مبارك: نتعهد بانتخابات نزيهة ورفع الشعارات لا يكفي لكسب ثقة الناخبين

[محمود طربوش]

أكد الرئيس المصري حسني مبارك أن الانتخابات الرئاسية المقبلة ستكون حرة ونزيهة ، مشيرا إلى أن الشعب المصري سيكون هو الحكم وكلمته هي الفيصل من خلال صناديق الاقتراع .

وقال مبارك في كلمته بمناسبة الاحتفال بعيد العمال وسط ترحيب وتصفيق من الحضور في قاعة المؤتمرات الكبرى بمدينة نصر" رفع الشعارات لايكفي لكسب ثقة الناخبين " .

وتوجه لمن يرفعون الشعارات قائلا: "عليكم ان تقنعوا الشعب برؤية واضحة، وان تجيبوا على تساؤلات البسطاء من الناس ما هي الاشياء التي تستطيعون تقديمها لهم ، وكيف يرون التعاون مع مخاطر الارهاب ومواقف البلاد من قضايا سياسيتنا الخارجية في منطقتنا والعالم من حولنا".

وتابع قائلا: "إنني من موقعي كرئيس للجمهورية وكمواطن مصري حريص على هذا الوطن في حاضره ومستقبله ، ادعو ابنائه بان يعوا الاحتياجات الحقيقية للغالبية من أفراد الشعب والفقراء ومتوسطي الحال من أجل حياة".

واضاف الرئيس المصري: "نسعى لوطن مستقر أمن لدولة مدنية حديثة ومجتمع متطور نمضي نحو المستقبل الافضل بخطى مطمئنة ومؤسسات دستورية راسخة ونواصل الاصلاح السياسي بخطوات مدروسة ".

وقال "احتفالنا اليوم بعيد العمال يأتي في توقيت هام ما بين مرحلة تجاوزناها ومرحلة مقبلون عليها ، أنا كواحد من أبناء مصر أجد نفسي اليوم أقوى عزما وأشد تصميما على الا ترتد حركة مجتمعنا الى الوراء لابديل لنا على المضي الى الامام واثقين بانفسنا مؤمنين بمستقبلنا وعزيمة شعبنا لانتردد ولانتزعزع وننطلق نحو غد جديد".

وكان الرئيس مبارك خلال الاحتفال بعيد تحرير سيناء عقب عودته من ألمانيا بعد اجراء جراحة لاستئصال حويصلة مرارية أكد أن "ما تشهده مصر من تفاعل نشط لقوى المجتمع ، دليل على حيوية المصريين وشاهد على ما يتمتعون به من مساحات غير مسبوقة لحرية الرأى والتعبير والصحافة " ، الا أن ذلك يجب ان يتماشى مع الدستور والقانون وتوخى سلامة القصد ومصالح الوطن .

وحذر في كلمته خلال الاحتفالات بعيد تحرير سيناء من أية انتكاسات تعود بمصر إلى الوراء ، داعيا إلى تجنب الشعارات والمزايدات والمهاترات باعتبار أن مقدرات الأمم والشعوب لا تتحقق بخطوات غير محسوبة العواقب.

تعهدات وآمال

وأكد مبارك أنه سيواصل جهوده في تنفيذ الاصلاح الاقتصادي والاجتماعي بالبلاد، ورفع الأجور لمواجهة ارتفاع الأسعار وتوفير المزيد من فرص العمل للشباب.

وأضاف " الدولة المصرية تنفق نصف مليار لتطوير قدرات العمال ، وهذا الاهتمام يرافقه رغبة في رفع مستوى الدخول ومستوى المعاشات".

وتابع "لقد سعينا إلى تطوير قانون التأمين والمعاشات بعد مناقشات طويلة وحوار مجتمعي طويل " ، مشيراً ألى "أن إقرار القانون من مجلس الشعب سيرفع معاشات 2.7 مليون مواطن إلى 300 مائة في المائة" ، مشيرا إلى أنه سيصاحبه صرف معاشات للبطالة".

وقال "مصر حققت إصلاحا اقتصاديا حتى اصبحت واحدة من الدول القليلة التي نجحت في توفير معدلات تنمية عالية خلال الأزمة المالية العالمية".

وأشار مبارك إلى أن مصر ستشهد في الفترة المقبلة تشغيل أكثر من 200 مصنع وسبعة مناطق صناعية ، فضلا عن توفير الآلاف من فرص العمل ، كما سيتم دفع استثمارات بقيمة 8 مليار جنيه في البنية التحيتة".

وشدد الرئيس المصري على أن مصر قادرة على جذب الاستثمارات وزيادة عدد الصادرات ، كما ستحدث في الفترة المقبلة طفرة كبرى في
معدلات الاستثمار غير البترولية.

وقال مبارك "المواطن المصري هو المستفيد من معدلات التنمية ، حيث سنعمل على توفير العدالة في توزيع الدخل القومي من خلال الانتاج وليس من خلال الإعانات الاستثناءات".

وتعهد مبارك بمواصلة تطوير القرى الأكثر فقرا وتعديل قانون المعاشات كي يغطي أكثر من نصف مليون محتاج ، إلى جانب توفير الرعاية الصحية حتى يتم التوافق على مصادر النظام الرعاية الصحية بحيث تنفق عليه الطبقات القادرة ، كما سنواصل تطوير التعليم وخاصة التعليم الصناعي".

ومضى بالقول "مصر تشهد تفاعل غير مسبوق في نواحي الانتاج الاجتماعية وهو ثمار للتعديلات الدستورية التي أجريت في 2005 و2007 وسنواصل دعم مسيرة التعديلات الدستورية والابتعاد بالدين عن السياسة".

وكان فى استقبال الرئيس مبارك لدى وصوله رئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد نظيف ووزيرة القوى العاملة والهجرة عائشة عبد الهادى ورئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر حسين مجاور وكبار رجال الدولة والمسئولين .

وصافح الرئيس مبارك عقب وصوله مقر الاحتفال عددا من القيادات العمالية، ثم التقطت صورة تذكارية جماعية. وعقب دخول الرئيس مبارك قاعة الاحتفال قوبل بعاصفة من التصفيق وهتافات الترحيب.