيت المدينة بعد وفاة عثمان خمسة أيام من دون خليفة، وكانت المدينة تحت حكم قتلة عثمان، وكان الغافقي الذي قتل عثمان يتقدم الناس للصلاة بهم في مسجد رسول الله عليه الصلاة والسلام.. فأي نكبة وأي مصيبة هذه؟!!

وأول من ذهب إلى علي يطلب مبايعته بالخلافة هم قتلة عثمان، وقد ورد أنه في يوم الجمل قال علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- -: " اللهم إني أبرأ إليك من دم عثمان ، ولقد طاش عقلي يوم قُتِل عثمان ، وأنكرت نفسي وجاؤوني للبيعة فقلت : إني لأستَحْيي من الله أن أبايع قوماً قتلوا رجلاً قال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ألا أستحيي ممن تستحيي منه الملائكة) وإني لأستحي من الله وعثمان على الأرض لم يدفن بعد ."
فانصرفوا ، فلما دُفِنَ رجع الناس فسألوني البيعة فقلت : اللهم إني مشفقٌ مما أُقدم عليه ثم جاءت عزيمة فبايعتُ فلقد قالوا يا أمير المؤمنين ) فكأنما صُدِعَ قلبي وقلت ) اللهم خُذْ مني لعثمان حتى ترضى ).

فلقد تمت البيعة لعلي بعد دفن عثمان رضي الله عنه.

في البداية رفض علي الخلافة وطلب أن يبايعوا طلحة بن عبيد الله أو الزبير بن العوام، لأن علياً ليس من عبّاد المناصب، ويعرف أنها ستكون مسؤولية كبيرة.. فذهب مع الناس إلى طلحة ليعرضوا عليه تولي الخلافة، ولكن طلحة قال لعلي: إنك أفضل مني، ثم ذهبوا إلى الزبير وقال كما قال طلحة..فذهب علي ومعه طلحة والزبير إلى المسجد واجتمع الناس وبايعوه للخلافة.

لقد كانت بيعة علي في المسجد في العلن وأمام الناس ولم تكن في السر والخفاء كما يدّعي البعض.. وقد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قبل وفاته قد سمى ستة من الصحابة ليختار الناس واحد منهم خليفة للمسلمين وهم: علي بن أبي طالب، عثمان بن عفان، طلحة بن عبيد الله، الزبير بن العوام، عبدالرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص. وكان قد تنازل الأربعة طلحة والزبير وسعد وعبد الرحمن فبقي الأمر بين عثمان وعلي، حتى اجتمع المسلمون أن تكون الخلافة لعثمان فبايعه علي وأعلن الطاعة.. فلقد كان علي هو المرشح الأقوى للخلافة بعد قتل عمر، وبعد مقتل عثمان كان علي هو الأحق بالخلافة..رضي الله عنهم أجمعين.

ولا يجوز لأحد كائناَ من كان أن يسبّ صحابة رسول الله أو ينسب إليهم ما لا يليق بهم وهم الاخيار الأطهار:

عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « لاَ تَسُبُّوا أَصْحَابِى لاَ تَسُبُّوا أَصْحَابِى فَوَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلاَ نَصِيفَهُ ».



وقال عليه أفضل الصلاة والسلام: "الله الله في أصحابي الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضا بعدي فمن أحبهم فبحبي أحبهم ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم ومن آذاهم فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله ومن آذى الله فيوشك أن يأخذه ".



بعد مبايعة علي بأيام قليلة بدأ الخلاف الحاد، وذهب طلحة والزبير إلى علي وطلبا منه ان يقيم الحد على قتلة عثمان.. ولكن علي اعتذر عن القيام بذلك وكان رأيه أن يتم تأجيل تنفيذ الحد عليهم.. وقال: إن قتلة عثمان لهم مدد وأعوان وهم كثرة وأين القوة التي تستطيع أن تنفذ هذا الحكم الآن؟؟!!.. والحق بلا نزاع كان مع علي.. فقتلة عثمان كثرة ولهم قوة والدليل على ذلك حصارهم لبيت عثمان ووصولهم إليه وما رفض عثمان أن يقاتلهم إلا لأنهم كثرة.. ولذلك رأى علي أن يؤجل إقامة الحد..

وثار طلحة والزبير ومعهم عدد من الصحابة، وكذلك معاوية بن أبي سفيان والي عثمان على الشام، فقد كانت نائلة زوجة عثمان بعثت إلى معاوية قميص عثمان الذي قُتِلَ فيه وعليه الدماء وفيه اصابعها التي قطعها المجرمون، فما إن وصلت إلى معاوية بكى بكاءاً شديداً وذهب إلى المسجد الدمشقي وعلق القميص والأصابع على المنبر، فانخلعت قلوب الناس لرؤية هذا المنظر، وطلبوا الثأر من قتلة عثمان وإقامة الحد.. وهنا رفض معاوية مبايعة علي حتى يقيم الحد على قتلة عثمان، أو يسلمه قتلة عثمان ليقيم الحد عليهم.

وبعد اعتذار علي قرر طلحة والزبير الخروج من المدينة واتجهوا إلى مكة، لأن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فيها، فظن طلحة والزبير أن خروجهم مع عائشة سيجعل الناس يلتفون حول عائشة ويطالبون بقتل قتلة عثمان، ولم يخرجوا أبداً لسفك الدماء، بل أرادوا الإصلاح بين الناس.. وقد كانت السيدة عائشة في مكة لأداء مناسك الحج، فلما سمعت بمقتل عثمان قامت تحث الناس على المطالبة بدم عثمان مع طلحة والزبير، وأرادت أن تذهب إلى المدينة فقالا لها: دعكِ من المدينة فلا حمل لنا بالغوغاء التي في المدينة، بل اذهبي معنا إلى البصرة، وكان معهم عبدالله بن عامر والي عثمان على البصرة وكان له أعوان كثيرة في البصرة.. فخرجوا كلهم يريدون الإصلاح بين المسلمين ولم يريدوا القتال كما يزعم البعض.

وأثناء مسيرهم وعندما بلغت عائشة مياه بني عامر ليلاً، سمعت نباح الكلاب، فسألت: أي ماء هذا؟؟ فقالوا لها: ماء الحوأب، فتذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد كان قد قال لنسائه وهن عنده جميعا: " أيتكن صاحبة الجمل الأدْبَبْ تخرج حتى تنبحها كلاب الحوأب ، يقتل عن يمينها وعن شمالها قتلى كثيرة ، وتنجو من بعد ماكادت " فأرادت أن ترجع ولا تكمل السير فقالوا لها: لا تَرْجِعِي عَسَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُصْلِحَ بِكِ بَيْنَ النَّاسِ. وكذلك الزبير أراد الرجوع، فقال له ابنه عبدالله: مالك؟ فقال الزبير: ذكّرني علي بحديث سمعته عن رسول الله وإني لا أريد أن أقاتله، فقال له ابنه عبدالله: وهل جئت للقتال؟! إنما جئت لتصلح بين الناس ويصلح بك هذا الأمر.

وعندما عَلِم عثمان بن حنيف عامل علي على البصرة بخروج السيدة عائشة إلى البصرة، أرسل يسألها عن سبب خروجها. فقالت: (إن الغوغاء من أهل الأمصار، ونُزّاع القبائل -وتقصد هنا قتلة عثمان-، غزوا حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأحدثوا فيه الأحداث، وآووا فيه المحدثين، واستوجبوا فيه لعنة الله ولعنة رسوله مع ما نالوا من قتل إمام المسلمين بلا ترة وبلا عذر، فاستحلوا الدم الحرام فسفكوه، وانتهبوا المال الحرام، وأحلوا البلد الحرام، والشهر الحرام، ومزقوا الأعراض والجلود، وأقاموا في دار قوم كانوا كارهين لمقامهم، ضارين مضرين غير نافعين ولا متقين، ولا يقدرون على امتناع ولا يأمنون، فخرجت في المسلمين أعلمهم ما أتى هؤلاء القوم وما فيه الناس وراءنا، وما ينبغي لهم أن يأتوا في إصلاح هذا، وقرأت: {لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ } )


وروى ابن حبان أن عائشة -رضي الله عنها- كتبت إلى أبي موسى الأشعري والي علي على الكوفة: (فإنه قد كان من قتل عثمان ما قد علمت، وقد خرجت مصلحة بين الناس، فمر من قبلك بالقرار في منازلهم، والرضا بالعافية حتى يأتيهم ما يحبون من صلاح أمر المسلمين).

وعندما سمع علي بخروجهم إلى البصرة، قرر الخروج للبصرة، فوقف عبدالله بن سلام أمام دابته وقال له: ( لا تخرج من مدينة رسول الله فإن خرجت منها لا يعود لها سلطان المسلمين أبداً)، والحسن عليه السلام أخذ بخطام دابة أبيه وقال: ( يا أبي لا تخرج من دار الخلافة حتى تبقى المدينة دار الخلافة)، فقال لهم علي: ( والله إني ما خرجت إلا أريد الإصلاح ).

وخرج علي ومعه 1000 رجل وهذا يدل أن علي لم يرد القتال، وجاء الأحنف بجيش من 6000 رجل لكن علي رفض أن ينضم إليه.

ولما وصل علي البصرة، بعث القعقاع رسولاً إلى طلحة والزبير يدعوهما إلى الألفة والجماعة ويعظم عليهما الفرقة والاختلاف.. فذهب القعقاع فبدأ بعائشة أم المؤمنين رضي الله عنها فقال: أي أماه ما أقدمك هذا البلد؟ فقالت: أي بني الإصلاح بين الناس. فسألها أن تبعث إلى طلحة والزبير ليحضرا عندها فحضرا فقال القعقاع: إني سألت أم المؤمنين ما أقدمها فقالت إنما جئت للإصلاح بين الناس، فقالا: ونحن والله ما جئنا إلا لذلك". فقال القعقاع: فأخبراني ما وجه هذا الإصلاح؟ فقال طلحة: بقتل علي قتلة عثمان، فإن ترك علي هذا الأمر يكون علي قد ترك القرآن (أي الحد).

قال القعقاع: إنما أخّر علي قتل قتلة عثمان حتى يتمكن منهم لأن الكلمة الآن في جميع الأمصار مختلفة..فقالت عائشة: فماذا ترى يا قعقاع؟.. فقال القعقاع: إن هذا الأمر الذي وقع دواءه التسليم، فآثروا العافية وكونوا مفاتيح خير ولا تعرضونا للبلاء..فقالوا: أصبت وأحسنت فارجع إلى علي فإن كان على مثل رأيك صلح الأمر.. فرجع إلى علي فأخبره فأعجبه ذلك واتفق القوم على الصلح..

ولكن قتلة عثمان السبئية باتوا في هم شديد وكرهوا أن يتم الصلح وأجمعوا أن يثيروا الحرب بين الطرفين، فاندسوا ليلاً في الصفوف وقسموا انفسهم إلى فرق ودخلوا إلى معسكرات طلحة وعلي، وهجموا على الناس بسيوفهم في كلا المعسكرين، فظن كلا الطرفين أن الطرف الآخر قد غدر به.. ونشب القتال.. وكان علي يقول في المعركة: ( ليتني مت قبل هذا بعشرين سنة ).. ووقفت عائشة تبكي وهي ترى المسلمين القتلى في كل مكان، وطلحة والزبير يحاولان إصلاحهم

التوقيع: ليه الواحد ساعات يكون متضايق وتعبان

ليه ربنا اعطى البشر نعمة النسيان

علشان الكل يقوم من النوم مبسوط وفرحان

انسى الالم والحرمان وتمتع بنعم الرحمن

ان حسيت انك تعبان عليك بتلاوة القران***
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع