الموقع الرسمي للاعلامي الدكتور عمرو الليثي - بقلم عمرو الليثي: مجلس المحافظين على كراسيهم 17-1-2011

مجلس المحافظين على كراسيهم

بقلم عمرو الليثى
عندما دعانى الكاتب الكبير مجدى الجلاد لأنضم إلى كتيبة رائعة من الكُتَّاب الصحفيين فى «المصرى اليوم».. قلت لنفسى: «فى أى شىء أكتب؟».. وبعد فترة وجيزة من التفكير رأيت أن أكتب عموداً باسم «واحد من الناس»، وهو اسم برنامجى والمؤسسة الخيرية التى أتشرف برئاستها.. لكن لماذا «واحد من الناس»؟.. لأننا للأسف فى مصر لدينا حكومة رشيدة!! لا تذكر آحاد الناس!!.. عندما تفكر فى مشروع قانون جديد لا تضع فى اعتبارها تأثير هذا القانون على الفقراء والمهمّشين.. وعندما تختار وزيراً لا تفكر إذا كان سيعمل لصالح آحاد الناس أم أغنيائهم من المحتكرين والمسقّعين!!
وعندما يتفتق ذهن الحكومة لاختيار محافظ من المحافظين، الذى يعد بمثابة رئيس جمهورية المحافظة، لا تفكر فى أبسط المقومات التى يجب توافرها فيه.. فمثلاً هل يتأكدون أن هذا المحافظ له خبرة فى مجال العمل المحلى أم لا؟ هل هذا المحافظ رجل «بشوش محبوب» سوف ينزل للناس فى كُفورهم ونُجوعهم وعشوائياتهم ويقوم بحل مشاكلهم، أم يجلس فى «التكييف» ويُسيّر أمامه «موتوسيكل» يجوب شوارع محافظته (علشان الناس تقول المحافظ أهو)؟..
للأسف أن عملية اختيار المحافظ فى مصر تتم وفقاً لتقديرات ومعايير بعيدة كل البعد عن أحوال الناس ومتطلباتهم.. وأصبح الأمر وكأن اختيار المحافظ عبارة عن شهادة تقدير له على خدماته التى قدمها للدولة، سواء كان يعمل قبل ذلك فى الهيئة القضائية أو ضابطاً فى إحدى الجهات، «مش مهم الناس تحبه ولّا لأ».. «مش مهم هيحل مشاكل الناس ولا هيزودها تعقيد».. «المهم إنه يعمل اللى الحكومة عايزاه حتى لو كان على حساب المواطنين».. والنتيجة أن بعض هؤلاء المحافظين قد يكونون متميزين فى أعمالهم السابقة ولكن عندما يتولون مسؤولية عمل تنفيذى يفشلون، لأنهم ليس لديهم أى خبرة فى هذا المجال.. لذا فإن فى أوروبا والدول المتقدمة (على رأى الفنان عادل أمام فى فيلم «الإرهاب والكباب») يختارون المحافظين بالانتخاب وغالباً ما يكونون أعضاء فى المجالس المحلية.. ونجد المحافظ والعمدة هناك على دراية بمشاكل محافظته (وعارف مكان كل بلاعة فى محافظته).. أما ما نحن فيه فقد جعل كل محافظ يجلس على كرسيه الوثير وهو يعلم أن أمامه أربع سنوات ويخلفه بعد ذلك زميل آخر لحق بقطار المعاش.. كل ذلك جعل بعض هؤلاء المحافظين لا يهتمون إلا بتجميل الكورنيش لاستقبال السادة الوزراء ومَنْ فوقهم وحشد الجماهير لتحية ذلك أو ذاك، أو دوره فى المشاركة لتجهيز مسرح الانتخابات بأنواعها، رئاسية كانت أو برلمانية!!.. وعندما يتم تقييم سيادة المحافظ من قِبَل الحكومة أو الحزب يتم تقييمه على أساس مدى قدرته على إنجاح مرشح الحزب فى الانتخابات.. أما دوره كمحافظ فى خدمة أهل المحافظة فلا يعد معياراً لبقائه من عدمه.. (علشان كده أصبح غالبية المحافظين لا يهتمون بمشاكل مواطنيهم، مش مهم الناس تشرب مية مجارى ولا مية نضيفة.. مش مهم الناس تبات فى الشارع ولّا تبات فى بيت.. مش مهم الناس تتعالج ولّا تموت بالحسرة.. المهم مرشح الحكومة ينجح).. ولذلك فقد تحول مجلس المحافظين الذى يرأسه رئيس الحكومة إلى مجلس لـ«المحافظين على كراسيهم» ولا عزاء للغلابة والفقراء والمهمشين من أهل مصر المحروسة.
كلمة وبس
■ الناس هذا الأسبوع فى المريوطية يشتكون من وجود ٧ مصارف صحية وصناعية وزراعية.. والأسماك أصبحت غير صالحة للاستخدام الآدمى.. فهل من مجيب يا حكومة؟
■ الناس أيضاً يشتكون من ارتفاع أسعار السكر والمكرونة والأرز.. «منهم لله».
■ الناس فى أسيوط زعلانة من ارتفاع أسعار الطماطم.. وبيقولوا إن الطماطم عيبها إنها مجنونة و«أنا بقولكم مش الطماطم بس اللى مجنونة فيه حاجة تانية مجنونة».
■ الناس تشتكى هذا الأسبوع من ارتفاع أسعار أنبوبة البوتاجاز وعدم توافرها «كل ده بيحصل ولسه كوبونات حكومة نظيف مابدأتش.. أُمال لو اشتغلنا بالكوبونات هنعمل إيه؟».
■ إذا كان لديك أى مشكلة تريد عرضها فأنا معك.

[email protected]