الموقع الرسمي للاعلامي الدكتور عمرو الليثي

الموقع الرسمي للاعلامي الدكتور عمرو الليثي (http://amrellissy.com/vb/index.php)
-   جريدة الخميس (http://amrellissy.com/vb/forumdisplay.php?f=16)
-   -   سيادة الرئيس.. إذا راجعت نفسك فلن تحزن.. (http://amrellissy.com/vb/showthread.php?t=22190)

على الشامى 03-16-2011 08:43 PM

سيادة الرئيس.. إذا راجعت نفسك فلن تحزن..
 
بقلم صلاح حسب الله

في شرم الشيخ أو تبوك أو أينما وجد الرئيس مبارك أثق أنه واقع تحت سطوة حالة من الحزن العميق تعتصر ضلوعه و تمزق قلبه وتكاد تنتزع روحه وربما تذهب عقله... حزن من وجهة نظره علي ما تعرض له من شعبه متمثلاً في نكران الجميل والجحود.. وأتخيل أن الرئيس يقضي معظم وقته وحيداً في ركن بعيد بقصره ويضع أمام عينيه شريطاً مصوراً لما أنجزه طوال الثلاثين عاماً التي حكمنا فيها... الرئيس مصدوم من ردة فعل شعبه عليه... شعب لا يقدر النعم التي عاش فيها طوال حكمه... سيادة الرئيس في ذروة مراجعتك لهذا الشريط يجب أن تعي أن شعبك لم ينس لك ما فعلته من أجله ولكنه أيضاً لن يستطيع أن ينسي ما تجرعه في عهدك من ذل وهوان وظلم وجوع سواء بعلمك أو بغير علمك فالأولي مصيبة والثانية كارثة.. الرئيس يتذكر كيف كانت الضربة الجوية التي ساهمت بشكل محوري في تحقيق نصر أكتوبر ويتناسي مئات الضربات التي تعرض لها شعب مصر علي أيدي حكومات هو من عينها ... يتذكر أكتوبر واحداً وينسي ثلاثين أكتوبر مروا علي المصريين دون خبر سعيد وجديد غير مزيد من الغلاء والمعاناة..الرئيس يتذكر كيف غير خريطة البنية التحتية لمصر ويتناسي كيف بيعت مصر وشعبها وأرضها لمجموعة من النصابين والأفاقين تحت مسمي رجال الأعمال فمنهم من بدأ مشواره طبالاً أو رقاصاً وتحول في عهده إلي وزير أو صانع قرار... الرئيس يتذكر هذا العدد من الكباري والأنفاق التي شيدت في عهده وينسي أن من عبر عليها فقط هم شلة ابنه وأصدقاؤه وحملة المباخر الذي صوروه وأسرته أنهم آلهة لن يقابلهم الشعب بغير العبادة... الرئيس يتذكر زيادة عدد الأحزاب في عهده وكيف كان ذلك مؤثراً في تفعيل الحركة السياسية... وينسي عشرات الانتخابات المزورة في عهده ولم يجد المزور ضدهم سبيلاً للشكوي إلا المولي سبحانه وتعالي بعد إهدار وتجاهل أحكام القضاء... الرئيس يتذكر كيف كان أباً لكل المصريين وما كان يجب أن يلقي هذا المصير من أبنائه... ويتناسي أنه جعل نفسه رئيساً لحزب وليس رئيساً لمصر ، وتعامل مع باقي المصريين كأنهم لقطاء لا أب لهم وإلا ما كان نفاهم بقوله في افتتاح الدورة البرلمانية الأخيرة (خلوهم يتسلوا)... الرئيس يتذكر كيف ارتفع دخل المصريين بشكل ملحوظ خلال عهده... ولكنه لم يتذكر كيف ارتفعت الأسعار بشكل جنوني جعل شعب مصر يضرب رأسه في الحيط من شدة الجنون ويؤثر الانتحار علي الحياة ويبيع أعضاءه ليطعم أبناءه...الرئيس كان مهتماً بمتابعة أخبار شعبه من الجرائد القومية ومستشاري السوء الذين صوروا له أن الدنيا ربيع والجو بديع .. ولم يجهد نفسه ليدخل قرية أو حي أو زقاق أو حارة من حواري مصر ليستمع إلي أنين المرضي الذين لا يجدون علاجاً، وصراخ الأطفال الذين لا يجدون كسرة خبز، ونواح الأمهات الذين مات أبناؤهم انتحاراً لمعاناتهم من البطالة بعد سنوات قضوها في التعليم...الرئيس بكي علي جحود شعبه ولم يبك علي الآلاف الذين ماتوا في عبارة ممدوح اسماعيل وقطارات السكة الحديد ومبيداته المسرطنة.... سيادة الرئيس راجع هذا الشريط جيداً وستجد أن رد فعل شعب مصر طبيعي جداً... فهذا الشعب طالما استغاث بك ولم تغثه.. طالما صرخ وسددت أذنيك عن سماع صرخاته ... مات ولم تذهب لقضاء حتي واجب العزاء فيه ففاق وعاد ليثور ضدك وضد حاشيتك ونظامك... سيادة الرئيس هذا ما زرعته.. وهذا ما كان يجب أن تحصده.. فمن يزرع ورداً يحصد ورداً.. ومن يزرع شوكاً يحصد شوكاً..


المصدر جريدة الخميس
http://www.elkhamis.com/Artical-55606932.html

شمس مصر 03-17-2011 01:35 AM

والله إن لك من الكلام لسحرا ... تصفيقي الحار ..ودموعي الحارقة التي سالت بين هذة الكلمات ..

أعتقد أن هذا المقال العظيم من أجمل ما كُتب خلال هذة الأزمة ...

ففعلا صدقت أستاذي في كل ما خطت أناملك ... فعلا قد يكون الآن حزين ..وقد يقتله هذا الحزن ..
وقد يكون مقهورا ... ولكنه قهر أو ترك من يقهرنا أعواما ...

كان دائما يتحدث عن محدود الدخل ..ولكن للأسف لم يجد محدود الدخل هذا جنيها واحدا في جيبه
فما كان يأتيه باليمين يؤخذ منه باليسار .......

شكرا كثيرا ..أشكرا بحجم السماء أيها الكاتب الرائع / صلاح حسب الله

وأشكرك أستاذي / علي أضعاف مضاعفة على نقل هذا المقال الرائع

يحيى مصطفى 03-17-2011 04:07 PM

تحيه لكاتب المقال وتحيه لناقل المقال

شكرا جزيلا


الساعة الآن 12:11 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المشاركات والمواضيع بالمنتدى تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن وجهه نظر الموقع
الموقع برعاية الشركة المصرية لتطبيقات الانترنت