وإذا ذهبنا نتتبع تاريخ اللغة العربية ونحوها وصرفها وقواعدها وكلماتها وتراكيبها فسوف نكشف أن نحوها وصرفها وقواعدها وكلماتها وتراكيبها وأساليب التركيب والاشتقاق فيها ثابتة لم تتغير على مدى ما نعلم من ألوف السنين وكل ما حدث أن نهرها كان يتسع من حيث المحصول والكلمات والمفردات كلما اتسعت المناسبات ولكنها ظلت حافظة لكيانها وهيكلها وقوانينها ولم تجر عليها عوامل الفناء والانحلال أو التشويه والتحريف وهو مالم يحدث في اللغات الأخرى التي دخلها التحريف والإضافة والحذف والإدماج والاختصار وتغيرت أجروميتها مرة بعد مرة ؛ ففى اللغة الألمانية القديمة نجد لغة فصحى خاصة بالشمال غير اللغة الفصحى الخاصة بالجنوب ونجد أجرومية مختلفة في اللغتين ، ونجد التطور يؤدى إلى التداخل والإدماج والاختصار و التحريف والتغيير في القواعد ، ونفس الشئ في اللاتينية وأنواعها وفى اليونانية وفى الأنجلو سكسونية ؛ ولهذا اختار الله اللغة العربية وعاء للقرآن لأنه وعاء محفوظ غير ذي عوج وامتدح قرآنه بأنه (قرآن عربي غير ذي عوج)....
وحدث ولا حرج عن غنى اللغة العربية بمترادفاتها حيث تجد للأسد العديد من الأسماء منها الليث والغضنفر السبع و الرئبال و الهزبر و الضرغام و الضيغم والورد والقسورة ، وتجد كل اسم يعكس صفة مختلفة في الأسد وتجد لكل اسم ظلال رنينا وإيقاعا....
ومن الطبيعي أن يأخذ الفقير من الغنى وليس العكس ، ومن الطبيعي أن تأخذ اللاتينية والسكسونية والأوروبية واليونانية من العربية ، وأن تكون العربية هي الأصل الأول لجميع اللغات ، وأن تكون هي التي أوحيت بقواعدها وتفعيلاتها وكلماتها إلى آدم ....
ولكن المؤلفة لا تكتفي بالسند الديني وإنما تقوم بتشريح الكلمات اللاتينية والأوروبية واليونانية والهيروغليفية وتكشف عن تراكيبها وتردها إلى أصولها العربية شارحة ما جرى على تلك الكلمات من حذف وإدماج واختصار تفعل هذا في صبر ودأب وأناة ومثابرة عجيبة....
نحن أمام دراسة أكاديمية وفتح جديد في علم اللغويات يستحق جائزة الدولة التقديرية وتستحق صاحبته الدكتوراه الشرفية من الجامعة والتحية من الأزهر والاهتمام من القارئ الأجنبي والعربي والالتفات من النقاد ، والمناقشة الجادة من الأكاديميين .. حتى لا يقال عن بلادنا أنها لا تقوم ولا تقعد إلا لمبارايات الكرة.
|