العودة   الموقع الرسمي للاعلامي الدكتور عمرو الليثي > الأقسام العامة > القسم الاخباري
إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-20-2009, 11:10 PM
اسامه فؤاد اسامه فؤاد غير متواجد حالياً
إداره الموقع
 

Post الدبلوماسية الجزائرية تتعثر أمام مباراة كرة قدم

الدبلوماسية الجزائرية تتعثر أمام مباراة كرة قدم

مفارقة عجيبة حقا فبينما رفع عبد العزيز بوتفليقة الدبلوماسية الجزائرية إلى أوج عزها لما كان هو الذي يتحدث بلسانها كوزير للخارجية ها هي الدبلوماسية الجزائرية اليوم تندحر في مصر وتنزل إلى أسفل مستوياتها بعدما أصبح غيره ممثلا لها وله هو ذاته كرئيس للجمهورية.
كوكبة كاملة من الوزراء الجزائريين كانوا متواجدين في مصر لما كان يحبك هناك للجزائر مكيدة وضيعة كتلك التي حبكتها امرأة عزيز مصر لسيدنا يوسف عليه السلام، و ليتهم ما كانوا هناك، فقد أربك حضورهم هناك حنكة السيد محمد روراوة في إدارة مهمته الرياضية و لجم إرادته في الأخذ بحق البعثة الرياضية الجزائرية والذود عن كرامة المنتخب الوطني التي دنست ومن خلالها كرامة الجزائر كلها.
شيء لا يطاق وزراء الجزائر تحولوا إلى وزراء ينوبون عن الوزراء المصريين في السعي إلى حل المشاكل التي اختلقها بعض أوباش مصر.فبينما كنا ننتظر أن يبادر الوزراء المصريون المعنيون (الإعلام، الرياضة ،الداخلية، ...) للتدخل عبر الإعلام للإدلاء بموقف مصر الرسمي مما يحدث من انتهاكات في حق البعثة الرياضية و تقديم الاعتذار للجزائر. و بينما كنا ننتظر من الدبلوماسيين الجزائريين المتواجدين هناك أن يتدخلوا ليفرضوا على السلطات المصرية أن تعبر بوضوح عن موقفها مما تعرض له المنتخب الوطني الجزائري من اعتداء، أو على الأقل أن يصمتوا و يتركوا الأمر لصاحب الشأن السيد محمد روراوة و هو كفيل به، فالمسألة ترتبط بالرياضية و ليس أبسط من أن يقول السياسي بأن مشاكل الرياضة لها هيئاتها المختصة التي تضطلع بها. و إذا بشيء من ذلك لم يحدث.فقد سكت وزراء مصر، و كيف لا و قد كان هناك من ينوب عنهم في الاضطلاع بمهمة الدفاع عن مصر؟ فقد سارع الوزراء الجزائريون ـ بسذاجة طيبة الجزائري ـ إلى رفع أصواتهم عبر وسائل الإعلام للتقليل من شأن ما حدث،إلى درجة لم يعد معها مسموعا صوت السيد محمد روراوة الملح على ضرورة وضع النقاط على الحروف بخصوص ما حدث سواء على مستوى الموقف الرسمي المصري أو على مستوى الفيفا. فالصخب الذي أحدثه وزراء الجزائر بتدخلاتهم جعل صوت المعني بالأمر ( السيد محمد روراوة) خافتا تماما و معزولا. أما عن سفيرنا هناك فقد بدى و كأنه تحول إلى مراسل صحفي للفضائيات المصرية يصرخ في وجهه كل من هب و دب من منشطي ومنشطات تلك الفضائيات.كيف لا وقد حشر نفسه ليجيب عن أسئلة كان من الأحرى أن توجه إلى وزراء مصريين، فما يحدث في مصر سواء أكان إشاعة أو حقيقة المسئولون المصريون أدرى به وهم المطالبون بإطلاع الناس عليه و ليس سفير الجزائر الذي تدخل فيما لا يعنيه فسمع ما لا يرضيه، واتهم بالتأخر في الإدلاء بتصريح هو في نهاية الأمر يستمد محتواه مما استقاه السفير من الأمن المصري أم السفارة الجزائرية تملك ما لا تملكه وزارة الداخلية المصرية بشأن تكذيب إشاعة؟.
ما هذا الغباء العام أين حكام مصر من هذا كله لماذا لم يسائلهم أحد؟ و كأن مصر غدت بلا حكام أثناء حدوث ما حدث...فبرغم اللغط و الغوغاء العارمة التي زادت من تأجيج اللهيب عبر القنوات الفضائية المصرية لم يظهر حاكم مصري واحد على أية شاشة من تلك الشاشات المصرية المسعورة، و لم يتصل بها أحد منهم و كأن السفير الجزائر هو الذي أصبح مسئولا عن إخبار الناس عما يجري في مصر و في الجزائر أيضا و أما وزراء الداخلية و الرياضة و الصحة و الخارجية في مصر فليسوا معنيين لذلك لم تجرؤ تلك الفضائيات على مساءلتهم، و أغلب الظن أن ذلك كان خوفا منهم واستضعافا لسفير لا يعرف صلاحياته.
لقد بادر وزراء الجزائر إلى اعتبار الحادثة فعلا معزولا لا يعبر عن مصر...يا سلام على السذاجة. وهكذا فتحت شهية مصر لاستكمال قصة امرأة العزيز مع سيدنا يوسف عليه السلام، فلابد من إدانته رغم براءته و إدخاله السجن....فخرجت فضائيات مصر الخاصة منها و العامة على حد سواء لتقول بكل بجاحة بأن المنتخب الوطني الجزائري هو الذي كسر حافلته و اللاعبون الجزائريون لم يعتد عليهم أحد من المصريين بل هم الذي جرحوا أنفسهم بأنفسهم...و بات الأمر يتعلق بحدوثة أتوبيس و تمثيلية أتوبيس لا شأن للمصريين به إلا من حيث هو حدوثة تبعث على التهكم و السخرية من الحمقى الذين بعثت بهم الجزائر إلى مصر. و من يجعل النخب الجزائرية في مستوى هذا الحمق لن يجد أي صعوبة بعد ذلك في نعت بقية الشعب الجزائري بأبشع النعوت...بل و ما أسهل على الأعلام المصري بعد ذلك أن يبعد الأنظار عن مربط الفرس ( الاعتداء على المنتخب الوطني الجزائري و بخاصة موقف مصر منه الذي كان أقبح من الاعتداء ذاته) بتحويله إلى حدوثة الأتوبيس، ومن ثمة اعتبار سخط الجماهير الجزائرية بمثابة ردة فعل زائدة عن اللزوم لهزيمة في مباراة كرة قدم.و الحقيقة هي أن غضب الجماهير الجزائرية لم يكن إطلاقا لهزيمة كان الجميع يريدها للحفاظ على ماء وجه مصر الشقيقة ـ كان الجميع هنا في الجزائر يتمنى أن تفوز مصر بالمباراة و تتأهل الجزائر، فالتأهل هو ما كان يريده الجزائريون و كانوا يأملونه بالطريقة الأخف على الشقيقة مصر أن تخرج مصر من التصفيات بفوز ـ و لكن ما حول مجرى الأمور هو العذر الذي جاء أقبح من الذنب. فماذا ننتظر من جماهير يرشق منتخبها الوطني بالحجارة ثم يأتي الإعلام المصري ليقول بأن القضية تمثيلية وحدوثة...؟ و كان يكفي للموقف الرسمي المصري أن يقول بأن الأمر مجرد حادثة معزولة كي تخمد نار الفتنة، وتهدأ النفوس.
لكن سذاجتنا سمحت للمصريين بحبك مختلف السيناريوهات المشبوهة في مصر و لا غرابة في أن يمتد مسلسلها إلى السودان فهم أصحاب المسلسلات...
ختاما أقول شكرا للرئيس بوتفليقة الذي رجح كفة الخضر في الخرطوم بإرسال العدد الكافي من المناصرين، وخيب آمال من كان يخطط لجعل ملعب المريخ مجرد نسخة من استاد القاهرة الرهيب. ومبروك للجزائر و العرب بتأهل الخضر إلى مونديال جنوب إفريقيا 2010. و هارد لاك للكابتن شحاته و المنتخب المصري والقافلة لن يوقفها نباح الكلاب كما يقال.
فهيهات هيهات أن ينجر الشعبان الشقيقان وراء كل تلك السخافات و ينشغلا بها عن حقيقة ما تعانيه أمتهما العربية من أمهات القضايا و المعضلات، أبدا لن يحصل ذلك والأقصى الشريف في قبضة الغزاة الطغاة.و شعوب الأمة العربية ستبقى لحمة واحدة مهما انساق الرعاع بالمئات وراء من لا يهمهم سوى جمع الثروات أو التشبث بامتيازات يضمنها لهم انفرادهم بجميع السلطات.و ستبقى الشعوب العربية تتألم لآلام بعضها حتى و إن تجافت العلاقات بين الحكومات و تجمدت لعشرات السنوات.
و ليطمئن أشقاؤنا المصريون فالجزائريون الأقحاح الشرفاء و هم أغلبية الشعب الجزائري يحبونهم ويقدرون لهم الجهود التي بذلوها في خدمة قضايا الأمة، و يذودون عنهم في الجزائر و في أي مكان من العالم و لا يقبلون أن يمسوا بسوء، بل و أكثر من ذلك فالجزائريون و هم الشعب الثائر والطلائعي الذي يأبي أن يصطف خلف غيره،يرضون الاصطفاف خلف شعب مصر و يقبلون ريادته و يعتزون بها و لا يتحرجون من ذلك البتة، وقد برهنوا على ذلك في مواقف سجلها التاريخ و لا أحد يمكنه أن يطمسها. فمصر في نظر الجزائريين هي الأخ الأكبر لكل العرب. و لعل آخر ما يدل على صدق أقوالي في كوننا لا نتحرج من تشريف مصر و السير خلفها داعمين لها هو مساندة الجزائر لترشيح السيد فاروق حسني لمنصب مدير اليونيسكو بدل ترشيح الجزائري السيد محمد بجاوي الرئيس الأسبق لمحكمة العدل الدولية. و لا أعتقد أن يعترض علي أحد إن زعمت بأنه شتان بين وزن محمد بجاوي وفاروق حسني في المحافل الدولية.و لا شك أن العرب كانوا سيكونون على رأس مقعد اليونيسكو لو راهنوا على محمد بجاوي بدل أن يفتك منهم المنصب من قبل سيدة تكاد تكون نكرة...
فمتى يفهم الأشقاء المصريون بأن العرب يحبونهم و يفتخرون بهم كشعب طيب و متحضر يتمنون له كل الخير و يفرحون لفرحه و يتألمون لألمه؟ أم أنهم يفهمون بأن حب العرب لهم لا يمر إلا عبر حب حكامهم؟ لابد أن يتيقنوا أن العكس هو الصحيح أي أن العرب يحبون المصريين كشعب و لكن حبهم للشعب المصري لا يمتد إلى حكام مصر إلا إذا كانوا في خدمة شعب مصر و القضايا العربية., أنا أتحدى أي أحد أن يأتي لي بعربي واحد في أي دولة عربية و في أي مكان من العالم لا يحب جمال عبد الناصر و يفتخر به كقائد لجميع العرب.......

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الدبلوماسية


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع