إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-16-2018, 03:57 AM
الصورة الرمزية على الشامى
على الشامى على الشامى غير متواجد حالياً
إداره الموقع
 

افتراضي دكتور عمرو الليثي يكتب فيلم هندى

منذ عده سنوات أنتج والدى الراحل ممدوح الليثى، فيلما تحت اسم «فيلم هندى»، بطولة أحمد آدم، وعمنا صلاح عبدالله، يحكى قصة شابين كانا أكثر من الإخوة أحدهما مسلم والآخر مسيحى، ويحكى الفيلم كيف أن كلا منهما كان يفضّل الآخر على نفسه، وفى النهاية لم يفترقا رغم الصعوبات التى واجهاها، ذكرنى هذا الفيلم بصورة من أجمل الصور التى رأيتها، صورة نادرة تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعى منذ فترة لشابين، الأول مسلم ضرير، والثانى مسيحى قزم. وتم التقاط هذه الصورة فى دمشق السورية عام 1889م، وجمال الصورة يكمن فى التكامل والترابط بها فهى تنطق بأسمى معانى الإنسانية وتشرح الكثير والكثير مما نود أن نقوله ونشرحه لأولادنا وللأجيال القادمة، ويمكن أن تعطينا جميعاً درساً فيما يجب أن يكون عليه الإنسان بشكل عام بغض النظر عن أى اعتبارات أخرى، فلقب إنسان يطلق على الكائن البشرى بشكل عام، ولكن من منا يحمل صفات الإنسانية التى تجعله يشعر ويرحم ويساعد من حوله، وعلى الرغم من قدم هذه الصورة إلا أنها تروى حكاية نبيلة وعظيمة، وتجسد فى تفاصيل الصورة مدى الترابط الاجتماعى، بدون أى حسابات عنصرية أو مذهبية، فهما شابان أحدهما كان قزماً مشلولاً يدعى سمير وهو مسيحى، أما الآخر فكان شاباً ضريراً يدعى محمد، وهو مسلم، ونشأت صداقة وطيدة بين الشابين، لدرجة أنهما اعتمدا على بعضهما البعض ليكملا بعضهما البعض فى الحياة، فأصبحت عين سمير هى عين محمد التى يرى بها طريقه ودنياه، وأصبحت قدم محمد هى قدم سمير التى تساعده فى تنقلاته عبر شوارع المدينة، هكذا وببساطة تلاحم الجسدان ليصبحا جسداً واحداً يعينان بعضهما البعض على مواجهة الحياة التى نعانى نحن من قسوتها وليس هما، فهذان الشابان أدركا أن الحياة من الممكن أن تكون بسيطة وجميلة إذا كملنا بعضنا البعض فجعل كل منهما يكمل النقص الموجود عند الشخص الآخر، فتعاونا ليعينا بعضهما البعض على الحياة، وكانت صداقتهما متينة وقوية، حيث كانا يتيمين ويعملان فى نفس المكان، سمير يعمل فى أحد المقاهى، ومحمد يبيع البليلة أمام المقهى، تعاون الاثنان معاً ليكملا بعضهما البعض فى الحياة، وكانت علاقة الصداقة بينهما قوية لحد كبير، حيث كانا يتيمين، وكانا أيضًا يعيشان فى منزل واحد، ويعملان فى نفس المكان. ويقال إنه حين توفى الرجل القزم، حزن الرجل الأعمى حزنًا شديدًا، وتوفى بعده بأسبوع واحد من شدة حزنه عليه.. وكم من القصص والحكايات الإنسانية الجميلة التى تثبت لنا أن الخير موجود ودائم، وبرغم ما يحاول أن يفعله البعض فإننى لم أتعجب حينما سمعت عن الرجل المسيحى الذى يذهب إلى المسجد خمس مرات فى اليوم، لا ليصلى، بل إنه يرافق صديقه المسلم الضرير الذى فقد بصره منذ خمس سنوات نتيجة إصابة عمل، بداية مع صلاة الفجر إلى صلاة العشاء، ورغم الروتين اليومى، إلا أنه لا يجد حرجًا أو مشقة فى مساعدة صديقه المسلم وإيصاله إلى المسجد وانتظاره حتى ينتهى ليعيده إلى بيته سالما، وكان من أجمل العبارات التى قالها هذا الرجل «إن الصداقة شىء لا يؤثر فيه الدين، إذا كنا سنعانى فدعنا نعانى معا، وإذا كنا سنفرح، فأحب أن أفرح معه»، كما يضيف أنه إذا ضمن أن يرد طبيب واحد فى هذا العالم نظر صديقه إليه، فإنه سيتكفل بذلك حتى ولو تطلب الأمر عينا من عينيه شخصيا، فسيكون سعيدا إن عاش بعين واحدة ما دام يتمتع صديقه بالنظر إلى أولاده الخمسة الصغار مجددا. فاختلاف الأديان ليس هو ما يفرق بين الناس وإنما طبائع البشر، فكل إنسان منذ ولادته تكون فطرته سليمة لم تتلوث بعد أو تتأثر بالمتغيرات من حولها، فكم يوجد بينا أشخاص عظماء بسبب طباعهم النبيلة وإنسانيتهم فى معاملة من حولهم كما يوجد أنماط أخرى من الشخصيات التى لا تستحق أن يطلق حتى عليها لقب إنسان بسبب ما تحمله صدورها من عنف وشر.
التوقيع:


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع