محافظ بني سويف باكياً: أمن الدولة اعتقلني وعذبني وأنا في الإعدادي

[محمد زنادة]

محافظ بني سويف باكياً: أمن الدولة اعتقلني وعذبني وأنا في الإعدادي

القاهرة - في رده على سؤال عن حقيقة انتماء والده لجماعة الإخوان المسلمين، قال الدكتور سمير سيف اليزل، محافظ بني سويف، والدموع تذرف من عينيه، إن هذا ألأمر حقيقة لا ينكرها، وهي أن اباه سجن 6 سنوات في السجن الحربي، مؤكداً أن جهاز أمن الدولة عذبه وهو طالب في الإعدادي عندما كتب خطابًا إلى نجل الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر.

وأوضح المحافظ أن والده كان من ''جماعة الإمام الشهيد حسن البنا، وتم اعتقاله عام 1954، لمدة عامين، وأعادت مباحث أمن الدولة اعتقاله في 1964 وحتى عام 1969''.

وأضاف ''أنا شاهد على فساد أمن الدولة في مصر، وكنت طالباً في الصف الأول الإعدادي عندما دخلت قوة مدججة بالسلاح، وقامت بتمزيق المراتب وتكسير دواليب الشقة التي كنا نسكن بها، وتعرض والدي للتعذيب البدني والمعنوي طوال فترة سجنه في السجن الحربي، وأصيب بجلطة ظل يعالج منها إلى أن فارق الحياة''.

وتابع ''لم تكتف مباحث أمن الدولة بتعذيب والدى، الذى تم توجيه عدة اتهامات له، منها علاقته بالإمام الشهيد، وقيامه بالتبرع بفرش مقر الاخوان المسلمين في الفيوم، وهذا الأثاث كان يخص عمتي''.

وقال سيف اليزل إن أجهزة الأمن استدعته للتحقيق وهو طالب في الصف الأول الإعدادي، بسبب خطاب أرسله إلى خالد عبد الناصر نجل الرئيس الراحل جمال عبد الناصر. وأضاف: ''اشتكيت في الخطاب من ظلم والده لأبي، وتعرضه للحبس بسبب انتمائه للإخوان المسلمين، وظلوا يعذبونني بحجة أن أحدًا طلب مني كتابة الخطاب إلى ابن عبد الناصر، وحاولت مرارا أن أؤكد أنني كتبته بدون علم أحد، ومن أجل الافراج عن والدى، وقلت لهم إن خالد عبد الناصر من نفس عمري، وسيفهم رسالتي.

وأوضح ''بعد أن فشلوا في الحصول على معلومات وضعوني داخل زنزانة لمدة أسبوع، وكنت اتعرض للضرب كل يوم حتى فقدت الوعي، ووضعوني في جوال أمام منزلي، وأخذتني والدتي إلى المستشفى للعلاج''.

وتساءل المحافظ ''لا أعرف كيف جئت محافظاً لبني سويف، رغم أنني كنت متابع أمنياً أثناء سفري إلى ألمانيا وأنا طالب، وعندما عينت في كلية زراعة الفيوم، ثم عميداً لها، كانت الأجهزة الأمنية تطلب مني فصل طلاب الإخوان المسلمين نهائياً، إلا أنني كنت أصر على الفصل أسبوعاً واحداً فقط، وكان ذلك لا يعجبهم، ويطلبوا فصلهم 4 أسابيع حتى تضيع السنة عليهم، إلا أنني تمسكت بموقفي''.

وكشف سيف اليزل عن أنه عندما صدرت حركة تعيين المحافظين، وعلم بتعيينه محافظاً، وقف امام التليفزيون ليشاهد اسمه بنفسه أكثر من مرة، حتى يتأكد من صحة الخبر، وعلق على ذلك قائلا ''يبدو أن الاجهزة الامنية نسيت ماضي والدي وأمر اعتقاله مرتين''.

وبكى محافظ بني سويف عندما تذكر والده بعد انتهاء فترة اعتقاله، وقال إن لديه 10 أخوة، وكانت والدته المسؤولة عن رعايتهم طوال هذه الفترة بدخل شهري يبلغ 16 جنيها فقط، وأضاف ''كنت أذهب إلى السجن الحربى لأضع في الامانات 12 جنيهاً باسم والدى كي ينفق على نفسه فى المعتقل، لان المعتقل فى هذا الوقت لم يكن يقدم له أكل أو شراب إلا من مصروفه الشخصي، ولم استطع رؤية والدي''.

واستطرد ''حتى فوجئت بعد السنوات الستة بطرق على الباب، واتساءل: من على الباب؟ فيأتيني الرد: أنا بابا، فافتح الباب لأشاهد أبي حليق الراس، ويقول لي إنهم تركوه في ميدان رمسيس ولم يعطوه فلوس ليعود إلى الفيوم، فاضطر إلى أن يوقف أحد المارة، وطلب منه أجرة الأوتوبيس إلى الفيوم''.

وختم المحافظ كلامه قائلاً ''ظل والدي طوال فترة حياته يعاني بألآم شديدة حتى وافته المنية في عام 95، وكتب القيادي الإخواني كمال عبد المحسن مذكراته، وافرد في الكتاب باباً كاملاً لوالدي، تحدث فيه عن حياته داخل جماعة الاخوان المسلمين''.

المصدر:

[على الشامى]

حسبي الله ونعم الوكيل