سؤال يواجهنا كلما تكلمنا و رفضنا ما يفعله النظام المصري تجاه أهلنا في غزة ، لماذا مصر بالذات ، لماذا نطالب مصر وحدها دون غيرها بأن تأخذ دورا في حماية و دعم و إنقاذ أهل غزة
دعونا نتفق أولاً أن المسلمين كلهم مسؤولون و ليس مصر فقط ، فالأمر ليس مجرد خلاف حول أرض لا أبداً الأمر أعمق بكثير ، العداء الصهيوني للمسلمين لا يتوقف عند أرض أو وطن بل هو عداء ديني و مسألة وجود و مبدأ و عقيدة
أستغرب عندما أقرأ ردوداً تقول بأن على الفلسطينيين أن يتفقوا و يقاتلوا العدو وحدهم و هذا خطأ كبير في العقيدة فاليهود أعداء المسلمين أينما وجدوا و ليس فقط في فلسطين فقد قال تعالى : (( لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود و الذين أشركوا ))
و شعارهم من الفرات إلى النيل ما يزال قائماً و لن يتراجعوا عنه و سيحققونه إذا بقينا بنظرتنا القطرية الفردية المحدودة و الغبية و كأننا ننتظر دورنا حتى نتحرك
سأقول لكم الآن لماذا مصر تتحمل العبء الأكبر و اللوم الأكثر في القضية
السبب الأول و الأهم هو معبر رفح و هو الفتحة الوحيدة لغزة مع العالم الخارجي بعد أن عزلها الصهاينة و سجنوها و حاصروها من كل مكان
لو كان معبر رفح بين الجزائر و غزة و أغلقته لكنا جميعا حملنا الجزائر مثلاً المسؤولية الرئيسية و طالبناها بفتح المعبر و بما أنني سوري أقول لكم لو كانت سوريا هي التي تغلق المعبر في وجه أهل غزة لكنت أول من يستنكر ذلك و يشجبه
بعض الإخوة يظنون أننا نطالب مصر بالحرب و هذا غير صحيح نحن نطلب من مصر فقط أن تساعد أهل غزة و أن تفتح المعبر و بشروط أمنية مشددة لا مانع لكننا نستغرب تماما ما تفعله مصر بإغلاق المعبر و التفكير ببناء جدار فولاذي أيضاً
ناهيك عن قصفها للخنادق و الأنفاق التي لا تهرب لا أسلحة و لا مخدرات كما يدعي النظام المصري و يكذب
لماذا مصر بالذات ؟
لأن مصر أم الدنيا و قلب العروبة و مصدر قوتها
لأن صلاح الدين الأيوبي فتح القدس بجيش عماده من المصريين
لأن جمال عبد الناصر كان قائداً عربياً و ليس مصرياً فقط
لأن مصر الأكثر سكاناً و الأكثر قوة و الأعمق تاريخاً
مصر الأزهر الذي علم الدنيا الإسلام و نشره في كل أصقاع الأرض
مصر العلماء الربانيون ، محمد متولي الشعراوي ، يوسف القرضاوي ، كشك ، محمد حسان ، محمد حسين يعقوب
مصر العلم و الحضارة ، أحمد زويل ، زغلول النجار و أشهر الأطباء و أروع المهندسين
مصر الأدب و الثقافة و الفن و التاريخ و الحضارات
نعم مصر هي الأساس و عندما تعود مصر لدورها القيادي الذي وهبه الله تعالى لها لرفع الظلم منذ أيام سيدنا موسى عليه السلام و حتى اليوم
هذا قدر مصر و هذا دورها الريادي و من العيب أن يسعى النظام المصري الحالي إلى عزل مصر عن دورها القيادي و إنزالها عن مقعدها القيادي للأمة
أنا أحب مصر أكثر من هذا النظام الذي يشوه صورتها
أنا السوري الذي أحب مصر و أحب السعودية و أحب العراق و الكويت و أحب المغرب و الجزائر و ليبيا و السودان و اليمن
أنا الذي لو حللتم دمي لوجدتم فيه اسم القدس كعنصر أساسي و بعده مصر و سوريا و السعودية و باقي الأمة الإسلامية
لماذا مصر بالذات ؟ لأنني أعشق تراب و هواء مصر و لا أقبل لها بالعار
محمد الدمشقي
..............................
منقول