هل نحن فى اخر الزمان
إن الساعة التى تنتهى فيها حياة المخلوقات ، ويتغير فيها نظام الكون فيضطرب كله ، غيب من جملة الغيوب التى استأثر الله بعلمها .
غير أن الله سبحانه وتعالى وضع لنا أمارات تدل على إقترابها أو قرب وقوعها ، والحكمة فى تقدم الأشراط إيقاظ الغافلين ، وحثهم على التوبة والإستعداد . مَعــنـَـى السَـاعــَـة الساعة لغة : جزء من أجزاء الليل أو النهار ، وتجمع على ساعٍ أو ساعات . وإصطلاحا : الوقت الذى تنتهى فيه حياة المخلوقات ، ويضطرب فيه الكون . وقد أصبح هذا اللفظ علمًا لقيامها ، فإنها تقع بغتة ، ويموت الناس جميعًا فى لحظة واحدة ، حتى إن من تناول لقمة لا يمهل حتى يبتلعها ، والرَّجلين يكون بينهما الثوب فلا يتبايعانه ولا يطويانه ؛ لأنها تفجؤهم فيموتون كلهم بصيحة واحدة ، ووصفها بالقيام ؛ لأنها اليوم ساكنة . وما بقى من الدنيا بالنسبة إلى ما مضى يسير جدًّا ، لكن لا يعلم مقداره إلا الله ، والبشرية الآن تقضى فترة العد التنازلى ، غير أن الساعة لا تأتى إلا بغتة (1) . ________________________ (1) ساعة الصفر فى اصطلاح العسكرين ونحوهم ؛ الوقت السرى المحدد لبدء عمل ما ، والساعة فى الكتاب والسنة هى نقطة الصفر بالنسبة لليوم الآخر ؛ إذ فيها تنتهى الحياة بجميع أشكالها وتبدء القيامة بكل أهوالها . سميت بذلك ؛ لوقوعها بغتة ، أو لقربها ، أو لسرعة الحساب فيها ، أو لأنها تمر على المؤمن كساعة وإن كانت طويلة على الكفار . وتطلق أيضًا على اليوم الآخر ، كما تطلق فى الإصطلاح على مادون ذلك ، فالساعة الصغرى موت الإنسان ، فمن مات فقد قامت قيامته ؛ لدخوله فى عالم البرزخ . والساعة الوسطى موت أهل القرن الواحد ، لكن إذا أطلق لفظ الساعة فالمراد : الساعة الكبرى وهى موت الناس أجميعين بالنفخة ، ثم قيامهم من قبورهم للحساب . مَعــنـَـى الأَمــَـارَات والأَشــْــرَاط الأمارات لغة : العلامات الدالة على الشئ ، ومفردها أمارة . وإصـطلاحـًا : الأحداث التى أخبر الله ورسوله بوقوعها فى آخر الزمان ، تسبق الساعة ، وتدل على قدومها . ويطلق عليها أيضًا الأشراط ، جمع شرط ، وهو العلامة أيضًا ، وأشراط الشئ أوائله التى تدل عليه . فالأمارات والأشراط هى الأمور التى تسبق الساعة ، وتكون علامات دالة على قرب وقوعها ، وإنما يقصد بها أن تكون بمثابة إنذار أخير . أَقــْـسَـــامُ أَشـْـرَاط الســـَـــــاعَةُ تُقسَّم الأشراط التى تسبق الساعة إلى قسمين رئيسين : أ – الأشراط الصغرى ؛ وهى التى تتقدم الساعة بأزمان بعيدة نسبيًّا ، وتكون فى أصلها معتادة الوقوع ، مثل : قبض العلم ، وإضاعة الأمانة ، وإنتشار الخمر ، ونحو ذلك . ب – الأشراط الكبرى ؛ وهى التى تقارب قيام الساعة ، وتكون فى ذاتها غير معتادة الوقوع ، مثل : خروج الدجال ، ونزول عيسى ، وظهور يأجوج ومأجوج ، وغير ذلك . القسـم الأول الأشـراط الصـغـرى وفيه ثلاثة فصول : الفصـل الأول : الأشراط الصغرى التى ظهرت وانقضت ( مُختصر ) . الفصل الثانى : الأشراط االصغرى التى ظهرت ولا زالت تتتابع ( مُختصر) . الفصل الثالث : الأشراط الصغرى التى لما تظهر . الفــصــل الأول الأشـراط الصـغـرى الـتى مـضـت وانـقـضـت ( مُختصر ) مُخْتَصَر جَامِعٌ لِجَمِيعِ أَشْرَاطِ السَاعَة الصُغْرَى التِى مَضَت وانْقَضَت (1) بعثة النبى . (2) انشقاق القمر . (3) تكلم السباع . (4) تكلم الجمادات . (5) تكلم طرف السوط . (6) تكلم شراك النعل . (7) إخبار فخذ الرجل بأخبار أهله . (8) موت النبى . (9) انقراض الصحابة الكرام . (10) فتح بيت المقدس . (11) فتح مصر . (12) ظهور الطواعين والأوبئة . (13) استفاضة المال وكثرته . (14) الاستغناء عن الصدقة من كثرة المال . (15) ظهور الأمن والرخاء . (16) مقتل عثمان بن عفان . (17) موقعة صفين . (18) بداية ظهور الفتن . (19) الفرار بالدين من الفتن . (20) ظهور الخوارج . (21) خروج نار من أرض الحجاز . (22) قتال الترك ( التتار والمغول ) . (23) فتح القسطنطينية الأول . (24) فتح المدائن . (25) زوال الجبال عن أماكنها . (26) الريح الحمراء . (27) كثرة نزول الشهب . (28) انقضاض النجوم . (29) تمنى الصحابة رؤية النبى . (30) اتساع المدينة المنورة . (31) حفر أنفاق بمكة (وذلك لأنابيب ماء زمزم) . (32) اتساع ملك الإسلام (وذلك بسبب فتح المدائن) . (33) بداية افتراق الأمة . (34) بداية ظهور الدجالين والمتنبئين . ______________________ الفـصـل الثـانـى الأشـراط الصـغـرى التـى ظـهـرت ولا زالـت تـتـتـابـع ( مُختصر ) مُخْتَصَر جَامِعٌ لِجَمِيعِ أَشْرَاطِ السَاعَة الصُغْرَى التِى ظهرت ولا زَاَلْت تَتَتَابَع (1) تطاول فقراء العرب فى البنيان . (2) ولادة الأمة ربتها . (3) انتشار الفواحش . (4) ظهور نساء كاسيات عاريات رؤسهن كأسنمة البخت المائلة . (5) ظهور الشرطة ، قوم يضربون الناس بالسياط كأذناب البقر (لزيادة الفساد والسرقة) . (6) التقليد الأعمى (باتباع سنن الأمم الماضية) . (7) انتشار الزنا . (8) استحلال الحر (الزنا) . (9) استحلال الحرير . (10) استحلال الخمر . (11) تسمية الخمور بغير اسمها . (12) استحلال المعازف . (13) استحلال القينات (المغنيات) . (14) قلة الرجال . (15) كثرة النساء . (16) إذا كان الفئ دولًا . (17) والأمانة مغنمًا . (18) والزكاة مغرمًا . (19) وإطاعة الرجل زوجته وعقوق أمه . (20) وإبرار الصديق وإجفاء الأب . (21) وارتفعت الأصوات فى المساجد . (22) ويكون زعيم القوم أرذلهم . (23) ويكرم الرجل مخافة شره لا لفضله وكرامته . (24) ويلعن هذه الأمة أولها . (25) إضاعة الأمانة . (26) إسناد الأمر إلى غير أهله . (27) تخوين الأمين . (28) وإئتمان الخائن . (29) وتكلم الرويبضة (تكلم السفهاء فى أمر عامة الناس) . (30) تصديق الكاذب . (31) تكذيب الصادق . (32) كثرة الكذب . (33) وقلة الصدق . (34) ويشهد المرء وإن لم يستشهد . (35) ويحلف وإن لم يستحلف . (36) شهادة الزور . (37) وكتمان شهادة الحق . (38) ويكون أسعد الناس بالدنيا لكع بن لكع (أى وسخ بن وسخ) . (39) تصدر السفهاء . (40) إمارة السفهاء (سيادة القبيلة فاسقهم) . (41) وأن ترفع الأشرار أو ترتفع التحوت (بأن يكرم الفسقة) . (42) وتوضع الأخيار أو توضع الوعول (بأن يهان الكرام) . (43) ويقبح القول . (44) ويحزن العمل . (45) وتتلى فى القوم الثناة (ماكتب سوى كتاب الله) . (46) وحتى لا يأمن الرجل جليسه . (47) قلة العلم . (48) وظهور الجهل . (49) التماس العلم عند الأصاغر . (50) كثرة الكتابة . (51) وانتشار الكتابة (فشو القلم) . (52) قبض العلماء . (53) ظهور الفتن (وظهور بأس الأمة بينها) . (54) انتشار الفساد . (55) ظهور الفحش والجهر به (الجهر بالزنا) . (56) ظهور التفحش (بذاءة اللسان) . (57) قطيعة الرحم . (58) التسليم على الخاصة (التسليم للمعرفة) . (59) اتخاذ المساجد طرقًا . (60) موت الفجأة . (61) كثرة القتل (الهرج) . (62) إصابة الأمة بالطغيان . (63) كثرة التنافس فى الدنيا (التنافس لعرض على الدنيا) . (64) نقص عرى الإسلام (أولهن الحكم وآخرهن الصلاة) . (65) سوء المجاورة . (66) زخرفة المساجد . (67) التباهى بالمساجد أو التفاخر بها . (68) فتنة إنكار الحديث . (69) فشو التجارة وانتشارها . (70) مساعدة المرأة زوجها على التجارة . (71) عدم تحرى الحلال (عدم المبالاة من مصدر الرزق) . (72) تقارب الأسواق . (73) تقارب الزمان . (74) ضعف المسلمين . (75) تداعى الأمم على أمة الإسلام . (76) كثرة الشح والبخل . (77) ظهور الربا . (78) كثرة الرشاوى . (79) ظهور الدجالين الكذابين أو المتنبئين . (80) تقديم الرجل لإمامة الناس فى الصلاة لجمال صوته وإن كان أقلهم فقهًا وعلمًا . (81) بيع الحكم (بأن ينال الرجل منصب بالرشوة) . (82) وتعلم لغير الدين (بتعلم أى شئ غير الدين) . (83) وتعلم العلم لغير ابتغاء وجه الله (تعلم دين ولكن لجلب الدنانير والدراهم) . (84) أن يكون الولد غيظًا لوالديه . (85) والمطر قيظًا وكثير . (86) ظهور الترف . (87) مشى المطيطاء (وهو دحرجة اليدين عند المشى) . (88) تمنى الموت (لكثرة الفتن) . (89) فتنة لا تدع بيت من العرب إلا دخلته (القنوات الفضائية أو التلفاز) . (90) محاصرة العراق . (91) محاصرة الشام (سوريا ، لبنان ، الأردن ، فلسطين) . (92) تمنى الصلاة فى بيت المقدس (وذلك لمحاصرته) . (93) ظهور الرواحل الجديدة (السيارات) . (94) وأن تكون إبل للشياطين (بأن يسافر الرجل فيصطحب إبلين) . (95) وتكون بيوت للشياطين (بشراء بيتين وترك الآخر [التعزيل]) . (96) خضاب الناس رؤسهم باللون الأسود [الحنِّة باللون الأسود] . (97) تمنى رؤية النبى (لغربة الدين) . (98) ركون العلماء إلى الحكام . (99) كثرة خطباء المنابر . (100) اتخاذ القرآن تجارة (بأخذ الأجر على قرآته أو تعليمه) . (101) انتشار الخرافات (كتصديق التنجيم وقراءة الطالع) . (102) ويكون السلطان والقوة للنساء (فيحكمن الرجال فى كل الأمور) . (103) زخرفة وتحلية المصاحف . (104) زخرفة البيوت وتزيينها . (105) ذهاب الصالحين . (106) صدق رؤيا المؤمن (لغربة الدين فتكون بمثابة مؤنس له) . (107) انتفاخ الأهلَّة (بأن يرى الهلال لليلة فيقال لليلتين) . (108) كثرة القراء . (109) وقلة العلماء . (110) وقوع التناكر بين الناس . (111) كثرة الزلازل . (112) ظهور الخسف . (113) ظهور المسخ . (114) ظهور القذف . (115) كثرة السمن أو زيادة الوزن . (116) النذر وعدم الإيفاء . (117) عدم الرحمة (بأن القوى يأكل حق الضعيف) . (118) غلاء المهر (الذى يكون عند الزواج) . (119) غلاء الخيول . (120) غلاء الأسعار (بأن يُعطى الرجل مائة دينار فيظل ساخطًا) . (121) مطر لا تُكِنُّ منه بيوت المدر (كثرة الفيضانات) . (122) يأتى زمان يُخير الناس فيه العجز أو الفجور . (123) اندراس الإسلام (بمعنى أن تنمحى تعاليمه وظاهره بسبب الفتن) . (124) تكون فتن القاعد فيها خير من الماشى والماشى فيها خير من الساعى . (125) فتنة عمياء صماء عليها دعاة على أبواب جهنم . (126) (127) (128) (129) الاجهاض ، وكثرة الظلم ، واستيلاء بعض التجار على الأسواق (كال"مول" وغيره) ، وعودة أرض العرب مروجًا وأنهارًا . (130) العودة إلى الأسلحة والمركوبات القديمة . ______________________ الفصل الثالث الأشـراط الصـغـرى التـى لـما تـظـهـر وفيه ثلاثة فروع : الفرع الأول : عودة الخلافة الراشدة . الفرع الثانى : ظهور المهدى المنتظر . الفرع الثالث : ظهور القحطانى . 1 - عَـودة الخِـلاَفَـة الرَاشِـدة عن حذيفة قال : قال رسول الله : { تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ، فتكون ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ، ثم تكون ملكًا عاضًّا ، فتكون ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ، ثم تكون ملكًا جبريًّا ، فتكون ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة } ، ثم سكت . [ أخرجه أحمد ، وصححه العراقى من طريقه ، وأخرجه البزار والطيالسى بأتم منه ، وروى الطبرانى فى الأوسط بعضه . قال الهيثمى : " ورجاله ثقات " ] (1) . وعن ابن عباس أن النبى قال : { أول هذا الأمر نبوة ورحمة ، ثم تكون خلافة ورحمة ، ثم تكون ملكًا ورحمة ، ثم تكون إمارة ورحمة ، ثم يتكادمون تكادم الحمير (2) ، فعليكم بالجهاد ، وإن أفضل جهادكم الرباط ، وإن أفضل رباطكم عسقلان } [ أخرجه الطبرانى فى الكبير ] . عن أبى عبيدة قال : قال رسول الله : { إن أول دينكم نبوة ورحمة ، ثم تكون خلافة ورحمة ، ثم تكون ملكا وجبرية ، يستحلون فيها الدم } [ رواه الدارمى فى سننه ] . _________________________ (1) وروى نعيم بن حماد فى الفتن برقم "81" عنه مرفوعًا : { تكون فتنة ، ثم تكون جماعة ، ثم فتنة ، ثم تكون جماعة ، ثم فتنة تعوجّ فيها عقول الرجال } . (2) الكدْم : العض بأدنى الفم ، وهو فعل الحمير ، وقد شبههم بها . وبابه ضرب ونصر . وفى رواية أخرى عند أبى داود والطبرانى عنه أنه قال : قال النبى : { إن الله عز وجل بدأ هذا الأمر نبوة ورحمة وكائنا خلافه ورحمة وكائنا ملكا عضوضاً وكائنا جبرية وفساداً في الأرض يستحلون الفروج والخمور والحرير وينصرون على ذلك ويرزقون حتى يلقوا الله } [ رواه أبو داود الطيالسى والطبرانى عن أبى عبيدة ابن الجراح ومعاذ ابن جبل ] . وقد حدث ما ذكره النبى ونحن الآن فى زمن الملك الجبرى ، كما فى ( حديث حذيفة ) وفى عصر التكادم ، كما فى ( حديث ابن عباس ) وننتظر عودة الخلافة الراشدة . والأحاديث تدل على استقلالية الأقطار الإسلامية بعضها عن بعض ، غير أنه لا يحدد عدد الخلفاء الراشدين المنتظرين ، فإن كلمة خلافة لا تعنى خليفة واحدًا ، بل تعنى المرحلة المتصفة بذلك ، بدليل أن الخلافة الراشدة الأولى كانت من أربعة خلفاء ، والملك العاض والجبرى كانا بمن لا حصر لهم . ؟ وهل المقصود بها خلافة المهدى ومن بعده ؟ أم هل ستكون قبل ظهوره ، ثم يأتى هو فى أعقابها ؟ الظاهر من النصوص أنه إذا كان المهدى هو الخليفة الذى يصلى المسيح خلفه – وهو الراجح كما سيأتى – فإن هناك خلافة تسبق ذلك ، وتنزل الأرض المقدسة ، وتكون عاصمتها القدس ، ثم يظهر المهدى ، والله أعلم . عن أم سلمة قالت : قال رسول الله : { يكون اختلاف عند موت خليفة ، فيخرج رجل من أهل المدينة هاربًا إلى مكة ، فيأتيه ناس من أهل مكة ، فيخرجونه وهو كاره ، فيبايعونه بين الركن والمقام ... الحديث } [ أخرجه أبو داود ] (1) . فلا شك أن المبايع بين الركن والمقام هو المهدى – كما سيأتى – وقد نص الحديث على وجود اختلاف بعد موت خليفة ، فدل على وجود خلافة قبله ، ويكون فى نهايتها خصام ونزاع ، ثم يأتى هو فى أعقابها ، فيملأ الدنيا عدلًا ، كما فعل عمر بن عبد العزيز بعد أن صَحَّت بيعته ، فسمى خامس الراشدين . عن عبد الله بن حوالة الأرذى قال : وضع رسول الله يده على رأسى – أو قال على هامتى – ثم قال : { يا ابن حوالة ، إذا رأيت الخلافة نزلت الأرض المقدسة ، فقد دنت الزلازل والبلابل والأمور العظام ، والساعة يومئذ أقرب من الناس ، من يدى هذه إلى رأسك } _________________________ (1) قال عبد القادر فى تعليقه على جامع الأصول 10/27 : " وهو حديث حسن " . [ أخرجه أبو داود ] (1) . فدل على الخلافة عاصمتها القدس ، وقاعدتها أرض فلسطين ؛ لأن الأرض المقدسة هى فلسطين – كما فى سورة المائدة / 21 – والبركة مقرها المسجد الأقصى – كما فى سورة الإسراء / 2 – وهذه الخلافة لم توجد . عن معاذ بن جبل قال : قال رسول الله : { عمران بيت المقدس خراب يثرب ، وخراب يثرب خروج الملحمة ، وخروج الملحمة فتح القسطنطينية ، وفتح القسطنطينية خروج الدجال ، كما أنك قاعد ههنا – أو كما أنك قاعد – } يعنى معاذ بن جبل .[ أخرجه أبو داود والترمذى وابن ماجه ] (2) . فجعل كل واحدة منهن عين الأخرى . وعمران بيت المقدس يكون بجعله عاصمة الخلافة الإسلامية ، وعندما يخرج الدجال ، وينزل عيسى لقتله ، يكون المهدى حاضرًا ، فيصلى المسيح خلفه . عن محمد ابن الحنيفة أنه قال : ينزل خليفة من بنى هاشم بيت المقدس ، يملأ الأرض عدلًا ، يبنى بيت المقدس بناءً لم يبن مثله ، ويملك أربعين سنة ، ثم تكون هدنة الروم على يديه فى سبع سنين بقين من خلافته ، ثم يغدرون به ، ثم يجمعون له بالعمق ، فيموت فيها غمًّا ، ثم يلى من بعده رجل من بنى هاشم ، ثم تكون هزيمتهم وفتح القسطنطينية على يديه ، ثم يسير إلى رومية فيفتحها ، ويستخرج كنوزها فينزلها ، ويخرج الدجال فى زمانه ، وينزل عيسى ابن مريم فيصلى خلفه . [ أخرجه نعيم بن حماد فى الفتن ] (3) . فظواهر هذه النصوص تشير إلى أن بيننا وبين المهدى الذى يصلى المسيح خلفه أمدًا نسبيًّا . وهذا يدل على أن دولة الصهاينة الحالية سوف تسقط بإذن الله ، وتكون القدس عاصمة للخلافة الراشدة المنتظرة ، وأن اليهود سوف يتفرقون ، ثم يعودون مع الدجال . عن المقداد بن الأسود قال : سمعت رسول الله يقول : { لا يبقى على ظهر الأرض بيت مدر ولا وبر ، إلا أدخله الله كلمة الإسلام ، بعز عزيز أو ذل ذليل ، إما يعزهم الله ، فيجعلهم من أهلها ، أو يذلهم فيدينون لها } [ أخرجه أحمد ] . ففيه إشارة إلى الجزية ، وإشارة أخرى إلى أن هذا إنما يكون قبل نزول المسيح ؛ لأنه لا يقبل الجزية من أحد . _________________________ (1) ذكر المعلق على جامع الأصول 10/402 أن الحافـظ قال فى التهذيب : " والإسناد لا بأس به ". (2) قال المعلق على جامع الأصول 10/414 : " وإسناده ضعيف " . لكن له شواهد . (3) رقم "1200" : ثنا الوليد عن أبى عبد الله مولى بنى أمية عن محمد ابن الحنفية . |
الساعة الآن 06:46 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المشاركات والمواضيع بالمنتدى تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن وجهه نظر الموقع
الموقع برعاية الشركة المصرية لتطبيقات الانترنت