العودة   الموقع الرسمي للاعلامي الدكتور عمرو الليثي > الأقسام العامة > القسم الاخباري
إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-08-2010, 04:54 PM
هند محمد محمود هند محمد محمود غير متواجد حالياً
Banned
 

افتراضي لماذا المفاوضات وعلي أي أساس تجري؟!


المساء

لماذا المفاوضات وعلي أي أساس تجري؟!

محمد هزاع
[email protected]
يدور الحديث الآن حول احتمالية استئناف المفاوضات غير المباشرة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل ويقال إن ذلك ربما يحدث في غضون أيام معدودة ويضاف أن هذه المفاوضات غير المباشرة قد تتحول إلي مفاوضات مباشرة فيما بعد!!
والسؤال الذي يطرح نفسه بشدة علي أي مهتم أو متابع للموضوع: ما هو الأساس الذي تجري عليه هذه المفاوضات وما هي المرجعية التي ستعتمد عليها وهل هناك ضمانات ما حتي لا تفشل وأخيرا هل لهذه المفاوضات سقف أم أنها قد تستمر إلي ما لا نهاية وهو ما يعني أن يبقي الوضع علي ما هو عليه بالنسبة للأرض والشعب الفلسطينيين وخاصة إذا كان الكيان الصهيوني يقدم كل يوم بل كل ساعة علي ارتكاب جريمة جديدة تستهدف تهويد ما تبقي من أرض وقتل أو سجن أو طرد ما تبقي من شعب.
الحقيقة أن أيا من طرفي هذه المفاوضات المزمعة ولا حتي الوسطاء الذين يدفعون باتجاهها لم يقدموا لنا أية إجابات واضحة ومحددة عن هذه الأسئلة الجوهرية وكأن المهم هو أن تبدأ المفاوضات بأي شكل وليس مهما أن تكون مفاوضات جادة لها مرجعية محددة معترف بها وهدف معين تسعي إليه وبرنامج زمني ملزم للأطراف والوسطاء وضمانات حقيقية لا تجعل منها صورة مفاوضات مفرغة المضمون.
ويلاحظ علي التصريحات الصادرة عن الطرفين أن كلا منهما يغني علي ليلاه وأن أغنيات كل منهما مناقضة تماما للأخري فالفلسطينيون يتحدثون عن مرجعية المفترض أنها معترف بها إقليميا ودوليا مثل الشرعية الدولية المتمثلة في قرارات مجلس الأمن الدولي وكذلك وثائق مؤتمر مدريد القائمة أصلا علي مبدأ الأرض مقابل السلام ثم الاتفاقيات الموقعة كأوسلو وأخواتها انتهاء بمقررات مؤتمر أنابوليس واللجنة الرباعية الدولية وخارطة الطريق بينما يتحدث الإسرائيليون عن مرجعية جديدة تماما هي مرجعية الأمر الواقع الموجود فعليا علي الأرض كالقول إن القدس مثلا عاصمة أبدية وموحدة لإسرائيل وليست محلا للنقاش. كما أن المستوطنات اليهودية الكبيرة في الضفة أراض إسرائيلية لا يمكن التفريط فيها وكذلك لا يمكن إيقاف مخططات الاستيطان باعتبارها حقا للدولة اليهودية وهكذا.
والواقع فعلا يؤكد أن إسرائيل تنفذ ما تشاء دون انتظار لمفاوضات من أي نوع فهي تضم ما تشاء من مقدسات فلسطينية لمقتنياتها وتهدم وتصادر وتبني ما تشاء حتي أصبحت أراضي القدس الشريف والضفة الغربية أشبه بقطعة جبن مليئة بالخروم والثغرات لا تصلح أبدا لقيام وحدة محلية في إحدي جمهوريات الموز لا دولة فلسطينية حقيقية قابلة للحياة.
وفي محاولة لتبرير التناقض الواضح بين موقف العرب وموقف إسرائيل يقال إن العرب إعمالا للنصائح الأمريكية قبلوا مبدأ استئناف المفاوضات بأي شكل لمحاصرة حكومة نتنياهو المتطرفة وارغامها علي الاستمرار في عملية السلام لأن رفض المفاوضات حتي لو كان ذلك لأسباب موضوعية يعطي حكومة مجرمي الحرب الصهاينة الحجة الكافية للتملص من عملية السلام برمتها وكأن إسرائيل التزمت بهذه العملية في أي مرحلة من مراحلها أو كأن هذا الذي يسمي بالحصار الإقليمي والدولي من شأنه إلزام الكيان الصهيوني بأي استحقاقات قديمة أو جديدة.
والغريب أن الأمريكان يصرحون ليل نهار بأنه ليس في وسعهم الضغط علي إسرائيل في أي شيء أي أنهم يقررون مبدأ حرية إسرائيل في اختيار ما تشاء سواء علي الأرض أو في المفاوضات وواضح أن إسرائيل تصادر علي المطلوب قبل بدء هذه المفاوضات بإصرار وعناد مما يفرغ المفاوضات حتما من مضمونها ويحولها إلي وسيلة للضحك علي الذقون حتي يتم تنفيذ بقية مخططاتها علي أرض الواقع.
وبفرض أن هناك خلافا بين الحكومة الصهيونية والإدارة الأمريكية الحالية حول بعض مفردات عملية السلام المزعومة كالاستيطان وخلافه فما جدوي ذلك مهما بلغت درجة الاختلاف أو الخلاف طالما أن أمريكا لن تمارس أي ضغوط علي إسرائيل بل تلتزم بالدفاع عنها في جميع المجالات وكافة المستويات ومختلف المناسبات.
إن المعادلة التي تطرحها أمريكا الآن ببساطة هي فليجتمع العرب -الفلسطينيون- والإسرائيليون علي مائدة واحدة ثم يتفاضون علي أسس واقعية تفرضها الحقائق علي الأرض وهو ما يعني أن تطرح إسرائيل علي العرب بعض الفتات وعليهم أن يقبلوا ما هو متاح أو يرفضوا وحينئذ لا يلومون سوي أنفسهم!!
ولا شك أن هذه المعادلة مختلة ومغلوطة من الأساس لأن الأمر الواقع يعمل لصالح إسرائيل وحدها وليس فيه أو منه ما يعمل لصالح العرب ممثلين في السلطة الفلسطينية بأي درجة أو نوع إن ما يحدث نوع من التطويع فقط التطبيع فهل هذا هو ما يريده العرب وهل هذه هي المفاوضات التي ستعيد للفلسطينيين والعرب حقوقهم؟!
المؤكد أن ذلك لن يحدث وليدفع العرب مجددا ثمن تخاذلهم وربما تواطؤهم وغدا يعلمون!!

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لماذا, أساس, المفاوضات, تجري؟!, وعلي


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع