الموقع الرسمي للاعلامي الدكتور عمرو الليثي - إلى معارضى شيخ الأزهر رفقا بالإمام الراحل

رحم الله شيخ الأزهر- محمد سيد طنطاوى- وأسكنه الله فسيح جناته، تغمده الله برحمته، على الرغم من أنى اختلفت معه فى بعض الأشياء.

ولكن ما ألاحظه من كثير من معارضيه فى فتاويه أنهم يضمرون الضغائن فى قلوبهم، فأسمع منهم حين وفاته مثلا، "كيف يدفن هذا الشيخ الذى له كذا وكذا.. من الفتاوى، فى مكان تحل فيه البركة، "البقيع"، بل يصل الأمر إلى أننى سمعت من أحدهم "راح مطرح مراح".

ولكن دعونى أتكلم بصراحة إلى هؤلاء المختلفين معه فى الفتاوى الصادرة منه - رحمه الله – فأقول لهم إن الرجل ذهب إلى مثواه الأخير، فلا داعى لكل هذه الضغائن فلن تفلح تلك المعارضات لتعود به إلى الحياة مرة أخرى، كما أنه من المعروف أن الأموات لهم حرمتهم التى يجب أن تراعى، فرسول الله - صلى الله عليه وسلم – كان جاسا بين أصحابه فمر من أمامه جثمان رجل كافر فوقف له فقالوا له: "إنه كافر" فقال: " إنها نفس زهقت"، فكل هذه الإنسانية من رسول الله مع رجل كافر، على الرغم أنه يختلف كلية مع من يختلف معهم عقيدة، فكيف برجل مؤمن.

لذا فأنا أتساءل هل إذا اختلفنا مع أحد فى الرأى نتمنى له أن يباد من على وجه البسيطة، أم أن هذه هى "ثقافة التنفيس" – إن صح التعبير – فهى الفرصة التى تأتى على طبق من ذهب، لصب اللعنات والسباب وتخليص الثأر البايت، حيث لا اعتقالات ولا "كلبشات"، لأن الرجل مات.

ومن ناحية أخرى أنه من المعلوم أنه لا يجوز الخوض فى أعراض العلماء بهذه السهولة، فلكى أنتقد عالما لابد أن أكون على القدر نفسه من العلم، ولنفترض أننى على خلاف مع شخص ما فى الآراء ومات، هل أنشغل بأمر آخرته هو، وأقول إنه فعل كذا وكذا وبالتالى سيدخل النار، بدلا من أنشغل أنا بأمر آخرتى وآخذ العبرة والعظة مما وقع أمام عينى، وأستغل هذه الفرصة لكى أراجع نفسى فى كثير من أفعالى وأعمل على تحسينها، لنيل رضوان الله وجناته.

إن ثقافة الصراع التى استشرت فى مجتمعنا لا تغنى ولا تسمن من جوع، فإنه قد حان الوقت لاستبدال هذه الثقافة التى تجرنا إلى الخلف، وتجعلنا فى أذيال العالم بلا منازع.