الموقع الرسمي للاعلامي الدكتور عمرو الليثي - ظاهرة التسرب من التعليم........الى اين؟

مما يثير الحزن ويدعو الى القلق أن ترى طفلا صغيرا يحمل حقيبته على ظهره ويطلق العنان لقدميه هاربا من بوابة المدرسة.. وبعد أيام تراه يسير بعينين دامعتين وقلب كسير يطارد لقمة العيش بين عجلات السيارات..يحمل لفافة من الصحف ينادي عليها بصوته الضعيف الضائع وسط ضجيج الحياة...
مثل هذا الطفل لا يريد منا أن نشفق عليه أو نكتفي بالقاء قطعة نقدية له.. مثل هذا الطفل ينتظر منا أن نبحث في قضيته..في أسبابها ومخاطرها وعلاجها
ويمكن تلخيص القضية كلها -من وجهة نظري- في ثلاث كلمات(التسرب من المدارس)
فخروج الطالب من المدرسة قبل أن ينهي مرحلة التعليم الأساسي يدفعه رغما عنه الى مثل هذا المصير المعتم.
وهنا نتسائل : من هو المسؤول عن كل هذا؟؟ وعلى من نلقي اللوم؟؟على الطفل القاصر أم على الاهل الغافلين أم على ظروف الحياة الصعبة ؟؟أم ان للمدرسة نفسها دورا فاعلا في ذلك ؟؟ أيا كانت الاجابة فهي لن تحل المشكلة الا اذا خرج الأمر من دائرة المعرفة المجردة الى العمل الدؤوب الجاد
كيف يمكن أن يكون حال مسافر ضل طريقه في الصحراء وقد نفذت مؤونته؟
ما أشبه حاله بمن اختار خوض معترك الحياة دون أن يحسن الاستقرار له
يجب علينا أن نطمح الى مستقبل مشرق لأبنائنا بعيد عن الذل والفقر...فيكفينا ما عانينا من ألم وهوان ....هيا بنا نعمل من أجل سعادة أبنائنا..أمل المستقبل...من أجل جيل متعلم ومثقف..من أجل مستقبل أفضل..هيا نعمل بجد حتى نرى سجلات التسرب والاطفال المشردين قد أقفلت الى الابد.