رسائل تتهم مليشيات قبطية مسلحة بارتكاب حادث نجع حمادي

[احمد مختار]

رسائل تتهم مليشيات قبطية مسلحة بارتكاب حادث نجع حمادي

كتب عمر القليوبي وأحمد عثمان فارس (المصريون): | 10-01-2010 00:08

قرر النائب العام المستشار عبد المجيد محمود، حبس المتهمين الثلاثة المشتبه بضلوعهم في حادث قتل ستة أقباط وجندي مسلم يوم الأربعاء الماضي لمدة 15 يوما على ذمة التحقيقات، وطالب جهات التحقيق بسرعة الانتهاء من إجراء التحقيقات مع المتهمين لمعرفة الأسباب والدوافع وراء ارتكابهم الحادث، يأتي هذا وسط شكوك حول ضلوع أطراف قبطية بالوقوف وراء الجريمة عقب خروج الأقباط من مطرانية نجع حمادي، مع تواتر الرسائل – مجهولة المصدر- التي تتهم تنظيمات قبطية بالتورط في ارتكاب الجريمة الغامضة من أجل إشعال فتيل التوتر الطائفي بين المسلمين والأقباط.

وكشف اللواء فؤاد علام الوكيل الأسبق لجهاز مباحث أمن الدولة لـ"المصريون" عن تلقيه عبر هاتفه المحمول نحو 100 رسالة تشير إلى وقوف تنظيمات قبطية مسلحة وراء تفجر المواجهات الأخيرة في نجع حمادي في إطار مسعاها لزيادة الاحتقان الطائفي، لكنه اعتبر تلك الرسائل من قبيل "الاتهامات المرسلة وليس هناك دليل يؤكد صحتها"، مطالبًا من يمتلك أدلة على وجود تنظيمات قبطية مسلحة أن يتقدم بها للنيابة العامة.

وألمح اللواء علام إلى إمكانية تورط جهات أجنبية في تفجير هذه الأحداث لمحاولة الإضرار بالأمن القومي لمصر، مشيرا إلى أن مصر مثل الدول الأخرى بالمنطقة مستهدفة من جهات خارجية قال إنها تسعى بكل قوة لتفجير الساحة الداخلية بشكل عام واستغلال بعض النعرات الطائفية لاختراق هذه البلدان كما حدث في العراق ولبنان واليمن والسودان،

وكانت أجهزة الأمن أعلنت استسلام ثلاثة أشخاص يشتبه في ضلوعهم في الحادث، قائلة إن لهم سوابق جنائية، وإنهم تخفوا على إثر الحادث في زراعات القصب بين فرشوط ونجع حمادي قبل أن يقوموا بتسليم أنفسهم صباح الجمعة.

ورغم نفي أحد المتهمين في التورط في الأحداث، إلا أن الخبير الأمني قال إن هذا لا يعد دليلا على براءته، وإن اعتبر أن التنبؤ بمصير مرتكبي الحادث لا يزال مبكرا، وقال إن من حسن الحظ أن هناك شهودا وتحريات وبندقية عثر عليها في مكان الحادث، فضلا عن توفر إمكانيات للنيابة العامة ووسائل لإقامة الدليل الجنائي على هوية مرتكب الحادث.

وكان اللواء مجدي أيوب محافظ قنا أشار في تصريحات عقب الحادث إلى أن أحد الاحتمالات وراءه الأحداث التي شهدتها مدينة فرشوط في نوفمبر الماضي، حيث وقعت أحداث شغب شملت حرق متاجر تخص أقارب الشاب جرجس جرجس، المتهم بهتك عرض الفتاة المسلمة القاصر، واسمها يسرا (12 عامًا) في المدينة.

من جانبه، استبعد الباحث والكاتب الدكتور رفيق حبيب تورط تنظيم قبطي متطرف مدعوم من جهات أجنبية في الحادث، وأكد أن هذا الأمر غير محتمل، إذ أنه ليس من المنطقي أن تقوم جهات قبطية بقتل أقباط من أجل إشعال نار الفتنة الطائفية بين الطرفين، واصفا الحادث بأنه عمل عشوائي يأتي استمرارا لسلسلة الأحداث المتتالية بين أقباط ومسلمين، رابطا بينه وأعمال العنف التي تفجرت في فرشوط الشهر الماضي، على خلفية قيام تاجر قبطي بانتهاك عرض طفلة مسلمة.

وأبدى حبيب في الوقت ذاته استغرابه من الأصوات التي تعالت أخيرا مدينة الجماعات الإسلامية بشكل عام و"الإخوان المسلمين" بشكل خاص بأنهم السبب الرئيس وراء حالة الاحتقان الطائفي بالبلاد، نظرا لربطها بين الدين بالسياسة والاستتار بالدين من اجل إشعال النفوس، ووصفها بأنها أصوات غير عاقلة وغير دقيقة في تحليلها للواقع لأن الحركات الإسلامية الفاعلة في المجال السياسي حركات سلمية، كما أن الحركات الإسلامية المسلحة تراجعت عن السلاح، وأصبحت حركات سلمية أيضا، إلى جانب أن كل تلك الحركات محاصرة ومعزولة وليست لها فرصة للعمل السياسي، وهى مجموعات تمثل تيارات سياسية لكنها غير مسئولة عن المناخ العام وليست هي التي تصنعه.