العودة   الموقع الرسمي للاعلامي الدكتور عمرو الليثي > عن عمرو الليثي > مقالات عمرو الليثي
إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-16-2018, 04:00 AM
الصورة الرمزية على الشامى
على الشامى على الشامى غير متواجد حالياً
إداره الموقع
 

افتراضي دكتور عمرو الليثي يكتب حكايتى مع أحمد زكى من الكرنك للمشير «3» : ومات ناصر والسادات وحليم وأحمد زكى

أحمد زكى يُؤمم قناة السويس ويقيل وزير الإعلام



مع مرور الأيام توثقت علاقتى بالراحل أحمد زكى.. كان قادراً على أن يصادق الجميع من هم في سنه.. سواء كانوا أكبر منه أو أصغر منه.. أو حتى من هم أبسط منه، كان الغنى الفقير.. دائما يقولى أنا مابعرفش أحوش.. يعشق الإنفاق على حبايبه وأصدقائه.. ودائماً الخناقة المعتادة عندما نجلس للغداء في أي مكان.. وتنتهى الغدوة بخناقة وصوت أحمد يرتفع: الحساب عندى.. وأذكر ذات مرة حين كنا نتغدى في مطعم سمك وفى نهاية القعدة: جرسون الحساب عندى.. فأقسمت عليه أن الحساب عندى، ووصل الأمر بنا إلى حد الصوت المرتفع وأمام إصراره وافقت ورضخت وبدأ يعطى للجرسون الحساب فيكتشف أن ما في جيبه مايغطيش الحساب.. فأخرج كارت الفيزا فاتضح أنها لا تعمل ومع ذلك صمم أنه يبعت يجيب فلوس من البيت، رغم أنى تعهدت له أنى سأدفع المبلغ وآخذه منه بعد ذلك إلا أنه رفض وقعدنا ساعة منتظرين سواقه يجيب الفلوس.. هكذا كان أحمد زكى نموذجا للكرم الشديد.. المحب للناس.. المحب للخير.. أذكر مرة التقيته في مكتب والدى رحمه الله ممدوح الليثى في قطاع الإنتاج وكان سبب الزيارة أن يحصل على بقية مستحقاته في فيلم ناصر 56، وكعادته أخذ يتعصب ويقولى: فلوس.. عايز فلوس.. تعبى وشقاى.. أنا تعبت في الفيلم ده.. وأبى يحاول أن يهدئ من روعه ويقول له: يا أحمد دقايق وحتاخد فلوسك.. وبالفعل مرت الدقائق وجاء الصراف وقبض أحمد فلوسه.. وودع والدى ونزلت معه.. فوجدت مشهداً عجيباً.. أخذ يفرتك في الفلوس اللى خدها واللى كان من لحظات قليلة بيتخانق علشانها.. يوزع على السعاة في الطرقات وعلى عمال الأسانسير وأتصور أنه إلى أن نزلنا من مكتب والدى في قطاع الإنتاج في الدور العاشر إلى باب التليفزيون كان أحمد قد أنفق كل الفلوس اللى خدها عن عمله في فيلم ناصر 56.. أحمد كان فنانا كامل الأوصاف من الرأس حتى القدمين، لا يشغله المال أو الشهرة بقدر ما يشغله حسن اختياره للأعمال الفنية، بالإضافة إلى أنه لا يهتم بالدعاية لنفسه في الصحف والمجلات، لأن كل شىء من وجهة نظره زائل وفى مثل هذه الصفات يشبه الفنانة الراحلة أيضاً سعاد حسنى ومن يستعرض أعمال أحمد زكى يجدها منتقاة بعناية شديدة فلا يوجد عمل ساقط أو فاشل مثل آخرين من كبار النجوم الذين فشلت لهم أعمال ليست بالقليلة فأعماله كلها تركت بصمة فنية ونجوماً كباراً أيضاً لم يتركوا هذه البصمة، وكما كان يقول والدى العظيم ممدوح الليثى، فتاريخ أحمد زكى على المستوى الفنى يسجل له أعمالا فنية خالدة، ربما لم يسجلها غيره أما على المستوى الإنسانى والشعبى ولمن لا يعرف فإن أحمد زكى في الحياة العامة إنسان طبيعى يأكل معك ويلهو معك لكن عندما يقف أمام الكاميرا فإنه يتقمص الشخصية ويعيشها بإتقان شديد، فعندما كان أسند له والدى دور الرئيس جمال عبدالناصر في فيلم ناصر 56 ذهبت لأزوره يوم تصويره أحد المشاهد في حى المنشية الذي تم بناؤه خصيصاً في مدينة الإنتاج الإعلامى ليعلن فيها أحمد زكى أو الرئيس عبدالناصر قرار تأميم قناة السويس.. ذهبت إليه مساء وسألت على غرفته.. وجدت حالة من الوجوم والصمت.. دخلت إلى غرفته.. فلم يلتفت لى للوهلة الأولى اعتقدت أنه لا يعرفنى.. كان مرتدياً ملابس الرئيس عبدالناصر.. وجالسا يقرأ في ورق أمامه فقلت له (مساء الخير) لم يرد وما هي إلا لحظات ووجدته (يزعق) منادياً.. يا سامى.. ليدخل الفنان المرحوم هشام فؤاد مجيباً (أفندم يا سيادة الريس).. اندهشت جداً.. سامى.. سيادة الريس هو فيه إيه.. وبصوت عال.. أشار أحمد إلى بطرف إصبعه.. مين ده يا سامى.. فرد عليه (سامى): ده يا فندم ابن رئيس قطاع الإنتاج.. فرد أحمد: إيه اللى جابه هنا.. فرد عليه سامى: جاء لسيادتك.. وفوراً رد أحمد زكى أو عبدالناصر: يا سامى طلع لى قرار (جمهورى) قالها كده (جمهورى) كما يقولها عبدالناصر بالضبط.. بإقالة رئيس قطاع الإنتاج، كل ذلك يحدث وأنا أجلس في ذهول.. وللحديث بقية.
التوقيع:


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع