احذر ! إنها مطلقة ،إنها أرملة ، انها عانس

[هشام عبده]

احذر !
إنها مطلقة ،إنها أرملة ، انها عانس

بسم الله والصلاة السلام على سيدنا رسول الله اما بعد :
طوى الزمان صفحته ،وعقد الوقت طرفه ،وباتت تلك الألقاب تؤرق كل فتاه عربية،تفتح آذانها منذ نعومة أظفارها بأن تحاول ألا تكون من هذه الفئة ،ألقاب أصبحت رعب لكل فتاه، وأصبحت فألا يستعاذ منه ،انه لشئ مفزع ،ولكن الأكثر فزعا هو تلك الثقافة المنحدرة التي وصلنا إليها كشعوب عربية ذات دين وقيم .
عيون ونظرات، آراء وأفكار،ألسنة من نيران تنهش من نالت احد هذه الاصطلاحات ،طويت صفحتها ،وصرفت عنها الأنظار إلا من أنظار احدهما ذات عقلية ومبدأ ولا يؤمن بترهات وسخافات شبت عليها عقول شعوبنا وأصبحت واقعا محسوسا ،فليست مشكلة أمامه أن يتزوج بمطلقة أو أرملة أو حتى ذات سن كبير،وأنظار أخرى قذرة لا تغض البصر عن اى شئ ،فهي لقمه لمن يشتهي النظر للخراب، وقد تكون الارمله أو المطلقة أو المتأخرة متقبلة الوضع وتقوم بممارسة حياتها بشكل طبيعي مسلمة بقضاء الله وقدره ،لكن من يرحمها من نظرة المجتمع التي ترجع اختلاق وكثرة الأسباب التي أدت بها إلى هذه النهاية ؟
هذه حقيقة مجتمعنا ويا للأسف إنها آراء من معظم الناس أيضا يدافعون عنها بقوة ونحن نحترم جميع الآراء إلا الرأي الذي سيكون سبب في تعاسة أو تعب نفسي للانسانة من تلك الاصناف، فأراء هؤلاء نضرب بها عرض الحائط وكأنها لم تكن .
فلم هذه الاتهامات والنظرات للمطلة والأرملة و المتقدمة فى السن ؟
- المطلقة:
ربما لو سأل أحداً عن عيوب الأرتباط بمطلقـة أو متأخرة في الزواج لقال بعضهم، مطلقا بالمثل الشعبي المشهور أخشي "أن لو كان فيه خير ما رماه الطير" ، وقال آخر"أخشى أن لا تنسى زوجها السابق" .
أما الحقيقة وإن كنت لا ألوم أحدا على ما يراه إلا أننى أرى أن ذلك من وساوس الشيطان الذي لا يريد لابن آدم الخير دائما ،وأيضا يخشى من نظرة من حوله له وقول ألم ترى سوى مطلقة ألم ترى سوى أرملة ؟
الغريب أننا لم نسأل أنفسنا يوما أن المطلقة والمطلق إنسان ربما كان فيما حصل له من عدم توفيق خير لمن ارتبط به لا نعلم من أين العيب لربما كانت مجبرة على الزواج من هذا الشخص ،وربما رأت معه جميع أنواع العذاب فما كان هناك طوق نجاة لها سوى الطلاق ،ربما كانوا يحبون بعضهم ولكنها بعد الزواج تغيرت معاملته لها واكتشفت انه غير قادر على تحمل المسئولية وحاولت تغييره قدر المستطاع فلم تنجح فطلبت الطلاق !
كل هذه الأسئلة لابد من أن نسأل أنفسنا إياها وتلك الظنون لابد أن تغلب على عقولنا بدلا من ظنون السوء وان المرأة هي دائما التي تتسبب في تدمير حياتها بيديها، اعلم جيدا أن ليس جميع النساء ملائكة ،وكذا الرجال ،واعلم أن هناك رجل ربما يظلم نفسه بزواجه من امرأة ،و لا يعلم ذلك إلا بعد فوات الأوان فيكون الضغط على زر الطلاق هو خير بديل لإيقاف عجلة حياته معها ،وأيضا هناك رجل متسلط شرير يبدو كالحمل في بادئ الأمر ولا يكشف عن أنيابه إلا في عش الزوجية .
ربما لا يعلم البعض أن المطلقة ستحاول قدر المستطاع أن لا تفشل مرة أخـرى وستكون أكثر صبراً وقناعة من غيرها لكي لا تتكرر نفس المأساة وان كانت حتى هي المتسببة في الطلاق، أما كيف تنسى زوجها السابق فذلك يتوقف عـلــى تعامل الزوج الجديد فإن كان حنونا لطيفاً إنسانا بمعنى الكلمة يستطيع أن يعوضها ما فقدته مع الأول فالمؤكـد أنها لن تذكر غيره إطلاقا وستشكر ربها على تلك النعمة وتحاول أن تعض عليها بالنواجذ، وإن كان فظا غليظ القلب فلن تشعر أن شئيا تغير وسيصير الأمر عندها سواء .
- الأرملة:
أما الأرملة فهذا قدر الله لها ،فهل من معترض ؟ ما المانع من زواجها مرة أخرى فربما كانت هدية وخير من ألف بكرا !
- المتقدمة في العمر:
حزنت عندما ذهبت إلى بعض المدن في زيارة ولاحظت زواج الفتيات وهو مازالوا في المدرسة فسألت عن ذلك الأمر فجاوب على احد اقاربى وقال "هنا البنت إذا تخرجت من الثانوية ولم تخطب على الأقل وقف حالها" فشعرت بضيق ومرارة من مدى التخلف الذي صار إليه هؤلاء .
يختلف الأمر بالنسبة للتي تقدم بها السن ولم تتزوج –ارفض كل الكلمات الساذجة التي نسمعها وألحقناها بها ظلما وعدواننا (عانس ،فات قطارها....الخ من السخافات، فنحن مجتمعات ما تقدمنا في شئ كتقدمنا في إطلاق السخافات والألقاب التي تحمل سخرية لبعضنا البعض، نسأل الله الهداية .
ربما صارت إلى ذلك السن لأنها لم تحصل على الشخص المناسب لها ،ربما لم يتقدم إليها من تراه خير من يؤتمن على حياتها وذريتها ويوفر لها الآمان ،أليس من حق كلا منا أن يختار ما يراه مناسبا له ؟ هذه حياة كلا منا وكلا منا حرا في اختياره ،واعلم أن هناك أيضا نوع من الفتيات التي غير قادرين على تحمل المسئولية مهما تقدم بهم العمر ،وهناك أهل لفتاة يضيقون على من يتقدم لابنتهم حتى يولى مدبرا ولم يعقب، كل هذا موجودا في مجتمعاتنا وهذه شوائب وأشياء رخيصة لا بد أن نتخلص منها حتى ننهض من انتكاستنا هذه ولا تؤدى هذه الظروف والأفعال إلى فتح طريق الشيطان في ظل موجة الفساد الاعلامى والفني القائم حاليا في مجتمعاتنا العربية الذي أصبح عاملا أساسيا في تغير المفاهيم وتغير هاويتنا العربية والدينية بوجه عام فنحن عرب شرقيين عندنا مبادئ وقيم إنسانية اكتسبناها من ديننا ،فلا اعلم دين يحث على التعري والأفعال المبتذلة التي نراها في ما يطلق عليه فن وهو في حقيقة الأمر"عفن" ،الفن يسمو بالروح والوجدان الفن لا بد أن يهتم ببث روح القيم والأخلاق ليصلح المجتمعات لا يكون سببا في خراب المجتمعات كما نرى اليوم .
نعود لموضوعنا ونقول وأحب أن اشدد على أن لابد أن تتغير ثقافة "مطلقة ،أرمل ،عانس ... ممنوع الاقتراب " وبالمناسبة هناك حديث يستخدمه دائما بعض أشياخ الفضائيات الدينية وطبعا معلوم أنى اقصد أي فضائيات اقصد الفضائيات التي أصابت المجتمع بالشلل والتخلف والرجعية واستعباد المرأة تحت مسمى الدين ومذهب السلف وهما منهما براء.
هناك حديث يأخذه بعض أشياخ تلك القنوات وأتباعهم قنطرة ليسيروا عليها إلى نزواتهم وشهواتهم الحيوانية وهو عن ‏جابر بن عبد الله  قال (كان رسول الله ‏ ‏ ‏ ‏قال لي حين استأذنته ‏هل تزوجت بكرا أم ثيبا ؟ فقلت تزوجت ثيبا فقال هلا تزوجت بكرا تداعبها وتداعبك قلت يا رسول الله استشهد والدي ولي أخوات صغار فكرهت أن أتزوج مثلهن فلا تؤدبهن ولا تقوم عليهن فتزوجت ثيبا لتقوم عليهن وتؤدبهن ...) وفى رواية أخرى (‏هلا جارية تلاعبها وتلاعبك أو تضاحكها وتضاحكك قلت هلك أبي فترك سبع أو تسع بنات فكرهت أن أجيئهن بمثلهن فتزوجت امرأة تقوم عليهن قال فبارك الله عليك)،وهنا يأخذ هذا الحديث بعض الشهوانيين بظاهرة ويحرص على اختيار الفتاة ذات العشرينيات من العمر أو اقل ،كالداعية المشهور أب.ح "الذي تزوج خمس مرات وطلق زوجته الثالثة التي كانت فتاة في أوائل العشرينيات من مدينة دسوق بمحافظة كفر الشيخ وقد طلبت الطلاق لأنها اشتكت من طول حبسه لها وكانت تريد أن ترفع قضايا ضده إلا أنه أعطاها مبلغاً* ‬كبيراً* ‬من المال حتى* ‬يضمن صمتها ولا تضيع هيبته وتزوج بعدها اثنتين أخريين" ،هناك الكثير منهم مثله، وكثير من العوام من يتخذون هؤلاء قدوة ولا يعلمون أن سيدنا رسول الله أدرى بحال ذلك الصحابي الجليل منا ربما كان يرى عليه شئ دفعه لنصيحة خاصة له بأن يتزوج بكرا صغيرة في السن ،وهنا يأتي سؤال يرد على هؤلاء الجهال هل كان ينصح سيدنا النبي كل صحابي سيتزوج ثيب بأن لا يفعل ويتزوج بكر ؟
نحن لا نلوم احد في اختياره لزوجة بكرا أو ثيب فهذا حقه ولكن نلوم من يبرر أفعاله الهابطة بأن تصبح هواية عنده زواج وطلاق الأبكار بعد الدخول بهم بأسم الدين فهنا نذكره بقول سيدنا رسول الله (لعن الله المتذوقين والمتذوقات فقال الصحابة ما معني المتذوقين والمتذوقات قال  الرجل ينكح المراة شهوة و يطلقها والمراة تفعل مثله) لا بد أن يعرف كلا من الاثنين أن عقد الزواج هذا عقد مقدس قال الله فيه (وأخذنا منكم ميثاقا غليظا) وشرع الطلاق رحمة بنا ،لا يحب الله لن تستغل حرماته ولا أن يصبح المجتمع شهواني ،يحب الله ورسوله إقامة الأسرة والحفاظ على الروابط الاجتماعية فالزواج ليس اجتماع رجل وامرأة فقط في منزل واحد وإنما هو ربط بين أسرتين بالكامل يتولد منهم شئ مشترك وهم الأبناء ليصبحوا شيئا واحدا .
ففي نهاية القول نأمل بأن تتغير وجهة نظر مجتمعاتنا إلى المرأة المطلقة أو الأرملة والمتقدمة في السن إلى نظرة ايجابية خالية من اى نظرة شفقة أو لوم أو ظن سوء، لابد أن يعرف كلا من المرأة والرجل أن لكل منهما حقوق وعليهم وجبات لبعضهم البعض حتى نسمو بمجتمعاتنا وديننا ونكون أمه لها هويتها ذات سيادة تحترم بين الأمم .

والحمد لله رب العالمين

هشام عبده

[احمدزيزو]

[gdwl][align=center]تسليم يا كبير علي الموضوع[/align][/gdwl]

[خالد محى الدين]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

من مساوء مجتمعاتنا يا هشام

افكار تغاضى عنها هؤلاء الذين بلا ضمائر وبلا قلوب وبلا روح وبلا مبادئ فى الغرب

ونحن .. نحن ياهشام اصحاب الاعراف والانسانيات والقيم والاديان نتمسك بها

لله زر امة كرمها الله بالدين فنهجة غيره

تسلم طرح طيب وقيم